ممارسة النقد و النقد الذاتي أم إغتيال الفكر النقديّ ؟ )5) المزيد عن الإفلاس الإيديولوجي و السياسي لحزب الكادحين تونس- تعليق على مقالين لرفيق حاتم رفيق


ناظم الماوي
2017 / 4 / 23 - 03:24     

ممارسة النقد و النقد الذاتي أم إغتيال الفكر النقديّ ؟ )5)
المزيد عن الإفلاس الإيديولوجي و السياسي لحزب الكادحين تونس- تعليق على مقالين لرفيق حاتم رفيق
( ملاحظة : البحث بأكمله متوفّر منذ مدّة بمكتبة الحوار المتمدّن – نسخة بى دى أف )
- أرى أنّه لأمر سيء بالنسبة لنا ، إذا كان رجل منّا أو حزب أو جيش أو مدرسة لم يتعرّض لمهاجمة العدوّ ، لأنّ ذلك يعنى أنّنا إنحدرنا بالتأكيد إلى مستوى العدوّ. أمّا إذا هاجمنا العدوّ فذلك أمر حسن لأنّه يبرهن على أنّنا رسمنا خطّا واضحا فاصلا بيننا و بين العدوّ . و أحسن من هذا أن يهاجمنا العدوّ بعنف و يصمنا بكلّ عيب و يقول عنّا إنّنا لا نحسن شيئا البتّة ، إذ أنّ هذا يدلّ على انّنا قد رسمنا خطّا واضحا فاصلا بيننا و بين العدوّ ، و يدلّ كذلك على أنّنا قد حقّقنا نجاحا كبيرا فى أعمالنا.
( ماو تسى تونغ - هجوم العدوّ علينا أمر حسن لا سيء - 26 مايو- أيار- 1939 ؛ مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ ، الصفحة 16).
- على الشيوعيّين كلّما واجهوا أمرا من الأمور أن يبحثوا عن أسبابه و دواعيه ، و أن يستخدموا عقولهم و يفكّروا بإمعان ليتبيّنوا هل الأمر يطابق الواقع و تؤيده مبرّرات سليمة أو لا، و لا يجوز لهم بأي حال من الأحوال أن ينقادوا وراء غيرهم إنقياد الأعمى أو يشجّعوا العبودية."
( ماو تسى تونغ- " إصلاح أساليب الحزب" ، فيفري 1942 )
- يجب أن نتضلّع من النظريّات الماركسية و أن نستطيع تطبيقها عمليّا ، فالهدف الوحيد من التضلّع هو التطبيق . فإذا إستطاع المرء أن يستخدم وجهات النظر الماركسية اللينينية فى تفسير مسألة واقعية أو مسألتين فقد إستحقّ الثناء ، و يمكن أن نقول فى هذه الحال إنّه قد حقّق بعض النجاحات . و كلّما إستطاع المرء أن يفسّر أشياء أكثر و أعمّ و كان تفسيره أكثر عمقا نقول إنّ نجاحه أعظم .
( " إصلاح أساليب الحزب " ( أول فبراير – شباط – 1942) ، المؤلفات المختارة ، المجلد الثالث)
- التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إنّ المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية . و الذى يدعون اليه ليس بالخط ّالإشتراكي فى الواقع بل هو الخط الرأسمالي .

( ماو تسى تونغ ، " خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية
12 مارس/ أذار 1957 ؛ " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ، ص21-22 )
- إنّ نضال الماركسيّة الثوريّة الفكريّ ضد النزعة التحريفيّة ، في أواخر القرن التاسع عشر ، ليس سوى مقدّمة للمعارك الثوريّة الكبيرة التي ستخوضها البروليتاريا السائرة إلى الأمام ، نحو انتصار قضيّتها التام...
( لينين ،" الماركسيّة و النزعة التحريفيّة " )
- كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية .
( " بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الأبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره " ، فصل من كتاب " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة ، و العلم و الفلسفة " ، 2005).
============================================
مقدّمة :
في دعوتنا الموثّقة كملحق أوّل لهذا البحث ، " دعوة إلى نقاش ردّ حزب الكادحين فى تونس على نقد ناظم الماوي لخطّه الإيديولوجي و السياسي " ، كتبنا الآتى ذكره :
" كشيوعيّين ما يحدّد هويّتنا أكثر من أيّ شيء آخر هو غايتنا الأسمى ، بلوغ المجتمع الشيوعي العالمي و تحرير الإنسانيّة من كافة أنواع الإستغلال و الإضطهاد الجندري و الطبقي والقومي . و قد عبّر ماركس عن غايتنا الأسمى هذه فى صيغة صارت منذ الثورة الثقافيّة البروليتارية الكبرى فى الصين 1966 -1976 معروفة ب" الكلّ الأربعة " و قد شدّد على نشرها على نطاق واسع أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية ، وهي :
" هذه الإشتراكية إعلان للثورة المستمرّة ، الدكتاتورية الطبقية للبروليتاريا كنقطة ضروريّة للقضاء على كلّ الإختلافات الطبقيّة ، و للقضاء على كلّ علاقات الإنتاج التى تقوم عليها و للقضاء على كلّ العلاقات الإجتماعيّة التى تتناسب مع علاقات الإنتاج هذه ، و للقضاء على كلّ الأفكار الناجمة عن علاقات الإنتاج هذه ".

( كارل ماركس : " صراع الطبقات فى فرنسا من 1848 إلى 1850" ، ذكر فى الأعمال المختارة لماركس و إنجلز ، المجلّد 2 ، الصفحة 282 ).
و من أهمّ الأسلحة التى نرفعها عاليا فى خضمّ نضالنا من أجل تحقيق غايتنا الأسمى سلاح علم الشيوعية ، علم الثورة البروليتارية العالمية الذى يتجسّد اليوم فى شيوعية اليوم ، الشيوعيّة الجديدة أو الخلاصة الجديدة للشيوعية . و نظرا لكون الحركة الشيوعية عالميّا و عربيّا ترزح تحت الوطأة الثقيلة و الخانقة و حتّى القاتلة أساسا للتحريفيّة بما هي فكر برجوازي يقدّم على أنّه ماركسيّة و ثانويّا للدغمائيّة التى تدافع عن عمى عن كلّ التراث الشيوعي بمكاسبه و أخطائه و لا تقبل بتطوير علم الشيوعية ، رأينا أنّ من أوكد واجباتنا أن نحارب بما أوتينا من طاقة هذه التحريفية و الدغمائيّة و نمارس الماركسية فنعبّد الطريق لإنتشار إستيعاب علم الشيوعية و تطبيقه و تطويره . لذلك إتّخذ مشروعنا هذا شكل إصدار نشريّة إصطفينا لها من العناوين المعبّرة و المترجمة لفحوى هدفنا الجوهري " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة ! " و لاحقا أضفنا " و الروح الثوريّة للماوية اليوم هي الخلاصة الجديدة للشيوعيّة ." و إنطلقنا منذ سنوات فى صراع إيديولوجي و سياسي تلبية لحاجة التمييز الواضح بين الماركسيّة الثوريّة و شتّى أرهاط التحريفية و الدغمائيّة و ما تفرّخانه من إصلاحيّة .
و فى مقالاتنا و كتبنا التى تضمّنتها النشريّة المشار إليها أعلاه ، نقدنا عدّة فرق " يساريّة " متمركسة و ضمنها حزب الكادحين بتونس الذى أفردنا له كتابا تجدونه بمكتبة الحوار المتمدّن حمل من العناوين " حزب الكادحين الوطني الديمقراطي يشوّه الماركسيّة " . و فيه أعملنا سلاح النقد فى كتابين لأمينه العام فضلا عن عدّة أعداد من جريدته " طريق الثورة " و بيّننا بالدليل القاطع و البرهان الساطع مدى تشويه ذلك الحزب للماركسيّة [... ]
و عقب صمت مريب لمدّة تناهز السنتين ، طلع علينا فى بداية أكتوبر 2016 أحدهم أمضى مقالين بإسم مستعار هو رفيق حاتم رفيق ، بردّ بإسمه و إسم حزب الكادحين و أصدقائه ... نوثّقه بحلقتيه كملحق لهذه الدعوة . [ 1- ناظم الماوي : حماقة في النظرية وجبن في الممارسة العملية ؛ 2- ناظم -الماوي- ومزاعم إحتقار نصف السماء ] و إنتظرنا إلى بدايات شهر ديسمبر 2016 ، أي لمدّة شهرين تقريبا ، أن يفي هذا الكاتب بوعده بتناول مواضيع عدّة لكن خاب أملنا إذ يبدو أنّ الكاتب عدل عن متابعة حلقات ردّه أو هو إعتبر ما ورد فى المقالين إيّاهما كافيا و شافيا حقّق بفضله مراده لا أكثر . "
و كمقدّمة لبحثنا الجديد هذا لن نضيف على ما تقدّم سوى أنّنا من موقع الواجب الشيوعي في رسم خطوط التمايز و مزيد توضيح الفرق بين الفرقِ لأهمّيته في بناء و تطوير نظريّة شيوعيّة ثوريّة دونها لن توجد حركة ثوريّة حقّا ، نلج مجدّدا لجج هذا الصراع و نساهم في هذا الجدال ضد التحريفيّة و الإصلاحيّة بالنقاط التالية فضلا عن هذه المقدّمة :
1 ـ الحقيقة للجماهير أم مغالطة القرّاء و تضليلهم ؟
2 ـ النقد المبدئيّ الجدّي و العلميّ و الدقيق أم الشتيمة ؟
3 - حماقة أم ذكاء ؟
4 - منّة أم واجب ؟
5 ـ ممارسة النقد و النقد الذاتي أم إغتيال الفكر النقديّ ؟
6 - نقد التحريفيّة و الإصلاحيّة أم الدفاع عنهما ؟
7 ـ النظريّة و الممارسة : الموقف الشيوعي أم الموقف التحريفيّ ؟
8 ـ المنطق الشكليّ و المثاليّة الميتافيزيقيّة أم الماديّة الجدليّة ؟
9 - " مزاعم إحتقار النساء " أم حقيقة خطّ إيديولوجي و سياسي ؟
10 - إبداع أم إجترار ؟
11 ـ تمخّض جبل فولد فأرا :
خاتمة
و من الأكيد أنّ من ينكبّ على النظر بتمعّن في هذا البحث سيدرك أنّ من يتبنّون الماركسيّة و يمارسونها و يطبّقونها و يعملون على تطويرها لا يساوون من يتّخذونها قناعا فحسب ويشوّهونها خدمة لمآربهم الشخصيّة و الفئويّة لا لتحرير الإنسانيّة . و هل يستوى الماركسيّون و المتمركسون ؟
========================================
5 ـ ممارسة النقد و النقد الذاتي أم إغتيال الفكر النقديّ ؟
لقد نالنا ما نالنا من شتيمة لا لشيء إلاّ لأنّنا أعملنا سلاح النقد الماركسيّ في كتابين للأمين العام لحزب الكادحين و في بعض مقالات جريدة ذلك الحزب ، " طريق الثورة " ، إنطلاقا من الخلاصة الجديدة للشيوعية ، شيوعيّة اليوم أو الشيوعيّة الجديدة . ما قمنا به هو ممارسة الماركسيّة و نبذ التحريفيّة كما أوصانا ماو تسى تونغ ، إلا أنّ هذا الحزب بدلا من التفاعل الإيجابيّ مع النقد بالتثبّت من مدى صحّته و الإستفادة ممّا يكون صحيحا لتدارك الأخطاء ، لم يلتزم لتمركسه و إدّعائه الزائف بتبنّى الماويّة بتحذير ماو تسى تونغ بأنّ النقد " لا يجوز إستخدامه كوسيلة للتهجّم على الأشخاص " و لم يفعل سوى القذف بنقدنا الجدّي و العلميّ في المزبلة و فوق ذلك سلّ سيف الشتيمة في مسعى منه إلى تجريم نقدنا و للنيل من ناظم الماويّ ليكون عبرة لمن يتجرّأ على أيّ نقد لهذا الحزب .
إنّ هذا الحزب يمارس عكس ما علّمنا إيّاه ماوتسى تونغ :
" إذا كانت لدينا نقائص فنحن لا نخشى من تنبيهنا إليها و نقدنا بسببها ، ذلك لأنّنا نخدم الشعب . فيجوز لكلّ إنسان – مهما كان شأنه - أن ينبّهنا إلى نقائصنا. فإذا كان الناقد مصيبا فى نقده ، أصلحنا نقائصنا ، وإذا إقترح ما يفيد الشعب عملنا به ." ( " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ، صفحة 280)
و نظرا لتحريفيّة خطّه الإيديولوجي و السياسي و إصلاحيّته ، يبذل قصارى الجهد لتجنّب النقد و النقد الذاتي بما هو سلاح من أهمّ أسلحة الفكر الماركسيّ . و شأنه شأن جلّ إن لم نقل كلّ فرق " اليسار " اليمينيّة يغتال الفكر النقديّ ليصول و يجول الأمين العام كما يعنّ له و ما على البقيّة إلاّ التذيّل الأعمى .
و قد سبق لنا التطرّق إلى إغتيال الفكر النقديّ فى مقالنا " فرق اليسار التحريفي و إغتيال روح النقد الماركسي الثوريّة " بالعدد 21 من نشريّة " لا حركة شيوعيّة ثوريّة دون ماويّة ! " حيث تناولنا بالبحث نقاط خمسة هي :
1- التهرّب من التقييم النقدي للحركة الشيوعية العالمية و التجارب الإشتراكية للبروليتاريا العالمية ،
2- نقد الدغمائيين والتحريفيين يقلب الحقائق رأسا على عقب ،
3- نقد إصلاحي من منظور برجوازي ،
4- التضحية بالنقد المبدئي على مذبح التحالفات الإنتهازية ،
5- ردود فعل متشنّجة تجاه النقد .
و بخصوص حزب الكادحين ، سجّلنا في النقطة 3 :
" لم يكن نقد حزب الكادحين الوطني الديمقراطي لفرق يسارية دون ذكرها بالإسم عامة لكونها تحالفت مع هذا الطرف أو ذاك نقدا ثوريا إنطلاقا من خط إيديولوجي و سياسي شيوعي ثوري غايته الإطاحة بالدولة القائمة و إنشاء دولة جديدة على أنقاضها كجزء من الثورة البروليتارية العالمية . و نقد حزب الكادحين الوطني الديمقراطي و حزب النضال التقدّمي للمشاركين فى إنتخابات دولة الإستعمار الجديد نقد إصلاحي من منظور برجوازي يقوم على التشهير بالمال السياسي و إنحياز الإعلام من أجل توفير شروط إنتخابات شفّافة ، قالا . لم يرفضا الإنتخابات الرجعية ككلّ بما هي أساس من أسس بثّ الأوهام الديمقراطية البرجوازية و تخدير الجماهير و رمال برجوازية متحرّكة تبتلع الثوريين بل رفضا المشاركة فيها لإعتبارات ظرفية لا غير .
الإصلاحيون لا يعملون على نشر النظرية الشيوعية الثورية و إيجاد حركة شيوعية ثورية حقيقية ، لا يعملون على تغيير عقول المناضلات و المناضلين و الجماهير و تنظيم صفوفهم ثوريّا بهدف الإطاحة الثورية بالدولة القديمة القائمة بجميع مؤسساتها و ديمقراطيتها أي برمّتها ، و بناء بديل عنها دولة جديدة ثورية بقيادة بروليتارية و غايتها الأسمى الشيوعية على الصعيد العالمي ."
و بخصوص ما تعرّض له ناظم الماوي من هجمات مسعورة و ليست البتّة نقدا ، قلنا في النقطة الخامسة :
" لا يفوتنا أن نذكّر بما طالنا نحن ، كمختصّين فى النقد الماركسي إن أمكن القول ، من إهانات و سبّ و تشبيه بالحيوانات و وصف بالعمالة للصهيونية و الإمبريالية و الرجعية و بالجبن و القائمة طويلة و طويلة جدّا . و ممّن ؟ ليس فحسب من قبل أتباع بل و من قيادات معروفة من حزب الوطد الثوري الذى أعملنا سلاح النقد الماركسي الثوري فى العديد من وثائقه التاريخية و الحالية و من قبل عناصر من حزب العمّال . و هذا موثّق فى مقالاتنا على الأنترنت بموقع الحوار المتمدّن ، لا سيما منها مقالاتنا التى عنيت بالردّ على علي البعزاوي من حزب العمّال و على معزّ الراجحى و عبد الله بنسعد من الوطد الثوري .
و نالنا ما نالنا من تشويه و تجريح من محمد علي الماوي ( اللاماوي فى الواقع ) و الحركة الشيوعية الماوية – تونس ( التى لا هي شيوعية و لا هي ماوية ) أيضا حينما دخلنا فى جدال معهما حول الخطّ الإيديولوجي و السياسي الصحيح و الخلاصة الجديدة للشيوعية . ( بهذا المضمار على الحوار المتمدّن تجدون كتابين من تأليفنا بمكتبة الموقع ) .
المتمركسون جميعهم مهما تزيّنوا بألوان الماركسية أو الماركسية – اللينينية أو الماركسية – اللينينية – الماوية ، ينهلون من ذات المنبع الإنتهازي و النظرة البرجوازية للعالم . إنّهم يتركون جانبا البحث العلمي عن الحقيقة التى هي وحدها الثوريّة حسب تعبير شهير للينين و يصيّرون أي نقد يطال خطّهم الإيديولوجي و السياسي إتيانا ببدعة ( و يطبّقون ) " كلّ بدعة ضلالة و كلّ ضلالة فى النار " . أمراض النرجسيّة و الذاتية و الإلتزام بالدفاع المستميت عن التحريفية و الإصلاحية تغشى أنظارهم عن رؤية الحقيقة الموضوعية و التعاطى الجدّي مع صياغة النقد وتقبّله بصدر رحب و عدم خشيته إن كنّا حقّا شيوعيين و نبذل قصارى الجهد لخدمة الشعب و البروليتاريا العالمية . فكما يعلّم ماو تسى تونغ الشيوعيين الحقيقيين :
" إذا كانت لدينا نقائص فنحن لا نخشى من تنبيهنا إليها و نقدنا بسببها ، ذلك لأنّنا نخدم الشعب . فيجوز لكلّ إنسان - مهما كان شأنه - أن ينبهنا إلى نقائصنا . فإذا كان الناقد مصيبا فى نقده ، اصلحنا نقائصنا ، و إذا إقترح ما يفيد الشعب عملنا به . "
ماو تسى تونغ - " لنخدم الشعب " ( 8 ديسمبر – أيلول- 1944) ، المؤلفات المختارة ، المجلد الثالث) "
و بعد ذلك أضفنا :
" و إصطفت مجموعات أخرى كمجموعة الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين اللينينيين وضع حدّ بسرعة لمجازفة خطيرة أو مغامرة الردّ على نقدنا لبرنامجها هي المشترك مع مجموعة حزب الوطد الثوري بعد إصدارها لحلقة أولى من سلسلة مقالات لم تكتمل إلى اليوم و قد وعدنا حينها بالتفاعل الإيجابي معها و مع بقيّة الحلقات و لعلّ مردّ ذلك التنبّه إلى أنّ من سهروا على كتابة الحلقة الأولى وضعوا أرجلهم فوق رمال متحرّكة قد تبتلعهم إن تمادوا فى السير قدما . و تجدر الإشارة إلى أنّ حزب الكادحين الوطنى الديمقراطي لم ينبس ببنت شفة إلى يوم كتابة هذه الأسطر، على حدّ علمنا طبعا ، بعد نشرنا لنقد مفصّل لكتاب أمينه العام ، فريد العليبي (" تشويه الماركسية : كتاب " الإنتفاضة و الثورة " لصاحبه فريد العليبي نموذجا " ) . و أعلنت الحركة الشيوعية الماوية تونس فى نصّها الثاني الناقد لناظم الماوي أنّها لن تواصل الجدال معه و ذلك حتّى قبل أن تطّلع على ردّ المعنى بالأمر على تهمها الملفّقة و تخريجاتها المفبركة !
و نحن على العكس و سيرا على خطى مقولة ماو تسى تونغ الموثّقة أعلاه ، نكرّر هنا الدعوة لنقد مقالاتنا و كتبنا و نتعهّد بالتفاعل المطلوب ماركسيّا مع النقد و النقد الذاتي و بروح شيوعية ثورية تستهدف البحث عن الحقيقة لتفسير العالم علميّا و المساهمة فى تغييره تغييرا ثوريّا ."
( إنتهى المقتطف )
و إذن لا يختلف حزب الكادحين عن تلك الفرق التي تكرّس إغتيال الفكر النقديّ كما لا يختلف عنها فى عدّة مسائل أخرى شرحناها في الكتاب الذى أفردنا لنقد خطّه الإيديولوجي السياسي .
هل نقد هذا الحزب و قيّم نقديّا التجربة الماويّة فى تونس و التى يزعم أنّه سليلها ؟ هل نقد و قيّم نقديّا الخطّ الإيديولوجي و السياسي للتجارب الماويّة عبر العالم ؟ هل يتحدّث حتّى ( فما بالك بأن يشارك في )عن صراع الخطّين صلب الحركة الماويّة عالميّا ؟ هل له قراءة نقديّة لتاريخ الحركة الشيوعية و العربيّة و واقعها الراهن ؟ لا يملك لا هذا و لا ذاك !
هل نقد التحريفيّة و الإصلاحيّة في صفوف الحركة الشيوعيّة المحلّية و العربيّة و العالميّة ؟ لا !
هل قدّم نقدا و نقدا ذاتيّا لسياساته و برامجه الإنتهازيّة ؟ لا !
إنّه لا ينقد تقريبا سوى سياسات النظام الحاكم نقدا إصلاحيّا ليس طبعا من موقع ثوريّ للإطاحة به و بدولته و إنشاء دولة جديدة . وهذا النقد الإصلاحيّ متاح لجميع " المعارضين " عموما و حتّى لأفراد من الأحزاب الحاكمة نفسها !
و حينما يرغب هذا الحزب في نقد هذا أو ذاك من الأشخاص يتخفّى ، مثلما هو الحال مع الشتائم الموجّهة لناظم الماوي ، وراء الإسم المستعار ، رفيق حاتم رفيق ، ليصدر مقالا أو مقالين ...
حيال نقد ناظم الماوي المبدئي و الجدّي و العلمي للخط الإيديولوجي و السياسي لحزب الكادحين ، ما ألّف اللارفيق حاتم لارفيق المقالين إلاّ للنيل من ناظم و تشويهه و محاولة إغتيال النقد و النقد الذاتي . أمام الححج الدامغة و الأدلّة الساطعة ، لم يتورّع الكاتب باسم ذلك الحزب عن قلب الحقائق و الإتراء و لم يجد من فرج و لم يعثر على مخرج سوى الهرولة نحو مزيد تشويه الماركسية بخفّة إشارة و لطف عبارة و لكن هيهات أن ينطلي الأمر على العاقل الحصيف الفطن الذى يميّز بين اللباقة و اللياقة من ناحية و دسّ السمّ في الدسم من الناحية الأخرى !
هنا نعثر على لون من ألوان التعاطى الإنتهازي مع النقد و النقد الذاتي يخوّل لهذا الحزب المتمركس المخاتل التمادى في تشويه الماركسيّة و تكريس ّخطّه التحريفي الإصلاحي خدمة لأغراض شخصيّة أو فئويّة لا غير .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------