الإبادة الجماعية في سوريا: 30 ألف شهيد علوي ومقابر جماعية تكشف جرائم الجولاني


احمد صالح سلوم
2025 / 3 / 12 - 09:06     

تشهد سوريا كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث تتكشف يومًا بعد يوم فصول مروعة من الإبادة الجماعية التي ترتكبها هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع، المعروف بـ"أبو محمد الجولاني"، ضد المدنيين، خاصة من الطائفة العلوية. فيديوهات وشهادات حية تؤكد استهدافًا ممنهجًا للعلويين والأقليات الأخرى، وسط محاولات لطمس الجرائم عبر مقابر جماعية وحرق الجثث، بدعم من تركيا ومحميات الخليج الصهيو-أمريكية، وتغطية إعلامية مضللة من قنوات مثل الجزيرة والعربية.
فيديو عمر رحمون: مقابر لإخفاء الضحايا
في 11 مارس 2025، نشر الناشط عمر رحمون على منصة "إكس" فيديو صادمًا من قرية الصنوبر بريف جبلة، يظهر جثث العديد من المدنيين العلويين الذين قتلوا على يد هيئة تحرير الشام. وكتب رحمون: "يظهر في الفيديو الكثير من الشهداء العلويين المدنيين الذين قتلوا على أيدي هيئة تحرير الشام ويقومون بتحضير مقابر جماعية قريبًا من الطريق العام لكي يتم إخفاؤهم عن الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات العالمية." هذا الفيديو يكشف نية واضحة لإخفاء الأدلة، فيما يشير إلى حجم الجريمة التي تتجاوز مجرد أعمال عنف عشوائية.
رامي عبد الرحمن: توثيق الجرائم
نقلت قناة "المحور السوري" على تيلغرام لقاءً صحفيًا مع رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي كشف تفاصيل مروعة. قال إن أحد قادة حكومة دمشق طلب منه تخفيف نقل أحداث الساحل، لكنه رفض، مؤكدًا: "ما يحدث مجازر صارخة وانتهاكات بحق الطائفة العلوية، ولدينا توثيق بالأسماء والصور والفيديوهات لآلاف الشهداء المدنيين الذين قتلهم المجرمون الجهاديون، ولا يمكننا السكوت." وأضاف أن القائد رد بتبرير ضعيف: "يلي عم يصير ناس عم تفش خلقها، بس ما أكتر!"
عبد الرحمن أوضح أن ما جرى في الساحل ليس انقلابًا، بل هجمات منظمة نفذها عسكريون سابقون استغلوا مناخًا طائفيًا مشحونًا. وأكد: "العلويون فُصلوا من وظائفهم، تعرضوا للتضييق، وآلاف العسكريين معتقلون في سجون إدارة العمليات العسكرية. وثقنا 500 انتهاك، معظمها قتل، قبل الهجمات، وكنا نتوقع الانفجار." وأشار إلى أن النفير العام في المناطق الثائرة سابقًا، مع دعوات جهادية علنية في المساجد، مهد لعمليات تصفية ممنهجة.
خبراء دوليون: 30 ألف شهيد
نقل موقع "المحور" عن خبراء دوليين تقديرات صادمة تشير إلى أن عدد شهداء المذابح بحق العلويين قد يصل إلى 30 ألفًا. هذا الرقم، إذا تأكد، يضع هذه الجرائم في مصاف أكبر المجازر في التاريخ الحديث، مما يؤكد أن ما يحدث ليس مجرد صراع داخلي، بل عملية إبادة جماعية تهدف إلى تطهير ديني وعرقي.
مخطط الإبادة: من العلويين إلى الجميع
الجرائم لا تقتصر على العلويين، بل تشمل الشيعة، المسيحيين، الدروز، والسنة في حلب ودمشق ممن يرفضون التكفيريين. الجولاني، المدعوم من تركيا كواجهة لسلطة غير شرعية، يقود هذه الحملة بدعم من أردوغان، تميم آل ثاني، ومحمد بن سلمان. فيديوهات نشرها الإرهابيون أنفسهم تظهر فخرًا بقتل الأطفال والمدنيين، مع محاولات لحرق الجثث أو دفنها في مقابر جماعية لإخفاء الأدلة.
دور الإعلام الخليجي: طمس الحقيقة
الجزيرة والعربية، بدعم خليجي، تعملان على تبييض وجه الجولاني، متجاهلتين الوثائق والفيديوهات التي تثبت الإبادة. هذا الصمت المتعمد يعكس تواطؤًا مع مخطط تركي-خليجي لإعادة تشكيل سوريا وفق أجندة طائفية، تخدم الاحتلال الصهيوني الذي استفاد من تسليم 400 كم² من الأراضي السورية.
السياق: من السقوط إلى الإبادة
بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024، وعد الجولاني بحكم شامل، لكنه بدلاً من ذلك أطلق حملة اضطهاد ضد العلويين في مناطقهم التاريخية بالساحل. الفصل من الوظائف، الاعتقالات، والقتل الجماعي أصبحت سمات هذه المرحلة، مدعومة بتركيا عبر تسليح وتنسيق عسكري، وبقطر والسعودية عبر التمويل والدعاية.
الأرقام والشهادات: صرخة من الساحل
الفيديوهات من الصنوبر تظهر جثثًا متراكمة، بينها أطفال ونساء، فيما تقدر التقارير بآلاف الضحايا حتى الآن، مع تصاعد الرقم إلى 30 ألفًا بحسب خبراء دوليين. عبد الرحمن أكد أن الدعوات الجهادية كانت علنية، وأن من أعلن النفير نفذ التصفيات، مما يشير إلى خطة مركزية وليس أعمالاً فردية.
تهديد إقليمي
هذه الجرائم قد تشعل حربًا طائفية تهدد المنطقة بأكملها. استهداف الأقليات يعزز الانقسامات ويفتح الباب لتدخلات خارجية، فيما يسعى الاحتلال التركي لفرض سيطرته، مستغلاً الدعم الخليجي والصمت الدولي.
مطالب عاجلة
ما يحدث في سوريا إبادة جماعية موثقة تتطلب تحركًا فوريًا من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية. المقابر الجماعية وحرق الجثث دليل على نية إخفاء الجرائم، مما يستوجب تحقيقًا عاجلاً. الجولاني وداعموه -أردوغان، تميم، وبن سلمان- يجب محاسبتهم كمجرمي حرب، مع فضح دور الجزيرة والعربية في طمس الحقيقة.
خاتمة
سوريا تنزف تحت وطأة الجولاني وأسياده. 30 ألف شهيد علوي، مقابر جماعية، وفيديوهات تتحدث عن نفسها، فيما يصمت العالم. إنها دعوة للاستيقاظ قبل أن تُدفن سوريا تحت التراب والنسيان، بينما يواصل الإرهابيون والداعمون جرائمهم دون عقاب.