كرنفال التعميد الذهبي للمندائيين في هولندا


قاسم حسن
الحوار المتمدن - العدد: 3376 - 2011 / 5 / 25 - 13:09
المحور: المجتمع المدني     

كرنفال التعميد الذهبي للمندائيين العراقيين في هولندا

الطقوس الدينيه لاتخلو من دعاء عودتهم الى وطنهم الأم العراق...
حضور شعبي من العراقيين ورسمي من اركان السفارة العراقيه وسفيرها

في مهرجان لايشبه المهرجانات وكرنفال يتميز بتنوعه الثقافي والاجتماعي وبتنظيم راقي ومبهر ... إحتفل المندائيون العراقيون في يومهم المقدس ( التعميد الذهبي) في جو كرنفالي رافقته الكثير من الفعاليات الثقافية والاجتماعية وبحضور مكثقف لهم ولضيوفهم من العراقيين والاجانب الذين توافدوا لتهنئتهم في عيدهم هذا ... إضافة الى حضور غير عادي للمندائيين من الدول المجاورة لهولندا كألمانيا وبلجيكا وحتى من بريطانيا ...
إذ تجمع المئات منهم على ضفافِ نهر لايشبه نهر دجلة ولانهر الفرات حيث ولدوا وعاشوا بين النهرين ولكنه نهر لماء جارِ وهذا مهم بالنسبة لديهم ..

هنا في وسط هولندا ومن كل محافظاتها ومدنها قدموا لممارسة طقوس التعميد التي بدأت مع شروق الشمس التي أشرقت في هذا اليوم كهبة من الرب ( كما يقولون ) حيث أن غالبية أيام السنه في هولندا غائمة وممطرة ... بدأت هذه الطقوس بالنزول في مياه النهر وتلاوة الصلوات الخاصة بهذا اليوم المقدس ...
والتعميد والذي يسمى باللغه المندائية بـ ( دايمانا ) والتي تعني الديمومه هو أقدس أيام التعميد للصابئة ، والذي تعمد فيه النبي يحيى عليه السلام ... ولايقتصر هذا اليوم الذهبي للصابئة المندائيين على أنه مناسبة تؤدى فيها الطقوس ... بل يمثل هذا اليوم أيصا مناسبة وفرصة للقاء الأقارب والأصدقاء من ابناء الطائفة التي تربطهم علاقات عائلية واجتماعية مميزة على مدى العصور ...

تزيٌن مكان المهرجان بالأعلام الملونة والبالونات ليضيف البهجة والسرور في نفوس المشاركين إضافة الى انتشار الفرق الموسيقية والتي على انغامها رقص الحاضرون كل عبى طريقته وانتشرت مجاميع الدبكات العراقية ... وبالطبع لايخلو المهرجان من الأكلات العراقيه ( كالسمك المسكَوف) و(خبز التنور) ومناقل الشواء وبالطريقة العراقية المعروفة ..
ونظرا لغرابة هذا المشهد على هولندا والهولنديين إهتمت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة بهذا الحدث .. كونه يعبر عن وجه آخر وصوره أخرى للحالة العراقية واهتمام وسائل الاعلام الغربية بأحداثه..

يقول الدكتور قيس السعدي من رابطة المندائئين في المانيا وأحد المشرفين على هذا المهرجان .. ( ان هذا اليوم يوم اساسي لدى الطائفه لكونه يوم مقدس فانهم يحرصون على اقامة طقوسه في وقته المناسب.. والتعميد في هذا اليوم يكون تعميدا جماعيا عكس الأيام الأخرى التي يكون فيها التعميد فرديا والتعميد يجب ان يكون في الماء الجاري مهما اختلفت الأجواء ... وهذا يشمل الرجال والنساء على حد سواء .. وهذا اليوم تجاوز أن يكون يوما لأقامة الطقوس الدينية فقط بل اصبح يوما تقام فيه المهرجانات الثقافية المتنوعة والكرنفالات الاجتماعية التي تعطي الطابع الأحتفالي لعظمة المناسبة.. حيث سعى المندائيون على اقامة مثل هذه المهرجانات لحاجتهم للتجمع نظرا لتشتتهم في اكثرمن عشرة بلدان إن لم تكن اكثر من ذلك .. بعد أن كانوا في بلدهم الأصلي العراق قبل ان تشملهم موجة الارهاب التي طالتهم بشكل كبير ..)
ويقول ايضا أن دعاء المندائيين كان قبل اقامة هذا المهرجان ( يارب ليكن الجو صحوا ومناسبا كي نقيم فيه طقوسنا ) هذا دعاءنا هنا في هذه الغربة ..إضافة الى دعواتنا لعراقنا الحبيب السلام والآمان كي نكون جزءا من بناءه حيث لاتبتعد دعواتنا عن التقليل من زمن الغربة والعودة الى وطننا .

ويقول السيد مانع وهو أحد المنسقين لهذا الكرنفال ( ان اختيارنا لهذا المكان نظرا للتشابه الكبير بينه وبين ماكنا نقيم طقوسنا في بلدنا العراق على نهري دجلة والفرات وشط العرب ..

ومن المعروف ان هذا الكرنفان هو الثاني في هولندا حيث ونظرا للنجاح الكبير الذي رافق الكرنفال العام الماضي ... حيث تخلل هذا المهرجان نشاطات ثقافية والاجتماعية تميزت عن المهرجان السابق اضافة الى الحضور المتميز من الجالية العراقية والوجوه الاجتماعية والثقافية من كتاب وفنانين وكوادر عراقية ساهمت ونشطت دعما ومباركة للمندائئين في يومهم المقدس حيث تميز ايضا بالحضور الرسمي لسعادة سفير جمهورية العراق وعائلته ...
ومن الجدير بالذكر أن الصابئة المندائيون من سكان العراق القدماء .. حيث تشير أدبياتهم الى إالى أن قرية ( الطيب) في محافظة العمارة جنوب العراق هي عاصمتهم الدينية ..وتعليماتهم الدينية الواردة في ( كنزاربا) وهو كتابهم المقدس .. وان يوم الأحد هو يومهم المقدس .. ولديهم اربعة أعياد دينية رئيسية سنويا وهي عيد الخليقة (البرونايا) ويوم التعميد الذهبي ( دهفا ديمايه ) والعيد الكبير ( الدهفه ربه ) وعيد الازدهار ( الدهفه حنينا ) إضافة الى اعياد دينية أخرى...


قاسـم حسن