غادر تيار مناهضة الرأسمالية Anticapitalistas في الدولة الإسبانية حزب بوديموس، 14 مايو 2020، بواسطة Anticapitalistas فرع الأممية الرابعة، ترجمة فريق الترجمة بجريدة المناضل-ة الموقوفة


المناضل-ة
2020 / 5 / 16 - 04:37     

انتهت، في 28 مارس، عملية تشاور داخلي، قرر خلالها أنتي كابيتاليستاس مغادرة بوديموس، وشارك فيها 79٪ من المناضلين/ات. ساند خلالها القرار 89٪ من الأصوات، و3٪ ضد، و7.5٪ امتناع. لقد قررنا الانتظار حتى اليوم لإعلان ذلك: كانت أولويتنا إيلاء الاهتمام لوباء COVID-19 الذي يضرب البلاد بشدة والذي يؤثر بصورة أساس على القطاعات الأكثر ضعفًا من الطبقات الشعبية.
بالنسبة لنا، المساهمون في تأسيس هذه المنظمة، كانت تجربة جماعية مفيدة ستكون دائمًا جزءً من تاريخنا كما بتاريخ بوديموس. إن الأهداف التي دفعتنا للمشاركة في تأسيس هذه المنظمة معروفة للجميع. كان من الضروري تشكيل معبر سياسي عريض وديمقراطي تماما، وثيق الارتباط بالنضالات والحركات الاجتماعية، وقادرا على تحدي السلطة الاقتصادية والثقافية والسياسية للنخب ومواجهة آثار النيوليبرالية العدوانية والمنفلتة. مع الدعوة، بالطبع، الى التفكير وبناء بديل سياسي شامل عن الرأسمالية المجرمة بحق البيئة والبطريركية.
نعتقد أن هذه الأهداف لا تزال ذات راهنية، ولكن بوديموس لم يعد اليوم فضاء يمكن من خلاله أن يساهم انتي كابيتاليستاس في تحقيقها. لقد أكدنا مواقفنا في عدة مناسبات، وطرحناها للنقاش الأخوي مع تلك الخاصة بتيارات اليسار الأخرى. لسوء الحظ، لم يعد بوديموس المنظمة التي كنا نطمح ببنائها في البداية: لا يترك النموذج التنظيمي والنظام الداخلي القائم على مركزة الصلاحيات والقرارات بيد مجموعة صغيرة من الأشخاص يتولون مهام حزبية عمومية وفي الأمانة العامة، سوى مساحةٍ ضيقةٍ للعمل الجماعي التعددي. إضافة الى ذلك، تأكد بجلاء انه نموذج غير فعال على الإطلاق للتقدم على الجبهة الاجتماعية. جرى تحطيم المنظمة المناضلة، والقوة التي كانت في البداية تحرك بوديموس من أسفل، وجرى تفكيكها ودفعها الى التلاشي، دون ترجمة ذلك، وفقًا للمبرر الذي جرى تقديمه، بتحسين النتائج. الانتخابية.
من ناحية أخرى، ولد بوديموس كحركة سياسية معارضة للمعايير الاقتصادية والسياسية للنظام. والحال، أن الاستراتيجية قد تغيرت بوضوح. قلل بوديموس، خلال هذه السنوات، "الممكن" تدريجيًا: من وجهة نظرنا، لا تزال المهمة هي جعل "الضروري" ممكنًا. كانت ذروة هذا الانجراف هي استراتيجية الحكومة المشتركة مع الحزب الاشتراكي. مرة أخرى، جرى إخضاع مشروع يساري على المدى القصير لمنطق اقل الشرور، بالتخلي عن سياساته مقابل تأثير ضعيف وغير حاسم على مجلس الوزراء.
رغم الدعاية الحكومية، فإن سياسات التحالف لا تتعارض مع الإطار الاقتصادي الأرثودوكسي، فهي لا تراهن على إعادة توزيع الثروة، ولا على تعزيز القطاع العمومي جذريا ولا على عصيان المؤسسات النيوليبرالية. بالطبع، سندعم جميع المكاسب التي ستأتي من هذا السياق، وسنناضل جميعا ضد اليمين المتطرف. ولكن في سياق ازمه نظامية عميقة، نعتقد أن الالتزام بتعزيز الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ينطوي بالضرورة على بناء قوى اجتماعية وسياسات طموحة والاستعداد لمواجهة ضد النخب.
ستكون الأشهر والسنوات القادمة مسرحًا لمعارك كبيرة بين الطبقات. إن الأزمة الجارية ليست ظرفية: إنها أزمة نظامية واقتصادية وبيئية وأزمة رعاية صحية. وستشمل عمليات إعادة تنظيم سياسية وثقافية واجتماعية كبرى. لن يبقى أي شيء مما نعتقد أنه آمن اليوم كما هو. إن التزامنا ببناء حركة مناهضة للرأسمالية، مفتوحة على جميع أشكال النضال والتجارب، يسمح لنا بالنظر الى المستقبل بأسلوب مفتوح ولا شك أننا سنتلاقى في العديد من النضالات المشتركة مع المنتمين لحزب بوديموس.
بمجرد أن يسمح الوضع الاجتماعي - الصحي بذلك، سننظم مؤتمرًا سياسيًا لتيار مناهضة الرأسمالية لمناقشة مقترحاتنا للمرحلة الجديدة بعمق.