نص كلمة اللجنة المركزية لـ-اتحاد الشيوعيين في العراق- في الاحتفال المركزي الذي اقيم في مدينة كركوك بمناسبة الاول من آيار


اتحاد الشيوعيين في العراق
2004 / 5 / 27 - 04:08     

نص كلمة اللجنة المركزية لـ"اتحاد الشيوعيين في العراق" في الاحتفال المركزي الذي اقيم في مدينة كركوك بمناسبة الاول من آيار ،القاها الرفيق سالم كريم عضو اللجنة المركزية للاتحاد

ايها العمال والكادحون
اهنئكم بحرارة بمناسبة حلول الاول من آيار يوم التضامن الاممي والنضال المشترك للطبقة العاملة، ذلك اليوم الذي ترفع فيه الطبقة العاملة العالمية والحركة الاشتراكية والشيوعية ومناصري العدالة والحرية في كل مكان راية النضال من اجل اسقاط ودحر النظام الرأسمالي وازالة المصائب الناجمة عنه، راية بناء مجتمع ينعدم فيه الاستغلال وتزدهر فيه الحياة ويتحقق الرفاه.
نحن في" اتحاد الشيوعيين في العراق" في الوقت الذي نرحب بالاول من آيار ونستقبله بحفاوة نعاهدكم باننا سنكون على الدوام في طليعة المناضلين على طريق التحرر والاشتراكية واعلاء راية مصالح الطبقة العاملة والمجتمع الانساني باسره.
ايها الحضور الكرام:
اننا نستقبل الاول من آيار في وقت قامت فيه الرأسمالية العالمية بقيادة الامبريالية الامريكية ومن اجل المحافظة على ركائز سلطتها وترسيخها واحتواء الاحتجاجات الواسعة التي تتصاعد في صفوف الطبقة العاملة والجبهة المناصرة للحرية والعدالة والسلم، باعلان حربها الواسعة والشرسة ضد ما يسمى بـ"الارهاب" حيث يقع المركز الرئيسي لتلك الحرب في هذا البلد حيث نقوم بتنظيم هذا الحفل فيه. لقد تحول العراق عقب الحرب التي شنتها الولايات المتحدة في السنة الماضية الى بؤرة للازمات والصراع والتنافس الدولي وساحة مفتوحة لتصفية الحسابات السياسية والرجعية ومكاناً لتفريغ عفونة الانظمة الرأسمالية المتخلفة والحركات الرجعية والظلامية.
ان الامبريالية الامريكية بمعونة حلفائها وبذريعة مناهضة الدكتاتورية البعثية والمواجهة مع ارهاب القوى الاسلامية المتطرفة، أي الاطراف التي كانت امريكا تساندهم منذ نعومة اظفارهم، قامت باحتلال هذا البلد وتحويله الى ساحة للحرب ومختبراً لسياساتها المناوئة للائنسانية.
ان شن الحرب على العراق ومن ثم ابقائه تحت وطأة الاحتلال المباشر ماهو الا تنفيذ لسياسة امبريالية الهدف المقصود منها هو جعل الهيمنة العسكرية والعنف سيد الموقف في العراق والمنطقة في مسعى لترسيم واعادة ترتيب المعادلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتداعية في العراق والمنطقة عنوة وفقاً للخطط الاستراتيجية التي تخدم بصورة مباشرة هيمنة الرأسمال الامريكي وشركاته العملاقة كما يمهد السبيل لتصفية الحسابات الاقليمية والدولية مع غرماء امريكا.
لكننا رأينا بام اعيننا كيف ان امريكا عجزت عن تنفيذ سياساتها العوجاء هذه، ولم تتمكن من انتشال النظام الرأسمالي من ورطته ومن تخبطه وفشلت في محاولتها للانفراد بقيادته، حيث لم تفلح في حذف غرمائها او تحجيم دورهم، مثل الدول الرئيسية في الاتحاد الاوروبي و روسيا ودول المنطقة المجاورة للعراق،كما لم تتمكن من السيطرة على الموقف في العراق.
فبعد مرور سنة كاملة على السلطة الامريكية المباشرة في العراق رأينا كيف ان الوعود التي اطلقتها الادارة الامريكية قبل الحرب قد تبخرت بعد احتلال العراق، فبدلا من حكومة ديمقراطية وعلمانية ومدنية، اثيرت وتعززت النزعات الطائفية والانقسامات العرقية والقومية حيث قاموا بتأسيس مجلس الحكم الانتقالي بناءاً عليها ووفقا لمتطلباتها، وبحجة اعمار العراق قاموا بتوقيع عشرات الاتفاقيات مع الشركات الامريكية العملاقة لجني ارباح طائلة من ورائها. وبدلا من التحرر من الحرب والفوضى والرعب وانعدام الامن باتت الانفجارات والقتل العشوائي والانفلات الامني واختطاف الرهائن جزءاً من لايتجزء من الحياة المأساوية لغالبية الشعب العراقي.

ايها الحضور الكرام :
كان من الممكن الاستفادة من السقوط الدراماتيكي لنظام البعث وتحويله الى بداية لاشاعة الحرية وتحقيق الرفاه للشعب العراقي، لكن هذا الامر كان يفترض كشرط اساسي اشراك الشعب العراقي في صيرورة العملية نفسها، عن طريق تسليم السلطة، عقب انهيار النظام البعثي، الى الممثلين الحقيقيين للشعب العراقي من خلال عملية ديمقراطية باشراف قوى دولية محايدة، وبشرط تخصيص الايرادات النفطية والاموال الطائلة التي تم الاستيلاء عليها لتحسين الوضع الاقتصادي للعمال ولحل مسألة البطالة وتحسين المستوى المعاشي لعامة الشعب، وبشرط اشاعة الحرية والحقوق المدنية والسياسية وتجريد الميللشيات المسلحة من أسلحتها، وبشرط القيام بالحيلولة دون دخول القوى الارهابية من الدول المجاورة للعراق، ان تلك الاجراءات وغيرها كان من الضروري تنفيذها لاشاعة الحرية والرفاه للشعب العراقي، ولكن جوهر المشكلة يكمن في كون امريكا لم تقم بتنفيذ هذه الاجراءات وبقيت مطرقتها العسكرية مع مطرقة الميلليشيات القومية والدينية تقوم بخنق جميع المحاولات الرامية للبدء بها.
لهذا وفي الوقت الذي كانت امريكا منهمكة في جني الارباح والنهب الامبريالي فان الشعب العراقي دفع ضريبته، حيث خرجت بقايا النظام البعثي من قبورها ونظمت صفوفها في بعض مدن العراق وركبت موجة السخط العارمة ضد الهيمنة الامبريالية الامريكية وحشدت بعض القوى من جديد، كما ان الحركات الاسلامية المتخلفة والارهابية تمكنت، وبدعم واضح من الدول المجاورة ومن منظمة القاعدة، من التحرك مستغلة الفراغ السياسي الناجم عن ذلك الوضع لتحشيد طاقاتها الرجعية وانطلقت لاشاعة الارهاب ومحاولة فرض البديل الرجعي والظلامي وقامت بتشكيل الميللشيات الخاصة بها وفرضت احكام الشريعة الاسلامية عنوة في شوارع المدن والاماكن العامة.
ايها الحضور الكرام:
اذا كان ما مر ذكره يمثل وجهاً من وجوه الاوضاع السياسية في العراق فان وجهها الآخر والمشرق يتمثل في كون العمال وعموم الشعب العراقي لم ولن يرضخوا او يستسلموا لتحديد مصيرهم وحسم قضية بلدهم بعيداً عن ارادتهم ودون ان يؤخذ رأيهم. ونظراً لما سبق لهم وان عانوه طوال العقود المنصرمة نتيجة لتغييب ارادتهم وهدر حقوقهم ، لذلك وعقب سقوط النظام البعثي لن يرضخوا مجدداً للوضع القديم والذي مازال سائداً. فهم يطالبون بتحقيق اصلاحات جذرية في حياتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية وقد عبروا طوال السنة الماضية عن تلك المطالب بشتى الطرق، فقد طالب العمال والاحرار، وفي مقدمتهم الشيوعيين وبضمنهم اتحاد الشيوعيين في العراق بضرورة تحقيق اصلاحات جذرية في حياتهم، وتأسيس حكومة مدنية وعلمانية وانهم لن يرضخوا اطلاقا لحكومة اسلامية رجعية او اي احياء لحكومة قومية شوفينية جديدة وتسليمها دفة الحكم.
صحيح ان الطبقة العاملة العراقية مازالت تسعى لتضميد جراحات الماضي وهي لاتملك الا النذر القليل من الطاقات في مواجهتها للاوضاع السابق ذكرها وفي تصديها للهيمنة الامبريالية والهجمة اليمينية الشاملة والحركات الرجعية الدينية والظلامية الا ان تلك الطبقة المناضلة تملك تاريخاً من الامجاد والمنجزات، وسيكون بامكانها استحضار ذلك التاريخ وتحويله الى رصيد للاستفادة منه في حشد طاقاتها الكامنة ورص صفوفها وتمييزها عن صفوف مختلف القوى البرجوازية واننا لعلى يقين بقدرتها على تنظيم صفوفها في منظماتها السياسية والشيوعية وتكوين نقاباتها واتحاداتها المستندة الى ارادتها الحرة والمباشرة، وسيكون بامكانها النهوض من جديد والتحدي وخوض مختلف اشكال النضال وفي مقدمتها نضالها المطلبـي العارم والتصدي للبطالة المستشرية التي تنخر صفوفها.
لاشك بان الشيوعيين في غمرة النضال الطبقة العاملة هذا يقفون في المقدمة منه. ان الحركة الشيوعية في العراق وبالاخص اتحاد الشيوعيين في العراق تسعى جاهدة لحشد القوى ورفع استعداد الطبقة العاملة وتنظيمها وتنمية وعيها وطاقاتها وصيانة تلاحمها ووحدة صفوفها المستقلة.
لاشك بان الطبقة العاملة والحركة الشيوعية لا تخوضان غمار هذا النضال لوحدهما، فالعراق بلد زاخر بالقوى التحررية والتقدمية والعلمانية التي ستساند في الغالب مساعي الطبقة العاملة. كما ان نضال وكفاح الشعب العراقي في مواجهة الاحتلال الامريكي من جهة وفي تصديه للحركات الرجعية الاسلامية والظلامية والارهابية من جهة اخرى وفي مسعاه لانقاذ المجتمع العراقي الغارق في الفوضى والانفلات الامني المتواصل يحظى بدعم الحركات الاشتراكية والشيوعية العالمية ومساندة الحركة المناهضة للعولمة والحرب والاحتلال والامبريالية.
ايها العمال، ايها الحضور الكرام
ان الاول من آيار هو يوم لحشد الطاقات ورص الصفوف واعلاء راية النضال الطبقي الشامل ضد الاوضاع المزرية للطبقة العاملة في العراق، وهو فرصة لتعالي اصوات الاحتجاج ولكي تدوي صرخة الغضب العارم ضد الدور الرجعي الذي تلعبه القوى البرجوازية والامبريالية والرجعية والمناهض للطبقة العاملة، يوم لاعلان البديل التحرري والاشتراكي للطبقة العاملة في مواجهة أزمة البدائل التي يعاني منها النظام الرأسمالي والقوى البرجوازية المدافعة عنه، هذا اليوم هو فرصة للمطالبة باشاعة الامان والاستقرار ونبذ العنف والارهاب الذي تمارسه القوى الاسلامية الارهابية والقوى الامبريالية المحتلة، يوم لرفع راية المطاليب العاجلة والملحة للطبقة العاملة والمتمثلة بالعمل والضمان ورفع المستوى المعاشي للعمال وسن قانون عمل تقدمي يلبي مطالبها وطموحاتها.

المجد للاول من آيار
عاش نضال وكفاح الطبقة العاملة
عاشت الاشتراكية

اللجنة المركزية
لاتحاد الشيوعيين في العراق
الاول من آيار 2004