محطات عمالية


رشيد اسماعيل
2020 / 5 / 2 - 13:29     




بعد مجزرة شباط الأسود ١٩٦٣ ضد الشيوعيين واليسارين انقلب عبد السلام عارف على البعث في تشرين ١٩٦٣ واستحوذ على السلطة لاصقا كل الجرائم البشعة بالبعث، ومخليا نفسه منها، بدأت مرحله من التأميمات على غرار ما حدث في مصر، وتم إعادة تشكيل النقابات العمالية وبدرجة ما تمثيل جزء من مصالح العمال، وانفتاح على بقية القوى، في هذه الاثناء لملمت القوى الشيوعية بناء تنظيماتها، واستعادة الجماهير ثقتها بنفسها.
على إثر اغتيال عبد السلام عارف واستلام أخاه عبد الرحمن السلطة، بدأت نافذة بسيطة من النقد في الصحافة للمظاهر السلبية العامة للسلطة، وافساح المجال لانتخابات طلابية، وفوز اتحاد الطلبة واكتساحه الساحة الطلابية، والتهيؤ لانتخابات العمال في حزيران ١٩٦٨ وتشكيلة قوائم عمالية، فكانت قائمتنا وحدة الطبقة العاملة للقيادة المركزية، التي رأسها طيب الذكر محمد عسكر، وتم التحالف مع جماعة عبد الإله النصراوي بقائمه واحدة بعنوان قائمة "كفاح العمال" تشكيلة لجنة الكهرباء والماء من جبار شلش ابو عادل وحمدان كاظم وعوده جبر وجاسم الساعدي وانا رشيد إسماعيل وخضير من الماء برئاسة ابو عادل، بعد انقلاب ١٧.٣٠ تموز ١٩٦٨، وسيطرة البعث على السلطة، بدأت استفزازاتهم تتكرر علينا بالتهديد والوعيد وشراء الذمم بدون جدوى، وقد اقمنا الدعاوى على قائمتهم "التقدمي الاشتراكي" في وزارة العمل وبمساعدة العزيز الدكتور عقيل الناصري، الذي كان موظف هناك آنذاك، والتقينا بوكيل الوزير الحسنى على ما اذكر فلم يعطينا اي جواب، فقط وعود على خروقات قائمة البعث، تم تحديد انتخابات الكهرباء نهاية تشرين الأول، اجتمعنا لجنة الكهرباء والماء واتخذنا قرارا، عند عدم توفر النصاب نتحداهم بأشخاصنا ضد قائمة البعث، وهذا ما جرى فعلا، حيث كان الفاشست البعثيون يهددون أعضاء اللجان أو يغلقون عليهم الإدارة، المهم عندهم عدم المشاركة، وعدم اكتمال النصاب، والفوز بالتزكية وكنت حينها رئيس لجنة العبخانة في بغداد، وتعداد العمال فيها خمسة آلاف عامل، أعضاء اللجنة لم يحضروا في يوم الانتخاب وعددهم عشرة، وقد تعرضت إلى تهديد مباشر من قبل فاضل حميدي المجرم والقاتل، وقد سحب مسدسه ووجهه نحوي عند حضور القاضي الذي يشرف على الانتخاب، سألني أين أعضاء اللجنة؟ قلت له لم يحضروا لتعرضهم إلى التهديد، قال إن النصاب غير كامل ومن الممكن أن تدخل إلى قائمتهم والفوز بالتزكية، رفضت ودخلت الانتخاب باسمي الشخصي، وهذا ما جرى لكل أماكن انتخابات الكهرباء، رفاقنا ينزلون بأسمائهم تحديا للبعث وفاشيته، العامل الذي ينادي باسمه ويستقبله طابور من الجانبين لأكثر من خمسين متر تهديد وانتخاب البعث إلى أن يصل إلى القاضي مرتعب وخائف، هذه كانت انتخابات البعث في المعامل والمصانع، إلى أن تكللت بأضراب عمال الزيوت الابطال فمزقوا اقنعتهم أمام الجماهير والعمال، فهم يمثلون فقط الفاشية المجرمة.
بثبات وإصرار وشجاعة عمال الزيوت ومؤازرة ودعم قائمة كفاح العمال كانت بحق صفحه مجيدة من صفحات الطبقة العاملة في العراق.
عاش الأول من أيار يوم التلاحم الاممي للطبقة العاملة