إنحرافات عن الماديّة الجدلية و التاريخية (9) خطّ حزب الكادحين الإيديولوجي والسياسي يشوّه علم الشيوعية


ناظم الماوي
2017 / 8 / 27 - 01:11     

إنحرافات عن الماديّة الجدلية و التاريخية (9)
خطّ حزب الكادحين الإيديولوجي والسياسي يشوّه علم الشيوعية
حزب الكادحين الوطني الديمقراطي يشوّه الماركسية
لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !
( عدد 23 - 24 / فيفري 2015)
ملاحظة : الكتاب برمته متوفّر بمكتبة الحوار المتمدّن

" و سيكون واجب القادة على وجه الخصوص أن يثقّفوا أنفسهم أكثر فأكثر فى جميع المسائل النظرية و أن يتخلّصوا أكثر فأكثر من تأثير العبارات التقليدية المستعارة من المفهوم القديم عن العالم و أن يأخذوا أبدا بعين الاعتبار أن الاشتراكية ، مذ غدت علما ، تتطلب أن تعامل كما يعامل العلم ، أي تتطلب أن تدرس . و الوعي الذى يكتسب بهذا الشكل و يزداد وضوحا ، ينبغى أن ينشر بين جماهير العمال بهمّة مضاعفة أبدا..."
( انجلز ، ذكره لينين فى " ما العمل ؟ ")
---------------------------------------------
" أمّا الإشتراكي ، البروليتاري الثوري ، الأممي ، فإنّه يحاكم على نحو آخر : ... فليس من وجهة نظر بلاد"ي" يتعين علي أن أحاكم ( إذ أنّ هذه المحاكمة تغدو أشبه بمحاكمة رجل بليد و حقير ، محاكمة قومي تافه ضيق الأفق، لا يدرك أنّه لعبة فى أيدى البرجوازية الإمبريالية ) ، بل من وجهة نظر إشتراكي أنا فى تحضير الثورة البروليتارية العالمية، فى الدعاية لها ، فى تقريبها . هذه هي الروح الأممية ، هذا هو الواجب الأممي ، واجب العامل الثوري ، واجب الإشتراكي [ إقرأوا الشيوعي ] الحقيقي ."
( لينين " الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي" ، دار التقدّم موسكو، الصفحة 68-69 ).
-----------------------------------------
" يستعاض عن الديالكتيك بالمذهب الإختياري [ الإنتقائية ]، و هذا التصرّف حيال الماركسية هو الظاهرة المألوفة للغاية و الأوسع إنتشارا فى الأدب الإشتراكي – الديمقراطي [ الشيوعي ] الرسمي فى أيّامنا . و هذه الإستعاضة طبعا ليست ببدعة مستحدثة ... إنّ إظهار الإختيارية بمظهر الديالكتيك فى حالة تحوير الماركسية تبعا للإنتهازية ، يخدع الجماهير بأسهل شكل ، يرضيها فى الظاهر ، إذ يبدو و كأنّه يأخذ بعين الإعتبار جميع نواحى العملية ، جميع إتجاهات التطوّر ، جميع المؤثّرات المتضادة إلخ ، و لكنّه فى الواقع لا يعطى أي فكرة منسجمة و ثوريّة عن عمليّة تطوّر المجتمع " .
( لينين ، " الدولة و الثورة " ص 22-23 ، دار التقدّم ، موسكو )
----------------------------------------------------------
" إذا أردنا أن ندرس قضية ما فعلينا أن ننفذ إلى جوهرها ، و لا نعتبر مظاهرها إلاّ دليلا يقودنا إلى عتبة الجوهر، و إذا ما إجتزنا العتبة فعلينا أن نمسك الجوهر ، و هذه هي وحدها الطريقة العلمية المعتمد عليها فى تحليل الأشياء ."
( ماو تسى تونغ ، " ربّ شرارة أحرقت سهلا " ( 5 يناير – كانون الثاني- 1930) ، المؤلفات المختارة ، المجلّد الأول ).
-----------------------------------------------------------
فى ما يتصل بالعلم و المنهج العلمي و خاصة النظرة و المنهج العلميين للشيوعية ، من الحيوي أن نجتهد للحفاظ على روح منهج التفكير النقدي و الإنفتاح تجاه الجديد و تجاه التحدّيات المقبولة أو الحكمة الموروثة . و يشمل هذا بصورة متكرّرة إعادة تفحّص ما يعتقد فيه المرء نفسه و / أو الآراء السائدة فى المجتمع إلخ على أنّها حقيقة : بشكل متكرّر معرّضين هذا لمزيد الإختبار و المساءلة من قبل تحدّيات الذين يعارضونه و من قبل الواقع ذاته ، بما فى ذلك طرق التطوّر الجاري التى يمكن أن يضعها الواقع المادي تحت أضواء جديدة – يعنى المكتشفة حديثا أو مظاهر الواقع المفهومة حديثا التى تضع تحدّيات أمام الحكمة المقبولة .
بوب أفاكيان ، " تأمّلات و جدالات : حول أهمّية المادية الماركسية و الشيوعية كعلم و العمل الثوري ذو الدلالة وحياة لها مغزى " ؛ جريدة " الثورة " عدد 174 ، 30 أوت 2009.
======================================================
مقدّمة الكتاب :
من الدروس التى إستخلصها الشيوعيون الماويّون الثوريون عبر العالم من العبر الجمّة للثورة الثقافية البروليتارية الكبرى فى الصين الماوية بين 1966 و 1976 فى ما يتّصل بالنضال ضد التحريفية كماركسية زائفة و فكر برجوازي فى صفوف الحركة و الأحزاب الشيوعية درس التشديد على عدم الوقوف عند الظاهر و السطحي من الأشياء و ضرورة المضيّ بالتحليل الملموس للواقع الملموس ، للأشياء و الظواهر و السيرورات ، إلى الجوهر ففيه تتجلّى الحقيقة الموضوعية أفضل تجلّى . ذلك أنّه خلال الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى تلك التى تمثّل أبعد نقطة بلغتها البشرية فى سيرها نحو الشيوعية، و فى خضمّ صراع الخطين المحتدم صلب الحزب الشيوعي الصيني بين الطريق الإشتراكي و الطريق الرأسمالي ، نبّه ماو تسى تونغ إلى الحذر من " رفع راية الماوية لإسقاطها " و إلى واجب التعمّق فى تفحّص الخطّ المطروح و عدم الإكتفاء بما يرفع أو يقال ظاهريّا . فأتباع الطريق الرأسمالي ، التحريفيين صلب الحزب الشيوعي الصيني و الدولة الإشتراكية فى الصين ، كانوا هم أيضا يرفعون راية الماوية إلاّ أنّ فحوى ما كانوا يدعون إليه يمضى تماما ضد الخطّ الشيوعي الثوري الذى كان يدافع عنه الماويّون و يكرّسونه من أجل إبقاء الصين على الطريق الإشتراكي و التقدّم صوب الشيوعية و إحباط محاولات الإنقلاب على الثورة فإعادة تركيز الرأسمالية . و قد ساهمت تلك الحقيقة العميقة التى لخّصها ماو تسى تونغ فى ملاحظته تلك – إلى جانب عديد المقالات و الكتب و النضالات إلخ - فى تسليح الشيوعيين الثوريين و الجماهير الشعبية بفهم أرقى لجانب من جوانب صراع الخطّين الحيوي الدائر حينها .
و اليوم لا ظلّ للشكّ أنّ الصراع الذى خاضه ماو تسى تونغ فى الصين و عالميّا على رأس الحزب الشيوعي الصيني و الحركة الماركسية – اللينينية العالمية خاصة فى ستينات القرن العشرين و سبعيناته ضد التحريفية المعاصرة ، السوفياتية منها واليوغسلافية و الفرنسية و الإيطالية و الأمريكية إلخ ، بيّن لمن له عيون ليرى أنّ ماو تسى تونغ قد عمّق الحقيقة التى ألمح إليها لينين حين قال :

" لقد منيت اشتراكية ما قبل الماركسية بالهزيمة . وهي تواصل النضال ، لا فى ميدانها الخاص ، بل فى ميدان الماركسية العام ، بوصفها نزعة تحريفية ...
- ان ما يجعل التحريفية أمرا محتما ، انما هي جذورها الطبقية فى المجتمع المعاصر . فإن النزعة التحريفية ظاهرة عالمية ...
- ان نضال الماركسية الثورية الفكرى ضد النزعة التحريفية ، فى أواخر القرن التاسع عشر ، ليس سوى مقدمة للمعارك الثورية الكبيرة التى ستخوضها البروليتاريا السائرة الى الأمام ، نحو انتصار قضيتها التام..." ( لينين ، " الماركسية و النزعة التحريفية " ).

و تنسحب هذه الحقائق على واقع الحركة الشيوعية العربية حيث جلّ ، إن لم نقل كلّ ، الأحزاب و المنظّمات و المجموعات التى تزعم أنّها ماركسية ترفع راية الماركسية لتسقطها فهي ظاهريّا ماركسية و جوهريّا برجوازية – تحريفية إصلاحية لا غير . لذلك يصحّ ما أطلقناه على العديد منها ، فى تونس و التى تعرّضنا لها بالنقد ، من كونها أحزاب و منظّمات و مجموعات ماركسية زائفة ، متمركسة و ليست ماركسية . وقد أسقطنا ورقة التوت التى كانت تستر بها عورتها البرجوازية و ساهمنا من ثمّة فى كشف المستور و إسقاط الأقنعة ، القناع عن القناع .

وقد بلغت بنا أمواج القيام بالواجب النظري الشيوعي أن تطرّقنا للخطّ الإيديولوجي و السياسي لعدد من المجموعات الماوية ذاتها بما خوّل لنا أن نكشف للباحثين عن الحقيقة التى هي وحدها الثورية حسب مقولة شهيرة للينين ، أنّ هذه المجموعات " ترفع راية الماوية لإسقاطها " . و ها أنّ جولتنا الطويلة تنتهى بنا ، فى الوقت الحالي ، إلى تسليط الضوء على الخطّ الإيديولوجي و السياسي لفرقة متمركسة أخرى تتجلبب فى مناسبات بجلباب الماوية . فنحطّ الرحال عندها و نتوقّف لنعمل سلاح النقد فى ذلك الخطّ فنحلّل و نلخصّ من منظور بروليتاري ثوري و ماديّا جدليّا و نناقش و نحاجج علميّا بالدليل القاطع و البرهان الساطع جملة من رؤى ذلك الحزب و نصوصه و مقولاته و شعاراته و سياساته و سلوكاته و ما شابه ما سمح لنا بأن نجزم بلا أدنى تردّد ، كما يدلّ على ذلك عنوان الكتاب ، بأنّ " حزب الكادحين الوطني الديمقراطي يشوّه الماركسية" .
و مثلما قال لينين الحقيقة وحدها هي الثورية بإعتبار أنّها تعكس واقعا موضوعيّا فتمكّننا من فهم الواقع و تفسيره و نسعى طاقتنا على أساس ذلك إلى تغييره من منظور الشيوعيّة و تحرير الإنسانية من كافة أنواع الإستغلال و الإضطهاد الجندري و الطبقي و القومي و بلوغ عالم آخر ، عالم شيوعي . و دون الحقائق ، و إن كانت مرّة أو مزعجة ، نظلّ ننوس فى الترّهات الميثالية الميتافيزيقية و الأفكار المشوّهة عن الواقع فلن نقدر على تغييره تغييرا شيوعيّا ثوريّا و نظلّ ندور فى دائرة مفرغة تخدم فى نهاية المطاف الطبقات السائدة و تأبّد الوضع القائم و الإستغلال و الإضطهاد بأصنافه جميعها .
فى عصرنا ، عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية ، النظريّة الثوريّة حقّا هي الماركسية ، هي علم الشيوعية و دون هذه النظريّة الثورية لن توجد حركة ثوريّة و قد أكّد لينين الموقف الثوري الصحيح تجاه علم الشيوعية فصرّح : " نحن لا نعتبر أبدا نظرية ماركس شيئا كاملا لا يجوز المساس به ، بل إننا مقتنعون ، على العكس، بأنها لم تفعل غير أن وضعت حجر الزاوية لهذا العلم الذي يترتب على الإشتراكيين أن يدفعوه إلى الأبعد في جميع الإتجاهات إذا شاءوا ألا يتأخّروا عن موكب الحياة ." ( لينين ، " برنامجنا " ).

و فعلا ما إنفكّ علم الشيوعية يتطوّر فشهد مراحلا ثلاث ليبلغ الماركسية – اللينينية – الماوية و الماوية اليوم إنقسمت إلى إثنين ؛ إلى بقايا الماضى و طليعة المستقبل أي من جهة ماوية مشوّهة بفعل عدم تشخيص الأخطاء علميّا و رفع هذه الأخيرة إلى مستوى مبادئ عوض تخطّيها و أحسن تجسيد لهذه الماويّة المشوّهة عالميّا اليوم هو آجيث و أشياعه و من لفّ لفّهم ( أنظروا كتابنا " آجيث نموذج الدغمائي المناهض لتطوير علم الشيوعية – ردّ على مقال " ضد الأفاكيانية " ) و من الجهة الثانية ، ماوية ثوريّة وقع من ناحية تشخيص أخطائها الثانوية و نقدها نقدا مبدئيّا و تخطّيها و من ناحية أخرى ، الدفاع عن ما هو ثوري و رئيسي فيها و تطويره و إعادة صياغة الشيوعية و إرسائها على أسس علميّة أرسخ . فصارت هذه الماوية الثورية هي شيوعية اليوم المعروفة على النطاق العالمي بالخلاصة الجديدة للشيوعية .
و أعرب ماو تسى تونغ متحدّثا عن الماركسية أثناء الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى ، عن كونها سلاحا بتّارا لفهم الواقع و تغييره ثوريّا و عن لزوم تطويره و شحذه أبدا و نعتها بالمجهر و المنظار . و هذا المجهر و هذا المنظار قد تطوّرا الآن أكثر بفضل هذه الخلاصة الجديدة للشيوعية ، شيوعية اليوم . لذلك من يستوعب جيّدا هذه الخلاصة و يطبّقها أحسن تطبيق يمسى بوسعه أن يقرأ الواقع قراءة علمية و يفهمه على أفضل وجه ممكن و من ثمّة يشخّص مثل الطبيب المشاكل و يحدّد تاليا الحلول المناسبة أكثر فينير طريق الممارسة الثورية ( فى علاقة جدلية و تطوّر لولبي بين النظرية و الممارسة مفهومين بالمعنى الواسع و ليس بالمعنى الضيّق ) .

و من الأكيد أنّ تسلّحنا بالخلاصة الجديدة للشيوعية التى ننطلق منها فى مؤلّفاتنا هو الذى كان له الفضل ، فى جانب لا يستهان به ، فى تمكّننا من كشف النقاب عن تحريفية و إصلاحية الخطّ الإيديولوجي و السياسي لحزب الكادحين الوطني الديمقراطي ( و أحزاب ماركسية زائفة أخرى ) . و لئن درستم مليّا محتويات الكتاب الآتى ذكرها ، ستتوصّلون على الأرجح – و ليس لامحالة لإعتبارات نظرة الدارس أو الدارسة للعالم و مدى توخّى الموضوعية - إلى إدراك حقائق عميقة ما كنتم ربّما تصدّقونها عن هذا الحزب قبل هذه الدراسة و إلى إدراك مدى أهمّية إستيعاب الخلاصة الجديدة للشيوعية و رفع رايتها و تطبيقها و تطويرها خدمة للمساهمة فى الثورة البروليتارية العالمية و تحرير الإنسانية :
(1)
نقد بيانات غرة ماي 2013 فى تونس : أفق الشيوعية أم التنازل عن المبادئ الثورية ؟
مقدّمة :
1- الشيوعية هدفنا الأسمى و علم تحرير البروليتاريا و الإنسانية جمعاء :
2- الإصلاحية و خفض الآفاق و التنازل عن المبادئ الشيوعية :
3- دقّ ناقوس الخطر لدي الماويين :
خاتمة :

(2)
تشويه الماركسية : كتاب " تونس : الإنتفاضة و الثورة " لصاحبه فريد العليبي نموذجا
1- مقدّمتنا و صدمة مقدمته .
2- إضطرابات فى المنهج و الأفكار :
+ منهج يتنافى مع المادية الجدلية :
أ- مصطلحات و مفاهيم برجوازية فى نهاية المطاف .
ب- المثالية فى تناول المسائل .
+ عدم دقّة و تضارب فى الأقوال من صفحة إلى أخرى .
3- إنتفاضة و ليست ثورة :
أ- تداخل فظيع فى المفاهيم .
ب- أسباب الإنتفاضة .
ت- أعداء الإنتفاضة .
ث- مكاسب الإنتفاضة .
ج- آفاق الإنتفاضة .
ح- وهم تواصل الإنتفاضة و المسار الثوري .
4- عفوية الجماهير و الوعي البروليتاري :
أ- الوعي الطبقي / السياسي : موجود أم غائب ؟
ب- الوعي الطبقي / السياسي و غرق الكاتب فى الإقتصادوية .
ت- الوعي الطبقي مقابل العفوية .
ث- النضال ضد إنتهازية " اليسار" و " اليمين الديني" .
ج- فهم العصر و الوضع العالمي .
5- التعاطي الإنتهازي مع الإستشهادات:
أ- بصدد إستشهاد بماركس .
ب- بصدد إستشهادات بماو تسى تونغ .
ت- آلان باديو؟
6- المسكوت عنه كلّيا أو جزئيّا :
أ- تغييب لينين كلّيا.
ب- تغييب حرب الشعب كلّيا.
ت- تغييب النضال ضد إضطهاد نصف السماء/ النساء مرحليّا .
7- الخاتمة :
(3)
خطّ حزب الكادحين الإيديولوجي والسياسي يشوّه علم الشيوعية
مقدّمة
1- المخاتلة : المفهوم المخاتل و تطبيق المخاتلة العملي لدي حزب الكادحين :
أ- المفهوم المخاتل :
ب- حزب الكادحين يطبّق عمليّا المخاتلة و الإنتقائية :
1- ما هذا " الربيع العربي " ؟
2- الإنتفاضات إنتهت أم هي مستمرّة ؟
3- " المظاهر خدّاعة " :
2- إيديولوجيا حزب الكادحين برجوازية و ليست بروليتارية :
أ- غيبة الشيوعية :
ب- نظرة برجوازية للحرّية و الديمقراطية :
ت- العفويّة و التذيّل إلى الجماهير :
1- تضارب فى الأفكار :
2- التذيّل للجماهير :
ث- الثورة و العنف وفق النظرة البرجوازية لحزب الكادحين :
1- تلاعب بمعنى الثورة :
2- الثورة و العنف الثوري :
ج- الإنتهازيّة و النظريّة :
أ- الإنتهازيّة و التعامل الإنتهازي مع الإنتهازيين :
ب- النظريّة و الممارسة الإنتهازية :
3- إنحرافات عن الماديّة الجدلية و التاريخية :
أ- الإنقلاب فى مصر و الأمين العام لحزب الكادحين خارج الموضوع :
ب- الحتميّة مناهضة للمادية الجدلية و التاريخيّة :
ت- هل الفلسفة لاطبقيّة ؟
4 - الدين والمرأة و مغالطات حزب الكادحين :
أ - الدين و مغالطات حزب الكادحين :
ب – تحرير المرأة : كسر كافة القيود أم تجاهل الإضطهاد و الإستغلال الجندري :
الخاتمة :
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
إنحرافات عن الماديّة الجدلية و التاريخية :

و حتى لا نطيل على القرّاء و نثقل عليهم ، نكتفى هنا ببضعة أمثلة ذات الدلالة الكبيرة على إنحرافات بيّنة عن علم الشيوعية .
و أنت تطالع فقرات كتاب " الربيع العربي ..." تخال أحيانا أن من كتبها لم يستوعب أبدا المادية الجدلية و التاريخية و الحال أنّه أمين عام لحزب الكادحين الذى يقول إنّه يتبنّى " الإشتراكية العلمية " و تزعم شبيبته أنّها تتسلحّ بالماركسية – اللينينية – الماوية .
أ- الإنقلاب فى مصر و الأمين العام لحزب الكادحين خارج الموضوع :
هل يجوز لمن من المفترض أنّه درس الماديّة الجدليّة والتاريخية و يجيد تطبيقها أن يصرّح بمثاليّة فجّة تصريحا من هذا القبيل : فضلا عن هذا هناك " الشرعيّة الإنتخابية " التى يريد الإمبرياليون تغليف الأنظمة العربيّة بها حفاظا على الأسطورة التى روجوها عن " الربيع العربي " ، علما أنّ هؤلاء إستعملوا سابقا مجلس الأمن و الجمعيّة العامة للأمم المتحدة للتدخّل عسكريّا فى عدد من البلدان جرّب فيها إنقلاب على " الشرعيّة الإنتخابية " مما سوف يوقعهم فى مأزق لو دعموا إنقلابا عسكريّا فى مصر الآن على الأقلّ ". ( الصفحة 125 ، مقال " مصر درس عظيم من يوم النزول العظيم " بتاريخ 30 جوان 2013 ).
مربط الفرس هنا هو أنّ الأمين العام هذا فى إندفاع مثالي كالسيل العارم و الطوفان الجارف يجازف بالتصريح بأن الإمبريالية لن تدعم إنقلابا فى مصر لأنّ ذلك سيوقعها فى " مأزق " ! بداية ماذا أثبت الواقع بعد عدّة أيّام ؟ أثبت خطل هذه القراءة المثاليّة و فعلا حصل إنقلاب عسكري مدعوم من قبل الإمبريالية الأمريكية خاصة تمّ الإعداد له منذ أشهر و قد قدّمت جريدة " الثورة " لسان الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية معطيات ملموسة عن ذلك فى عدّة مقالات نخصّ بالذكر منها مقالا واحدا فى منتهى الأهمّية :
- " يمكن لملايين الناس أن يخطئوا : الإنقلاب فى مصر ليس ثورة شعبية ." (2 أوت 2013 ) .
www.revcom.us/.millions-of-people-can-be-wrong-the-coup-in-egypt-is- not-a-peoples-revolution-en.html
و زيادة على ذلك ، لم تقع الإمبريالية فى " مأزق " أبدا و إنّما طبّقت خطّة أصبغت بفضلها على الإنقلاب العسكري شرعية بلغت بالبعض وصف الحدث بالثورة الجماهيرية و جعلت من سمير أمين و غيره من الذين يعتبرون أنفسهم يساريين يناصرون الإنقلاب العسكري و ينافحون عنه . و بعد أقلّ من سنة نُظّمت إنتخابات رئاسيّة فاز فيها ممثّل الجيش ب " الشرعية الإنتخابية " . فكانت الحصيلة عودة الجيش إلى سدّة الحكم المباشر فى مصر و جرت مغالطة كبرى للجماهير الشعبيّة و إتضح أيما إتضاح أنّ الرؤية المثاليّة للأمين العام الذى لم يفهم طبيعة الإمبريالية و الأنظمة الرجعية و عدم تورّعها عن إقتراف ايّة جرائم مهما كانت – من الكذب و الخذاع إلى السحق بالقنابل - حفاظا على مصالحها ، " خارج اللعبة " .
و من المفارقات المضحكات المبكيات أن صاحبنا هذا يسعى إلى التنظير للمخاتلة فى السياسة فيخاتل القرّاء بيد أنّه يقع هو بدوره فى حبال المخاتلة الإمبريالية : لمثاليّته خدعته الإمبريالية عن غفلة من أمره و نظّمت بمعيّة الجيش المصري و الطبقات الرجعيّة هناك إنقلابا عسكريّا لم يكن يتوقّعه ذلك الذى لم يفقه كنه الإمبريالية و الطبقات الرجعية و الجيش المصري والمناورات و الخدع التى يمكن أن تحيكها وتعمد إليها.
خُدع المنظّر للخداع و ختل المنظّر للمخاتلة !!!
ب- الحتميّة مناهضة للمادية الجدلية و التاريخيّة :
من الأخطاء الفادحة التى نخرت جسم الحركة الشيوعية العالمية لعقود و شخّصتها الخلاصة الجديدة للشيوعية و ناقشناها فى جدالنا ضد محمّد علي الماوي فى كتابنا " صراع خطين عالمي حول الخلاصة الجديدة للشيوعية : هجوم محمّد علي الماوي اللامبدئي و ردود ناظم الماوي نموذجا عربياّ " ، خطأ الحتميّة أو الحتمية التاريخية . فقد إعتقد و يعتقد الكثير من الشيوعيين أنّ إنتصار البروليتاريا ثمّ تحقيق الشيوعية أمر حتمي تاريخيّا وهو ليس كذلك إذ هو مرتهن بنضال الشيوعيين و قيادتهم للثورة البروليتارية العالمية بإقتدار إعتمادا على فهم علمي راسخ و تطبيق مبدع لعلم الشيوعية على الظروف الخاصّة و العامة و على جدليّة الخاص و العام أيضا ( هذا دون أن نتطرّق بالتفصيل إلى إمكانيّة كوارث طبيعية أو كوارث تنجم عن أفعال النظام الرأسمالي – الإمبريالي العالمي و الطبقات الرجعية : تحطيم كوكبنا ...). و حتى التقدّم صوب الشيوعية العالمية يحتاج إلى النضال المستميت ضد إعادة تركيز الرأسمالية و خوض الصراع الطبقي على طول المرحلة الإنتقالية من الرأسمالية إلى الشيوعية على أساس علمي خدمة للمصالح الإستراتيجية و الآنية للجماهير الشعبية بغاية تحرير الإنسانيّة جمعاء فى نهاية المطاف . و التقدّم نفسه لا يسير فى خطّ واحد مستقيم بل فيه تراجعات و عثرات و إنتكاسات وهو ما أثبته تاريخيّا التجارب الإشتراكية السابقة و خسارة البروليتاريا العالمية لأكثر من دولة بل للمعسكر الإشتراكي برمّته الذى بنته بفضل تضحيات جسام لأجيال و أجيال من الشيوعيين و من الجماهير الشعبية .
و نمضى إلى تفحّص ما ورد فى الصفحة 35 من " الربيع العربي ..." لنعرّي الحتمية التى تتضمّنها نهاية نصّ " الربيع العربي و زمهرير جهنّم " :
" و ستبدأ الحياة السياسيّة دورة أخرى تكون علامتها ثورة فعليّة هذه المرّة خلال وقت لن يتأخر كثيرا ، و لكن نجاحها لن يكون مرتبطا فقط بكفاح الأمّة العربيّة ضد أعدائها ، و إنّما أيضا بمجرى الصراع الطبقي فى العالم برمّته ".
وجه الحتمية المقيتة هنا هو " ثورة فعليّة هذه المرّة " و " خلال وقت لن يتأخّر كثيرا " فمن أين للأمين العام ذاك هذا التأكيد المطلق بحصول ثورة فعليّة فى المرّة القادمة ؟ منطق خطابه الداخلي يفهم منه أنّه يقول لأنّ الإنتفاضات وقع الغدر بها ، ستتعلّم الجماهير و حتما سيكون الإنتصار حليفها فى المرّة القادمة. لا. ما من أحد بإمكانه تأكيد حصول ذلك . هذا من ناحية و من ناحية ثانية ، تحتاج الثورة الفعليّة شروطا ذاتية وموضوعيّة لتتقدّم فما بالك لتحقّق الظفر و تصون الدولة الجديدة و تسلك المسالك الوعرة بإتجاه الشيوعية عالميّا ، و قد تتوفّر هذه الشروط و قد لا تتوفّر مع إندلاع إنتفاضات أخرى مستقبلا و ما من ضامن لأن تبلي القوى الثورية البلاء الحسن و لأن لا تتمكّن الرجعيّة و الإمبريالية من خداع الجماهير الشعبية و قواها الثوريّة مجدّدا أو من سحقها بالقوّة سحقا .
و يكفى بهذا المضمار النظر فى تاريخ نضال الشعب الفلسطيني مثلا لرؤية عدد الإنتفاضات التى تمّ الإلتفاف عليها أو سحقها . و حتى ثورات مسلّحة جرى تركيعها فى عديد القارات و لم تكتمل الثورة أو هزمت تماما فى وقت ما . و لنا نحن الماويّون فى ما جرى لحرب الشعب فى النيبال من خيانة للثورة و للشيوعية جرّاء خطّ تحريفي ساد صلب الحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي ) أفضل مثال .
و من أين للأمين العام هذا تأكيد حصول الثورة الفعليّة " خلال وقت لن يتأخّر كثيرا " فهل صار من المنجّمين ؟ وقد يعترض على كلامنا معترض فنحيله على تجربة الفليبين حيث حرب الشعب ، أرقى أشكال الصراع الطبقي ، التى يقودها الحزب الشيوعي الفليبيني هناك عمرها أكثر من أربع عقود وهي شهدت و تشهد مدّا و جزرا و راهنا رغم الضربات التى طالت قيادات من الحزب ، تسعى جاهدة للخروج من مرحلة الدفاع الإستراتيجي و بلوغ مرحلة التوازن الإستراتيجي . وما جدّ لحرب الشعب فى البيرو و الحزب الشيوعي البيروفي عقب إيقاف غنزالو رئيس الحزب و قادة آخرين ينهض دليلا لا أسطع منه على ما نذهب إليه .
و يعزى تهافت هذه التأكيدات المثاليّة المؤدّية إلى أخطاء لا أفدح منها إلى النظرة البرجوازية للعالم لدى كاتب " الربيع العربي ..." و التى لا تفصح عن فحواها بسهولة لمن لا يملك أدوات القراءة و النقد الماركسيين . إنّه مثلما رأينا يروّج للإيديولوجيا البرجوازيّة وهو أسير الأوهام البرجوازية بأن الثورة ستحصل نتيجة إنتفاضات تشبه تلك التى جدّت قبل سنوات . لا . هذه أوهام برجوازية حول طريق الثورة الحقيقي من منظور الماركسية – اللينينية – الماوية و متطلّبات تحطيم الدولة القديمة و تشييد دولة جديدة تقودها البروليتاريا و يكون هدفها الأسمى تحقيق الشيوعية على الصعيد العالمي . فى المستعمرات و أشباه المستعمرات و المستعمرات الجديدة ، لن تحدث الثورة و عملية التحطيم / البناء دون حرب الشعب الطويلة الأمد يحتاج تحقيق الظفر إلى أدوات أساسية بل حيويّة ليست متوفّرة حاليّا و لا فى بلد من البلدان العربيّة " حزب شيوعي ماوي ثوري حقّا متسلّح بالفهم الشيوعي الأكثر علمية و تقدّما ، و جيش تحرير شعبي و جبهة متّحدة للطبقات الثوريّة تبنى فى خضمّ حرب الشعب و ليس قبلها ، و كلاهما تحت قيادة الحزب الشيوعي الماوي الثوري الذى ينجز الثورة كجزء من الثورة البروليتارية العالمية بتيّاريها و هدفها الأسمى الشيوعية على الصعيد العالمي .
وفى الصفحة 128 من الكتاب الذى ننقد وهي الصفحة الأخيرة من الفصل الثالث ، فقرة أخيرة ترشح بحتميّة باعثة على الغثيان :
" لقد أثبتت الوقائع الملموسة حلوها و مرّها مرّات ومرّات أنّ صراع الطبقات محرّك للتاريخ الذى يتقدّم رغم كلّ شيء إلى الأمام ن طاويا فى طريقه صفحات مشينة من الإستغلال و الإضطهاد ، و ما يشهده الوطن العربي الآن من أحداث ثوريّة يمتزج فيها الفرح بالألم لن تكون نهايتها إلاّ لطالح الكادحين فطريق الثورة يتوّج دوما بالإنتصار على الرجعيين الذين ترتعش أياديهم و تتلعثم ألسنتهم كلّما هبّ الكادحون إلى الكفاح و الثورة فهم أوّل من يدرك ذلك الدرس منتظرين يوم السقوط الحزين . "
لا ، يا صاحب " الربيع العربي ..." ، لا يتقدّم التاريخ رغم كلّ شيء دوما إلى الأمام بشكل خطّي و تصاعدي إلى الأمام ، بل تعلّمنا الماديّة الجدليّة و تعلّمنا الوقائع الملموسة أنّ سيره و إن كان رئيسيّا لولبي تصاعدي فإنه يشهد تراجعات و إنتكاسات قد تطول مدّة طويلة و طويلة جدّا بمعنى أنّها تصبح المظهر الرئيسي و يصبح التقدّم المظهر الثانوي لتناقض التقدّم / التراجع . و لنا فى ما آل إليه المعسكر الإشتراكي و خسارة البروليتاريا العالمية للبلدان الإشتراكية السابقة خير دليل على ذلك .
لا ، يا صاحب " الربيع العربي ..." ، الأحداث التى يشهدها جزء لا غير من الوطن العربي ليست " أحداثا ثوريّة " كما شرحنا .
لا ، يا صاحب الأمانة العامة لحزب الكادحين ، لا " يتوّج طريق الثورة دوما بالإنتصارعلى الرجعيين " ( لاحظوا طريق الثورة و ليس الثورة بما يوحي بلخبطة فكريّة لا نقف عندها الآن ) ، الثورات قد تنتصر و قد لا تنتصر ففى روسيا هُزمت ثورة 1905 و إنتصرت ثورة أكتوبر 1917 و الثورة الماوية فى النيبال مرّت طوال سنوات عشر طوال رئيسيّا بإنتصارات و لكنّها بفعل هيمنة خطّ تحريفي على الحزب الماوي و تحوّل هذا الأخير إلى ضدّه ، خسرت الثورة الماوية أهم مكاسبها و نقصد حزبها الشيوعي الماوي الثوري و السلطة الحمراء و جيش التحرير الشعبي الذين تمّ تفكيكهما للإلتحاق بالعمل فى إطار الدولة الرجعية القائمة و بنشر أوهام الديمقراطية البرجوازية .
ت- هل الفلسفة لاطبقيّة ؟
فى الفصل الثاني من " الربيع العربي ..." ، نعثر على نصّ " الثقافة و الثورة " وفيه تحدّث المؤلّف عن الفلسفة و صلتها بما يجرى فى بلدان عربيّة و ممّا ورد فى ذلك النصّ فقرة نسلّط الضوء على ما تنطوى عليه من إنحراف بيّن عن الماديّة التاريخية .
" وعندما إزاء غيبة الفلسفة ، فى خضمّ الزلزال السياسي و الإجتماعي الذى يعصف بالعرب اليوم ، فإنّ ذلك معناه أنّ أمرا ما لا يسير على ما يرام فى البيت الفلسفي نفسه ، مما يفؤض على الفلاسفة الإستيقاظ و فتح العين و الأذن أيضا لإدراك ما يجري ، و الإنخراط فى الكفاح التحرّري للكادحين و المقهورين ، و إلاّ ماتوا بين ركام الأبنية المنهارة من حولهم " . ( ص 69 )
فضلا عن المثاليّة التى ينمّ عنها إعتقاد أنّ الفلسفة غائبة ( " غيبة الفلسفة " ) عن مجريات الصراع الطبقي المحتدم حيث يتمّ إنكار هيمنة لونين من التيّارات الفلسفيّة على الساحة و نقصد الفلسفة البرجوازيّة الليبرالية بمروحة مشتقّاتها والفلسفة الإسلاميّة بنزعاتها المتنوّعة ( و بدرجات مختلفة ) ؛ يذهلنا حديث الأمين العام عن الفلسفة و الفلاسفة بشكل عام و مطلق و كأنّها لاطبقيّة أو خارج صراع الطبقات و كأنّ هذا المجال من البنية الفوقيّة لا يعرف و لا يعكس الصراع الطبقي و بذلك يسدى خدمات جليلة للرجعيّة عموما .
و هذا الشيء من مأتاه لا يستغرب إذ فى ما يتعلّق بالديمقراطية و الحرّية أتى تناوله لهما و كأنّ الديمقراطية " خالصة " ، فوق الطبقات و كأنّ الحرّية ليست مرتبطة بالضرورة و ليست وعي الضرورة و تغيير الواقع كما علّمنا ماو تسى تونغ مطوّرا الفهم الماركسي للحرّية . لهذا لا نستغرب ممّن توغّل فى دروب الديمقراطية البرجوازية ويروّج لمفاهيمها أن يستشهد بفيلسوف فرنسي كان فى وقت ما ماويّ النزعة ، آلان باديو ، و يتجاهل أنّ فلسفة هذا الأخير و كتاباته لسنوات قبل وفاته ، أمست تقدح كلّيا فى التجارب الإشتراكية برمّتها دون تمييز المكاسب التى تمثّل المظهر الرئيسي عن الأخطاء التى تمثّل المظهر الثانوي لهذه التجارب ، كما أضحت مناهضة للشيوعية و لعديد مبادئها و منها دكتاتورية البروليتاريا ... و قد تولّى الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية الردّ عليه ردّا ضافيا شافيا فى مجلّته " تمايزات " – العدد الأوّل بجدال فى منتهى الأهمّية رابطه على الأنترنت هو :
http://demarcations-journal.org/issue01/demarcations_badiou.html
يتعاطى الأمين العام هذا مع الفلسفة و الفلاسفة بإنبهار و إبهار و يخاتل حينما يدّعى التواضع فيما يسوّى بينه وبين الفلسفة و يجعل نفسه ممثّلا للفلسفة و كأنّه هو هي و هي هو فيلمّع صورته وهو يتظاهر بالتواضع المخاتل قائلا : " لا أريد التورّط فى مديح الذات و لكن المنتفضين فى مسقط رأسي المكناسي من ولاية سيدى بوزيد على سبيل الذكر يعرفون عن حضور الفلسفة خلال اليوم الفاصل من تاريخ الإنتفاضة ..." . هذا من جهة و من جهة ثانية ، يتناسي أنّ ماو تسى تونغ على خطى ماركس عمّق إخراج الفلسفة الماديّة الجدلية من المكتبات و سعى قدر طاقته لنشرها فى صفوف البروليتاريا و الجماهير الشعبية لتكون لها سلاحا فى الصراع الطبقي ضد البرجوازية و الإمبريالية و الرجعية و من أجل التقدّم صوب الشيوعية .
البون بين الماويّة و بين هذا الأمين العام شاسع و شاسع جدّا و يتجلّى كذلك فى مقولة شهيرة لماو تسى تونغ موثّقة فى " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " بالفصل الثاني " الطبقات و الصراع الطبقي " تدحض إعتبار الأفكار فى المجتمعات الطبقيّة – و الفلسفة طبعا – لاطبقية :
" فى المجتمع الطبقي يعيش كلّ إنسان كفرد من أفراد طبقة معيّنة ، و يحمل كلّ نوع من أنواع التفكير دون إستثناء طابع طبقة معيّنة ."
( " فى الممارسة العملية " ( يوليو- تمّوز- 1937) ، المؤلّفات المختارة ، المجلّد الأوّل)