علاقة القصر بالمهجرين
كوسلا ابشن
2024 / 10 / 8 - 00:12
في أوائل الستينات, بدأ تهجير أبناء الشعب عامة و أهل أريف خاصة, كأيدي عاملة رخيصة في المعامل و المناجم الدول الأوروبية, بهدف جلب العملة الصعبة للنظام العلوي, و كذا ما كان إستراتيجي للنظام الإستبدادي, وهو إخلاء المنطقة من الشباب الثائر, خاصة في أريف بعد كارثة الآبادة الجماعية التي عرفتها بلاد أريف 1958-1959.
بقيت علاقة القصر بالمهجرين حتى اليوم مرتبطة بثلاثة عوامل, الموارد المالية من العملة الصعبة, الإستلاب (الإسلامي) الثقافي و اللغوي و التجسس على المهجرين, خاصة على نشطاء أحرار الموري, غير ذلك لم يهتم القصر أبدا بمصير المهجرين, و لا بأوضاعهم في بلدان الإقامة.
بعد طوفان تدمير غزة, و تدخل دولة حزب الله الغير المدروس بإعلان الحرب على إسرائيل, و الرد هذا الأخير بقصف الجنوب اللبناني و قصف بيروت بضربات دقيقة أدت الى إزالت قيادة دولة حزب الله و على رأسها نصر الله.
نفذت حماس طوفان تدمير غزة, و أشعلت دولة حزب الله حرب دمار لبنان و جلب المأساة و المعانات للشعب و الهلع و الرعب للجاليات الأجنبية, التي وجدت معضمها مساندة و مساعدات مباشرة من سفاراتها في بيروت, التي بدأت في إجلاء مواطنيها الى دولهم الأصلية أو الى دول آمنة, عدا المهجرون الموركيون المنسيون بلبنان, الذين لم يكترث القصر بأوضاعهم المزرية تحت القصف الإسرائيلي العنيف, و إكتفى موظفي القصر بطأمنتهم أن محمد السادس يتابع أوضاعهم ليل نهار. الحقيقة في الوقت الذي تجاهل فيه القصر نداءات المهجرون تحت القصف المتواصل على الجنوب و أحياء بيروت, سارع محمد السادس الى إجلاء عائلة لمياء الصلح أم إبناء عمه عبد الله, المنتمية الى عائلة رياض الصلح أحد أغنياء لبنان. العائلة التي كان بإمكانها السفر الى لندن أو باريس من دون عراقل و لا مساعدة محمد السادس لإجلائها الى الرباط و إقامتها في أفخم الفنادق أو الفيلات و الصرف على حاجيات الضرورية و الغير الضرورية من نفقات الشعب الموركي الذي تئن أغلب فئاته الإجتماعية تحت خط الفقر.
تقدم المهجرون المرعوبون من الحرب بالتوسلات لدى موظفي السفارة آل علوي ببيروت لإجلائهم من هول القصف العنيف, و كان رد السفارة, أنها لا تملك الصلاحية التصرف في مثل هكذا عمليات و عليهم إنتظار الأوامر الأتية من الرباط.
كل نداءات المهجرون قوبلت باللامبالاة سواء من موظفي السفارة ببيروت أو من موظفي القصر آل علوي بالرباط.
آخيرا خرج السيد بايتاس, المتحدث بإسم موظفي القصر عن صمته ليعلن أن الجالية بخير و على خير و لا ينقصها إلا الدعاء لها, و أن الجالية غير مستهدفة بالقصف و لا بالتدخل العسكري البري. و لإطمئنان المهجرين, أعلن بايتاس أن سيده آمر بتشكيل خلية أزمة على مستوى السفارة للتواصل مع أفراد الجالية و للإطمئنان على سلامتهم على مدار الساعة. هذا الحديث الإنشائي المتكرر في كل الأحداث العصيبة, لا يعبر إلا عن تجاهل لمخزن لقضايا و معاناة أبناء الشعب سواء في الخارج أو في الداخل. على المهجرين المعرفة أن القصر لا يبالي بأمرهم في أوقات الأهوال و المصائب, مثل ما يعيشونه حاليا و هم تحت القصف المدمر في أماكن تواجدهم, فالحرب و القصف العشوائي لا يفرق بين من هو لبناني و لا من هو موركي أو أجنبي. على قول بايتاس, فقراء شعبنا في لبنان عليهم الإنتظار أشهر عدة, لإجتماع خلية الطوارئ لتبث في قرار إجلائهم نحو بلدهم, إن حالفهم الحظ بالنجاة من القنابل و الصوارخ السماوية و المعرك الأرضية الطاحنة, و هذا طبعا إن وجدوا لهم مكان في مراكز الإيواء و اللجوء المعدة للبنانيين.
نشرت بعض المواقع الإلكترونية الموركية صرخات و مناشدات أفراد الجالية لموظفي القصر آل علوي, لإنقاذهم من جحيم لبنان, الذي تسبب فيه دولة حزب الله الرجعي, النرجيسي و الإجرامي, بإشعاله الحرب ضد اسرائيل القادرة على تدمير كل دول المنطقة مجموعة, مابالك بدويلة حزب الله الزبونية.
القصر يهتم بأقارب عائلة محمد السادس, الأجانب, و تجاهل مواطنيي الدولة الموركية, التي لا يذكر إلا أموالها بالمليارات المضخمة ثروته الخاصة. الإستغاثة بعدو الشعب لا ينفع, لأنه لا يوجد في القصر آل علوي من يسمع صرخات و أوجاع أبناء الشعب في الداخل و ما بالك الصرخات و النداءات القادمة من الخارج. على المهجرين في لبنان, معرفة أن مصيرهم مجهول في هذه الحرب التي ليس لهم فيها ناقة و لا جمل, فالقادرين على دفع فتورة الرحلة نحو خارج لبنان, عليهم الرحيل و ترك ساحة القتال لعصابة حزب الله, و من لا يستطيع دفع أتباع الرحلة, التي وصل ثمن التذكرة الى 2700 دولار, حسب ما نشرته بعض المواقع, عليه الإلتجاء الى أماكن اللجوء التي وفرتها "الحكومة" اللبنانية المسكينة,الفاقدة لهيمنتها و سيادتها على البلد.