صلاح الدين ديميتراس يدعو إلى تحالف ديمقراطي واسع / تركيا: حملة قمع جديدة ضد حزب الشعوب الديمقراطي


رشيد غويلب
2020 / 2 / 19 - 23:09     

قبيل انعقاد مؤتمره الرابع الاحد المقبل، يواجه حزب الشعوب الديمقراطي موجة إرهاب وملاحقة واسعة من قبل أجهزة حكومة الرئيس التركي رجب طيب اوردوغان. والحزب يمثل تحالفا بين اغلبية كردية وقوى يسارية تركية.
لقد منعت الاثنين الفائت قوة كبيرة من الشرطة مزودة بعربات مدرعة منظمة الحزب في مدينة ديار بكر من التعريف بالمؤتمر، وتكررت هذه العملية في 23 مدينة أخرى كان الحزب يحكمها في جنوب شرق تركيا، قبل وضعها تحت الإدارة الجبرية، والقاء حكوماتها المنتخبة ديمقراطيا في غياهب سجون الحكومة المركزية.

ومنذ فترة لا يمر يوم واحد دون قيام أجهزة القمع بملاحقة واعتقال أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي في كل من مناطق كردستان جنوب شرقي تركيا، وفي المدن التركية الكبيرة التي يمتلك فيها حزب الشعوب رصيدا كبيرا من الناخبين مثل إسطنبول وأنقرة ومرسين. وتعليقا على حملات الأجهزة الأمنية قالت المتحدثة الحزب للشؤون القانونية آيس أكار باساران، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "خائف وينتهج سياسة الانتقام". ومن جانبها اعلنت وزارة الداخلية تنفيذها عمليات لمكافحة الإرهاب. وفي هذا السياق تم خلال الفترة 11 -15 شباط القاء القُبض على 450 مواطنا في 37 مدينة بسبب علاقتهم المزعومة بحزب العمال الكردستاني المحظور.
ولا شك ان لعبة اتهام الناشطين السياسيين الاكراد وعموم اليسار بالارهاب مكشوفة، ولعل المثال التالي يعطي صورة واضحة عن هذا الأسلوب الاستبدادي للتعامل مع المعارضين. لقد طاردت سيارة لا تحمل أرقاما، ولعدة أيام، سيارة عضو البرلمان التركي عن حزب الشعوب الديمقراطي مراد ساريساك، وتوقفت أخيرا الى جانبها، واختطفت عضو مجلس الحزب يونس دوردو، الذي كان يجلس في السيارة مع ساريساك . وعلى اثر ذلك نشرت وكالة انباء الاناضول الرسمية، خبرًا مفاده، أن إرهابيًا مطلوبًا للعدالة قد ألقي القبض عليه في سيارة النائب الكردي. وكان دوردو يعمل في اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وقد فضح المجلس التنفيذي للحزب، في عطلة نهاية الأسبوع هذه الكذبة، مشيرا الى "ان الإرهابي المفترض كان دائم الظهور العلني". ان تقرير وكالة الأناضول يحاول إضفاء الشرعية على المراقبة والاعتقال المنافيان للقانون. وفي هذه الاثناء بدأ تحقيق ضد ساريساك بتهمة " الإرهاب المزعومة".
وخلال المؤتمر، الذي سيعقد في انقرة، سيرشح الى زعامة الحزب التشاركية، رئيساه الحاليان النائب الكردي برفين بولدان والخبير الاقتصادي التركي سيزاي تيميلي مجددا. ومن جهة أخرى لا يستطيع صلاح الدين ديميتراس رئيس الحزب السابق ومرشح انتخابات رئاسة الجمهورية الأخيرة، الموجود منذ اعتقاله في عام 2016 في سجن إدرنة المحصن، الترشيح ثانية لنيل عضوية مجلس النواب، لصدور قرار قضائي يمنعه من ممارسة النشاط السياسي، حسب ما اشارت صحيفة بيرغون اليومية اليسارية. وفي حوار صحفي اجراه ديميتراس أخيرا، دعا حزب الشعوب الديمقراطي الى المشاركة في الحكومة في إطار تحالف ديمقراطي واسع يضم قوى المعارضة الديمقراطية من اليسار والوسط واليمين، من ليبراليين ومحافظين واكراد وعلويين، في الانتخابات البرلمانية العامة التي ستجري في عام 2023، لأنهاء 18 عاما من حكم حزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ بزعامة اوردوغان. وانه ليس باستطاعة حزب معارض بمفرده انجاز هذه المهمة الصعبة. واكد السجين السياسي ضرورة ان يستند هذا التحالف الواسع على برنامج واضح وشفاف. يذكر ان حزب الشعوب الديمقراطي، وعلى الرغم من الحملة الدموية التي شنت ضده، حصل في انتخابات 2018 على 11,7 في المائة من أصوات الناخبين.