المجد و الخلود لشهداء إنتفاضة أريف


كوسلا ابشن
2025 / 1 / 19 - 22:11     

"لا أرى في هذا الوجود إلا الحرية, وكل ما سواها باطل", الرئيس الراحل محمد بن عبد الكريم الخطابي.
أرتكب النظام الكولونيالي في 19 يناير 1984, مذبحة وحشية بأريف لتضاف الى سجله الدموي في المنطقة, أرض المقابر الجماعية الحاضنة لأجساد و أرواح الشهداء الخالدون.
يخلد شعبنا ذكرى إنتفاضة 19 يناير 1984, بآلم لهول ما عرفته الإنتفاضة من إنتهاكات جسيمة, إستهدفت حياة الأبرياء, بإطلاق الرصاص العشوائي الذي حصد مئات الضحايا من المدنيين بين القتلى و الجرحى, لتستكمل الجريمة بالتنكيل بالجثث و بالإعتقالات العشوائية التي لم تفرق بين الأطفال و البالغين, الذين تعرضوا في معتقلات الإحتلال لأبشع أنواع التعذيب الجسدي و النفسي .
إنتفاضة يناير كانت رسالة للنظام الكولونيالي الإستبدادي, بأن شعب أريف لا يركع, ففترات الجزر لا تعني الخضوع و لا تعبر عن الإستسلام, و هذا ما بينه التاريخ و بينته الإنتفاضة السلمية 2016-2017. فاليرتعش الإحتلال الإستطاني من الثورة التحررية أريفية القادمة.
الحراك أريفي كان دائما يرعب النظام الكولونيالي الدكتاتوري, و لهذا كان دائما يواجه بالإنزال العسكري الكثيف و بمشاركة الآلات الحربية من المدرعات و الطائرات المروحية, في حرب نظامية ضد المدنيين المسالمين العزل من السلاح.
19 يناير تناولتها المنابر الإعلامية الأوروبية التي فضحت جرائم و جبروت الطاغية الحسن الفاشي في التعامل مع الإحتجاجات السلمية بأريف, و أدانها الإعلام الدولي بإعتبارها جريمة ضد الإنسانية و إنتهاك للقوانين الدولية. إلا أن اللامبالات المحافل الدولية شجع النظام الكولونيالي على التشديد في سياسة الإنتهاكات الجسيمة بأريف. لقد كان سفك دماء منتفضي يناير السلمي وصمة عار على النظام الكولونيالي آل علوي و سياسة التمييز العنصري و وحشية الإستبداد اللاإنساني.
إستمرارية مأساة الشعب أريفي و إنتهاك حقوقه القومية, ستنتج في زمنه المحتوم يناير جديد أكثر تنظيما و مقاومة لآلة القمع الكولونيالي, بشعاره التحرري ( أريف حنا ناسو و لمخزن إسير بحالو). أريف له تاريخ من الإخفاقات في تجاربه الفاشلة, أظهرت أن السلمية في مواجهة النظام الكولونيالي الدكتاتوري, هي عملية إنتحارية عاقبتها الآبادة الجماعية و المزيد من القهر الإجتماعي و الإستبداد البوليسي. الآبادة في حد ذاتها تعد الهدف الإستراتيجي في سياسة أريف للنظام الكولونيالي, و هذا ما يجب أن تدركه حركة النضال أريفي, لتجنب الآبادة المجانية. و السلمية في هذه الظروف نضال غير مجدي, فالقوة لا تواجه إلا بالقوة, و كل ما يؤخذ بالقوة يسترجع بالقوة, حرية أريف تأخذ و لا تهدى.
عدم الإهتمام جمعية الأمم المتحدة بقضية أريف, أباحت للنظام الكولونيالي الفاشي بالتحكم الحديدي بمصير شعب أريف, و إنتهاك حقوقه القومية و إضطهاده الإقتصادي و الإجتماعي, بإستغلال موارده الطبيعية و نهب موارده المالية, و إخضاعه للفقر المدقع.
الواقع المأساوي أريفي لا يتغير بالوعود العسلية, أو بالمشاريع الخادمة لتنمية الرأسمال المالي لصالح الفئة المخزنية, و كذا الهادف الى جلب أفواج من المستوطنين بهدف تغيير التركبة السكانية لأريف. أريف يحتاج الى تغيير ثوري, بهدف تحرير الوطن من نير النظام الكولونيالي, و تقرير مصير الشعب أريفي في دولة مستقلة, تقدمية, دمقراطية و معادية للإستعمار و الإمبريالية. بناء مجتمع حداثي بقطيعة إبستمولوجية مع الفكر الإستعماري الظلامي الرجعي المتزمت.
وطن أريف كما قال عنه رائد الثورة التحررية العالمية, رئيس جمهورية أريف الراحل محمد عبد الكريم الخطابي " أردت ان أجعل من أريف بلد مستقل مثله مثل فرنسا وإسبانيا, وتأسيس دولة مستقلة كاملة السيادة وليس إمارة خاضعة لقوانين وظهائير الحماية, أردت ان يشعر المواطنين ان لهم دولة كما لهم ديانة ".
المجد والخلود لشهداء الحق الطبيعي و القانوني بأريف و بتمازغا.