فاتح ماي ... اليوم العالمي للعمال


عبد الحفيظ حساني
2025 / 4 / 30 - 16:20     

هكذا سيجل التاريخ أول فاتح ماي سيحل بالمغرب هذا العام بعد اغتيال حق الإضراب وصدور القوانين التنظيمية بالجريدة الرسمية، هكذا ستحتفل مركزياتنا النقابية وستقام المراسيم التأبينية لتلقي العزاء ...
ستنظم المهرجانات الخطابية والكرنفالات الفلكلورية المحدد لها نقط انطلاقها ومساراتها ونقط الوقوف والتوقف والانتهاء.
سترصُ الصفوف وتقرع الطبول وترفع لافتات الحداد بجميع الألوان على ثوب مخصص للأكفان: "بالأصفر كفنًاه " بالأزرق كفنًاه " بالأسود والأرجواني والبرتقالي ... وأحمر الشفاه كفنًاه.
وستُتْلى على المنابر بمكبرات صوت عالية - كخطبة الجمعة الرسمية - الكلمات البالية لأمنائنا العامين المرعدة والمزعزعة / الموجَهة والموجِهة / الضامنة للسلم والاستقرار الاجتماعيين، والدعاية الى مصالح الامبريالية العالمية وامتداداتها الوطنية ... وبعد الإطالة ترفع بعد الحين والأخر الشعارات المساندة " للطبقة العاملة " لجبر خاطرها، وكفاصل إشهاري أو استراحة (une petite pause) ليشرب السيد الأمين العام أو ممثله المكلف، أو خادمه الوفي وحارسه الأمين جرعة ماء معلب وفرصة لحذف بعض الأوراق ولتحسين بُحًته الصوتية ....
هكذا سيتحول فاتح ماي الى محطة للصراخ والصياح والبكاء، والندب والعويل والرثاء، كمتنفس وحيد بعد اغتيال حق الإضراب والقضاء على حق الاحتجاج ....
كل مركزية ستتباهى بتاريخها النضالي وأصالة أجدادها المنعمِين والمعينِين. وكل نقابة تتزايد على الأخرى بسجلها الحافل بالنكسات والانتصارات الوهمية (ضرب صندوق المقاصة، ضرب حق التقاعد، تفكيك قوانين الوظيفة العمومية. اغتيال حق الإضراب ...) وكل واحدة في نهاية حفل التأبين ستدعو بالرحمة والمغفرة للوحدة النقابية وحقوق الطبقة العاملة. والى " التوحد " لمواجهة تحديات وخطورة المرحلة. وضرورة توخي الحذر والاستعداد الدائم للتصدي لقانون النقابات والتراجعات المحتملة في الدعم المخصص لمركزياتنا النقابية ...
وفي الختام وبعبارة معتادة " عاشت الطبقة العاملة" وككل سنة تمر بسلام مراسيم فاتح ماي.
الله ينعل بوها عيشة زي الزفت
يا عمال المغرب اتحدوا
ضد الاستغلال وضد الاستبداد، ضد الرأسمال
وضد البيروقراطيات النقابية