تذكروا العمال ومن المسئول عنهم ؟؟؟


سلامه ابو زعيتر
2010 / 9 / 7 - 17:29     

تذكروا العمال ومن المسئول عنهم ؟؟؟!!!
في نظرة تفحص جديدة لواقع العمال في محافظات غزة ، وما يعانوه من الآم الحرمان والعوز والحاجة ، في ظل الغلاء الفاحش بالأسعار ، وتزايد متطلبات واحتياجات الحياة الأساسية من مأكل وملبس خاصة في هذه الأيام الأواخر من الشهر الفضيل ومع مطلع عيد الفطر السعيد ، السعيد علي الجميع ما عدا أبناء العمال وأسرهم !!!
تنظر لتلك السواعد السمراء التي اشتغلت وساهمت في بناء الوطن وقدمت الشهداء ، فتجد الزمن قد جار عليها ، وقتلها إهمال المسئولين وأصحاب القرار والي الأمر.....

وان كانت البطالة القاتلة والسياسات الصهيونية هي التي هدرت وقتلة طموحات وآمال العمال إلا انه غياب السياسات والبرامج والخطط التي تهدف لتخفيف معاناتهم هي عبء وظلم من نوع جديد يقع عليهم بإرادة فلسطينية ....
لا احد يتحدث عن العمال وعن مشاكلهم رغم كثرتها وتداعياتها فزيادتها يشكل خطر حقيقي علي المجتمع ومكوناته ويهدد بدمار قد يضر بالجميع ، ولحظتها يصعب إدراكه أو التدخل لعلاجه ..

وفي إطار الإعانة في غزة ، نسمع كما يسمع العمال بين الأزقة في الشوارع أو عبر وسائل الإعلام المحلية عن توزيع إعانات للمحتاجين والمتضررين ، والعمال أصحاب أولوية ولكن لا تصلهم المساعدات ، فلم تكن الجهات التي تقدم مساعدات تقدمها وفق فلسفة تعني بالعمال ، ولكنها توزع وفق معايير ومزاجية القائمين عليها وتحكمها الانتماءات السياسي أو العلاقات العائلية أو معايير عصبوية أخري ...

رغم كل ما يصل من معونات ومحاولات لتخفيف معاناة الناس في غزة إلا أن المسئولين يعطون ظهور للعمال وكأنهم ليسوا من هذا الشعب !!؟؟ .. حتي منظماتهم النقابية محاربة ولا تستطيع القيام بدورها كاملا أمام الانقسام السياسي وتوزع المسئوليات بين حكومة مقالة بغزة وحكومة في بالضفة وهذا وضعها في توهان ، وهناك محاولات لاستبدالها بكتلة سيطرت علي مقراتها ومواردها تسعى لخدمة أبنائها ومصالحهم علي حساب العمال ...

حصار يدفع ثمنه بالدرجة الأولي العمال وإغلاق معابر أمام حركة المواد الخام ومنع عمال غزة العمل في الخط الأخضر ويلحقها سياسات احتلالية من نوع جديد تهدف سرقة حقوق العمال بعد أن إهدار كل جهودهم واستنزف عرقهم ، وهذا لم يجد تحرك جدي من قبل جهات حكومية أو نقابية بهدف مواجهة سياسته ... وهنا انتهز هذه الفرصة لأحذر من هو علي رأس وزارة العمل الفلسطينية واتحاد النقابات العمالية ليسخروا الإمكانيات لملاحقة المشغلين الاسرائليين لتحصيل حقوق العمال الذين عملوا في داخل الخط الأخضر حتي لا تسقط تلك الحقوق بالتقادم حسب ما ينص عليه قانون العمل في الخط الأخضر والوقت لا يسعفنا ...
أمام واقع العمال المرير واحتياجاتهم المتزايدة يجب ان نقف وقفة رجل شجاع ونتحدث بكل جراءة وجسارة موجهين رسالتنا لكل المسئولين متى ستأخذوا قضية العمال علي محمل من الجدية ؟؟؟!!
وما هو المطلوب الآن لإسعاف العمال ؟؟؟ ولبدأ التحرك يجب عمال التالي :-
- يجب أن يكون هناك توجه جدي لدي المسئولين في السلطة لإيجاد طرق لتخفيف معاناة العمال ووضع برامج تشغيلية تقوم علي العدالة ومكفولة للجميع بدون تمييز .
- تقديم معونة مالية لكل العمال المتعطلين عن العمل تساعدهم في الاستعداد للعيد وللعام الدراسي الجديد لأبنائهم .
- يجب إعلان حالة الطوارئ في كل المؤسسات والمنظمات التي تعني بالعمال لتشكل حملة شعبية وطنية ، لتقوم بدورها لمساعدة العمال والمساهمة في وضع خطط تنموية تنهض بواقعهم .
- وضع خطط وسياسات جديدة تستهدف إعادة تأهيل العمال لمهن ومشاريع تمكنهم من الشعور بآدميتهم وتساعدهم في الحصول علي فرصة عمل .
وهذا يتطلب تكاتف الجهود والاهتمام من قبل المسئولين أمام مشاكل العمال ، ولكن كيف ؟؟ وأكثر الاهتمامات للمناكفات السياسية والمزاودات علي بعض في ظل الانقسام الذي لا ينتهي لغياب الحرص علي الشعب ، وهنا أناشد بضرورة إنهاء الانقسام والتوجه للمصالحة علنا نلتفت لقضايا مجتمعنا وعمالنا ...
فما يمر به عمالنا أمانة في أعناق كل المسئولين وكل من يمتلك قرار ، وإهمالها إهمال لأحدي القضايا المقدسة ، فالعمال هم ثروتنا التي نبني عليها اقتصادنا ومستقبلنا ...
أخيرا أتوجه في هذه الأيام المباركة لسيد الرئيس أبو مازن اذكره بالعمال خاصة عمالنا في محافظات غزة فقد أرهقهم الفقر وشل حركتهم قلة العمل وما يحدث حولهم قتل فيهم الأمل .. فبصوتهم أناشدكم بتقديم مكرمة تعينهم علي الحياة وأمل منكم إصدار تعليماتكم لجهات الاختصاص للعمل لصالح حل مشاكلهم ، ولإصدار قانون لرعاية العمال العاطلين عن العمل بشكل مؤقت لحين وجود قوانين تعالج ذلك .
أخيرا كل عام وعمالنا في كل مكان بألف خير

بقلم / سلامه أبو زعيتر
رئيس النقابة العامة للعاملين في الخدمات الصحية