الإبادات الجماعية من العهد العثماني إلى الإرهاب الحديث الصهيوني التركي الخليجي : لماذا تتكرر اللعبة الكبرى؟


احمد صالح سلوم
2025 / 3 / 9 - 09:12     

تتشابك خيوط الإبادات الجماعية عبر التاريخ مع مصالح مالية وسياسية عابرة للزمن. من الإبادة العثمانية للأرمن واليونانيين إلى فظائع الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق واليمن، يرى البعض أن تركيا تلعب دورًا مركزيًا في هذه الدورة، بدعم من قوى مالية كعائلة روتشيلد وتمويل خليجي مثير للجدل. فهل نحن أمام تكرار لنفس السيناريو تحت أقنعة مختلفة؟
جذور التاريخ: الإبادات العثمانية
في أوائل القرن العشرين، شهدت الدولة العثمانية إبادة منهجية لأكثر من مليون أرمني ومئات الآلاف من اليونانيين بين 1915 و1923، في فصل دموي لا يزال يثير الجدل. الكاتب نازاروف يرى أن تركيا، كوريثة للعثمانيين، لم تكتفِ بإنكار هذه الجرائم، بل واصلت نهجها الإبادي في سياقات جديدة. من دراسة التاريخ، يبرز رأي يربط هذه الأحداث بسيطرة عائلة روتشيلد على البنك العثماني الإمبراطوري حوالي 1860، حيث يُعتقد أن الاحتكارات المالية الغربية غذت الصراعات لنهب ثروات المنطقة، ممهدةً للفوضى والإبادات.
سوريا: أدوات إرهابية تحت راية تركية
في العصر الحديث، يتهم منتقدو تركيا الحكومة الحالية بدعم جماعات إرهابية مثل "داعش" و"هيئة تحرير الشام" بقيادة الجولاني، إلى جانب فصائل مرتبطة بالإخوان المسلمين، لاستهداف العلويين والمسيحيين في سوريا، وكذلك السنة المعارضين لجرائمها في حلب ودمشق. يشير هؤلاء إلى أن هذه الجماعات كانت أدوات للاحتلال التركي في شمال سوريا منذ 2011، مكررةً نمط الإبادة العثمانية. في ستينيات القرن الماضي، قصف الرئيس السوري أمين الحافظ مواقع الإخوان في ريف حماة ردًا على محاولاتهم تصفية السكان، فيما يراه البعض استباقًا لموجات العنف اللاحقة.
نازاروف يحذر من أن طموح أردوغان لإحياء إمبراطورية جديدة يضعه في مواجهة ليس فقط مع جيرانه، بل مع قوى عظمى كروسيا والولايات المتحدة. ويضيف: "إنها لعبة كبيرة قد تفوز فيها تركيا بكل شيء أو تخسر كل شيء"، مشيرًا إلى أن تحدي أنقرة لروسيا يعيد فتح ملف أمن المضائق البحرية، التي كادت موسكو أن تسيطر عليها بعد الحرب العالمية الأولى لولا انسحابها.
الخليج: تمويل الفاشية والإبادة
تبرز اتهامات للسعودية وقطر بدعم جماعات متطرفة مثل "جيش الإسلام" والداعشي الجولاني وسائر عصابات الاسلام الصهيوني الفكري السعودي التركي في سوريا، بقيادة شخصيات كالأمير بندر بن سلطان. يزعم منتقدون أن هذا الدعم لم يقتصر على السلاح والمال، بل شمل تسهيل عمليات إبادة استهدفت أقليات دينية وعرقية. وتمتد هذه الاتهامات إلى العراق، حيث تشير تقارير مجلة "لانسيت" البريطانية إلى مقتل مليون عراقي خلال الاحتلال الأمريكي (2003-2011)، مع دور اساسي للسعودية وقاعدة العيديد القطرية الصعيو أمريكية في تمويل الحصار الذي أودى بحياة نصف مليون طفل بسبب نقص الغذاء والدواء.
وفي اليمن، نفذت السعودية وقطر آلاف الغارات الجوية منذ 2015، مخلفة عشرات الآلاف من الضحايا ودمارًا هائلًا. هذه العمليات، التي وصفتها الأمم المتحدة بـ"الكارثة الإنسانية"، تُظهر، حسب منتقديها، كيف تُستخدم الأموال النفطية لتغذية الحروب والإبادات تحت غطاء المصالح الإقليمية.
الاحتكارات المالية: رأي من التاريخ
من دراسة التاريخ، يبرز رأي يرى أن الاحتكارات المالية، مثل عائلة روتشيلد، لعبت دورًا محوريًا في تمكين هذه الصراعات. فمن خلال السيطرة على البنك العثماني، مهدت هذه القوى لانهيار الاقتصادات المحلية، مما سهل الإبادات والفوضى. وفي العصر الحديث، يُعتقد أن هذا النمط تكرر عبر تحالفات بين الشركات الغربية ودول الخليج، التي تستثمر في الحروب لنهب ثروات الشعوب.
تحالفات المستقبل: نهاية اللعبة؟
يطرح نازاروف سيناريو مثيرًا: تشكيل تحالف شرق أوسطي يضم الأكراد كقوة مضادة لتركيا، قد يشمل لاحقًا دولًا أخرى. هذا التحالف قد يعيد رسم خريطة المنطقة، خاصة إذا تصاعد الصراع مع روسيا، التي تسعى لحماية مصالحها البحرية. ومع ذلك، يبقى السؤال: هل ستتمكن الشعوب من كسر هذه الدورة التاريخية؟
خاتمة
من الإبادات العثمانية إلى جرائم "داعش" و"جيش الإسلام"وجرائم عصابات الداعشي الجولاني وعصابات الإخوان المسلمين المدعومة من محمية العيديد للفساد والإرهاب التي بدورها تنفذ أجندات ال روكفلر الذين يحكمونها ، يبدو التاريخ كمرآة تعكس أطماع السلطة والمال. سواء كانت تركيا أردوغان، مقاول السي اي ايه بالباطن ، تسعى لإمبراطورية جديدة، أو الخليج يمول الفاشية، أو الاحتكارات الغربية تتلاعب بالاقتصادات، فإن الضحية واحدة: الشعوب. نازاروف يحذر من أن هذه اللعبة الكبرى قد تنتهي بخسارة الجميع، ما لم يتشكل وعي جماعي يوقفها.!
بالاستفادة من الذكاء الاصطناعي في بعض الجوانب التوثيقة التي توضح الأفكار التي وضعها الكاتب مع تنسيقها مع رأي نازاروف

شاعر وكاتب بلجيكي من اصل روسي وفلسطيني