النهوض العمالي هو الرد والبديل للنزاعات والصراعات الطائفية والقومية


اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق
2013 / 5 / 1 - 03:07     

يحل الاول من ايار هذا العام والمجتمع العراقي يمر بمرحلة حرجة وخطيرة من الصراع والنزاعات الدامية، التي وصلت حد مجزرة الحويجة المؤلمة، والنزاع الدموي في مناطق عديدة مثل سليمان بيك وقره تبه وغيرها والتي ذهب ضحيتها العشرات. عشر سنوات مرت على الاحتلال وسلطة الاحتلال العسكرية المباشرة ثم الحاكم المدني بريمر ومجلس الحكم فالبرلمانات المتعددة. عشر سنوات من صراع القوى السياسية الرجعي على السلطة والثروة، كانت الحصيلة وما زالت، هي المزيد والمزيد من التراجع والخراب الذي اصاب المجتمع وأسس المدنية. القوى والاحزاب السياسية التي تناوبت على حكم البلاد ساهمت، في تعميق معاناة المجتمع اكثر فاكثر، وانتشار البطالة وتعطيل الصناعات ونقص الخدمات وانعدام الامن وانتشار الامراض.
كل القوى من ديمقراطية وقومية، الاسلامية و الليبرالية، لم تقدم حل لمعضلات المجتمع، وسدت الطريق امام مساهمة الجماهير في بناء نظامها السياسي الجديد المعبر عن مصالحها واهدافها في التقدم والرفاه والحرية والمساواة.
كانت هذه القوى ومازالت الاداة التي تساهم في زرع النزاعات والخلافات داخل المجتمع، وهي المستعدة لتفتيت البلاد وخرابها، مقابل احتفاظها بالسلطة وعدم التفريط ولو بجزء منها. ان تعطشها للثروة والمال، وارتباطها بمصالح القوى الاقليمية الامبريالية، كقوى برجوازية تسعى لتأمين مصالحها، يجعلها في تعارض اكثر فاكثر مع مصالح الجماهير الواسعة. وتتكشف طبيعتها الطبقية مهما حاولت اخفاءها وراء شعارات وادعاءات مضللة.
ان الطبقة الاجتماعية التي يمكنها انهاء النزاعات والصراع الطائفي والقومي، هي الطبقة العاملة. وان دورها السياسي الرائد والشامل في البلاد يقترن بتطورها السياسي ووعي دورها كطبقة، تستطيع اخذ زمام المبادرة وحل معظلات المجتمع التي تخلقها البرجوازية امام اعيننا، عبر سحقها مصالح الملايين في سبيل مصالحها الضيقة والرجعية.
ان السلطات المدججة بالسلاح، والتي تمتلك مئات المليارات وتسيطر على احتياطات النفط الهائلة، ما زالت تخشى افساح المجال امام حرية التنظيم العمالي وتستمر في فرض قوانين وقرارات النظام السابق على العمال. ان الطاقة الهائلة لدى الطبقة العاملة هي اقوى من كل امكانيات البرجوازية، اذا وحدت صفوفها وقدمت بديلها السياسي والاقتصادي للمجتمع.
ان العمال في العراق مدعوون تأريخيا، واكثر من اي وقت مضى للتدخل في رسم المصير السياسي للمجتمع، بعد افلاس وافتضاح القوى السياسية الحاكمة والمهيمنة. لقد دلت موجة الاحتجاجات الاخيرة في البصرة في قطاع النفط وقطاع التجارة وقطاعات اخرى في عدة مدن، على عمق وتجذر الحركة العمالية في العراق، كما ان نضال عمال البناء وعمال الكهرباء في كردستان، ومواجهتهم السلطات التي تمنع التنظيم هو دليل على حيوية الحركة وعمقها. وان احياء وتقوية نضال العمال الطبقي سيعكس الوجه الاخر للمجتمع المتطلع للتحرر والتقدم مقابل نزاعات البرجوازية الرجعية الطائفية والقومية. كما ان انخراط المرأة العاملة في النضال العمالي، سيكون المقدمة لتحررها الطبقي والاجتماعي ولتحرير المجتمع برمته من القيم الذكورية والعشائرية والرجعية.
ان النهوض العمالي العارم على صعيد العالم، والذي نراه يتسع يوما بعد يوم، وتنامي الاحتجاجات في العالم اجمع، هو جزء من رد الطبقة العاملة على فشل وعجز النظام الراسمالي الذي لم يبق لديه ما يقدمه للبشرية سوى الحروب والمآسي للتخلص من ازمته التاريخية البنوية التي تهدد كل وجوده. ان نهوض الطبقة العاملة ونضالها يعلن دخول العالم مرحلة جدية من المواجهة الطبقية بين العمال وراس المال. قطبان متواجهان، الراسمالية تريد ادامة اخضاع البشرية لقوانين الربح والاستغلال والحروب، والعمال الذين يتطلعون لبناء عالم خال من الاستغلال والطبقات والاضطهاد والحروب والفقر. عالم الاشتراكية.
عاش الاول من ايار رمز التلاحم الطبقي والاممي
عاش البديل العمالي للمجتمع في العراق والعالم

اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق – 29-4-2013