اليسار والقوى العلمانية والديمقراطية في العالم العربي _اسباب الضعف والتشتت


سلام فضيل
2004 / 9 / 15 - 09:36     

نعم ان اليسار والقوى العلمانية والديمقراطية ,هي المعول عليهما في التغير , لانهم الاقدر على قيادة السفينة التي لابد ان تعبر هذا المحيط المتوحش الذي يغطيه ظلام الشتاء الدامس والطويل جدا , فهم القادرون على استيعاب الشباب واشراكهم في تحمل المسؤلية وهم الاقدر على كنس كل المخلفات البالية في ثقافتنا العربية , والاصدق في عملهم المتمثل في بناء مجتمع مدني يسوده الامن والحرية والمساوات ,هم من يستطيع ان يبني وطنا فيه الكثير من ساحات لعب الاطفال الخضراء واشجارا يستضل تحتها العشاق . والاكثر تقديرا واحتراما لكل ماهو جميل من اراء الشيوخ التي تساعد الشباب في صنع المستقبل الامن ,ولكن للاسف في العالم العربي لايوجد هذا على ارض الواقع ,الا عند القلة من اليسار والعلماني الديمقراطي ,لان المجتمع العربي حافظ على عاداته وحافظ اكثر على سياسي ومثقف يحترم العادات ويرى في العادة مرجعا للقول والكتابة وتحقيق الاحترام والموقع السياسي او الثقافي في العالم العربي يعطي سلطة وموقع يمكنه من ان ينظر للاخرين من فوق وهذه المرتبة التي يضعون انفسهم فيها تعطي احساس بالقوة وهذه القوة تجعلهم لايستمعون للمعدمين الذين يتحدثون باسمهم وهم القاعدة العريضة في المجتمع العربي ومن ثم تحصل فجوة بينهم وبين هذه القاعدة :فنحن في العالم العربي مفرطون بالشعارات الكبيرة والكلمات الفضفاضة لذلك نحن نبدء باعلان الافكار المختلفة والمشاريع المتعددة ولكننا غالبا لانكمل الطريق حيث يتحدثون عن العدالة والمساوات في الحقوق والواجبات والمشاركة السياسية بينما الواقع يختلف عن ذلك لانه يحتاج الى تعامل موضوعي يسمي الامور بمسمياتها ولايجعل الكلمات الطموحة مظللة للواقع ومزيفة للحقيقة فالجدية والاستمرار يفتقدها العقل العربي :,ان التيار اليساري والعلماني الديمقراطي في العالم العربي غالبيته لايختلف عن كل المؤسسات التي تقودها الانظمة وهذه الانظمة باغلبها علمانية ولكنهاتتعامل بمزاج النخب دون النظر الى القواعد ,ان اليسار والقوى العلمانية هي لاتختلف عن قوى الظلام والتكفير عندما يتعلق الامر في المكاسب الشخصية او العائلية او الشعارات التي لها علاقة الوا قع المعاش. ومثال على ذلك مافعله عدنان الباجه جي عضو مجلس الحكم السابق عندما لم يفوز في رئاسة الحكومة العراقية الموقتة التي شكلت في الشهر السادس 2004 فكفر كل لالذين كان قبل يومين يصيغ معهم القرارات وكان ينتقد القوى الديمقراطية لتاخرهافي تشكيل ائتلاف ضد قوئ الظلام ,ولكنه رمئ كل هذا خلف ظهره عندماتعلق الامر به .وقبل ثلاث سنوات حضرت مؤتمر في هولندا لاحد منظمات المجتمع المدني ورئيتهم كيف عجزوا عن اقناع ثلاثة مرشحون للهيئةلاكمال العدد بدل الذين اثروا الابتعاد نتيحة تهميشهم لانهم من فئة الشباب ,وايضا هناك اصرار عند>علىحد قول كريم مروه في كتابه ,انهم لايفعلون شيءفي تقليص التفاوت الذي يشمل جميع جوانب الحياة ولذلك يقع الكثير منهم في تناقض فاجع بين شعارات مرفوعة وممارسة : ان القوة تاتي بالمشاركة الواسة وهذه المشاركة لابد ان تطيح بانصاف الالة , وهؤلاء انصاف الالة مازالوا يحاربون بحجة الحفاض عل الافكار التي يعتبرونها مقدسة .: وكي لانكون مفرطين في التشائم , فهناك بوادر امل كبيرة بدئت تلوح في الافق بعد الهزة العنيفة التي اطاحت باقسى وابشع الانظمة العربية الدكتاتورية نظام البعث النازي في العراق ,ومن ثم تحرك قوى اليسار والعلمانية الديمقراطة السريع للمشاركة في ملئ الفراغ والشروع في بناء المؤسسات ,وقد لايخفى على المتابع عمل الحزب الشيوعي العراقي الذي بدء بالتجديد قبل هذه الفترة بسنوات واليوم صار يضيق المسافة الفاصلةبين القول والفعل وبين الطموح والمتاح وهذا مرتكز قوة ,والبناء عليه مهم جدا لقوى اليسار والعلماني الديمقراطي .