لا لجريمة القرن.. لا لتصفية القضية الفلسطينية
الاشتراكيون الثوريون
2019 / 6 / 24 - 23:32
بيان بخصوص مؤتمر المنامة
لا لجريمة القرن.. لا لتصفية القضية الفلسطينية
كما دخلت مصر إلى الحظيرة الأميركية من باب الانفتاح الاقتصادي بموجب اتفاقية كامب ديفيد، وكما صاحب مؤتمر مدريد في 1991، والذي أسس لاتفاقية أوسلو، الاتفاق مع صندوق النقد وانطلاق سياسات الخصخصة والتكيف الهيكلي، تسعى أميركا وإسرائيل اليوم بتعاون من عدد من الأنظمة العربية وخضوع وإذعان من عدد آخر، إلى تصفية القضية الفلسطينية بالكامل من باب الاقتصاد تحت مسمى “السلام من أجل الازدهار”.
وعود الرخاء والازدهار التي صاحبت كامب ديفيد ومدريد وأوسلو، تعود مجددًا لتنطلق هذه المرة من البحرين، ولكن المقابل اليوم أكبر من أي مرة، المقابل هو تصفية القضية الفلسطينية إلى الأبد، والإجهاز على أي إمكانية للمقاومة مستقبلًا.
وكما حاولت الإدارات الامريكية المتعاقبة تسويق فرضية أن السلام مع المحتل الصهيوني ممكن، تحاول إدارة ترامب اليوم تسويق أن التنازل عن فلسطين تحت مسمى “السلام” سوف يؤدي إلى الازدهار الاقتصادي لدول المنطقة.
وبعد الكثير من التكهنات والتسريبات عما أطلق عليه ترامب صفقة القرن، يعقد غدًا منتدى المنامة تحت شعار “السلام مقابل الازدهار” لتصبح صفقة القرن أكثر وضوحا وأكثر تطابقا مع صفقة كامب ديفيد وصفقة أوسلو، مجرد صفقة اقتصادية يربح منها المستثمرون وتندمج بها إسرائيل في المنطقة وتفقر الشعوب وتهدر كل حقوق الشعب الفلسطيني دفعة واحدة.
الخطوات التمهيدية لصفقة القرن لا تحمل أي لبس، فمن تنازل النظام المصري عن تيران وصنافير للسعودية، حتى يتحول الممر الملاحي المصري إلى ممر دولي يحق لإسرائيل المرور فيه بقوة القانون الدولي، إلى نقل سفارة أميركا إلى القدس المحتلة، إلى اعتراف أميركا بسيادة إسرائيل على الجولان المحتلة، وصولا لإغلاق منظمة غوث اللاجئين الفلسطنيين، ومحاولة القضاء على أي حق للعودة للأراضي المحتلة، هكذا تكشفت كافة جوانب صفقة القرن الأميركية التي تنطلق علنًا في البحرين.
ومثلما حملت كامب ديفيد في طياتها الانفتاح الاقتصادي وإخضاع الاقتصاد المصري لمصالح التجار والبنوك الاستثمارية والمهربين، ومثلما حمل مؤتمر مدريد معه سياسات الخصخصة والتكيف الهيكلي وإفقار ملايين المصريين، تدخل صفقة القرن من باب الاقتصاد والاستثمار، نفس الباب الذي دخلت منه كل صفقات الاستسلام، لتقدم نفس وعود الازدهار التي لم تحقق سوى الإفقار والتهميش للملايين، لتضرب من جديد المجتمعات العربية وتخضعها لأولويات المستثمرين وأرباحهم.
وبينما تجتمع الحكومات والمستثمرون في البحرين لإبرام صفقتهم، تبقى الآمال معقودة دائما على مقاومة الكادحين في كل المنطقة، فقد أعلن الفلسطينيون رفضهم التام لـ”جريمة القرن”، التي تبدأ عمليًا بمؤتمر البحرين، ودعت فصائل فلسطينية إلى الاستمرار في المسيرات والفعاليات المناهضة لهما، متوجهة بنفس الدعوة إلى الجماهير العربية لإعلان رفضهم الرشاوى التي تقدم لحكامهم مقابل التنازل عن فلسطين وأجزاء أخرى من أراضي سيناء والأردن، وبدأت المظاهرات في الانطلاق في المغرب والأردن ولبنان وغيرها من البلدان العربية لتعلن موقف الشعوب من جريمة القرن.
وإذ يضم الاشتراكيون الثوريون صوتهم إلى الصوت الفلسطيني المقاوم، وإلى كل الأصوات التي انطلقت ضد تصفية القضية الفلسطينية، فإنهم يدعون الشعب المصري إلى إعلان التضامن مع الشعب الفلسطيني بإعلان رفضه لهذه الجريمة ومشاركة “مصر السيسي” في مؤتمر العار بالبحرين.
الاشتراكيون الثوريون
24 يونيو 2019