انا والقشلة وكتاب محطات في حياتي


انتصار الميالي
الحوار المتمدن - العدد: 5504 - 2017 / 4 / 27 - 17:45
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات     

لأنها مبادرة تستحق الإشادة كان عظيما أن نحتفي بها جميعا مع نخيل وأشجار القشلة وطيور وزوار المتنبي وبحضور العشرات من الرفيقات والرفاق والأصدقاء والأنصار وعدد من الشباب التواق لمعرفة التاريخ والاستفادة من التجربة النضالية والقتالية التي تضمنها كتاب محطات في حياتي للكاتب وردا البيلاتي والذي ركز فيه على مرحلة نضالية في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي كان أبطالها النصيرات والأنصار الشيوعيين، متضمنة ملخص لأبرز المحطات التي تضمنتها هذه المرحلة حول التهجير والقتال وما مر به الرفيق وردا وما حدث من حوله بالإضافة إلى مواقف المناضلين الرفيقات والرفاق الأنصار وما قدموه من تضحيات.
الكتاب يحكي قصة نضال وصراع واجهه الرفيقات والرفاق الشيوعيين وأصدقائهم وهم كوكبة من المناضلين الذي اختاروا مواجهة النظام البعثي في فترة معينة من الحكم الدكتاتوري، وابرز ما لفت انتباهي هو الإشارة الواضحة والمميزة التي تضمنها الكتاب عن الدور الكبير للمرأة العراقية والذي لايقدر بثمن عن تضحياتهن ومواقفهن الصلبة التي تستحق الاعتزاز والفخر ، في مرحلة معقدة لم يكن فيها خيار القتال وحمل السلاح أمرا سهلاً خصوصاً بالنسبة للنساء لطبيعتهن البايولوجية وللظروف الصعبة مقارنةً باحتياجاتهن الخاصة، مع ذلك جئن من محافظات مختلفة ليخترن حياةً مختلفة لاتخلوا من التحديات والصعوبات الكثيرة، لذا تبقى التجربة الأنصارية تجربة جديرة بالدراسة والتحليل والتقييم وتستحق الاهتمام، كيف كانوا يقاومون النظام وكيف يواجهون الطبيعة الصعبة؟؟ وكيف بدأوا بتنظيم المفارز والسيطرات والمواقع والاتصالات والطبابة والإذاعة والاستطلاع كلها أمور لم تكن سهلة ورغم الإمكانيات المالية المحدودة، إلا أنها فترة زاخرة بالقصص والصور العالقة في الذاكرة والتي يجب إن تكتب وتوثق بكل حقائقها وايجابياتها وسلبياتها لنطلع عليها نحن والأجيال القادمة.
لايسعني إلا إن اشكر الرفيق وردا البيلاتي الذي سعى إلى تتويج هذه المرحلة ومحطاتها في سطور تضمنها مطبوعه الأول ( محطات في حياتي ) متمنية إن يتابع الكتابة عن محطات مخصصة حصراً عن تجربة النساء الأنصاريات وبطولاتهن.