![]() |
غلق | | مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار | |
![]() |
خيارات وادوات |
|
الدولة الدينية وخطرها على المجتمع الحديث
الدولة الدينية هي دولة القطيع والفكر الواحد والمرجعية الماضوية السلفية الدراوشية القروسطية الطقوسية هي دولة الفقهاء والرعية والكبت الإجتماعي وتغييب كلي لدور المرأة والعقل ونفي الآخر المختلف وكل شيء موجود بالتفصيل في النصوص لمن يقرأ ويفهم . والخطير هو ربط الحاكم والسلطة بالمقدس حتى يصبح الجهلة والرعاع والأغبياء أشباه آلهة ولو بحثت بالعقل والعلم لوجدت أن كل السردية الدينية صناعة بشرية تخيلية وكاذبة في غياب الأدلة وذلك من أجل السلطة والمتعة والغنيمة ثم أصبح في أيامنا هذه مجرد تجارة كلامية و طقوس بالية تستعمل كمخدر للتحكم في الناس وتطويعهم وتنميطهم واستعبادهم ثم استعمالهم للقتل والتخريب والتدمير وخدمة أجندات الدول المتنفذة في العالم مقابل فتات المال والنكاح وتحقيق الذات المهزومة والمنبتة. فالدولة الدينية والتي تطبق شريعة الأموات الذين عاشوا زمن العصور الوسطى ضمن آليات وسلوك وتفكير جماعات بدائية اصطدمت بالواقع الجديد في زمن الحداثة والعلم ووجود إنسان آخر لا يمت بأي صلة بما حدث قبل 1400 سنة ولذلك حدثت إرهاصات وتشوهات نفسية وجودية أثرت على تطور المجتمعات بوجود فجوة معرفية بين الماضي وأدواته البالية والحاضربأدواته الحديثة مما خلق شرخا معرفيا ونفسيا في صلب المجتمع والدولة فنتج عنه صراعا مدمرا له أثر سلبي على التنمية والتقدم. فقد استعمل العرب في الماضي الوازع الديني كقوة معنوية في ضبط المجتمع ودفعه للتضحية والغزو والقتال حتى أسسوا امبراطورية أدهشت العالم وتغلبت على الامبراطورية الفارسية أو ما تبقى منها والامبراطورية الرومانية وربيبتها البيزنطية وقد تحقق كل ذلك بفضل المحرك الديني وقد غفلوا مع الأسف عن البعد الفكري والعلمي والتطوري وتركوا هذه المهمة لساكن السماء فهو القادر على كل شيء فتخلفوا وانهزموا وتلاشت حضارتهم . فأصبح في العصور المتقدمة البعد الديني مجرد طقوس بالية وترديد للكلام والتغني بالأمجاد ومحرك يدفع للوراء وكابح للتقدم واستعمله الحكام كمخدر لتلهية الرعية والتحكم في عقولهم والسيطرة عليهم للبقاء أطول مدة في الحكم والاستحواذ على الثروة .وبما أن النصوص الدينية والتي تحمل الأفكار والمعرفة السائدة زمن العصور الوسطى وهي أفكار بدائية وبسيطة وقد تشبث الفقهاء بها وكذلك العامة لارتباطها بالمقدس والسلف الصالح حتى أصبحت من ضمن العقائد والشعائر المتبعة من جيل لآخر عن طريق التوارث مما أجهض كل عملية تجديد أو إصلاح للمنظومة المعرفية السائدة في العالم العربي فلم تحدث القطيعة المعرفية كما وقع بالعالم الغربي.فالقطيعة المعرفية ضرورية للدخول إلى عصر العلم والحداثة بمغادرة فكر البداوة والتمسك بتراث قديم غير فعال ومكبل للعقول وذلك عن طريق جعل التدين أمرا شخصيا عموديا وفك الارتباط مع العقل السلفي حتى لا يبقى الأموات منذ زمن بعيد يتحكمون في عقول الناس حاضرا ومستقبلا فيمكنهم بذلك تحقيق ذواتهم وعالمهم الخاص بهم بالإعتماد على أنفسهم عن طريق إرادتهم الحرة والمستقلة والمبدعة انسجاما مع التطور والبيئة التي يعيشون فيها حاليا بكل أبعادها النفسية والتكنولوجية والعلمية فيتحولون إلى ذوات فاعلة ومنتجة للمعرفة عوض كائنات مجترة لمقولات عفا عنها الدهر وشرب.
|
|