أفريقيا: الإمبريالية تفاقم أضرار الفيروس، بقلم دانييل ميسكلا، 28 أبريل 2020، ترجمة فريق الترجمة بجريدة المناضل-ة


المناضل-ة
2020 / 5 / 6 - 09:59     

ينتشر وباء كورونا فيروس ببلدان أفريقيا جنوب الصحراء، مع أنه يظل هناك في الوقت الحاضر أقل أهمية من البلدان المغاربية أو مصر، ناهيك عن أوروبا. يشعر السكان فعلا وبشدة بآثار الأزمة الاقتصادية العالمية.
بدأت الأسعار ترتفع. إنه حال السكر والزيت بصفة خاصة، ولا سيما الأرز. ويعد هذا إحدى عواقب إغلاق الحدود، ولا سيما بالنسبة للبلدان غير الساحلية مثل بوركينا فاسو ومالي. ويرجع ذلك أيضا إلى أن البلدان الأفريقية يجب أن تستورد جزءا كبيرا من غذائها. وفي حين يجري عادة تفريغ أكثر من 40 مليون طن من الحبوب كل عام في الموانئ الأفريقية، فإن معظم حركة النقل البحري متوقفة الآن. فضلاً عن ذلك فإن بعض البلدان التي تعتبر من كبار منتجي الأرز، مثل الصين وفيتنام، حدت أو أوقفت تماما وببساطة صادراتها من أجل بناء مخزونات احتياطية. وعلى هذا فقد ارتفع سعر الأرز إلى عنان السماء في الأسابيع الأخيرة قبل أن يبدأ في الهبوط، ولكن إلى متى؟ تدفقت صناديق الاستثمار الكبرى في تجارة الحبوب للمضاربة على هذه التحركات، وبنتائج تفوق كثيراً العواقب التي قد يخلفها بائعو أسواق باماكو وأوغدوغو.
وإذا كانت سبل العيش أكثر غلاء فإن موارد العمال الأفارقة تتضاءل. وهذا حال كل من يعيشون يوما بيوم من وظائف صغيرة. ويجعل الحجر الذي تفرضه أغلب البلدان الأفريقية كسب العيش أمراً أكثر صعوبة، إن لم يكن مستحيلاً. ولكن هناك مصدر آخر مهم للدخل، يجف بدوره حاليا بالنسبة للأسر الفقيرة، ومن المرجح أن يتضاءل أكثر مع الأزمة الاقتصادية. يتعلق الأمر بالأموال التي يرسلها العمال المهاجرون في أوروبا أو في بلدان الخليج الفارسي إلى أسرهم التي ظلت في البلاد.
ووفقا للبنك العالمي فإن هذه المبالغ قد انخفضت بالفعل بنسبة 23% في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء. إن المهاجرين، حيثما يعملون، هم أول من يخسر وظائفهم. إنهم يشغلون وظائف هشة في المطاعم، والفنادق المغلقة الآن، وفي أوراش البناء. أما في سلاسل المصانع الضخمة فإنهم مؤقتون غالبا، حيث لا يتم تجديد المهام اليوم. ناهيك عن كل من يعمل بدون أوراق.
إذا ضرب الفيروس التاجي أفريقيا، للأسف، بقسوة أكبر في الأشهر المقبلة، فقد يصبح الوضع درامياً. إن اقتصاد بلدان عدة على وشك الإفلاس بالفعل بسبب انخفاض أسعار المواد الأولية، الذي كان قائماً أصلا قبل الوباء، والمرشح للتفاقم. إن نقص المعدات الصحية كارثي ولا أحد يعتقد أن المستشفيات قادرة على التحمل. يضاف إلى هذا خطر حدوث أزمة اقتصادية تحرم جزء كاملا من السكان من الموارد الأساسية للبقاء.
بالنسبة لبلدان أفريقيا، وهي من بين أفقر بلدان العالم، فمن المرجح أن تسفر الإمبريالية عن عدد من الضحايا يفوق عدد ضحايا الفيروس.
المصدر: https://journal.lutte-ouvriere.org/2020/04/28/afrique-limperialisme-amplifie-les-mefaits-du-virus_146414.html