مناورات كبرى حول أدوية علاج مرض كورونا فيروس [كوفيد-19]. بقلم، فرانك كانتالوب، 5 أيار/مايو عام 2020، ترجمة فريق الترجمة بجريدة المناضل-ة الموقوفة


المناضل-ة
2020 / 5 / 8 - 02:48     

بوجه كوفيد-19، لدى تروستات صناعة الأدوية استراتيجية: اختبار ما يوجد في محفظتها بالفعل من أدوية قديمة مضادة للفيروسات! الوقت والمال، هما سببا هذا الاختيار.

تكلف صناعة دواء جديد ما يناهز مليار دولار وتستغرق وقتًا طويلاً، خاصة في التجارب السريرية. كان ممكنا وجود متسع وقت لو أن التحذيرات من تفشي فيروس سراس [متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد] (عام 2002)، وفيروس ميرس [فيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية] (عام 2012)، وفيروس إيبولا عام 2013 لقيت آذاناً مصغية لاختبار هذه الأدوية المضادة للفيروسات. لكنها لم تجد سوى آذان صماء. أقرت ماري بول كينى، مساعدة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، بحقيقة أن مرض فيروس [حمى] إيبولا «عادة ما يمثل مرض الفقراء في بلدان فقيرة، حيث لا يوجد سوق». كان الجيش وحده هو الذي اهتم بإيبولا. خصصت الولايات المتحدة الأمريكية اعتمادات في إطار محاربة الارهاب البيولوجي. لكن لم تجر أي تجارب سريرية على البشر بجزيئات متطورة. لأنها باهظة الثمن وغير مربحة بالنسبة لتروستات صناعة الأدوية. الأمر الذي جعل ماري بول كيني تقول «من وجهة نظر تقنية، نحن لا نتحدث الآن عن أشياء صعبة للغاية. بل يعبر ذلك عن فشل المجتمع القائم على السوق، مجتمع المال والأرباح».
مناورات مختبر جلعاد

لذلك، شهدنا اليوم فقط، على سبيل المثال، اختبار دواء ريمديسيفير، وهو على ما يبدو أكبر أمل في علاج مرض فيروس كورونا [كوفيد 19]، وهو دواء مضاد للفيروسات من صنع الشركة الأمريكية جلعاد. وهو أيضًا ضمن الاختبارات السريرية الفرنسية الأوروبية ديسكوفري Discovery واختبارات التضامن Solidarityالسريرية التابعة لمنظمة الصحة العالمية. وحتى قبل معرفة فعاليته اشتعلت الحرب المالية. الأمر ليس غريبا عمن يعرف مختبر جلعاد، الذي يمكنه أن يبيع بثمن 40 ألف يورو في فرنسا دواء علاج مرض التهاب الكبد الفيروسي ج، والذي لا يكلف إنتاجه سوى ما يناهز مائة يورو وحسب! تسربت نقاشات مؤتمر عن بعد بين باحثين في الوقت المناسب، مدافعة عن فعالية دواء ريمديسيفير في الاختبارات السريرية بشيكاغو. لذلك تجاوز ارتفاع سعر سهم جلعاد نسبة 16%. أعلن رئيسها التنفيذي دانيال أوداي علنا عن رغبته في إنتاج 500 ألف علاج بحلول نهاية تشرين الأول/أكتوبر، ومليون بحلول نهاية العام. وفي الوقت نفسه، كانت الشركة تطالب الحكومة الأمريكية بوضع قانون ينظم الدواء اليتيم [دواء طُور خصيصاً لعلاج حالة طبية نادرة-المترجم]، ما قد يسمح لها بتخفيض نسبة الضرائب وخاصة بحق التصرف التجاري لمدة 7 سنوات في دواء ريمديسيفير كعلامة تجارية. كان احتكار قانوني يثير ابتهاج البورصة، ومصائب مرضى العالم برمته المحرومين من العلاج بسبب الأسعار أو الاحتكارات الأمريكية بالفعل. شنت جمعيات المستهلكين وبيرني ساندرز معركة ضد هذا الامتياز التجاري، المتناقض مع حالة الطوارئ الصحية، واضطرت شركة جلعاد إلى التخلي عن طلب سن قانون ينظم الدواء اليتيم.
حول دواء هيدروكسي كلوروكوين

تبخرت الآمال لما نشرت مجلة ذا لانسيت، في نسختها الصادرة يوم 29 نيسان/أبريل، النتائج الكاملة لأول تجربة ثنائية التعمية [تجربة تكون معلومات الاختبار فيها متكتما عليها ومخفية عن القائم بالفحص (الفاحص) والخاضع له (مريض غالبا)، أو كليهما، وقد يكون التحيز مقصودا أو غير مقصود. وتسمى التجربة التي يكون فيها الفاحص والخاضع للفحص كلاهما معمى عليه بالتجربة ثنائية التعمية أو التجربة مزدوجة التعمية-وكيبيديا] في الصين على 237 مريضًا، لا يؤثر دواء ريمديسيفير على معدل الوفيات. إن تقلص الوقت اللازم للتحسن السريري في صفوف المرضى الباقين على قيد الحياة يتطلب إثباتاً في دراسات أهم. وللتغلب على تراجع أسهمها في بورصة نيويورك بنسبة 4.3٪، أكد المدير التنفيذي على ضرورة اجراء مزيد من الأبحاث للتمكن من استخلاص نتائج نهائية. ومن المنتظر نشر نتائج تجارب سريرية أخرى، وخاصة حول دواء كاليترا، وحده أو مع دواء إنترفيرون ألفا، ولكن أيضًا دواء هيدروكسي كلوروكوين، أحيانًا مع دواء أزيتروميسين وفقًا لبروتوكول البروفيسور ديدييه راوول. ومع ذلك، فإن معظم الدراسات العالمية حول دواء هيدروكسي كلوروكوين، ولكن مع أدنى مستوى من الأدلة، غير حاسمة في أحسن الأحوال، وفي أسوأ الأحوال تظهر تأثيرًا سلبيًا على المرضى. إن السويد، التي كانت تستخدم العلاج على نطاق واسع، والآن مسؤولي الصحة في الولايات المتحدة الأمريكية، بينما كان ترامب يطنب في إطراء دواء هيدروكسي كلوروكوين، ولكن لم يعد يتحدث عنه أحد، ويوصى اليوم صراحةً بعدم استخدام هذا البروتوكول، الذي لا يزال قائما في بحوث تجارب ديسكوفري Discovery السريرية.
الملكية المشتركة للبشرية

بناء على ذلك تولدت خيبة أمل كبيرة. حظي درس عودة انتشار الأوبئة بتجاهل تروستات صناعة الأدوية التي رفضت الاستثمار في البحث. وفي الواقع غالبا ما تشكل الاعتمادات المخصصة اليوم لذلك تحويلا لاعتمادات خاصة بمكافحة الأمراض الفيروسية الأخرى، وخاصة مرض الإيدز. كما أن مبلغ 45 مليون يورو الذي قدمه بنك الاستثمار الأوروبي ومبادرة الأدوية المبتكرة لا يضمن اعتماد بنود لتحمل التكاليف المالية لتسهيل الاستفادة من العلاجات، ولا يمنع تسليم تراخيص حق الاستغلال الاستئثاري. لقد كان تفويض إنتاج الأدوية (غير المربح) للقطاع الخاص بالفعل سبب تأخر رهيب في مواجهة تفشي فيروسات جديدة. غدًا، إذا أثبت علاج فعاليته، وحفاظا عليه ضد حرب الأسعار والمنافسة بين الحكومات، من الضروري المطالبة بإعلان هذا العلاج ملكية مشتركة للبشرية، بلا حق براءة اختراع، حتى يمكن إنتاجه في كل مكان بأقل تكلفة، وتوزيعه مجانًا لكل من هم في حاجة إليه.
المصدر: https://npa2009.org/actualite/sante/grandes-manoeuvres-autour-des-traitements-contre-le-covid-19