تقديرا لذكرى الشهيدة سعيدة


أطاك طنجة لمناهضة العولمة الرأسمالية
2019 / 12 / 18 - 22:45     

تخليدا لذكرى استشهاد المناضلة سعيدة المنبهي، ومناصرة للقضايا التي حملتها على عاتقها وكافحت من أجلها، نظمت جمعيتنا، الجمعية المناهضة للعولمة الرأسمالية - أطاك مجموعة طنجة - نشاطا اشعاعيا، وتعريفيا بالشهيدة، وبمسارها النضالي في الساحة التلاميذية، والطلابية، ثم المهنية. ذكـّر خلالها المتدخلون بمبدئية بسعيدة، وبانتمائها لصفوف الفقراء والكادحين وعموم المحرومين والمضطهدين.. وهو الشيء الذي جسّدته الشهيدة قيد حياتها، عبر انتماءها للحركة الماركسية اللينينية ولإحدى فصائلها الضاربة والمتميزة - منضمة إلى الأمام - وكذلك عبر ارتباطها اللصيق بجماهير العمال والعاملات من داخل الاتحاد العمالي، الاتحاد المغربي للشغل.
ذكـّر جميع المتدخلين بهوية هذه المناضلة الثورية والاشتراكية، وبإنجازاتها القيّمة لحظة اعتقالها و تعذيبها وسجنها. فهي المناضلة التي صمدت في جه الجلاد وجميع آلات التعذيب الجهنـّمية ولم ترضخ، بعد تجربة المخفر السرّي الرهيب درب مولاي الشريف، لقوانين السجن الجائرة فطالبت، كما جميع رفاقها ورفيقاتها، بتحسين أوضاعها ومعيشتها السجنية، بما فيها الاعتراف بكونها معتقلة رأي سياسية. حيت لم تحد أسوار السجن من كفاحها و نضاليتها، وهو الشيء الذي جسّدته من خلال أشعارها وقصائدها وأبحاثها ورسائلها.. خصوصا البحت الذي قامت مه في صفوف السجينات المعتقلات في ملف الدعارة، وهو بحث اجتماعي يستحق التنويه والإشادة.
كانت هذه لمحة بسيطة و مختصرة لما اكتنزه هذا النشاط الاشعاعي، الذي استغلته الرفيقات لعرض قضية المرأة ومختلف جوانب معاناتها داخل المجموع الرأسمالي، كمجتمع طبقي يكرّس التمييز والحرمان من الكرامة والحقوق.. كان النقاش جدّي ومبدئي مناصرا للمرأة ومنحازا لقضيتها التحررية. نقاش دان اعتقال سعيدة بسبب من أفكارها ومواقفها السياسية، ودان كذلك الإهمال الذي تعرضت له إبـّان إضرابها اللامحدود عن الطعام بتلك الطريقة الانتقامية والهمجية الرعناء.. فتوالت الشهادات الحية عن سعيدة رمز المرأة المناضلة و كذا عن معاناة المرأة المغربية مع محيطيها في العمل وداخل البيت وفي الشارع، جرّاء الاحتقار والتحرش والمس بكرامتها.. حيت تجرأت إحدى المتدخلات بعرض معاناتها و محاولة اغتصابها من طرف أحد الاشخاص، مصحوبة بنوبة بكاء
ألـّمت الحضور..
كانت الاغنية الملتزمة حاضرة كعادتها، إلى جانب القصيدة الشعرية واللقطات المسرحية، التي أبدع فيها الشباب بما يناسب توجهات وقناعات الجمعية كإطار مناهض للرأسمالية، ولثقافتها الرجعية والفردية المائعة.
بهذا يسدل الستار على هذه المحطة التي لن يتوقف عندها نضال المرأة المغربية و عموم الكادحين والمحرومين التوّاقين للحرية والكرامة والديمقراطية.

أطاك طنجة
17 دجنبر 2019