لا شيء..... فقط (مقتل عامل باكستاني)


صوت الانتفاضة
2021 / 8 / 4 - 17:46     

الطبقة العاملة في العراق في وضع بائس جدا، هي اليوم تمر بأسوأ ما يكون من حال، يكاد لا يلتفت اليها أحد، حتى اشكال احتجاجاتها وحركاتها الاعتراضية لا تسجل او تدون لتحليلها او دراستها والخروج منها بنتائج لتطوير حركة نضالاتها، بل حتى الاشكال الجنينية للإضرابات والاعتصامات في هذه البقعة او تلك مهملة، لا أحد يدافع عنها او ينشر قضاياها او يساندها في نضالها، هذا هو واقع الطبقة العاملة في العراق، اذن يا ترى كيف يكون حال العامل "الأجنبي" الوافد لهذا البلد.

الرأسمالية اليوم هي في أبشع صورها، فالمجاعات تزداد يوما بعد آخر، وتجتاح شعوبا بأكملها، والحروب والصراعات الداخلية والخارجية قائمة في اغلب بلدان العالم، والمهجرين والنازحين مأساتهم مأساة كبيرة، من هذا الواقع المعيشي المؤلم للعديد من البلدان، والذي يفرضه نمط انتاج غير عادل، بشع، تنعدم فيه كل الحقوق، يضطر الكثير من العمال للهجرة الى مناطق أخرى طلبا للعيش، حتى لو كانت أجور عملهم بأدنى مقاديرها.

في العراق، وبعد احداث 2003 اضحى شكل السلطة فيه "ميليشياتي، عصاباتي، مافيوي"، في هذا الشكل من السلطة الفوضوية ازدهرت "شركات جلب العمال"، بأشكال غير قانونية تماما، وهي شركات "تجارة العبودية"، أدخلت هذه الشركات الالاف من العمال "الأجانب" الى سوق العمل في العراق بدون غطاء قانوني، بدون أي حماية لحقوق او حياة هؤلاء العمال، يعملون بأدنى الأجور، فهم عند مشغليهم "عبيد"، يستهلكوهم بالكامل، ويتعرضون لأبشع الاعتداءات اللفظية والجسدية.

في مدينة كربلاء، وتحديدا في قضاء الحر، عامل باكستاني يعمل مشغلا في مولدة كهرباء يٌقتل، على إثر خلاف بين صاحب المولدة واحد المشتركين؛ مات هذا العامل ولم يذكره أحد، ولم يدافع عنه أحد، الخبر تناولته وسائل اعلام قليلة وجاء هكذا "مقتل عامل باكستاني"؛ القاتل كما يقول صاحب المولدة ينتمي لأحدى الميليشيات، أي ان حق هذا العامل ذهب ادراج الرياح.

كان هذا العامل "الأجنبي" يعمل مدة 24 ساعة عمل في اليوم، بأجر 300 دولار شهريا، أي عشرة دولارات في يوم عمل تام، أي انه "عبد اجير" بكل ما للكلمة من معنى؛ لكنه بالتأكيد كان فرحا بهذا الأجر، فقد كان يرسله لعائلته كل شهر، حتى يستمروا في هذه الحياة البشعة، لكنه الان توقف عن ارسال هذا المبلغ، وسيذهب هو بنفسه الى اهله وعائلته، لكن كجثة، فقد انتهت مسيرة حياته البائسة برصاصتين من قاتل مجرم ومنفلت.

كالعادة، لم تخرج النقابات والاتحادات "العمالية"، "حكومية ومستقلة" ببيان تنديد او استنكار ولو بشكل خجول، لقد صمتت كصمت الموتى، فهي تعيش "في سدر مخضود وظل ممدود"، تعيش معزولة تماما عن واقع العمال وحياتهم، لقد انفرط عقدها مع العمال، فهي اليوم في حالة "موت سريري"، رغم انه بطيء، لكنه مستمر.