![]() |
غلق | | مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار | |
![]() |
خيارات وادوات |
|
رحمة شيوخ الدين : حالة سيد القمني
يرحم أو لا يرحم فهذا الأمر موكول لتقدير الإله وحده إذا كان موجودا بالفعل وما يتمناه الناس ليس سوى ثرثرة فارغة لا قيمة لها ولا يقدم ولا يؤخر شيئا وإذا لم يكن الإله موجودا فالترحم على الموتى مجرد كلام فارغ لا يعنى شيئا ولا يضر الميت ولا ينفعه فكلا الحالتين يعتبر الترحم على الموتى كلاما ليس له مدلول أو معنى وهو أمر لا ينفع من مات ولا يضره في شيء وما يقوله الناس هو ترديد ببغائي لتقاليد قديمة وبالية في مجتمع محكوم بالخرافات والأساطير والخوارق الخيالية..ومن يستحق فعلا التقدير هو التنويري الفذ والشجاع الناقد لأساطيرالدين والشريعة بالدليل والحجة العقلية والعلمية هو المفكر السيد القمني الذي ترك أثرا يتكلم عنه بعد موته وهذا الأثر المكتوب هو الذي يعطي قيمة لوجوده عندما كان حيا بيننا وبعد مماته بعدما غادرنا وبهذا يكون قد ساهم رغم قساوة الظروف وتكالب الظلاميين الحاقدين عليه متمسكا بآرائه وأفكاره حتى آخر أيامه وقد قاومهم بالحجة والدليل من داخل النصوص فحاربوه بالتهديد والوعيد والمحاكم ولاحقوه حتى في قبره بالإشاعات والأكاذيب . أما الشيوخ وتجار الدين وبائعي الأوهام للأغبياء والجهلة والمصابون بمرض عمى المقدس وهو عمل ناقل للتراث البالي لا جدوى ولا نفع منه غير تخدير العقول وسلب إرادة الجماهير والشباب بالخصوص مما أنتج مجتمعا مغتربا ومكبوتا منعزلا على نفسه وناقما على الغير المختلف وكارها للعلم يردد ببغائيا نصوصا ومقولات من زمن العصور الوسطى لم تعد تتماشى مع أدوات ومفاهيم العصر الحديث حتى أصبحت عبئا ثقيلا يعود بالمجتمع إلى الوراء ويعيقه نحو التقدم والرخاء. ولهذا فشتان بين ما قام به السيد القمني في مدونته الفكرية والبحثية والتي خلخلخت المسلمات وغيرت المفاهيم ونورت العقول الراكدة والمتكلسة حتى تنفض الغبار عن تراثها المتجمد وترفع عنه غبن السنين ووعثاء الدهور والتخلف لتبني حضارة العقل والعلم والتكنولوجيا الحديثة وتغادر دولة الشيوخ والفقهاء والكلام وبين جيش عرمرم من تجار الدين معتكفون في المساجد ودور العبادة ليلا نهارا يقاومون الجهل والفقر والمرض بالدعاء والتسابيح ولا عمل لهم غير النميمة وتكفير الناس ومطاردة شعر ولباس النساء وفتاوي التحريم وتأويل النصوص حسب أهوائهم وشهواتهم ونزواتهم الجنسية ودعوة الناس للصبر والتحمل وطاعة ولي الأمر والمزيد من الخشوع والإعتكاف والتضرع.فالتنويريون ليسوا في حاجة بعد موتهم للترحم من طرف الذين يدعون أن الإله أعطاهم صكوك التوبة والرحمة يوزعوها بمعرفتهم حسب منطق المحسوبية الدينية وأن مدونتهم الفكرية والإبداعية هي فقط من تتذكره برحمة الأرض ومن عاش لفكره قدحة نار لتضيء ظلام الجهل وتنفض غبار الموروث البائد من دنسه الموبوء.
|
|