عن 1 آيار و2 آيار


عماد عبد اللطيف سالم
2025 / 5 / 1 - 12:50     

لم يَعُد هناكَ عُمّالٌ بـ "ياقاتٍ زرقاء"، وبدلات رماديّة كالِحة، وسحنات هجوميّة مُتجَهِمة، سوى في "غيتوات" قليلة، تنتشرُ في "جزرٍ" معزولة على كوكب الأرض.
نظرية "قيمة العمل" في عصر العولمة، و"ثورة" المعلوماتيّة(البرجوازيّةَ جدّاً)، والوعي"الدليفري" الطازج (بديلاً عن الوعيّ الطبقي"المُعلَّب").. جعلت الياقات، كلّها، بيضاء، ومنحت كلّ "بروليتاري رَث" من الزمن القديم، جهاز آيفون"امبرياليAppleIPhone 16 Pro Max .. ليتفرّجَ على ما يمكنُ أن تفعلهُ "أمريكا" بهذا العالَم.
أمّا "الإمبرياليّة الصينيّة"، فقد منَحت كُل "فلاّح أُممي" سابق، وكُلّ "روبوت" أحمر لاحِق، جهاز هاواوي NOVA 12 SE ليتمكنّ من شتمِ الامبرياليّة(غير الصينية) على الفيسبوك، و"تغريد" الأناشيد الأمميّة على تويتر) X-وليس في الساحة الحمراء)، ولكي يُمارسَ "الهلوسة" الأُمميّة(دون ضوابط اشتراكيّة)على "التيك-توك".
ما تبقّى من "العمال"، يحتَفِلون في1آيار(مع أرباب العمال الجُدد)، بذكرياتهم المريرة عن "النضال" البائد، لـ"مناضلينَ" لم يعودوا موجودين، وتمّت "تصفيتهم" في أوقاتٍ سابقةٍ دون سبب.
ما تبقّى من العمال.. يتفَرّقونَ في 2 آيار عائدينَ إلى "أوكارِهم".. كأنَّ أحداً منهم لم يُطارَد من قبل، ولم يُشَرّد من قبل، ولم يُعذّب من قبل، ولم يُقتَل من قبل، وكأنّ أحداً منهم لم "يُهادِن" أعتى الدكتاتوريّاتِ من قبل.
بعد "الكرنفال الآياري" هذا يذهبُ كلٌّ منهم إلى حيث توجد العائلةُ، والملكيّةُ الخاصةُ، والدولةُ "الأفيونيّةُ" المُدهشة.
لم يَعُد هُناكَ من يُعَلِّمُ "الرِفاقَ" الذين تتيبّسُ رؤوسهم في "المساطر"، وتتخشّبُ عظامهم في "البسطيات، كيفَ يُمكنُ لـ "الكادحينَ" أن "يتّحِدوا" ضِدّ الفاسدين، واللصوص.. وكيفَ يُمكِنُ لهم أن يُقيموا "علاقاتَ انتاجِ" جديدة، لكي يتمكنّوا من مُسايرةِ "الأنماطِ" الجديدةِ لـ "إنتاج" الجلاّدين.
لينينُ مات.
و ستالين سرَقَ المِنجلَ والمطرقة، وذهبَ حاملاً فأسهُ "المُقدّسةُ" إلى المكسيك ليشطرَ رأس تروتسكي إلى نصفين.
وكيم جونغ أون يُطلقُ "الباليستيات" النووية على السماء والبحر، بينما يموتُ الكوريّون الشماليّون من الجوع، والتصفيق، و"التصفية"، في انتظار وجبةِ دجاجٍ باردةٍ، تتبرّعُ بها كوريا الجنوبية لسكّانها "الأصليّين".
الكوبيّونَ يحنّونَ إلى كاسترو، وجيفارا، ومارادونا، والأدغال.. وإلى"السيكَار" الذي يعشقهُ جميع الزعماء "الفاشيست" في هذا العالم.. بينما يمضغون هُم، بدل الخبز، المزيد من الذهول، في جزيرةٍ معزولةٍ عن الحضارة، تتهادى في شوارعها المُتربَة سيّارات "الفورد" و"الدودج" و "الشيفروليه"، موديل 1950.
ومع ذلك.. مع ذلك.. فإنّ (شي جين بينغ) يُمارِسُ "الرأسمالية السريّة" مع ترامب، من أجل أن تنتهي الحرب الروسيّة الأوكرانية بالمزيدِ من مكاسب الهيمنةِ الدوليّة، والنفوذ الإقليمي، وارتفاع وتيرة نموّ الناتج المحلّي الإجمالي للصينِ الشعبيّةِ – "المُجاهِدة"، وللولايات المتحدةِ الأمريكية، معاً، لا غير.
فريدريك أنجلز.. يموءُ في مكتبتهِ الآن من "أثرِ الجحودِ"، والخذلانِ، والوحدة.
و كارل ماركس، يجلسُ مهموماً، ليشربَ القهوةَ مع آدمِ سمث، في كافتيريا "مجلس الأمن"، من أجل تبديدِ "الاغتراب" طويل الأجل، الذي جعلَ "استلاب" فائض القيمةَ من أحفادِ "الكوموناتِ"، طويلاً، ودائماً، و "فاضِحاً" إلى هذا الحدّ.