اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي : المجد للأول من أيار .. عيد العمال العالمي
الحزب الشيوعي العراقي
2005 / 5 / 3 - 14:27
يحتفل عمال العالم وكادحوه وسائر شغيلة اليد والفكر بالأول من آيار في كل عام، منذ مأثرة عمال شيكاغو عام 1866، كونه عيداً للتضامن والنضال في سبيل الحريات النقابية والسياسية، ومن اجل السلام والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والاشتراكية، وفي سبيل عالم افضل خالٍ من الاستغلال والتمييز والاضطهاد بسبب الانتماء العرقي والديني والطائفي .
وفي عراقنا، ومنذ البواكير الاولى لتبلور ونشوء الطبقة العاملة العراقية ,غدا هذا اليوم رمزاً لتلاحم حركتها مع الحركة الوطنية دفاعاً عن قضايا الشعب والوطن، وفي سبيل الاستقلال الناجز والخلاص من الاستعمار ونيل الديمقراطية. وتم على نحو وثيق ربط ذلك بالدفاع عن مصالحها الاجتماعية والاقتصادية والحقوق النقابية للطبقة العاملة، ومن اجل ظروف عمل وحياة افضل.
في هذا اليوم نستذكر مآثر وبطولات وتضحيات طبقتنا العاملة في اضرابات اصحاب الصنائع، والموانيء والسكك والسكاير والنفط و"كي ثري" وكاورباغي والنسيج والزيوت وغيرها، وإسهاماتها البارزة في ثورة الرابع عشر من تموز 1958، ولاسيما بعد الاقرار الرسمي لشرعية العمل النقابي وإجازة اتحادها العام، وتبني الاول من ايار عيدا للطبقة العاملة العراقية.
واصلت الطبقة العاملة، كسائر ابناء شعبنا، نضالها في ظروف غاية في الصعوبة والتعقيد جراء سياسة النظام الدكتاتوري المقبور ونهجه وما جلبه لشعبنا من مآسٍ وويلات وحروب ثلاثة وحصار اقتصادي جائر، وساهم العمال والكادحون في تقريب ساعة الخلاص منه، وتحرير ارادة شعبنا، وخلق الظروف والمستلزمات للانطلاق نحو بناء حياة جديدة بلا تمييز واضطهاد، حياة دستورية ديمقراطية يحترم فيها المواطن وكرامته وتصان فيها حقوقه.
وبعد رحيل النظام المقبور, ومواصلة لتقاليدها الكفاحية، اسهم ابناء طبقتنا العاملة في حماية العديد من المنشآت والمرافق والمعامل والمصانع من عبث العابثين وتخريب ضعاف النفوس، وقدم العديد من العمال امثلة رائعة في الحرص على ان تواصل تلك المؤسسات عملها وانتاجها، اسهاما منهم في الحفاظ على ثروات الوطن وممتلكات الشعب.
واليوم، وبعد سنتين من التغيير وانهيار النظام الدكتاتوري، تبرز مهام عديدة امام الطبقة العاملة وحركتها النقابية في الدفاع عن مصالح العمال وقضاياهم العادلة، وتوفير فرص عمل لهم، وإرجاع من فصل او اضطر لترك عمله في ظل النظام المقبور، ومراجعة قوانين العمل وتدقيقها بما يضمن تطويرها وملاءمتها للظروف الجديدة، وسن قانون شامل للضمان الاجتماعي.
ان الطبقة العاملة العراقية، بعد كل ما قدمته من تضحيات وشهداء ابرار، تستحق من مؤسسات الدولة والحكومة كل الرعاية والدعم والاسناد ,والاصغاء الى آراء ومقترحات حركتها النقابية، واشراكها في صياغة القرارات ذات المساس المباشر بحقوقها ومصالحها ودورها.
في الاول من آيار ،نحيي كادحي وشعوب العالم ونضالهم من اجل عالم جديد تسوده قيم الديمقراطية والسلام والعدالة والتكافؤ والمساواة، يعيداً عن الحروب والهيمنة والتسلط والعولمة الرأسمالية المتوحشة ومصادرة حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها واختيار نظامها الاقتصادي- الاجتماعي وفقاً لإرادتها، عالم خالٍ من كل صور التمييز والاستغلال والقهر والاضطهاد.
ان طبقتنا العاملة وسائر كادحي شعبنا يستلهمون هذه الذكرى،ويجدون فيها حافزاً ودافعاً اضافياً لمزيد من توحيد قواهم وتراص صفوفهم ، والارتقاء بدورهم في العملية السياسية الجارية في بلادنا، وانجاز مهام المرحلة الانتقالية بصياغة الدستور الدائم وإجراء الاستفتاء والانتخابات المقبلة في مواعيدها المحددة ووفقا للاستحقاقات المثبتة في قانون ادارة الدولة للمرحلة الانتقالية ودحر الارهاب والارهابيين وعودة الحياة الى وضعها الطبيعي، وانعاش الاقتصاد الوطني والقضاء على الفساد الاداري والمالي وترسيخ روح المواطنة العراقية واعلاء شأنها، ونيل الاستقلال الوطني واستعادة السيادة الكاملة وجلاء القوات الاجنبية ومواصلة ترسيخ الممارسة الديمقراطية وتوسيعها وبناء مؤسساتها، واضطلاع هيئات الدولة العليا بكامل مسؤولياتها ودورها في هذه المرحلة،وصولا لبناء العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد.
تحية للطبقة العاملة وسائر كادحي بلادنا من العرب والكرد والتركمان والكلدوآشوريين وغيرهم.
المجد والخلود لشهداء الطبقة العاملة وحركتنا الوطنية
المجد للأول من آيار، عيد العمال العالمي.
اللجنة المركزية
للحزب الشيوعي العراقي
29/4/2005