المؤتمر العاشر للاتحاد الدولي للمعلمين .. هموم وتحديات


جهاد عقل
2024 / 8 / 12 - 12:18     

* التعليم الفلسطيني والحرب على غزة ضمن أبحاث المؤتمر
* انتخاب المربية اللبنانية منال حديفة للجنة التنفيذية للاتحاد
- أختتم المؤتمر العاشر للاتحاد الدولي للتعليم الذي عُقد في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس ، في الفترة من 29 تموز/ يوليو إلى 2 آب / أغسطس الحالي ، باشتراك 1200 معلم نقابي يمثلون 383 اتحاد نقابي للمعلمين يبلغ عدد أعضاءه 32 مليون معلمه ومعلم وعامل في الإطار التعليمي من 178 دولة .
يظهر من أبحاث المؤتمر وقراراته بأنه كان مؤتمراً هاماً ، بل مرحلياً بما يتعلق بحاضر ومستقبل العاملين في التعليم بمختلف أنحاء العالم ، خاصة وأنه القوة التنظيمية النقابية الكبرى والأولى على صعيد العالم.

* تواجهنا أخطار خصخصة التعليم وفقدان كوادر التعليم ذات الخبرة

نعم لقد كان هذا المؤتمر الذي عقد في فندق شيراتون بالعاصمة الأرجنتينية ، بمثابة مظاهره ، نقابية للعاملين في التعليم من مختلف أنحاء العالم ، بحثوا خلاله مختلف القضايا الهامة والمُلحة التي تواجه المسار التعليمي العالمي ، ومنها جائحة كوفيد – 19 وتأثيرها على المعلمين والطلاب ، وظاهرة خصخصة التعليم والأخطار التي تحملها هذه الظاهرة على الطلاب وتحصيلهم العلمي ، وعلى حقوق العاملين في التعليم ، واحتمال فقدان كوادر تعليمية هامة للمسار التعليمي على الصعيد العالمي، ولم يغفل المؤتمرون موضوع التعليم في ظل تطور التقنيات الالكترونية ايجابياتها وسلبياتها ، وإشكالية التسرب في الاطر التعليمية في ظل مجتمعات تسيطر عليها الإغراءات التسويقية ، هذا بالاضافة الى قضايا الأجور والحقوق النقابية وغيرها من القضايا.
كما بحث المؤتمر ظاهرة فقدان رغبة كوادر الخريجين في الإنضمام الى العمل في التعليم كمعلمين ، في ظل تدني الأجور وتقليص الحقوق النقابية وحق الضمان الأجتماعي ، وما يواجهه الاتحاد من قلة المنضمين كمعلمين في مختلف المراحل التعليمية ، وان هذه الظاهرة يجب أن تقلق أيضاً متخذي القرارت في الحكومات بمختلف دول العالم ، وضرورة مكافحة ظاهرة التنمر في المدارس وغيرها من الأطر التعليمية ،

* اجتذاب المعلمين المؤهلين بحاجة الى ضمان رواتب لائقة

في مقابلة خاصة مع الرئيسة المنتهية فترة رئاستها للاتحاد الدولي للمعلمين ، النقابية سوزان هوبجود قالت عن ظاهرة قلة المنضمين للجهاز التعليمي في العالم :” إننا نعلم أننا لا نستطيع اجتذاب المعلمين المؤهلين والاحتفاظ بهم وإنهاء نقص المعلمين دون دعم المعلمين في العالم والاستثمار فيهم واحترامهم. إن الحكومات بحاجة إلى ضمان رواتب مهنية تنافسية، وتأمين فرص العمل، وظروف العمل الجيدة، وأحمال العمل المتوازنة.على الحكومات ضمان الاستثمار العام في التعليم ورفض تدابير التقشف.”

* تضامننا أعظم من أي وقت مضى

وأضافت النقابية سوزان هوبجود :" إن هذه المنظمة متفائلة وواثقة. نحن نعلم أننا نلعب دوراً هاماً في بناء العالم المستدام الذي نريده والذي يحتاجه العالم. لكن أعيننا مفتوحة على مصراعيها. نحن نرى العالم كما هو، الحرب، وتغير المناخ، والركود الاقتصادي، والهجمات على الديمقراطية، وتزايد الاستبداد، وأكثر من ذلك. إن أزمة التعليم لا تحدث في فراغ. التقدم ليس حتمياً، بل يجب أن نناضل من أجله ونكسبه ضد خصوم يتمتعون بموارد أعظم كثيراً من الموارد التي نملكها. ولكن على الرغم من الهجمات والنكسات المستمرة، فإن تضامننا أعظم من أي وقت مضى، ونحن نواصل التعبئة حول مواضيع هذا المؤتمر - لتنمية نقاباتنا، ورفع مهنتنا والدفاع عن الديمقراطية".

* التحدي الذي نوجهه الدفاع عن التعليم العام

أما الرئيس الجديد للاتحاد الدولي للمعلمين النقابي الجنوب افريقي موغوينا مالوليكي فقال بعد انتخابه : "بينما نجتمع معًا لقيادة التعليم الدولي، فإن التحدي الذي نواجهه هو الدفاع عن التعليم العام، والعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية والسلام (...) نتطلع إلى العمل معكم من أجل التعليم العام الشامل والعادل عالي الجودة والممول بالكامل من أجل تعزيز حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والعرقية والعدالة المناخية والديمقراطية والسلام".


*?المجموعة العربية للمعلمين العرب

وكانت الحركة النقابية للمعلمين العرب حاضرة في المؤتمر ، ترأسها المربية اللبنانية منال حديفه ، والمنسقة دليلة البرهمي ، وممثل اتحاد المعلمين الفلسطينيين الاستاذ سائد ازريقات، وفي كلمة منال حديفة التي القتها وهي تتلفع بالكوفية الفلسطينية ، طرحت ما يعاني منه أهالي غزة من عدوان وقيام الجيش الاسرائيلي بتدمير البنية التحتية للتعليم من رياض أطفال ومدارس وكليات وجامعات ، وفقدان الطلاب والمعلمين الاسس لاستمرار التعليم ، هذا بالاضافة الى عشرات الالوف ممن فقدوا حياتهم أو يعانون من أسس الحد الادنى لملتزمات الحياة ، وقد أنهت كلمتها برفع الكوفية الفلسطينية ومعها الكثيرون من أعضاء المؤتمر، كما القى كلمة في المؤتمر ممثل فلسطين الاستاذ سائد ازريقات الذي استعرض خلالها معاناة الاهل في غزة وتقويض اسس الجهاز التعليمي فيها .
اضافة لذلك تم اقرار اقتراح القرار المستعجل الذي رفعته النقابات العربية إلى المؤتمر لوقف إطلاق نار فوري في فلسطين.
كما قام أعضاء المجموعة العربية بنشاط بارز وهام بخصوص تجنيد الدعم لفلسطين خاصة المعلمين والجهاز التعليمي في غزة ، وقدم الوفد الفلسطيني الدروع التكريمية لعدد من القادة النقابيين الداعمين للقضية الفلسطينية.
كما تم انتخاب رئيسة البنية العربية منال حديفة بعضوية المجلس التنفيذي للاتحاد للدورة الحالية للاتحاد الدولي للمعلمين .