الاول من مايو عيدنا ... يوم ان نتحرر


الحزب الشيوعى المصرى
2004 / 5 / 1 - 07:42     

يأتى يوم الاول من مايو هذا العام على العمال المصريين و قد سقطت الحماية التشريعية التى كانت قائمة بشأن حقوق العمال فى الاجور و علاقات العمل و قد اخلت الحكومة الساحة لطرفى الصراع .. العمال و اصحاب الاعمال .. بعد تنفيذ قانون العمل الموحد , و ذلك فى مناخ سياسى و اقتصادى معادى للطبقة العاملة المصرية و تدهور حاد فى الاحوال المعيشية و ارتفاع نسبة المواطنين الذين يقعون تحت خط الفقر ( 48% ) و ارتفاع الاسعار بشكل فاق تحمل الاغلبية من السكان و استمرار تخلى الحكومة عن التزامتها بتقديم الخدمات ( العلاج , الاسكان , الدعم ) ... يأتى عيد العمال و قد ازدادت القيود الشديدة على الحريات العامة و النقابية و تم تجريد العمال من اسلحة التفاوض و اهمها حق الاضراب و من ثم تم تفريغ التنظيم النقابى من اى قدرة نقابية , بينما يمتلك اصحاب الاعمال , الرأسماليون الجدد , كل الصلاحيات و سلطات اتخاذ القرار .. يأتى عيد العمال و مازالت قضايا العمال الرئيسية ( الاجور و الاسعار .. دعم و تطوير الصناعة الوطنية .. استقلالية و حرية الحركة النقابية .... الخ ) تشهد مزيدا من التدهور و التراجع المشين .... يأتى عيد العمال هذا العام و قد تدهورت الصناعات و خاصة صناعة الغزل و النسيج بسبب الازمة المفتعلة للقطن و بسبب سوء الادارة لهذه الشركات و استغلال المناصب لصالح كبار رجال الادارة و اقاربهم و الامثلة لدينا عديدة .... يأتى هذا العيد و مازال الركوع مستمرا لصالح صندوق النقد الدولى و تنفيذ مخططات اوامره و ما يترتب عليها من هيمنة رجال الاعمال و سيادة أليات السوق و الاتجاه لأستكمال بيع بقية وحدات القطاع العام بما فيها البنوك الكبرى و شركات التأمين - الاستيلاء على اموال التأمينات و الاتجاه الى خصخصتها والتخبط الاقتصادى و تشريد العمالة و اهدار للحقوق العمالية .... يأتى العيد و مازال القائمين على التنظيم النقابى قابعين و قابضين عليه رغم تعديهم سن الستين بعشرة و خمسة عشر بل و عشرين عاما .. و رئيسهم فى الاتحاد الذى اوشك على الثمانين رافض للتغيير و تأتى كل دورة انتخابية و يأتى باعضاؤه فى الاتحاد و النقابات العامة بالتزكية رافضا اوراق المرشحين الاخرين و الذين حصلوا على احكام قضائية مؤخرا لصالحهم تقضى بحل الاتحاد العام للعمال المصرى و ما يتبعه من نقابات عامة و لجان نقابية و لكن للاسف الشديد ترفض الحكومة المصرية و الممثلة فى وزير العمل تنفيذ حكم القضاء مما يعد اهانة مشينة للسلطة القضائية المصرية و التى يجلها و يحترمها العمال و للاسف ان الاحزاب التى لها ممثلين بمجلس الشعب صامتين نحو هذا الحكم الهام و التاريخى ... صامتين نحو ما يحدث لقضائنا المصرى من اهانة ,و محاولة للوقيعة بين اعضاؤه بعضهم البعض.


فى ظل كل هذه الظروف الصعبة و المتأزمة و فى ظل القيد الحديدى و الاسلاك الشائكة التى تحيط بأفواهنا و ايدينا و عقولنا من خلال قانون الطوارىء سىء السمعة , يأتى العدوان الامريكى الصهيونى الغادر على شعبنا العربى فى فلسطين و العراق و فى القلب منه الطبقة العاملة الفلسطينية و العراقية التى تعانى الامرين ... مر الاحتلال القذر .. و مر البطالة و الاضطهاد و السخرة .

و نحن كما ذكرنا مقيدى الحركة لا نستطيع المساعدة بسبب ما نعانيه و على هذا حتى نستطيع مساعدة شعبنا العربى فى فلسطين و العراق يجب اولا ان نكسر هذا القيد الحديدى و نقتلع الاسلاك الشائكة التى تعوقنا فنأتى بنظام ديمقراطى حقيقى فى ظل حكم ديمقراطى حقيقى و فى ظل تعدد نقابى حقيقى و حرية سياسية و نقابية .... مدركين جيدا ان نضالنا فى سبيل استرجاع حقوقنا المسلوبة لا ينفصل عن نضالنا فى سبيل وطنا حرا , لا وطنا تسيطر عليه اقلية حاكمة بواسطة قوانينها الاستثنائية و قوات امنها و عملائها , مدركين ايضا ان هذا النضال لا تستطيع قوة بعينها ان تحققه وحدها و لكن حتى يتحقق لابد من وحدة عمل و نضال حقيقى بين ابناء الطبقة العاملة ..بذلك فقط سنحتفل سويا بعد ان نناضل سويا

فكما قال "لينين" :

"العمال المتفرقون لاشىء ... و العمال المتحدون كل شىء "


مكتب العمال المركزى

الحزب الشيوعى المصرى

تحريرا فى 30 ابريل 2004

[email protected]

www.cpegypt.tk