ديموقراطية لينين - Lenins Democracy


عماد عسالوة
2010 / 5 / 12 - 15:38     

وفي مشوارنا ضد كلّ شلّة تحاول تشويه الفكر الذي حرّرّ الإنسان، من كل ما يقوّض إنسانيّته، ويهدم بنى وعيه
في مشوارنا ضد انتهازيّة ستالين وشوفينيّته، ذلك الذي شوّه الحزب الشيوعيّ في قيادته لسلطة السوفيات
يُرجى منكَ إن كنتَ تعتقد أن الشيوعية دكتاتوريّة، ان تقرأ -يا أيها الأخ أيا الرفيق أيها الزميل أيها الإنسان- هذا النص مأجوراً

وفي مشوارنا الثوريّ هذا، نرى من واجبنا ومن واجبكم أن تمارسوا النقد لكل موضوع أو شخصية، بما في ذلك لينين



كان لينين قبل الجلسات يدرس بعناية كل المواد المتعلّقة بجدول الأعمال، ويتحدث طويلاً مع الأشخاص ذوي العلاقة، مستجلياً جوهر المسألة. وكانت الجلسات تبدأ في الموعد المحدد بالضبط، مع مراعاة القواعد
من مقالة كلوبوف "لينين يرأس"، جريدة إيزفيستيا، 1 نيسان (أبريل) 1965


لينين مثقف، كان يجيد أن يفكر تفكير العامل، ... هذا الإنسان احتفظ حتى آخر حياته الواعية القدرة المذهلة على أن يحس ويفكر كما يحس ويفكر كولي صيني، حمّال زنجي. كما كان يفهم الفييتنامي المضطهد، والهندوسيّ مثل كتاب مفتوح، تماماً مثل فهمه لعامل تعدين من لينينغراد، وعامل نسيج من باريس، وعامل منجم من فرجينيا الجديدة
ذكريات عن لينين، الجزء 2، 1957، ص625-626

كتب في رسالة إلى أ. أ. يوفه: "أنت تخطئ >مكرراً (عدة مرات)< أن الجنة المركزية هي أنا". إن ذلك ممكن كتابته فقط في حالة التهيج العصبي الشديد والإرهاق. فلماذا التهيّج بهذا الشكل لتكتب هذه العبارة المستحيلة للغاية، المستحيلة للغاية زاعماً أن اللجنة المركزية هي أنا
المجموعة اللينينية، رقم 36، ص208

كانت جلسات الهيئات الحزبية والسوفييتية التي ترأسها لينين مثالاً ساطعاً للروح الجماعية، .. بالإضافة إلى ذلك، كان ينظر إلى الرفيق بانزعاج إذا كان الرفيق يعطي عدم قدرته على معالجة المسألة بصورة عملية بشكل ثوري
إيزفيستيا، 1 نيسان (أبريل) 1965

كان لينين المنافح الغيور عن الديموقراطية، وبشكل خاص عن الجماعية في عمل أي هيئة منتخبة للسلطة السوفييتية، والحزب الشيوعي. وقد وقف بحزم ضد الرأي الزاعم بأن إنساناً واحداً يستطيع أن يحل جميع القضايا
شيتينين *



وفي توضيح هذا النهج الديموقراطيّ، للماركسية اللينينية، في الجماعيّة، والبرلمانية، سأوضّح أمراً قد يكون مطويّاً، ولم يصل له وعي البعض

سمعتُ مراراً من بعض المتثاقفين، أن سلطة السوفيات في عهد ترأس لينين لمجلس مفوّضي الشعب، لم يكن فيها تعددٌ للأحزاب. ثم يستنتج هؤلاء الفصيحون، أن النهج اللينيني ليس ديموقراطيّاً، ويستنتج أيضاً أن الشيوعية دكتاتورية. وهنا يتوجب علينا الرد على هؤلاء غير الواعين وغير الدارسين لما كتبه لينين ومارسه عملياً
لقد بيّن لينين في بحثه "مرض اليسارية الطفولي في الشيوعية" وبرهن، علمياً، على إمكانية الإستفادة من نظام المؤسسات البرلمانيّة لصالح البروليتاريا، .. وأن المحتوى الجديد ينبغي أن يشقّ طريقاً خلال جميع وشتى الأشكال في أنظمة الحكم، وأن واجبنا كشيوعيين هو أن نتقن كل الأشكال، ونتعلم أن نضيف شكلاً إلى شكل، ونستبدل شكلاً بشكل بأقصى السرعة

وبهذا التصريح من لينين، والذي يخرج من فحوى إيمانه بما قالهُ ماركس، نرى أن الاشتراكية التي فكّر ونادى بها لينين والتي طبّقها، ليست ضد التعددية الديموقراطية، لأن الشكل الديموقراطي الشعبيّ، لبناء الدولة يدخل في تكوينه الظروف، والخواص التي تتفرد بها كل دولة، وهذا ليس إضافة منّا أو من آخرين، بل هذا في المنهج اللينيني الماركسي، ومما كتبه لينين بنفسه،



ملحوظة: إن بعض الإقتبسات أعلاهُ، جمعها البروفسور الدكتور في العلوم القانونية وحامل لقب حقوقي جمهورية روسيا السوفييتية الإتحادية الإشتراكية الفذ ب. شيتينين، في مؤلّفه السلام، الديموقراطية، الإشتراكية *، المطبوع عام 1967 بالروسية، وترجمته للعربية في 1970 دار التقدم-موسكو، وقد نقلتُها بتصرّف.

* Б. В. Щетинин. Мир, демократия и социализм. М., Изд. ¨Международные отношения¨, 1967, 142 стр.