لينين، على الاقل كإنسان، يستأهل كشف وادانة قتلته!!
جورج حداد
2008 / 10 / 30 - 07:14
تعليقا على مقالتي "ثورة اوكتوبر: المنارة الاعظم في تاريخ البشرية" المنشورة في "الحوار المتمدن" بتاريخ 4/10/2008، رد علي الرفيقان "ابو رادا" وجان الشيخ في موقع "جمول" العائد لجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية. وانشر الردين فيما يلي، بما فيهما من أخطاء املائية:
رد الرفيق ابو رادا:
زعيم بغير ارادته
تمر السنين و يقل معها عدد الناس الذين يتذكرون كيف كان واقع الاتحاد السوفيتي حتى بداية تسعنيات القرن الماضي .
ان حملة التشويه المستمرة خلال عشرين سنة الاخيرة و الموجهة الى الناس من خلال كل وسائل الاعلام المرئية و المقروءة تفعل فعلتها:
الكثير من هولاء الناس يعتقدون (امثال السيد جورج حداد) و بثقة عمياء ان( امبراطورية الشر) كانت تحكم من قبل اشرار لا مثيل لهم حيث قتلوا الناس او جزوا بهم في معتقلات و مسكرات رهيبة و بين هولاء الاشرار و الوحوش ستالين الذي تميز بصر نظر و لكن استطاع بحيلة ما الوصول الى منصب (زعيم الشعب) و اجبر الجميع على مدحه و تعظيمه ك اله و هو الذي قتل الملايين و الملايين
عشرين سنة تكتب و تبث وسائل الاعلام الروسية الكذب و التهم الباطلة عن ستالين و هم لا يعرفون ان الذين بدوءا حملة التشويه ليسوا هولاء ( العقول النظيفة و المخلصة) ليسوا رجالات البريسترويكا في تسعينات القرن الماضي امثال غورباتشوف و يلتسين وشيفرنادزة و ياكوفليف .
قبل اكثر من خمسين سنة وبالتحديد في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي عام 1956 كان مندوبين ذلك المؤتمر جميعهم كشخص واحد من مناصري ستالين و فاجاة بدءوا الصراخ و العويل بالفم المليان بان ستالن كان قاتل و سفاح و انت اليوم يا سيد جورج تقول خائن ايضا
اليس من الغريب هذا؟؟؟؟؟؟
هناك حكمة شعبية تقول : ان الذي يصرخ و باعلى الصوت و اقوى من الاخرين (امسكوا الحرامي ) هو نفسه الحرامي
اليس من اجل ذلك اعلن مناصري ستالن انه قاتل ؟؟؟ وهم انفسهم قتلة و هم من قتل ستالين .
يا سيد جورج انا مقيم في روسيا ومن فترة طويلة و اتابع الحياة السياسية . يوجد اليوم في روسيا برنامج اعلامي ان صح التعبير و يدعى ( الخيار التاريخي ) و القصد منه معرفة مكانة و حجم عظماء روسيا من خلال التصويت على 500 شخص لعبوا ادوارا مهمة في تارخ روسيا،فبالرغم من كل حملات التشويه ليلا نهارا ضد ستالين فانه الحاصل على المركز الاول في التصويت و بفارق كبير بالاصوات
ان ستالين لعب دورا محوريا في التاريخ السوفيتي لانه استطاع فهم حقيقة مهمة جدا تتعلق بالوجود التاريخي للشعب الروسي مما عرض روسيا دائما للعدوان و محاولة تقسيمها
بعد انتصار ثورة اكتوبر حدد لينين دور البلاشفة على الشكل التالي " التاريخ فعل هكذا بحيث تنعطف اليوم الوطنية تجاه بلدنا" لقد اعاد فهم هذا الانعطاف كشرط اساسي للحفاط على وحدة روسيا و عدم تقسيمها و كمرحلة للانتقال الى الاشتراكية .
ان ثورة اكتوبر اوقفت سياسة تقسيم روسيا و خلال سنوات قليلة اتخذت الثورة خطوات جبارة من اجل اعادة الحدود التاريخية لروسيا و نتيجة هذا الخطوات كان قيام الاتحاد السوفيتي في عام 1922 و الذي وضع حجر الاساس لتوحيد الشعوب على اسس و قيم الاخاء و المساواة.
رد الرفيق جان الشيخ:
شكرا رفيق أبو رادا كلام عسل
أما بالنسبة للرفيق الكاتب المستقل جورج حداد فمن يخاف على الشيوعيين والحزب الشيوعي يجب أن يعمل من الداخل أي داخل الحزب وهذا ما عبر عنه زياد اللرحباني في إحدى خطاباته وبحسب الذكور فأنت مستقل
أما فيما يخص المقالة والمعلومات الواردة فيها فمع الإحترام فهي تفتقد وتشوه الكثير من الحقائق.
البداية من نهاية مقالتك وما تسميه حوار الحضارات أو حوار الأديان وجميع المصلحات التي تحاول أن تحولها الرأسمالية العالمية إلى مفاهيم جميعها تحيد بنا عن التناقض الأساسي القائم في صلب الرأسمالية والمعبر عنه بالصراع بين رأس المال و قوة العمل.
من قال بأنه توجد حضارات إنسانية يا سيدي لا توجد سوى حضارة إنسانية واحدة بدأت بوجود الإنسان على سطح الأرض وتمتد لهذه اللحظة بجميع ما على الكرة الأرضية من بشر (وأنصحك بقراءة مؤلفات فريدريك انجلز بالأخص وقد اوضح هذا الموضوع)
أما وبالعودة إلى ستالين فلعلمك و معلوماتك إن الهجمة التي تمت في المؤتمر العشرين على ستالين كانت البداية للهجوم والقضاء على لينين ومن بعده ماركس وإلا ما التفسير لإزالة وتحطيم تماثيل لينين غداة سقوط الإتحاد السوفيتي دون أن يحرك الشعب قيد أملة بالرغم معرفتهم لمكانة لينين ولمنجزاته
عند الحديث عن وجهة النظر التاريخية فإن ستالين هو الوحيد وأشدد على أنه الوحيد الذي كان يمتلك هذه النظرة فستالين عقب الحرب العالمية الثانية طرح ما يلي: إن راية التحرر في بلدن العالم الثالث سقطت من يد الراسمالية ويجب علينا أن نسارع للاتقاطها.
فهو على علم أن الرأسمالية وجهة لها ضربة في ثورة أكتوبر والضربة الثانية في الحرب العالمية الثانية بعد هزيمة النازية على يد الجيش الأحمر هذه الحرب التي كان الهدف منها القضاء على الإتحاد السوفيتي والممول الأساسي للنازية كانت بريطانيا العظمى وفرنسا من بعدها وأرجو أن تعود إلى الوثائق السرية التي أفرجت عنها الخارجة الروسية منذ أسبوع تقريبا فهي تـبين بعض هذا الكلام من خلال إيضاح مؤامرة ميونخ 1938 أما الضربة الثالثة فهي ما كان ستالين يعمل على تحقيقها من خلال دعم البلاد التحررة لمنع الرأسمالية من العودة إلى نهب خيرات هذه البلدان لأن الرأسمالية الأوروبية والأمريكية على الأخص لا تستطيع توفير نمط الإستهلاك الذي شهدناه إلا من خلا النهب وما الحروب التي تقوم بها امريكا حاليا إلا سعيا منها لحل جزء من مشكلتها الإقتصادية والمتعلق بتوفير حياة فارهة لشعبها لكي لا يثور عليها
وبذلك كان علم أنه بمنع الرأسمالية من سرقة الثروات ستضعف ولن تكون فادرة على مواجهة الإتحاد السوفيتي الغني بثرواته والمكتفي ذاتيا.
سؤال يستحق أن تسأله لنفسك:إذا كانت الرأسمالية وانت من قلت بأنها ان الرأسمالية، بكل اشكالها "الدمقراطية!!" والدكتاتورية والاستعمارية والامبريالية هي المشكلة، وهي اصل كل البلاوي الانسانية، من تمييز طبقي وديني وقومي وعنصري، ومن استثمار واستغلال وظلم واحتلال واستعباد، ومن قمع وفتن ومجازر وحروب، ومن اوبئة وفقر وامراض مستعصية وفساد وجريمة منظمة وانحطاط اخلاقي و"حيونة" للكائن الانساني وتخريب للبيئة وكوارث "طبيعية" وتهديد بفناء البشرية والكرة الارضية فما الذي يدفعها لمهاجمة ستالين إلى اليوم بالرغم من مضي 54 سنة على وفاته؟؟
ستالين الذي قتل وشرد وأسال الدماء؟؟؟؟
عزيزي الكاتب المستقل
في مقالتك نقطتان تحملان في طياطهما من الإساءة للماركسية لدرجة محو لكل حسنة في الظاهر:
1- لابد لنا دائما و أبدا من الإستغناء عن النظر إلى الأمور نظرة سطحية إلى درجة إستغباء العقول فبالرغم من دفاعك الشبه مستميت ( في ظاهره ) عن ثورة أكتوبر وبالأخص في بداية المقالة إلا أنك وفي النهاية لم تطرح إلا طرح من هاجموا الماركسية أمثال دوهرينغ على سبيل المثال لا الحصر وبالطبع شتان بينكما , فأنت وبدعوتك الخجولة للقبول بمصطلحات المجتمع المدني ومؤسساته ومع الإحترام ينم عن جهل فمؤسسات المجتمع المدني هي إحدى أذرع الرأسمالية العالمية وإحدى الأدوات الفاعلة في بلدان العالم الثالث فلا أستطيع الإقتناع أن جورج سيروس ( من رجال الأعمال الأمريكيين والمسبب لأزمة البورصة العالمية 1997 ) وغيره الكثير يقومون بتمويل هذه المؤسسات لإراحة ضمائرهم لما سببوه من مجاعات في العالم وأزمات اقتصادية, والهدف الرئيسي من وراء هذه المؤسسات هو تمرير مصالحهم في هذي البلدان ودفعها نحو اتباع السياسات النيو ليبرالية.
2- إن هجومك على ستالين والستالينين فيه الكثير من الإساءة ولا يصب في النهاية إلا في مصلحة الرأسمالية, هل جميع ما قم به ستالين صحيح؟ بالتاكيد لا وهل جميع ما قام به سيء؟ هذا مرفوض أيضا, عند علاج مثل هذي المسائل لابد من تيني النظرة الموضوعية في التقييم كأن يقال أن فلان او الحدث الفلاني كانت نتائجه 80% جيدة و 20% سيئة, أما أن نحمل الأشخاص أكثر مما يتحملونه وهو ماقمت به ( ولو عن غير وعي) وتقوم به وسائل الإعلام الغربية اتجاه ستالين فما هو إلا ضربة للماركسية في عقر دارها.
ولعلمك أن ستالين له من الإنجازات في الفكر الماركسية لا تقل عن منجزات لينين, فستالين له نحو 19 كتاب إن لم أكن على خطأ ومنها ما يعالج مشكلات اقتصادية واجهت الإتحاد السوفيتي ( ترجم أحد هذه الكتب من قبل دار الفارابي 1956 وعنوانه القضايا الإقتصادية للاشتراكية ) إلا أن معظمها قد غيب ولم يترجم ( وبالأخص من قبل دار التقدم ) وذلك تنيجة الهجمة التي شنت عليه في المؤتمر العشرين وبعدها, وهذا من أحد الأسباب التي دفعتنا لعدم إنصاف هذا الرجل ومعرفة قدره , هذا من الناحية الفكرية أما الناحية العملية فقد كان بمقام اليد اليمنة للينين فخلال سنوات النضال قبل الثورة سجن ستالين 5 مرات وكان وفي معظم ذاك الوقت كان يعمل ضمن أوساط العمال الجورجيين وفي إحدى مرات اعتقاله عاد ليجد ان صحيفة الإسكييرا قد حادت عن الخط المرسوم وتوفقت عن الصدور وأن العمال تراجعت أشكال تنظيمهم ويعيشون في اضطرابات فاستطاع خلال أسبوع ان يعد تنظيم االعمال و يعيد إصدار الصحيفة, وفي ثورة 1905 كان صوته هو الفاصل في تحديد قرار الثورة بعد عدم موافقة كامنييف وزينوفيف ...وغيرهم من أعضاء المكتب السياسي والذين خرجوا لاحقا للصحافة ليعبروا عن اراءهم في رفض الثورة قبل حصولها وهذا أحد أسباب فشلها, أما بعد ثورة 1917 وتحرير ستالين من سجون سيبيريا كان هو المصحح لأخطاء تروتسكي , فقد كان تروتسكي بوصفه قائد الجيش الأحمر يواجه إضرابات العمال بالنار, فيرسل لينين ستالين ليقوم يصحيح أخطاء الأخير, لن أطيل في الحديث عن ستالين فالزمن هو الكفيل بإنصافه و قد بدأ فعلا فحاليا يصدر في روسيا كتب بمعدل كتاب في اليوم تتحدث عن ستالين ومنجزاته من التجميع الزراعي والتصنيع وتضحض الأرقام التي تروج عن القتلى في محاكمات 1937 .....الخ, وإذا أدت الإطلاع أكثر إقرأ ستالين نظرة أخرى ل لوردو مارتينز.
ولا يلزمنا في الوقت الحالي إلا أن نوجه مدافعنا النارية والكتابية باتجاه الرأسمالية ولأن من يوجه مسدسا على ماضيه ستوجه عليه المدافع في المستقبل كما قال حمزاتوف.
رد جورج حداد:
اشكر الرفيقين ابو رادا وجان الشيخ على ردهما على مقالتي عن ثورة اكتوبر، وما ورد فيها خصوصا عن ستالين؛ اذ انه في رديهما ما يؤكد على ضرورة تسليط الضوء اكثر على الدور الانقلابي والتآمري الذي لعبته الستالينية في قتل لينين، وتخريب الاشتراكية وتشويهها والتمهيد للقضاء النهائي على النظام السوفياتي. ومن المناسب استغلال وجود الرفيق ابو رادا في روسيا لمطالبته بالمساعدة ـ اذا اراد ـ في كشف الحقائق التاريخية من منابعها. وفي ردي على ردهما سأتوقف بشكل خاص عند النقاط التالية:
ـ1ـ مضى 90 سنة واكثر من شهر على مؤامرة اطلاق النار على لينين. واكثر من 84 سنة على وفاته المشبوهة تماما. وحتى لو لم يكن لينين هو لينين، زعيم الحزب البلشفي وقائد الثورة وقائد الدولة السوفياتية الفتية ومطور الماركسية الخلاق الذي، الى جانب ماركس، ارتبطت باسمه ايضا الماركسية ـ اللينينية، لو لم يكن ذلك كله، وكان مناضلا شيوعيا عاديا؛ فإن من "حقه" تماما، كانسان، وكمناضل كرس حياته لاجل حزب الاشتراكية والثورة الاشتراكية، ان تكشف مؤامرة محاولة اغتياله بالرصاص ثم اغتياله بالسم التدريجي والادوية الخطأ.
لقد حكم ستالين الاتحاد السوفياتي كحاكم اسمي مطلق منذ سنة 1924، وكحاكم فعلي مطلق منذ سنة 1922؛ وكان مهووسا بكشف المؤامرات واجراء المحاكمات وارسال الملايين الى المنافي ومعسكرات الموت وخشبات الاعدام؛ فلماذا استثنى لينين من حرصه على "كشف الاعداء" حتى خلف "البطاقة الحزبية"؟؟ ولماذا كان دوره ـ اي دور ستالين ـ (لو كان مخلصا للينين واللينينية) هو طمس عملية اغتيال لينين؟؟
والشيء ذاته يمكن ان نقوله عن الخائن الآخر، الستاليني القديم الذي ارسى قواعد "النيوستالينية" تحت شعار "القيادة الجماعية"، ونعني به الخائن خروشوف: لقد عملت زمرة خروشوف (التي هي نفسها زمرة ستالين سابقا) على نبش كل الملفات ونبش كل القبور، لتبرئة نفسها، ولرمي كل تهم الاغتيالات والتصفيات على ستالين وبيريا. ولهذه الغاية ايضا نبشت واستخدمت ما يسمى "وصية لينين"، لاجل ادانة ستالين. ولكنها ـ اي زمرة خروشوف ـ لم تكلف نفسها اي عناء ولو شكلي وصوري وتدجيلي وللضحك على الذقون، للبحث في موضوع محاولة اغتيال لينين في 1918، واغتياله لاحقا في 1924. وحتى الخائن الثالث، غورباتشوف، الذي رفع شعار "غلاسنوست" (الإشهار، او الإشهارية، او العلانية، او الشفافية، باللغة العربية) الى جانب شعار "بيريسترويكا" (اعادة البناء)، فإنه وزمرته ايضا كانوا حريصين على عدم التطرق الى مؤامرة اغتيال لينين. لماذا؟ ولماذا كبيرة جدا يتفقون جميعا، الى جانب الامبريالية العالمية طبعا، في طمس مؤامرة اغتيال لينين؟
ـ انا شخصيا، وكمواطن عربي وطني (حتى لا اقول "شيوعي" وازاحم احدا على شيوعيته) اكره ستالين من خلال اعترافه بتقسيم فلسطين ودعمه لقيام اسرائيل؛ وبالطبع اعتبره دكتاتورا وجزارا للحزب الشيوعي السوفياتي والشعب السوفياتي؛ ومن خلال هذا الكره "الواعي تماما" اعمل بامكانياتي الفردية المحدودة لنبش التاريخ القذر لستالين والستالينية والستالينيين والنيوستالينيين (من خروشوف الى غورباتشوف الى الرفيق العزيز جدا الياس عطالله الحريري و"فوق البيعة" كريم مروة، الذي اتحفنا مرة بمقالة نشرتها "الحوار المتمدن" بأنه "يجب ان نحاكم لينين"، وهذا عنوان المقالة بالضبط. ولماذا ولا "يجب ان نقتل لينين"؟). والسؤال التاريخي الكبير جدا: لماذا لم تجر، ولا تجري الى الان، عملية تحقيق جادة في قضية مؤامرة اغتيال لينين؟ وانا انصح الرفيق ابو رادا، الذي لا اعرفه واذا كنت اعرفه فبغير هذا الاسم، ان يحاول الاستفسار من الشيوعيين الروس القدماء عن هذه المسألة؛ على الاقل للاطلاع على الحقيقة واعطاء لينين حقه كانسان ينبغي ان نكشف من قتله ولماذا؟
ـ2ـ طبعا ان ستالين كان رجل دولة عظيما، بمعنى كبيرا؛ ونابوليون كان كذلك في التاريخ الفرنسي؛ ولكن هذا لا ينفي، بل يؤكد تماما، ان الدكتاتور المتوحش ستالين هو قاتل الثورة الاشتراكية في روسيا، مثلما كان الامبراطور المنفلت نابوليون قاتل الثورة الدمقراطية الجمهورية في فرنسا. والسؤال الكبير هو: هل ارتكب ستالين مجازر ضد كوادر ومناضلي الحزب الشيوعي السوفياتي وضد الكوادر والضباط والشيوعيين في الجيش الاحمر السوفياتي وضد جماهير العمال والفلاحين الواعين والانتلجنتسيا في الاتحاد السوفياتي، وبلغت ضحاياه الملايين؟ وهل قام ستالين بالتصفية الجسدية لالوف من الشيوعيين اللاجئين السياسيين الاجانب في الاتحاد السوفياتي، على طريق التوجه نحو تصفية الكومنترن الذي تم حله سنة 1943، ثم قتل امينه العام الاخير غيورغي ديميتروف سنة 1949 (بالسم ايضا)؟ ـ لماذا علينا ان ننتظر من الاعداء ان يتحدثوا هم عن جرائم ستالين والستالينيين ويلصقوها بلينين واللينينية والاشتراكية؟ لماذا لا نقوم نحن بفضح جرائم ستالين والستالينية ونبين انه وانها مرتبطتان بالرأسمالية والامبريالية والصهيونية، ولا علاقة لها بالاشتراكية وبالماركسية ـ اللينينية؟ لماذا يريد كريم مروة ان "يحاكم لينين" على جرائم ستالين والستالينية، ولينين هو اول ضحايا ستالين والستالينية؟ هل اذا فضحنا جرائم ستالين نكون نهاجم الاشتراكية؟ ام الاصح اننا حينما نلصق جرائم ستالين بلينين نكون نخدم الرأسمالية ونعادي الاشتراكية؟ هل اذا قلنا ـ والشيء بالشيء يذكر ـ ان خالد بكداش وعبدالحميد السراج (وفوقهما عبدالناصر والمخابرات السوفياتية) تآمروا للتخلص من القائد الشيوعي الصادق فرج الله الحلو سنة 1959، نكون نهاجم القومية العربية والشيوعية، ام ندافع عنهما؟ ان الحزب الشيوعي اللبناني الذي قدم مئات الشهداء الابرار الذين صبغوا بدمائهم الزكية علمه الاحمر، يرفع صورة فرج الله الحلو في مؤتمراته؛ ولكن اذا كنتم حقا تحبون فرج الله الحلو تفضلوا واعملوا تحقيقا (للتاريخ، وليس للانتقام من احد) كيف جرت مؤامرة استدراج فرج الله الحلو الى قبضة الجزار عبدالحميد السراج (الذي قام بدورين "متناقضين" هما: "اغماض العين" عن هرب خالد بكداش من دمشق، ثم قتل فرج الله الحلو، بعد ان استدرجه خالد بكداش الى دمشق وسلمه تسليما الى زبانية عبدالحميد السراج). وبالمثل، تفضل يا رفيق ابو رادا ومن معك، واعملوا تحقيقكم الخاص في كيفية قتل لينين. ان بطون الامهات نادرا ما تجود بامثال لينين وفرج الله الحلو. فعلى الشيوعيين الحقيقيين، خصوصا الذين يصرون على وصف انفسهم "لينينيين" والذين يرفعون صورة فرج الله الحلو كي يكسبوا رصيدا معنويا وسياسيا على حسابه، على هؤلاء جميعا إنصاف هذين "الانسانين"، على الاقل، بكشف مؤامرة قتل كل منهما وفضح "ابطالها" ولو كانوا من عيار ستالين وخروشوف وبكداش وعبدالناصر.
ـ3ـ يتحدث الرفيق جان الشيخ عن مسألة العمل "من داخل الحزب او من خارج الحزب". على هذه النقطة لي جوابان:
الاول ـ انا شخصيا كنت داخل الحزب من 1949 حتى 1964؛ ولكنني حتى حينما كنت فتى (كنت اتعلم في مدرسة الثلاثة الاقمار التابعة للمطرانية الارثوذكسية في بيروت ـ ومن خلال بعض التجارب تعلمت ان اميز تماما بين المسيحية كمبادئ اخلاقية وانسانية الخ وبين التركيبة الكنسية، وصرت احب المسيح واكره رجال الدين، طبعا ليس كلهم، وقد طردت طردا من المدرسة لانني "علقت" مع رجال الدين، وبناء لهذه التجربة) كنت اميز بين الشيوعية كمبادئ وبين الحزب كمؤسسة، فلم اكن "اقبض" كل شيء كما يقال. وفي سنة 1954 كنت مكلفا بتوزيع جريدة الكومنفورم "في سبيل سلم دائم في سبيل دمقراطية شعبية"، ومرة اكتشفت فيها مقالا لامين عام الحزب الشيوعي الاسرائيلي حينذاك المدعو صموئيل ميكونيس يقول فيه ان صداقة الاتحاد السوفياتي واسرائيل هي ضمان لاستقلال اسرائيل. فرفضت توزيع العدد، وتضامن معي في هذا الرفض عدد من الرفاق الاخرين، زملائي في مطبعة الحزب حيث كنت اعمل، واذكر منهم الرفيق نايف بشارة (شقيق الرفيق فواز بشارة، الذي اصبح والد البطلة سهى بشارة). فطلبني احد قادة الحزب الرفيق صوايا صوايا رحمه الله وقال لي مهددا "اذا ما بتوزع العدد، منطردك من الحزب" فقلت له "انا شيوعي برّات الحزب وجوّات الحزب؛ ولأني شيوعي انا ضد اسرائيل، واذا كنت بدك تطردني من الحزب منشان اسرائيل طز فيك وباسرائيل؛ وانا شيوعي ورح ضل شيوعي فيك وبلاك"؛ فتراجع عن تهديده وحولني على رفيق آخر هو الدكتور خليل الريف اتمنى ان يكون على قيد الحياة واتمنى له الصحة والعافية، كي يناقشني ويقنعني بصوابية موقف القيادة السوفياتية بالاعتراف باسرائيل، وبقينا نجتمع 3 ـ 4 ايام بشكل متواصل في منزل الدكتور خليل، ولكنه لم يقنعني، وانا طبعا لم استطع ان اقنعه، لان ثقافتي لم تكن في مستوى ثقافته. وفي 1964 كنت انا اول المطرودين من المعارضة الحزبية التي ظهرت تلك السنة. اي انني لم اختر ان اكون برّات الحزب. ولكنني حينما طردت لم اندم على ذلك. وبعد يومين او ثلاثة من طردي من الحزب التقيت مع الرفيق المرحوم سهيل يموت وكان متأثرا جدا لطردي، فروّقته وقلت له: انا كنت افتخر حتى اليوم بشيء واحد هو أنني شيوعي؛ والان صرت افتخر بشيئين هما أنني "شيوعي" وأنني "مطرود من الحزب الشيوعي".
والثاني ـ ان الحركة الشيوعية اصبحت حركة تاريخية واسعة جدا ظهرت فيها تيارات واتجاهات عديدة، تناقضت فيما بينها، و"طردت" بعضها بعضا و"نفت شيوعية" بعضها بعضا. ايام ماركس وانجلز حينما اسسا "الاممية الاولى" كانت الحركة العمالية والاشتراكية لا تزال ضعيفة وبحاجة الى وحدة جميع تياراتها وروافدها، ولذلك فقد قبل ماركس وانجلز انضمام كل الاتجاهات ضمن "الاممية": اللاساليين الانتهازيين، والتريديونيين الاصلاحيين، والباكونينيين الفوضويين او الاناركيين، والبلانكيين التآمريين، بالاضافة الى الشيوعيين او الاشتراكيين العلميين ـ الماركسيين. وفيما بعد قويت الحركة وتوسعت، وظهرت تيارات مختلفة في صفوف "الماركسيين" انفسهم. ومن الطرف التي تروى حينذاك انه حينما كان انجلز في اواخر ايامه ذهب اليه ممثلو عدد من التيارات "الماركسية" المختلفة، وتناقشوا امامه، وكل طرف يقول انه هو "الماركسي" الصحيح؛ وحينما سألوا انجلز: من منهم "الماركسي" الصحيح في رأيه؛ اجابهم: لا استطيع ان اؤكد من منكم " الماركسي" الصحيح، ولكن من خلال ما سمعته منكم، فأنا استطيع ان اؤكد لكم انني انا لست "ماركسيا"! وفيما بعد، في عصر ستالين والستالينية وما بعدها درجت عادت الطرد والفصل والقطيعة والعداء في الصفوف الشيوعية ذاتها: مثلا كان تروتسكي يختلف مع لينين، ولكن لينين كان يناقشه، وبصرامة علمية، ولكنه لم يطرده من الحزب. اما في عهد ستالين فقد طرد تروتسكي ثم قتل. وحينما فاوض ستالين هتلر وكان ينوي تقاسم اوروبا معه، وجد معارضة في الكومنترن فقام هتلر باعتقال غيورغي ديميتروف (ليس بالصدفة، وليس بدون "غمزة" من ستالين ـ برأيي المتواضع) ووجد ستالين معارضة شديدة من الحزب الشيوعي البولوني بسبب المفاوضات مع هتلر، فقامت الاجهزة الستالينية باعتقال القيادة الشيوعية البولونية، فانتخبت قيادة جديدة وقفت ذات الموقف ضد المفاوضات مع هتلر، فاعتقلهم ستالين ايضا، فانتخبت قيادة ثالثة وقفت الموقف ذاته، فما كان من ستالين الا ان الزم الكومنترن باصدار قرار بحل الحزب الشيوعي البولوني، وتم اعتقال الكوادر الشيوعية البولونية بالعشرات والمئات هم ونسائهم، وتم تعذيبهم واغتصاب نسائهم امام اعينهم ثم اعدامهم بالجملة، وبعد دخول الجيش الاحمر الى بولونيا، قامت فصائل الكا جي بي باعدام 20 الف ضابط من ضباط الجيش البولوني والمقاومة البولونية الذين كان هتلر يحتفظ بهم اسرى للمبادلة، كما كانت الكا جي بي تحمل لوائح باسماء اعضاء الحزب الشيوعي البولوني القدماء الذين رفضوا الاعتراف بقرار حل الحزب، وتم اعدامهم فوريا، حيث كان المقاوم الشيوعي يؤخذ عن المتراس والبندقية التي يحارب بها الفاشست لا تزال في يده، ويرمى بالرصاص فورا بدون اي محاكمة. ثم طرد تيتو والحزب الشيوعي اليوغوسلافي من الكومنترن، وهو كان الحزب الوحيد الذي رفض الاعتراف بتقسيم فلسطين واقامة اسرائيل. وفي ايام "الرفيق العزيز" الخائن النيوستاليني نيكيتا خروشوف تمت القطيعة مع الصين والبانيا ورومانيا الخ. وحينما قامت الثورة الكوبية بقيادة كاسترو في 1956، وقف الحزب الشيوعي المسوفت بزعامة بلاس روكا ضد فيديل كاسترو لانهم كانوا يعتبرون انه متأثر برفيقه تشي غيفارا "التروتسكي"؛ ولكن فيديل كاسترو اعلن الاشتراكية بعد معركة خليج الخنازير في 1961. وحينما تآمرت المخابرات السوفياتية والاميركية لتصفية تشي غيفارا في ادغال بوليفيا في 1967، كتبت جريدة "الاخبار" الشيوعية اللبنانية واصفة اياه بسخرية "الثائر المغامر الجوال".
فيا ايها الرفيق العزيز: مين جوا ومين برا!؟ وشو يعني بقا جوا وبرا؟! حينما طردونا من الحزب في 1964 اتهمونا، من جملة الاتهامات، اننا "صينيون". وفيما بعد ذهب كريم مروة الى الصين واصبح مدافعا ليس فقط عن ماو تسي تونغ الذي لا شك له اسهاماته، بل وعن القيادة الحالية للصين، التي هي اكبر قاعدة للرساميل الاميركية والتي هي اليوم خشبة الخلاص للرأسمال المالي الاميركي ـ اليهودي. فـ: مين جوا ومين برا؟!
ـ ادرسوا الوقائع وناقشوا مختلف الآراء كما هي، بمعزل عن الانتساب او عدم الانتساب للكنيسة. يقول المثل الفرنسي "الثياب تعمل الخوري". ولكن الثياب قد تعمل الشخص خوريا ولكنها ابدا لا تعمله "مسيحيا". والانتساب الى الحزب يعمل الشخص "حزبيا" ولكنه لا يعمله بالضرورة "شيوعيا"!!
ـ4ـ ان ستالين يمثل الشريحة الطبقية المتسلطة (شريحة السلطة الحزبية والدولوية التي انفصلت عن الحزب والشعب، واصبحت فئة مميزة معنويا وماديا، على طريقة جماعة "البعث والمخابرات" في سوريا اليوم، او في ايام صدام في العراق) وهذه الشريحة هي العدو اللدود للاشتراكية، ولكنها كانت موجودة في السلطة باسم الاشتراكية، ولذلك تميزت بميزتين: الاولى ـ الزعيق بأعلى صوت ممكن دفاعا عن "الاشتراكية" و"الماركسية ـ اللينينية"، لتغطية خيانتها وجرائمها وامتيازاتها الطبقية (اي مثل الخوري "الصليبي" او ما اشبه الذي يملأ الدنيا صراخا دفاعا عن المسيح والمسيحية، فيما هو يمارس ممارسة معادية تماما للمسيحية نصا وروحا؛ ومن هنا المثل الشعبي عن بعض رجال الدين "اسمعوا اقوالهم، ولا تفعلوا افعالهم") . والثانية ـ ممارسة وتشديد الارهاب ضد الحزب والجماهير الشعبية، لخنق اي معارضة ممكنة، من اجل ان تستطيع الاستمرار في السلطة. وستالين وبيريا وخروشوف وغورباتشوف، وكل هذه الزبالة البشرية تنتسب الى نفس الشريحة الطبقية التي كانت تنقسم الى فئتين: الفئة الدنيا، وكانت الناس تسميهم "الاباراتشيك"، اي جماعة الاجهزة. والفئة العليا وكانت الناس تسميهم "النومينكلاتورا"، اي "القادة" و"المسؤولين" او ـ بالتعبير العربي ـ "الابوات". ان الحزب الشيوعي البولشفي والجماهير العمالية والشعبية السوفياتية كانت قمينة وقادرة على ازاحة ستالين وعصابته و"الاباراتشيك" و"النومينكلاتورا" وسحقهم تحت الاقدام. ولكن ظهور الهتلرية وخطرها، وقف سدا منيعا امام التحرك الشعبي في روسيا ضد الشريحة الستالينية المتسلطة. ولكن بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وهزيمة الهتلرية، لم يعد من الممكن السكوت، كما بدأت جميع فظائع وخيانات ستالين تتكشف. واصبحت هذه الشريحة الطبقية ـ العصابة المعادية للشعب، تدرك ان ايامها معدودة، فبدأ النزاع في صفوفها وبين اجنحتها المختلفة، وصار كل جناح يلقي المسؤولية على الجناح الآخر ويعمل لازاحته وتحميله مسؤولية الجرائم المرتكبة: فانفك التحالف الستاليني مع الجناح الصهيوني (الذي كان بزعامة بيريا)، والتحالف الستاليني مع الجناح الانتهازي الغربي (الذي كان بزعامة خروشوف)؛ فبدأ ستالين بمبادرة توجيه ضربة استباقية الى الصهاينة في ما يسمى "قضية الاطباء القتلة" اليهود، ولكن جماعة بيريا سبقوه وقضوا عليه. وكان بيريا، بعد تصفية ستالين، يزمع التفرد بالسلطة وضرب الاجنحة الاخرى؛ واثناء احد اجتماعات المكتب السياسي للحزب، عمد بيريا الى تطويق الكرملين بقوات البوليس السياسي، لفرض ارادته على القيادة. ولكن الجناح الانتهازي الغربي عمد الى التحالف مع جنرالية الجيش، الذين كانوا يكنون الكراهية لعصابة بيريا ـ اليد اليمنى لستالين، التي سبق وارتكب بواسطتها الجرائم والتصفيات الكبرى في سلك جنرالات وضباط الجيش، فطوقوا موسكو كلها بالقوات العسكرية، واقتحموا الكرملين واخرجوا بيريا من اجتماع المكتب السياسي للحزب، واطلق عليه الماريشال جوكوف النار في الممشى (الكوريدور) لانهم لم يكونوا واثقين من امكانية نجاح الحركة فيما لو بقي بيريا حيا. وفيما بعد عمد خروشوف الى تصفية الكتلة الحزبية المرتبطة بالجيش، وملأ الدنيا زعيقا حول "التعايش السلمي" بين المعسكرين وضرورة نزع السلاح المتبادل، توصلا الى تقليص الدور السياسي للجيش السوفياتي وليس حبا بالسلام.
خلاصة القول ان ستالين وبيريا وخروشوف هم من "طينة طبقية واحدة" وان كانوا نهشوا بعضهم بعضا كالكلاب المسعورة؛ ونزاعهم فيما بينهم لا يجعل ايا منهم اشتراكيا حقيقيا او ماركسيا ـ لينينيا. ومن الجريمة بشكل خاص، ومن الافتئات على الحقائق والواقع التاريخي، لصق اسم الخائن والقاتل ستالين باسم لينين. عيب والف عيب على اي شيوعي ان يبرئ ستالين من جرائمه بلصق اسمه باسم لينين العظيم، وان يحمـّل لينين ـ الضحية، مسؤولية جرائم ستالين التي كان لينين اول ضحاياها. واذا كانت الاوساط الامبريالية والرأسمالية لا تزال الى الان تهاجم ستالين، فمن اجل التوصل الى مهاجمة لينين والماركسية ـ اللينينية، حيث ان جميع التهجمات الامبريالية لا تجد ما تهاجم به لينين والماركسية ـ اللينينية سوى لصق جرائم ستالين به وبها؛ ومدّعو الماركسية والشيوعية، المزيفون والكذابون، امثال فؤاد النمري وكريم مروة وغيرهما، الذين يدعون ان ستالين هو استمرار للينين، يقدمون اكبر خدمة "مجانية"، او "غير مجانية" للرأسمالية والامبريالية والصهيونية (فالقول ان ستالين هو لينيني، لا يختلف بشيء عن القول مثلا ان "الصليبيين" قديما، او "القوات اللبنانية" و"حزب الكتائب" و"جماعة لحد" في لبنان الحديث، هم "المسيحيون" الحقيقيون).
ـ5ـ في النقطة التي طرحتها في مقالتي حول حوار الحضارات وحوار الاديان، انا لم اناقش موضوع الحضارة بذاتها او الدين او ما اشبه، بل قلت بوضوح انه عشية وفي اعقاب ثورة اكتوبر لم يكن هناك ما يسمى اليوم "حوار الاديان" او "حوار الحضارات"، ومع ذلك فإن الشيوعيين البلاشفة استطاعوا ايجاد "لغة مشتركة" مع الشعوب الاسلامية، وخلق جبهة موحدة بين الجماهير الشعبية المناضلة من الشعوب المسيحية السلافية، والشعوب الاسلامية في اسيا الوسطى، وهذه الوحدة النضالية هي التي قام عليها الاتحاد السوفياتي. والهدف من هذا الطرح هو الاضاءة على ان الوحدة النضالية ضد الرأسمالية والامبريالية والصهيونية هي الطريق اليوم لتوحيد الشعوب السلافية والاسلامية، ولتوحيد الحركات الشيوعية والقومية والاسلامية المناضلة الشريفة، المعادية فعلا للصهيونية والامبريالية والرأسمالية.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
* كاتب لبناني مستقل