|
غلق |
|
خيارات وادوات |
مواضيع أخرى للكاتب-ة
بحث :مواضيع ذات صلة: كاظم حبيب |
هل تحرير الأرض العراقية يعني تحرير الإنسان العراقي ايضاً؟
أولاً وقبل كل شيء التهاني الحارة للشعب العراقي بكل قومياته وأتباع دياناته ومذاهبه واتجاهاته الفكرية الديمقراطية والمناهضة للطائفية السياسية والشوفينية وضيق الفكر القومي، ولقواته المسلحة التي قدمت التضحيات لإنجاز المهمة الصعبة والمعقدة، مهمة تحرير وتطهير الأرض العراقية من رجس عصابات داعش وجرائمها الفاحشة والإبادة الجماعية التي نفذتها ضد سكان محافظة نينوى عموماً، ولاسيما ما حصل لأبناء شعبنا من الإيزيديين والمسيحيين والشبك والتركمان من استباحة وسبي وقتل واغتصاب وتهجير قسري وتدمير لحضارة المنطقة، ومناطق أخرى من العراق، وما حصل للسكان في صلاح الدين والأنبار وديالى وكركوك.. الخ. وما ينغص هذه الفرحة ويضعفها، يكمن في حقيقة، في العوامل التي تسببت في وقوع هذه الكوارث المريرة، كوارث احتلال المحافظات الغربية عملياً والموصل ومن ثم بقية مناطق محافظة نينوى، التي ما تزال قائمة، وأعني بذلك وبالدرجة الأولى النظام السياسي الطائفي ومحاصصاته المذلة والمقيتة السائدة في جميع سلطات الدولة العراقية دون استثناء أولاً، ومن ثم في استمرار وجود القوى والعناصر التي تسببت في هذه الكوارث في مواقع السلطة وبيد ذات الأحزاب التي أدت سياساتها ومواقفها الفكرية الطائفية على وقوع تلك الكوارث ولم يمسها القضاء العراقي الذي رافق كل تلك الكوارث والجرائم، إذ لم يتخذ القضاء العراقي ولا الادعاء العام أي إجراء حقيقي ضد هؤلاء المسؤولين ثانياً، رغم قول رئيس الوزراء السابق أن لديه ملفات كثيرة على الكثيرين من الفاسدين بالعراق، وكان لدى أخرين ملفات على رئيس الوزراء السابق أيضاً، كلها لم تتحرك ولم يُسألون عنها وكأن لم يكن هناك فساد بمئات المليارات، وكأن لم يكن هناك تجاوز على الشرعية الدستورية من جانب السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية والقضاء ذاته ثالثاً. إن تحرير الأرض أمر مفرح لكل إنسان عاقل وأمين لشعبه ووطنه، ولكن هل هذا النجاح العسكري كاف في ظل الواقع العراقي الراهن؟ لا هذا غير كافٍ في كل الأحوال! فالمعركة الفكرية والسياسية والاجتماعية والثقافية مع عصابات داعش وما يماثلها من الفكر المتطرف السني ما تزال قائمة وستبقى مستمرة من جهة، والمعركة الفكرية والسياسية والاجتماعية والثقافية مع الفكر الشيعي المتطرف في الأحزاب الحاكمة وميلشياتها الطائفية المسلحة ووجودها الكبير والمتحكم في الحشد الشعبي ستبقى قائمة وهي الأكثر فعلاً وتأثيراً في الوقت الحاضر، لأنها في السلطة ولأن هناك من يساندها خارج الحدود، ومن إيران تحديدا. نحن أمام معركة كبيرة قائمة، لم تبدأ اليوم ولم تنته, فتحرير الأرض لا يعني بأي حال من الأحوال تحرير الإنسان العراقي، بل سيبقى هذا الإنسان مقيداً وغير متحرر ما دام الفكر الطائفي والشوفيني ضيق الأفق القومي والفساد المالي والإداري وسوء الأخلاق سائدة في الحكم عبر الأحزاب الإسلامية السياسية الطائفية الحاكمة، الشيعية منها والسنية، وهي التي تغذي وتملأ عقل الإنسان العراقي بما يعمق الجهل والأمية الفكرية والسياسية والاجتماعية والثقافية والغوص في الغيبيات بعيداً عن واقعه البائس الحالي، إنه الفكر المعادي للمجتمع المدني الديمقراطية والدولة الديمقراطية العلمانية، إذ يجدون في ذلك قصداً وعمداً عدائيين عمالة للولايات المتحدة وإلحاداً وفكراً مستورداً!!!
|
|
| ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد | نسخ - Copy | حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | اضافة موضوع جديد | اضافة خبر | | |||
| نسخة قابلة للطباعة | الحوار المتمدن | قواعد النشر | ابرز كتاب / كاتبات الحوار المتمدن | قواعد نظام التعليقات والتصويت في الحوار المتمدن | | غلق | ||
المواضيع المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي الحوار المتمدن ، و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها. ولن يتحمل الحوار المتمدن اي تبعة قانونية من جراء نشرها |