إما الثورة وإما العبودية ..
سعود سالم
2025 / 5 / 1 - 14:01
هما مين وأحنا مين
هما مين و إ حنا مين؟
هما الأمرا و السلاطين
هما المال و الحكم معاهم
وإحنا الفقرا المحرومين
حزر فزر شغّل مخك
شوف مين فينا بيحكم مين؟
إحنا مين و هما مين
إحنا الفعلا البنايين
إحنا السنة و إحنا الفرض
إحنا الناس بالطول و العرض
من عافيتنا تقوم الارض
وعرقنا يخضر بساتين
حزر فزر شغل مخك
شوف مين فينا بيخدم مين؟
هما مين و إحنا مين؟
هما الامرا و السلاطين
هما الفيلا و العربية
والنساوين المتنقية
حيوانات استهلاكية
شغلتهم حشو المصارين
حزر فزر شغل مخك
شوف مين فينا بياكل مين؟
إحنا مين و هما مين؟
إحنا قرنفل على ياسمين
إحنا الحرب: حطبها و نارها
وإحنا الجيش اللي يحررها
وإحنا الشهدا بكل مدارها
منكسرين أو منتصرين
حزر فزر شغل مخك
شوف مين فينا بيقتل مين؟
هما مين و إحنا مين
هما الامرا و السلاطين
هما مناظر بالمزيكا
والزفة و شغل البوليتيكا
ودماغهم طبعاً استيكا
بس البركة بالميازين
حزر .. فزر شغل مخك
شوف مين فينا بيخدع مين؟
هما مين و إحنا مين؟
هما الامرا و السلاطين
هما بيلبسوا أخر موضة
وإحنا بنسكن سبعة في أوضة
هما بياكلوا حمام و فراخ
وإحنا الفول دوخنا و داخ
هما بيمشوا بطيارات
وإحنا نموت بالاوتوبيسات
هما حياتهم بامب جميلة
هما فصيلة و إحنا فصيلة
حادي يا بادي يا عبد الهادي
يا اللي عليك قصد الغنوا دي
لما الشعب يقوم و ينادي
يا إحنا يا هما في الدنيا دي
حزر فزر .. شغل مخك
شوف مين فينا حيغلب مين
أحمد فؤاد نجم
بمناسبة أول مايو، والذي يعتبر في تاريخ الحركة العمالية رمزا للنضال من أجل الحصول على الحقوق العمالية الأساسية، واليوم رمزا لحماية هذه الحقوق، ننشر للقراء نصا للمناضلة روزا لوكسمبورغ. إنه أحد أشهر النصوص التي كتبتها روزا لوكسمبورغ وهي في الرابعة والعشرين من عمرها ونشرته في صحيفة - قضية العمال - Sprawa Robotnicza سنة ١٨٩٤. وقد ترجم هذا النص الشاعر سعدي يوسف، ونقلناه عن موقع روزا لوكسمبورغ في الحوار المتمدن.
الفكرة السعيدة في استخدام احتفال العطلة البروليتارية ، وسيلةً للحصول على يوم عملٍ ذي ثماني ساعات ، هذه الفكرةُ وُلِـدَتْ ، أولاً ، في استراليا . إذ قرّرَ العمالُ هناك ، سنة 1856 ، تنظيمَ يومٍ للتوقف الكامل عن العمل مصحوبٍ باجتماعاتٍ وتسلياتٍ ، تأييداً ليوم عملٍ ذي ثماني ساعات. في البداية كان مقرراً أن يكون هذا الإحتفالُ في الحادي والعشرين من نيسان . وكان العمال الأستراليون يريدون أن يحتفلوا هذا الاحتفال للعام 1856 فقط. لكن الاحتفال الأول كان له وقْعٌ شديدٌ على جماهير البروليتاريا في أستراليا ، رافعاً معنوياتهم ، ودافعاً إياهم نحو تحريضٍ جديدٍ ، وهكذا تقرّرِ أن يقام الاحتفال كل عامٍ .
والحقّ يقالُ : ماذا يمكن أن يمنح العمالَ شجاعةً أكثرَ ، وإيماناً بقوّتهم ، غير توقُّفٍ تامٍّ عن العمل ، قرّروه بأنفسهم؟ وماذا يشجِّـع الأرقّـاءَ المؤبَّدين للمعامل والـمَـشاغلِ غير تعبئة قوّاتهم الخاصة؟
هكذا جرى التقبُّـلُ السريع للاحتفال البروليتاري ؛ ومن أستراليا بدأَ ينتشر في البلدان الأخرى ، حتى شملَ العالَمَ البروليتاري بأســرهِ .
أول مَن حذا حذوَ العمالِ الأستراليين ، كان العمال الأميركيون . ففي 1886 قرروا أن يكون الأول من أيار يوم توقُّفٍ كاملٍ عن العمل. وفي ذلك اليوم ، ترك مائتا ألفٍ منهم عملهم ، مطالبين بيوم عملٍ ذي ثماني ساعاتٍ .
في ما بعدُ ، منعت الشرطةُ والمضايقاتُ القانونيةُ ، العمالَ ، ولعدة سنواتٍ ، من إعادة تظاهرةٍ بهذا الحجمِ .
لكنهم في العام 1888 جددوا قرارهم ، محدِّدين أن يكون الإحتفال القادم في الأول من أيار 1890 .
في الوقت نفسه ، صارت حركة العمال في أوربا أقوى ، وأكثرَ حيويةً . والتعبيرُ الأجلى لهذه الحركة حدثَ في مؤتمر العمال العالمي ، سنة 1890 . وفي هذا المؤتمر الذي حضره أربعمائة مندوب ، تقرّرَ أن يكون يوم العمل ذو الساعات الثمان ، المطلبَ الأولَ . هنا أيضاً طالبَ مندوبُ النقابات الفرنسية ، العاملُ لافين Raymond Lavigne ، من بوردو Bordeaux ، بأن يُـعَـبَّـرَ عن هذا المطلب ، في جميع البلدان ، من خلال توقُّفٍ شاملٍ عن العمل . مندوب العمال الأميركيين أشارَ إلى قرار رفاقه ، الإضرابَ في الأول من أيار ، 1890 ، فقرّرَ المؤتمرُ اعتبارَ هذا التاريخ يوماً للإحتفال البروليتاري العالمي .
إذاً ، قبل ثلاثين عاماً ، في أستراليا ، فكّـرَ العمالُ بمظاهرةِ يومٍ واحدٍ فقط .
المؤتمر قرّرَ أن يتظاهر عمالُ كل البلدان ، معاً ، من أجل يوم عملٍ ذي ثماني ساعاتٍ ، في الأول من أيار 1890 .
لم يتحدّثْ أحدٌ عن تكرار هذه العطلة في السنوات المقبلة . ومن الطبيعي أن أحداً لم يكن ليتنبّـأَ بالسرعة الخاطفة التي ستنجح فيها الفكرةُ ، ويجري تبنِّـي الطبقة العاملة لهذه الفكرة . وعلى أي حالٍ ، كان مجرد الإحتفال بأول أيار ، مرة واحدة ، كافياً لكي يفهم الجميعُ ويشعروا بأن الأول من أيار ينبغي أن يكون ظاهرةً مستمرةً تقامُ كل عامٍ .
طالبَ الأول من أيار ، بتطبيق يوم العمل ذي الساعات الثمان . لكنْ حتى بعد بلوغ هذا الهدف ، لم يجرِ التخلِّـي عن الأول من أيار .
فما دامَ نضال العمال ضد البورجوازية والطبقة الحاكمة مستمراً ، وما دامت الـمَطالبُ لم تُـلَـبَّ ، فإن الأول من أيار سيكون التعبيرَ السنويّ عن تلك الـمَـطالب .
وحينَ يطلُّ فجرُ أيامٍ أفضلَ ، حين تبلغ الطبقة العاملة العالمية غاياتِـها ، فآنذاك ، أيضاً ، قد يجري الإحتفالُ بالأول من أيار ، على شــرف النضال المرير ، وعذابات الماضي الكثيرة .
كتابة روزا لوكسمبورغ
ترجمة : ســعدي يوســف
" كُتِبت المادة سنة 1894 ، و نُشِرت لأول مرةٍ باللغة البولندية في صحيفة سبرافا « Sprawa Robotnicza » قضية العمال. النصّ الإنجليزي مأخوذٌ من " الكتابات السياسية المختارة لروزا لوكسمبورغ " ترجمة دِكْ هوارد Dick Howard ، الصادر في نيويورك عن Monthly Review Press 1971 – الصفحات 315-316 "
س.ي