لينين و انتقاضه اكتوبر


عبد المطلب العلمي
2017 / 10 / 13 - 00:31     

لينين و انتقاضه اكتوبر

عبد المطلب العلمي

نشر الزميل عبد الحسين سلمان مقالا بعنوان( ماركس و ثوره اكتوبر)

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=575351

يحاول فيه ان يُظهر لينين بمثابه الخارج عن اصول الماركسيه و ان ما حدث في اكتوبر كان عملا لا يتوافق مع ما كتبه ماركس حول الاوضاع في روسيا القيصريه.
انتفاضه البلاشفه لم تكن ثوره و لم تكن اشتراكيه . و ارتكز في قولي هذا على ان الانتفاضه البلشفيه لم تتأصل في الاشتراكيه الماركسيه بل في برنامج ثوره شباط 1917 البرجوازيه .قامت ثوره شباط بقياده البرجوازيه ممثله بحزب الاشتراكيين الثوريين(كيرينسكي). و برنامجها استند على ثلاثه محاور، وقف الحرب و الانسحاب منها،الاصلاح الزراعي ،صياغه دستور جمهوري جديد. لكن و بوصولهم الى السلطه اداروا ظهرهم الى تلك الاهداف المعلنه. عظموا الانفاق العسكري ووجه وزير خارجيتهم مذكره الى فرنسا و بريطانيا ، مضمونها الالتزام بالاتفاقيات السابقه مطالبهم بالوقاء بالتزامتهم بتسليم روسيا الاجزاء المتفق عليها من الاميراطوريه العثمانيه. كذلك قمعوا الاضراب الفلاحي العام . فما كان من البلاشفه الا ان اخذوا على عاتقهم اسقاط الحكومه المؤقته و استلام السلطه من اجل انجاز مهام برنامج ثوره شباط البرجوازيه. فكان اول مرسومين وقعهما لينين كرئيس لمجلس الدوله الجديد صبيحه السابع من نوفمبر1917، هما مرسوم السلام و مرسوم الارض. بالنسبه لهذين المرسومين من الواضح انهما من برنامج ثوره شباط و لا يوجد بهم اي لمحه اشتراكيه، مع ان بعضهم يعتير مرسوم الارض مرسوما اشتراكيا، معتقدين انه امم الاراضي، في الحقيقه المرسوم نزع ملكيه الاراضي و لم يؤممها. المرسوم يقول بمصادره اراضي الاقطاعيين و تسليمها الى لجنه الاراضي في سوفييت المنظقه الذي بدوره يعتني بها لحين اتخاذ القرار النهائي بشأنها من قبل الجمعيه التاسيسيه. بعدها تاتي جمله اخرى تعبر عن وجهه نظر البلاشفه لكنها ليست اقراريه ، حيث ورد:ان اكثر الحلول عدلاهو جعل الارض ملكيه لعامه الشعب.
في المؤتمر العاشر للحزب و بعد ان استطاعت جماهير العمال و الفلاحين السوفييت من سحق اعدائهم الطبقيين من مختلف الالوان خلال الحرب الاهليه و دحر قوات التدخل الاجنبي، وجد البلاشفه انه لم يبق لهم من خيار سوى الشروع ببناء الاشتراكيه، فكل ابواب التحالفات قد سدت في وجوههم بفعل اطماع البرجوازيه الكبيره و كذلك الوضيعه ، و بهذا تحولت الانتفاضه الى ثوره اشتراكيه.
كذلك نلاحظ ان التعبير الذي استعمله لينين في خطابه في الذكرى الرابعه لثوره اكتوبر في توصيف الثوره انه وصفها بالثوره الديمقراطيه البرجوازيه ، حيث يقول: اننا مضينا بالثوره الديمقراطيه البرجوازيه حتى النهايه ، كما لم يفعل احد. نحن بكل ادراك و بخطى ثابته ، و دون اي انحراف، نسير الى الامام ، نحو الثوره الاشتراكيه.
كذلك نلاحظ في رسالته الى اللجنه المركزيه بتاريخ26-27 تموز و المعنونه( الانتفاضه و الماركسيه) قوله:مدركين الضروره المطلقه لانتفاضه عمال بيتروغراد و موسكو من اجل انقاذ الثوره و الخلاص من التقسيم احادي الجانب لروسيا من قبل الامبرياليين من كلا التحالفين.
كما ترون العبارات واضحه، انتفاضه لانقاذ الثوره[البرجوازيه] اي اتمام ما استنكفت عنه حكومتي الامير لفوف و كيرينسكي، فالسلام ليس من مهام الثوره الاشتراكيه.
بالطبع كنت اود ان اضع المراجع لهذه الاقتباسات باللغه الانجليزيه، لكن عدم تطابق ارقام المجلدات الروسيه و الانجليزيه جعل مهمتي بالغه الصعوبه و لم اوفق الا في ايجاد هذا الاقتباس و هو من خطابه في 11ديسمبر1918 امام المؤتمر الاول لدوائر الاراضي و لمجالس كومونات فقراء الفلاحين.
As long as our revolution was occupied with this task, as long as we had to exert every effort for the independent movement of the peasants, aided by the urban workers movement, to sweep away and completely destroy the power of the landowners, the revolution remained a general peasant revolution and could therefore not go beyond bourgeois-limit-s.
It had still not touched the more powerful and more modern enemy of all working people -- capital

هنا لن اتطرق الى مستوى تطور الطبقه العامله في الامبراطوريه الروسيه مقارنه بها في المانيا او بريطانيا. يهمنا هنا الحلقه الاضعف اي روسيا كذلك عندما تكلم ماركس عن المانيا حينها فربما كان مستوى القوى العامله هو نفس مستوى روسيا في 1917. لا يمكن مقارنه بلدين مع فاصل زمني بينهما يزيد عن الخمسين عاما. لكن الكلام في هذا الموضوع سيكون خارج اطار هذه المشاركه التي سعيت بها لاثبات ان ما حدث في اكتوبر1917 لم يكن ثوره اشتراكيه بل انتفاضه لاتمام مهام الثوره البرجوازيه.