ترسمل المتمركس : عصام الخفاجي أنموذجاً / 3- 20


حسين علوان حسين
2017 / 3 / 29 - 05:26     

3. بؤس الثقافة و المراوغة في الحوار مع الضيوف المعلقين
عندما يتفحص المرء النصوص الخاصة بردود الأستاذ عصام الخفاجي المحترم على المعلقين من المشاركين في محوره العدد : 4940 على الحوار المتمدن بتاريخ 29 / 9/ 2015 ، فسيكتشف منها حالاً – من بين الظواهر المثيرة الأخرى - مدى فداحة الفجوات القائمة في البنية الأساسية لمعارفه الثقافية . و لكنه يعوض عن هذا النقص باتباع ستراتيجيات المراوغة أو التزييف أو التحجج بالجهل – علاوة على ستراتيجية تكلف الطهرانية الفارغة التي مارسها معي – بغية تفادي تقديم الإجابات الشافية لضيوفه بدلاً من التعمق العلمي في الموضوعات المطروحة ذات الارتباط الصميمي بالمحور الذي اختار بنفسه التصدي للقول فيه ، و ذلك كلما شعر بأنها مثار أحراج شديد له في ضوء مندرجات طروحاته .
سأكتفي هنا بوصف حالتين ممتعتين من هذا القبيل ، قبل التفرغ في الحلقات القادمة لمناقشة نصوص "تأملاته" نفسها .

نص الحالة الأولى من طرف المشاركة الأستاذة "نوال ياقوتي" :

" التسلسل: 65 ؛ العدد: 645351 - يرحمنا رب العزة والجلال
2015 / 10 / 4 - 09:20
التحكم: الكاتب-ة Nawal Yaquti
في بيت شعر يقول ( ما ضر لو جعلوا العلاقة بين الشعوب مودة واخاء @ يا ويحهم نصبوا منار لغد يوحي الى الغد البغضاء ) . انشالله ما اخطأت في كتابة هذين البيتين لاني قرأتهما قبل خمسة واربعين عاما وانا اليوم اتسائل واسأل هل يوجد في الدنيا احلى واجمل من المحبة. والمودة والاخاء بين بني البشر لما هذا القتل والتهجير والارهاب بكل انواعه يمارس وبدم بارد . يا ترى هل من يمارس هذه الجرائم من بني البشر ام شياطين بهيئة بشر نسأل الله العظيم ان يصلح الفاسدين ويهدي الضالين الى طريق الحق ونرحم بعضنا البعض حتى يرحمنا رب العزة والجلال ."

انتهى نص المشاركة للأستاذة نوال ياقوتي .

نص رد الأستاذ عصام الخفاجي المحترم على المشاركة أعلاه :

"التسلسل: 66 ؛ العدد: 645435 - رد الى : Nawal Yaquti
2015 / 10 / 4 - 18:03
التحكم: الكاتب-ة عصام الخفاجي
شكرا لك أستاذة نوال
كنت أتمنى أن يتّسع هذا المحور للتحاور حول القيم الجميلة التي أشرت إليها "

انتهى نص رد الأستاذ عصام الخفاجي على مداخلة الأستاذة نوال ياقوتي الآنفة الذكر .

خير الكلام ما قل و دل ! ما ذا يدلل مثل هذا الرد ؟ السائلة الأستاذة نوال ياقوتي تطرح هنا جملة موضوعات مهمة جداً و هي كائنة في صميم الموضوع الذي تصدى الأستاذ عصام الخفاجي له تحت عنوان "تأمّلات في الماركسية ومعنى اليسار في عصرنا" ، و منها :
• أنها تستشهد ببيت شعر يقول ( ما ضر لو جعلوا العلاقة بين الشعوب مودة واخاء @ يا ويحهم نصبوا منار لغد يوحي الى الغد البغضاء ) .
• و هي تتساءل : هل يوجد في الدنيا احلى واجمل من المحبة. والمودة والاخاء بين بني البشر لما هذا القتل والتهجير والارهاب بكل انواعه يمارس وبدم بارد . يا ترى هل من يمارس هذه الجرائم من بني البشر ام شياطين بهيئة بشر ؟
طيب ، لماذا يلغي الأستاذ عصام الخفاجي فحوى كل هذه التساؤلات عبر رده الوجيز : " كنت أتمنى أن يتّسع هذا المحور للتحاور حول القيم الجميلة التي أشرت إليها" ؟ أليس للصنف المتصنع من الماركسية و اليسار الذي يروج له عصام الخفاجي ما يقول بصدد المواضيع المصيرية أعلاه التي طرحتها على بساط البحث الاستاذة نوال ياقوتي ؟ كلا ، بالطبع ! الأستاذ عصام الخفاجي يعترف بعظمة لسانه أن صنفه المتصنع للماركسية و اليسار لا يتسع فيه المجال للتحاور في الموضوعات المهمة أعلاه و التي يسميها مواربة بالجميلة . هذا هو الحوار المُنتِج بلا ريب !
طيب ؛ أليس واضحاً عمَّن تتساءل الأستاذة نوال ياقوتي فعلاً في مشاركتها القيمة أعلاه ؟ طبعاً و اضح
؛ و لكنها من صنف يجده بعض مزيفي اليسار غير محبب على نحو خاص .
و من المعلوم أن بيت الشعر الذي تستشهد به الأستاذة نوال ياقوتي – الغاطس في فجوات البنية الثقافية الاساسية للأستاذ عصام الخفاجي – يحيل إلى رثاء أمير الشعراء أحمد شوقي الشهير لشيخ الشهداء عمر المختار الذي أعدمه المستعمرون الفاشيون الطليان لليبيا ممن هم - على حد زعم الأستاذ عصام الخفاجي - من "الرأسماليين الثوريين اليساريين" يوم 16-09-1931 و هو في التسعين من عمره ؛ و فيما يلي أبيات منها :
رَكَزوا رُفاتَكَ في الرِمالِ لِواءَ يَستَنهِضُ الوادي صَباحَ مَساءَ
يا وَيحَهُم نَصَبوا مَناراً مِن دَمٍ توحي إِلى جيلِ الغَدِ البَغضاءَ
ما ضَرَّ لَو جَعَلوا العَلاقَةَ في غَدٍ بَينَ الشُعوبِ مَوَدَّةً وَإِخاءَ
جُرحٌ يَصيحُ عَلى المَدى وَضَحِيَّةٌ تَتَلَمَّسُ الحُرِّيَةَ الحَمراءَ
يا أَيُّها السَيفُ المُجَرَّدُ بِالفَلا يَكسو السُيوفَ عَلى الزَمانِ مَضاءَ
تِلكَ الصَحاري غِمدُ كُلِّ مُهَنَّدٍ أَبلى فَأَحسَنَ في العَدُوِّ بَلاءَ
خُيِّرتَ فَاِختَرتَ المَبيتَ عَلى الطَوى لَم تَبنِ جاهاً أَو تَلُمَّ ثَراءَ
إِنَّ البُطولَةَ أَن تَموتَ مِن الظَما لَيسَ البُطولَةُ أَن تَعُبَّ الماءَ
إِفريقيا مَهدُ الأُسودِ وَلَحدُها ضَجَّت عَلَيكَ أَراجِلاً وَنِساءَ
في ذِمَّةِ اللَهِ الكَريمِ وَحِفظِهِ جَسَدٌ بِبُرقَةَ وُسِّدَ الصَحراءَ
لَم تُبقِ مِنهُ رَحى الوَقائِعِ أَعظُماً تَبلى وَلَم تُبقِ الرِماحُ دِماءَ
كَرُفاتِ نَسرٍ أَو بَقِيَّةِ ضَيغَمٍ باتا وَراءَ السافِياتِ هَباءَ
بَطَلُ البَداوَةِ لَم يَكُن يَغزو عَلى تَنَكٍ وَلَم يَكُ يَركَبُ الأَجواءَ
لَكِن أَخو خَيلٍ حَمى صَهَواتِها وَأَدارَ مِن أَعرافِها الهَيجاءَ
لَبّى قَضاءَ الأَرضِ أَمسِ بِمُهجَةٍ لَم تَخشَ إِلّا لِلسَماءِ قَضاءَ
وافاهُ مَرفوعَ الجَبينِ كَأَنَّهُ سُقراطُ جَرَّ إِلى القُضاةِ رِداءَ
شَيخٌ تَمالَكَ سِنَّهُ لَم يَنفَجِر كَالطِفلِ مِن خَوفِ العِقابِ بُكاءَ
وَأَخو أُمورٍ عاشَ في سَرّائِها فَتَغَيَّرَت فَتَوَقَّعَ الضَرّاءَ
الأُسدُ تَزأَرُ في الحَديدِ وَلَن تَرى في السِجنِ ضِرغاماً بَكى اِستِخذاءَ
وَأَتى الأَسيرُ يَجُرُّ ثِقلَ حَديدِهِ أَسَدٌ يُجَرِّرُ حَيَّةً رَقطاءَ
عَضَّت بِساقَيهِ القُيودُ فَلَم يَنُؤ وَمَشَت بِهَيكَلِهِ السُنونَ فَناءَ
تِسعونَ لَو رَكِبَت مَناكِبَ شاهِقٍ لَتَرَجَّلَت هَضَباتُهُ إِعياءَ
خَفِيَت عَنِ القاضي وَفاتَ نَصيبُها مِن رِفقِ جُندٍ قادَةً نُبَلاءَ
وَالسُنُّ تَعصِفُ كُلَّ قَلبِ مُهَذَّبٍ عَرَفَ الجُدودَ وَأَدرَكَ الآباءَ
دَفَعوا إِلى الجَلّادِ أَغلَبَ ماجِداً يَأسو الجِراحَ وَيُعَتِقُ الأُسَراءَ
وَيُشاطِرُ الأَقرانَ ذُخرَ سِلاحِهِ وَيَصُفُّ حَولَ خِوانِهِ الأَعداءَ
وَتَخَيَّروا الحَبلَ المَهينَ مَنِيَّةً لِلَّيثِ يَلفِظُ حَولَهُ الحَوباءَ
حَرَموا المَماتَ عَلى الصَوارِمِ وَالقَنا مَن كانَ يُعطي الطَعنَةَ النَجلاءَ
إِنّي رَأَيتُ يَدَ الحَضارَةِ أولِعَت بِالحَقِّ هَدماً تارَةً وَبِناءَ
شَرَعَت حُقوقَ الناسِ في أَوطانِهِم إِلّا أُباةَ الضَيمِ وَالضُعَفاءَ

و هذه القصيدة مليئة بالمضامين الثورية ، و بالنقد العميق للاستعمار الإمبريالي ، و بالدعوة للثورة ضده ، و بتمجيد بطولات الثوار ، مثلما هو واضح من تضاعيف أبياتها . و لكن من الواضح أن الصنف المصطنع من "الماركسية الرأسمالية الثورية اليسارية" الذي يبشر به الأستاذ عصام الخفاجي ليس فيه متسعاً لمناقشة أي من جرائم الرأسمالية من استغلال بشع و حروب و قتل و اعدامات و تدمير ممنهج و نشر للكراهية بين البشر عبر التمييز و الفصل العنصري و العرقي و الطبقي بينهم ؛ و لهذا ، فإن المهاجرين من الحروب التي تسببت باشعالها "الرأسمالية الثورية اليسارية" في العراق و سوريا و اليمن و ليبيا ووو.. من المحتجزين في المعسكرات الأوربية و الاسترالية هم في نعيم و جنات ، و إن كانت أقل من نعيم و جنات مئات الآلاف منهم ممن أصبحوا طعاماً لكواسج البحر الأبيض المتوسط و بحر تيمور وسط ذهول العالم من صمت "الرأسمالية الثورية اللطيفة" حيال كل هذه الجرائم بحق البشر المستضعفين الابرياء ممن لا ذنب لهم غير طلب الحياة هرباً من الموت الزؤام بالأسلحة الفتاكة "للرأسمالية اليسارية الثورية" . لغة جميلة بكل حق و حقيق !

أما المثال للحالة الثانية لبؤس الثقافة و المراوغة فتتمثل بالرد على مداخلة الرفيق النقابي و المثقف الماركسي بامتياز : عذري مازغ ، بجزئين على أطروحات الأستاذ عصام الخفاجي .

نص الجزء الاول من مداخلة الرفيق عذري مازغ :
" التسلسل: 73 العدد: 645372 - نقض لاطروحة الأستاذ عصام الخفاجي 1
2015 / 10 / 4 - 12:19
التحكم: الكاتب-ة عذري مازغ
لا أحب النقد لسبب بسيط، أقصد لا أحب ممارسته، نشوة الإنتصار فيه تسقط في هفوات قاتلة، مع ذلك، حين تثيرك أمور ما تستفز وضعك الذي ربما، بغريزة ما، غريزة حفظ النوع كما يقول نيتشة، لا تحب أن تهجره، مع ذلك، وفي سياق الصراع بين غريزة حفظ النوع والتحول إلى نوع آخر، أحيانا لا أجد وصفا دقيقا للأمر إلا في رواية لوكيوس أبوليوس: “الحمار الذهبي- أو -التحولات- مع اختلاف كبير في الفهم بين عالم تسيطر فيه الإمبراطورية الرومانية أو اليونانية وعالم تسيطر فيه الإمبراطورية الرأسمالية، لوكيوس مارس هذا التحول في سياق معادلة اللقف والتلاقف بين مستويين ثقافيين سيعيد فيه الإعتبار لثقافته بشكل حميمي: -أفروديت، أليسيا، ديانا...إلخ لسن إلا تجليات إزيس إلهة الجمال بشمال إفريقيا ومصر الفرعونية بالتحديد-، جميل جدا أن في يسارنا أيضا من ذهب إلى أن اول ثورة اشتراكية في العالم كانت ثورة الزنوج على الدولة العباسية، والحقية، الرائع في الأمر، أنه ينبع من حضور نرجسي مبهج ينتصر للحياة ضدا على العدمية، وهو شيء يشحن تماما تلك العلاقة اللوكيوسية بين المثاقفة والملاقفة، إنه تميز غريزي انتصارا للذات، الأنا الفردية وحتى الجمعية. لا أدري هل علاقتنا بماركس تمشي في هذا السياق؟ شخصيا أنطر لليسار العربي الماركسي (لا أريد هنا أن يلتبس علينا اليسار بوجود يسارات أخرى: اليسار عندي هو من ينتصر لتحرير موارده ويسخرها في صالح مواطنيه، يسار الخوصصة، يسار الإستثمارات الأجنبية، اليسار العلماني بدون هوية اجتماعية حتى لا أقول طبقية بشكل يجرح النفوس الحرة،اليسار المتدين بميل كوني للخضوع للقوى الغاشمة ليس يسارا عندي في شيء)أنظر لهذا اليسار أنه لم ينتج تجربة يمكن على إثرها محاكمته، أقصد تجربة سياسية، ثورة معينة ناجحة، كل ما انتجه يسارنا هو تجربة مناضلين ضحوا عمليا، معدمون (من الإعدام)، سجناء، مختفون، بشكل عام يسار نجح في خلق آيات من التضحية وسط شعوب لم تستيقظ بعد وتعي أن مواردها الطبيعية والبشرية تستغل بشكل فظيع.. في الاخير نحن جيل استيقظ على خرافات التوازنات الدولية، شيء مبهم نراعيه في كل تقييماتنا السياسية، جيل مهيمن عليه بثقافة الأمر الواقع، ثقافة الإكراهات التي، الأحزاب الشيوعية عندنا، هي أيضا تتقن أبجديتها.. هذا ما ورثناه من جيل أمثال عصام الخفاجي، جيل هم بكل حق أساتذة في مادة التاريخ حول : لينين، ستالين، ماو، خروتشوف، وغيرهم من أساتذة دار موسكو، جيد جدا ان نفهم أيضا أن كل هؤلاء -تحولوا- إلى حمار ذهبي أمريكي مع سقوط جدار برلين وأصبحت بين عشية وضحاها، أصبحت الراسمالية ثورية، والحقيقة أنها ثورية بالفعل، فهي تخضع الشعوب بالقوة، حتى الآن لم أفهم كيف فهم الدكتور عصام الخفاجي استعمال سلاح اليورانيوم في العراق وهو يدلي بمهمة جديدة لليسار حول البيئة؟
لم أفهم جيدا حوار السيد عصام الخفاجي، شخصيا يبدو لي من الحوارات العابرة للقرات، حوار عولمي بمعنى ما، لكن في كل هذا العبور القاري لم ينبس ولو بشفتة حول أمريكا اللاتينية، بشكل تبدو الحديقة الخلفية للولايات المتحدة محرجة جدا في التحليل، لا أنتقد اليسار عند شعوبنا لانه ببساطة لم يخلق تجربة عليها يمكن أن نصدر احكاما بخلفيات معينة، نحن الشعوب الوحيدة التي حسمت الموقف تجاه مفكرينا الجيدين من امثال المهدي بن بركة، عمر بن جلون، مهدي عامل وحسين مروة وشهدي عطية الشافعي وسمير قاسم وآخرون، قوانا تغتالهم بخفاء أو تقتلهم في محاكمات صورية وتسجنهم في أحسن الأحوال ويبقى لنا هذا الرصيد من المتثورين على الثقافة العربية الإسلامية أمثال أدونيس، أخيرا، حيث يثور على ثقافة هو واحد من اهم منتجيها، هل نصدق الآن نقد عصام الخفاجي لليسار، حتى المعطيات التي خلص إليها بدعوته إلى يسار جديد لا تتناسب مع مجمل تحليله، اليسار الجديد في أوربا هو يسار ماركسي بكل تأكيد، بقراءة جديدة تأخذ مجمل التحولات في البنية الإقتصادية، هو يسار يطرح من جديد فهما آخر للتحرر هو نفسه الفهم عند حركة التحرر الوطني بشكل متفاوت فقط، إن الطبقة العاملة التي ترسخت عند العرب بشكل ميكانيكي هي الطبقة العاملة العضلية، الآن بفضل التحول التكنولوجي الطبقة العاملة أصبحت فنية بالتعبير الماركسي نفسه: البروليتاري عند ماركس هو من لا يملك سوى قوة عمله ليبيعها كانت هذه القوة عملا فنيا أو عملا جسديا، الموظفون الذين يصفهم عصام الخفاجي خارج التأطير ليسوا مالكين لراس المال، هم عمال بغض النظر عن حمولتهم الإيديولوجية، بغض النظر عن قربهم أو بعدهم لنظام الريع الخليجي (هذه ظاهرة يجب على اليسار في هذه الدولة أن ينتجها ماركسيا)."

إنتهى نص الجزء الأول من مداخلة الرفيق الماركسي عذري مازغ ، و مغزاه واضح لأُلي الألباب من المثقفين الحقيقيين ، ألا و هو – من بين معان أخرى : أن نقد الأستاذ عصام الخفاجي للماركسية و محاولته قلب اليسار الثوري إلى يمين رجعي و اليمين الرجعي إلى يسار ثوري هي مثل محاولة بطل الرواية اللاتينية "الحمار الذهبي" للوكيوس أبوليوس ( و هو جزائري ، بالمناسبة) استخدام الرقى السحرية بغية الانقلاب من إنسان إلى طائر ؛ و لكن السحر ينقلب على الساحر ، فينمسخ البطل إلى حمار بدلاً من طائر . أي أن محاولة الأستاذ عصام الخفاجي لمسخ الماركسية و لليسار الثوري عبر تجييرهما لحساب التنانين الرأسمالية من أربابه هي محاولة محكوم عليها بالفشل لكونها غير واقعية و لا تنتج إلا الممسوخ الذي هو شيء آخر (أي : الحمار) و ليس الماركسية المبتغاة (أي : الطائر) .
و لكن ، لا ! إن هذا المستوى من الثقافة الماركسية عصي على الأستاذ عصام الخفاجي ، الذي يحيل المداخلة للقراء بغية تفسيرها لسيادته بعد اجتزائه لها على نحو غير علمي و مخل بالمغزى الكلي للنص ، علَّ "فاعل خير" منهم يستطيع التكفل "بترجمتها" له ، كما لو كان الرفيق عذري مازغ يتخاطب معه بالصينية و ليس بالعربية الصافية . لنستمع إلى رد الأستاذ عصام الخفاجي ، الذي يمتعنا بقلب اسم الاستاذ "عذري" إلى "مغري" مرتين . هذا الرجل كل مقلوبه كلام :

"التسلسل: 74 العدد: 645476 - رد الى: عذري مازغ
2015 / 10 / 4 - 23:02
التحكم: الكاتب-ة عصام الخفاجي
أقول بكل صراحة يا أستاذ مغري:
أنت لم تفهم ما أقول لكنني أنا أيضا لم أفهم ما تقول أو تريد قوله مع أنني قرأت تعليقك مرتين
وأرجو من أي من السادة المحاورين بكل صدق أن يفسّر لي الفقرة التالية، وهي واحدة من فقرات مماثلة أخرى وردت في مداخلة السيد عذري لكي يزيل عني جهلي ويساعدني في استكمال الحوار:
أحيانا لا أجد وصفا دقيقا للأمر إلا في رواية لوكيوس أبوليوس: “الحمار الذهبي- أو -التحولات- مع اختلاف كبير في الفهم بين عالم تسيطر فيه الإمبراطورية الرومانية أو اليونانية وعالم تسيطر فيه الإمبراطورية الرأسمالية، لوكيوس مارس هذا التحول في سياق معادلة اللقف والتلاقف بين مستويين ثقافيين سيعيد فيه الإعتبار لثقافته بشكل حميمي: -أفروديت، أليسيا، ديانا...إلخ لسن إلا تجليات إزيس إلهة الجمال بشمال إفريقيا ومصر الفرعونية بالتحديد-، جميل جدا أن في يسارنا أيضا من ذهب إلى أن اول ثورة اشتراكية في العالم كانت ثورة الزنوج على الدولة العباسية، والحقية، الرائع في الأمر، أنه ينبع من حضور نرجسي مبهج ينتصر للحياة ضدا على العدمية، وهو شيء يشحن تماما تلك العلاقة اللوكيوسية بين المثاقفة والملاقفة، إنه تميز غريزي انتصارا للذات، الأنا الفردية وحتى الجمعية....
أرجو ممن لديه القدرة على الصبر أن يكمل قراءة تعليق السيد مغري أعلاه "

إنتهى الرد الألمعي للأستاذ عصام الخفاجي على المثقف الماركسي الرفيع الأستاذ عذري مازغ . الجهل ليس حجة ، أبداً . إنما للصبر حدود ، يا حبيبي !
يتبع ، لطفاً .

الحلة ، آذار 29 ، 2017