بيان بمناسبة فاتح ماي ‏2004‏‏


النهج الديمقراطي العمالي
2004 / 5 / 7 - 06:54     

النهج الديمقراطي الدار البيضاء في 24/04/2004 الكتابة الوطنية

بيان بمناسبة فاتح ماي ‏2004‏‏

أيتها العاملات, أيها العمال

بمناسبة فاتح ماي 2004, العيد الأممي للطبقة العاملة, نحييكم ونحيي صمودكم في مواجهة الحرب الطبقية التي تشنها عليكم البورجوازية الكبيرة وكيلة الرأسمال الإمبريالي الذي أصبح يتحكم أكثر فأكثر في مصائر الشعوب من خلال الشركات العابرة للقارات التي تنامت وتقوت في ظل نظام العولمة الليبرالية المتوحشة, المنتج للبؤس والفقر والتهميش, مما يفرض على الطبقة العالمة سواء في البلدان الرأسمالية أو في بلدان الرأسمالية التبعية عولمة النضال والتضامن عملا بشعارها الأممي الخالد: " يا عمال العالم ويا شعوبه اتحدوا".

ولم يكن لنظام العولمة الليبرالية المتوحشة أن يتنامى لولا انهيار أنظمة الاشتراكية البيروقراطية واستفراد الإمبريالية الأمريكية بالعالم في ظل نظام القطبية الواحدة, وشنها الحروب ضد الشعوب للتحكم في مصائرها وثرواتها, كما هو الحال بالنسبة للشعب العراقي الشقيق, ولضمان هيمنتها وتحكمها في منطقة الشرق الأوسط, من خلال الدعم بدون حدود للكيان الصهيوني, الذي أصبح يستهدف رموز الشعب الفلسطيني ومقاومته, بعد أن استباح أرضه وثروته.

وفي الوقت الذي تقف فيه الأنظمة الرجعية العربية عاجزة حتى عن عقد قمة صورية, تحفظ ماء وجهها أمام الجماهير العربية الغاضبة, يستمر الشعب الفلسطيني في مقاومته الباسلة, من أجل حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس, وتتنامى المقاومة العراقية الباسلة موجهة ضربات موجعة لغطرسة المحتل الأمريكي, وهو ما يفرض على الشعوب المحبة للسلم والسلام مناهضة الحرب الأمريكية القذرة, ومما يفرض على شعوب العالم إحياء الجبهة المعادية للإمبريالية.


أيتها الجماهير العمالية المكافحة


تخوض الباطرونا حربا طبقية ضد الطبقة العالمة عبر تكثيف الاستغلال في ظل المنافسة الشديدة نتيجة عولمة السوق, وذلك من خلال محاولة الضغط على الأجر سواء بتقليصه أو بتقليص ساعات العمل, أو التسريح الفردي والجماعي وإغلاق المعامل والتهرب من التغطية الاجتماعية والصحية. وتحدو الدولة أيضا حدو الباطرونا في محاولة تطبيق توصيات النقد الدولي والبنك الدولي بتقليص نفقات الدولة من خلال التخلص من القطاعات الاجتماعية بالخوصصة الشبه كاملة لقطاع الصحة, والخوصصة التدريجية للتعليم, والتخلص من المؤسسات العمومية, مع ما يخلق ذلك من مآسي اجتماعية, من خلال تعزيز البطالة المتفاقمة بما فيها بطالة حاملي الشهادات الجامعية, والفقر والتهميش والتشرد, وتنامي الإحساس بالظلم والإحباط كل ذلك في ظل تكريس سياسة الإفلات من العقاب في الجرائم السياسية والاقتصادية والاجتماعية مما يخلق تربة خصبة تغذي الأصولية بمختلف مشاربها بما فيها تلك التي تلجأ إلى الإرهاب الأعمى, ولا تتوانى في قتل الأطفال والأبرياء, هذا الإرهاب الذي نؤكد بالمناسبة شجبنا وإدانتنا له.


أيتها الجماهير العالمة المناضلة


لقد خاضت الطبقة العاملة وعموم الشغيلة المغربية نضالات دفاعية سواء من أجل الحفاظ على قدرتها الشرائية, أو من أجل استقرار الشغل, واستطاعت فرض اتفاقات متتالية مع حكومة التناوب المخزني, مازالت هذه الأخيرة تماطل في تنفيذها, بل تحاول التملص من بعض بنودها. فرغم مرور سنة على اتفاق 30 أبريل 2003 الموقع بين المركزيات النقابية وأرباب العمل والحكومة, لازالت لم تدخل بعد حيز التنفيذ, بل أن هناك محاولات للتراجع عن بعض البنود في مدونة الشغل, ومحاولة تمرير قانون تنظيمي للإضراب يجعل اللجوء إلى الإضراب في عداد المستحيلات. ولازالت حكومة التناوب المخزني تماطل في تطبيق التأمين الإجباري عن المرض, وإخراج قانون التعويض عن فقدان الأجير للشغل لأسباب اقتصادية إلى حيز الوجود.


أيتها الجماهير العاملة الصامدة


إن هاته الأوضاع تفرض على المركزيات النقابية العمالية المكافحة: الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد المغربي للشغل توسيع العمل النقابي وتوحيد النضالات العمالية في أفق الوحدة النقابية وربط نضالات الطبقة العالمة بالحركات الاحتجاجية داخل المجتمع, وعلى الخصوص حركة حملة الشهادات المعطلين, والمجتمع المدني النظيف, والحركة الحقوقية المدافعة عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية, والحركة النسائية والحركة الشبابية, والحركة الأمازيغية الديمقراطية والحركة الثقافية.

وسيكون على القوى الديمقراطية وعلى رأسها تجمع اليسار الديمقراطي دعم هذا التوجه.

إن النهج الديمقراطي, كحركة ديمقراطية جذرية يدعو الطبقة العاملة المغربية وعموم الجماهير الكادحة إلى النضال ضد المافيا المخزنية, ونزع الطابع المخزني عن الدولة, وبناء الأداة السياسية للطبقة العالمة لقيادة النضال من أجل تحقيق مهام التغيير الديمقراطي والثورة الديمقراطية في أفق بناء المجتمع الاشتراكي.

أيها العمال المغاربة الوحدة النقابية سبيلكم للدفاع عن مطالبكم,

يا عمال العالم ويا شعوبه المضطهدة اتحدوا من أجل جبهة معادية للإمبريالية.



النهج الديمقراطي

الكتابة الوطنية

الدار البيضاء في 24/04/2004