نحو نظام عالمى أكثر إنصافا 2
ضياءالدين محمود عبدالرحيم
2024 / 7 / 31 - 20:24
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه وعلى رسل الله تعالى جميعا
إن الله تعالى يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى يعظكم لعلكم تذكرون ثم أما بعد،
ذكرت آنفا جريمة معاقبة الشعوب بتصرفات حكامها، لكن لابد من معاقبة الحكام على تصرفاتهم وأستكمل اليوم آليات تنفيذ ذلك على أرض الواقع
ولكن اسمحوا لي بداية أن لا أغفل بعض التصرفات التى طرأت حديثا على المقال ولأصيغها على هيئة أسئلة:
- هل تبنى النظام الديموقراطي يعطي الحاكم مبرر لاقتحام المجال الجوى للدول والاغتيال؟
- وهل يعطي الحق في الاعتذار عن الاساءة لديانة والاساءة لأخرى؟
- وهل يعطى الحق لدول عظمى بمساندة المستبد المحتل في جرائمه؟
- وهل يعطى الحق في الابادة الجماعية وقتل الأطفال والنساء والشيوخ؟
- وهل يعطي الحق في معاقبة الشعوب دون الرجوع للقوانين والتشريعات والأعراف الدولية؟
- وهل يغفل النظام الديموقراطي القائم على العدل فرضا القيم الانسانية؟
- وهل يعود بنا النظام الديموقراطي لشريعة الغاب؛ البقاء للأقوى؟
هل هذا هو النظام الديموقراطي الذى ينادى بالعدل والمساواة واحترام الآخر؟
إن التفكير بتلك العقلية يقود العالم إلى كوارث على المستوى الإنسانى؛ لقد خلقنا الخالق وكلا منا يحتاج إلى الآخر ان لم
يكن اليوم فغدا أو بعد غد.
وأخيرا هل سنقف كمتحضرين مكتوفي الأيدي أمام هذا التطرف الفكري المصحوب بالتنفيذ القسري؟
اقتراحا للحل من منظور حضارى قيمي قانونى فلا أجد مخرجا سوى تفعيل دور المنظمات الدولية بتعديل لوائحها،
ونأخذ الأمم المتحدة كبداية؛ فبدلا من أن يمثل كل دولة وفد ديبلوماسي ليمثل كل دولة وفد قضائى ويلغى مجلس الأمن وما يعرف بالفيتو لتتخذ كافة القرارات باجماع الدول ليسود العدل.
كما يجب اعطاء دور أكبر واختصاصات أكثر لمحكمة العدل الدولية بأن تكون قراراتها ملزمة للجميع دولا وأفراد سواء وافقت أم لم توافق.
كما يجب التدرج في العقوبات التى أتصور أن تكون عقوبات اقتصادية بمقاطعة المستبد المحتل حتى يتم تسليم القادة لمحاكمات دولية عادلة، وبما لا يؤثر على الشعوب.
كما أتصور كخيار أخير وجود جيش دولى يمثل كل الدول بنسب ثابتة ومن يتحدى القانون والأعراف الدولية فليتحدى العالم بأسره.
وفي تصوري لن نحتاج لهذا الخيار الأخير إلا من قبيل هيبة العالم فقط لا غير.
هذا غيض من فيض مما يجب أن تتحلى به النظم الديموقراطية بدلا من التصفيق والوقوف لمجرم حرب ومجرم انسانى لم يقدم شئ للبشرية سوى الكره والدمار والبلطجة السياسية والعسكرية.
أحبتى رغم التقدم التكنولوجي والقرية الصغيرة فيننا مسافات كبيرة على كافة المستويات فكل دولة منعزلة عن الاخرى وعن العالم وتدور في فلك مصالحها؛ وان لم نسأل في الدنيا فالجزاء واقع لا محالة في الآخرة عن كل فعل وعن كل تقصير وعن كل صمت.
ان التحضر أخوة الإنسانية يفرض علينا تبعات والتزامات وواجبات يجب علينا القيام بها لننعم بحياة ملئها العدل والانصاف والحب والألفة والتعارف.
وللحديث بقية طالما هناك قلب ينبض.