العمال ليسوا تلاميذا بحاجة الى واعظ .. ردا على نادية محمود


فلاح علوان
2008 / 12 / 31 - 06:24     

نشرت نادية محمود مقالا بعنوان " لماذا يحذر اتحاد المجالس والنقابات العمالية اقتران اسمه بالمؤتمر العالمي كما يحذر الطاعون" في العدد 2500 من الحوار المتمدن.
لم تكن مقالة الرفيقة نادية محمود مجموعة مواعظ وإرشادات حول "أهمية" الوحدة بين الاتحادات فحسب، لقد كانت ترجمة واضحة لمجمل تصورها ومنظورها للحركة العمالية وللعمل السياسي بين العمال، ولقد وجهت رسالتها أشبه بناشطة في "الاتحاد" العام للمجالس ولسان حاله.
وبالرغم من أن العديد من فقرات الرسالة لا تمت للحقيقة بصلة وإنها بحاجة للإيضاح ، ألا أن المهم تبيانه وكشفه هو إن تجميع قراءات ومشاهدات ووصفات وإطلاقها كتوجيه ووصايا للعمال، هو ليس خطا في التعبير أو سوء تفاهم يمكن الحوار بشأنه، انه نمط فكري وسنة سياسية، وعقلية نعاني منها كما عانت وتعاني الحركة العمالية في العالم، إنها عقلية اليسار المثقف الراديكالي الذي لا ينطلق من المهام الحياتية والنضالية للطبقة قدر انطلاقه من مفاهيمه هو ومحاولة فرضها على العمال. وسأسعى خلال هذه الرسالة إلى البرهنة على هذا، سواء بالوقائع والأدلة أو بالاستنتاج.
انطلقت نادية محمود في مقالها من مسالة الاختلاف بين الاتحادات، وأهمية الوحدة، ولكن شعار اتحادنا هو "قوة الطبقة العاملة في وحدتها وتنظيمها" فلسنا بحاجة إلى تذكيرنا بأهمية الوحدة، وخاصة من نادية محمود التي لم يكن لها أبدا موقفا من الانشقاقيين وأعداء الوحدة. لقد بدأت رسالتها بعنوان غريب. وبدأت تلقي باللائمة على اتحادنا؛ ولم تنطلق من المسائل الجوهرية التي تخص الحركة العمالية؛ مثلا هل التنظيم العمالي الحالي للعمال ملائم وبإمكانه الإجابة عن متطلبات بناء حركة عمالية مقتدرة، ما هو حجم العضوية العمالية في الاتحادات، مدى قوة واقتدار المنظمة العمالية، هل لدى العمال صحافة حرة تصل إلى المعامل، هل لديهم إذاعة وسط طوفان القصف الإعلامي البرجوازي، كيف يعملون تحت ضغط قرار 16 لسنة 2004 وقرارات النظام السابق التي تحرم التنظيم في القطاع العام، ؟ أم هل تكفي العناوين النقابية التي تطريها في رسالتها ومشروع مؤتمر عالمي للإجابة على المعضلات الأساسية؟ باختصار لم تتناول نادية محمود القضايا الجوهرية التي تخص العمال، عدا تظاهرها بالدفاع عن وحدة الاتحادات في الوقت الذي وقفت مع المجموعة التي أصرت على شق صفوف العمال، ولا ادري كيف ستستطيع الرفيقة نادية محمود إقناع الآخرين بان مجموعة عملت عن عمد على الانشقاق، أن تصبح داعية وحدة في حين رفضت وترفض البقاء في منظمة موحدة؟
لم يكن الاختلاف بين البلاشفة والمناشفة هو المسالة الجوهرية لدى العمال في روسيا قبل الثورة، ولم ينطلق لينين في خطابه للعمال من دعوتهم لتوحيد البلاشفة والمناشفة، لقد طرح المسائل الملحة الحياتية، السلام، الخبز، الأرض. وبالتالي فان من يجيب على المسائل الملحة والفورية للمجتمع وللعمال على السواء هو من يستطيع قيادة حركتهم وتنظيمهم وليس إشغالهم باختلافات عقائدية أو تكتيكية بين مختلف التيارات.
إن القسم الأكبر من العمال في العراق ليسوا على اطلاع أو معرفة باتحاد المجالس والنقابات العمالية ، بل إن قسما منهم لا يعرف عن اتحاد المجالس سوى البلبلة التي تثيرها مقالات من نوع مقالة نادية محمود، والتي تتحدث عن صراعاتها هي والعمل على جر العمال إليها. إن مخاطبة العمال بالمواعظ والوصفات هو نتاج لسيطرة نوع من تقاليد اليسار اللاعمالي أي تقاليد المثقفين الراديكاليين، والأخطر إن خطاب مثقفي اليسار اللاعمالي لا يتحدث هنا كممثل لتقاليده وتصوراته هو، بل كداعية ونائب عن الاتحادات العمالية. إن عقد المؤتمر هو مشروع طرحناه منذ مدة ليست بالقصيرة وطرحنا تصورنا للتحديات التي تواجه العمال، ونحن نعمل بدأب على عقده ليكون إطارا تنظيميا للقادة العماليين، ولم نتلق أية مساهمة ايجابية ممن يجاهرون اليوم بعقد مؤتمر عالمي، كما لم تشيري أنت إلى تجاهل مشروع المؤتمر، وبالتالي فان السعي لتصويرنا ضد عقد مؤتمر عمالي هو تصور باطل ومغرض، ولكننا ضد أي عمل دعائي باسم العمال يقصد من ورائه تحقيق مكاسب سياسية ليست في صالح العمال.
لقد تحدثت نادية كناشط في الاتحاد العام للمجالس وتحدثت بحمية عن مشروع المؤتمر في حين لم تنبس بكلمة حين عملت أطراف المؤتمر الحالي على شق الاتحاد والتشهير بقيادته، لم تتحدث جملة واحدة عن أهمية وحدة الطبقة العاملة حين كانوا يجاهرون "بتأسيس" الاتحاد تلو الآخر في بضعة شهور.

منذ حوالي ثلاث سنوات، دأبت نادية محمود على نشر العديد من المقالات عن فتوحات وانجازات مؤتمر حرية العراق، ولم نعد نسمع منها مقالات من هذا النوع اليوم. والمقالات المذكورة كانت بوحي من بيانات مؤتمر حرية العراق التي كانت تتحدث عن فتوحات شبه يومية. واغلب الظن إن مقال "الطاعون" لن يكون اسعد حالا من المقالات المشار إليها والتي أصبحت طي النسيان، لأنه مستوحى من بيانات نفس المصدر ويحمل نفس النمط من تصوير الأوضاع والأمور.
إن مؤتمر حرية العراق قد توقفت بياناته عن الحديث عن الفتوحات والانجازات و تخلى عن كل ما كان يدعيه وأصبحت بياناته بيانات نقابية خالصة، فبموجب ما تقدم، اغلب الظن إن رئيس مشروع المؤتمر العالمي العمالي الذي هو في الوقت نفسه رئيس مؤتمر حرية العراق إذ يعلن عن سعيه إلى عقد المؤتمر فانه ربما يرمي إلى:
1. تشتيت الأنظار في الأوساط القريبة والمهتمة،عن المصير الذي آل إليه مشروع مؤتمر حرية العراق.
2. محاولة لإحياء مؤتمر حرية العراق عن طريق الاتكاء على الحركة العمالية، وخاصة النشاطات العمالية الأخيرة.
3. الاستفادة من الموضوع بشكل دعائي والاستفادة من دعم الاتحادات العالمية للحركة العمالية في العراق معنويا وماديا.
إن مؤتمر حرية العراق، أيا كانت حقيقة حجمه ومكانته الآن، اقصد كعنوان سياسي، فهو يمارس دورا خطيرا من أكثر من جانب؛
أولا: يسعى لوضع الحركة العمالية تحت مظلة منظمة شعبوية غير عمالية.
ثانياً: يسد الطريق على الحزب السياسي للطبقة العاملة للعب دوره في قيادة العمال باتجاه الأهداف العليا لهم كطبقة. إن كل اقتدارهم حسب مشروع مؤتمر حرية العراق سيتحول إلى أداة لترسيخ منظمة ليس لها صفة طبقية وبالتالي لن يصب في خدمة مصالح العمال قطعا.
لقد سعى مؤتمر حرية العراق إلى تأسيس "اتحاده" هو أي منفذ سياساته وقد فشل في محاولته هذه 3 مرات في اقل من عام واحد، قبل أن يساهم في تلفيق "الاتحاد" الأخير الذي انتحل اسمنا ثم غيره بعد أشهر إلى الاتحاد العام. لقد أعلن من خلال بيانات مؤتمر حرية العراق عن تأسيس الاتحاد العام للنقابات العمالية في العراق الذي الغي بعد "شجار" بين "قادته" ليعلن عن تأسيس اتحاد النقابات العمالية – العراق وأخيرا اتحاد الشغيلة الذي أعلن عنه ثم تم حله بعد اقل من أسبوع ليعلن هؤلاء النقابيون الذين لم ينجحوا في تأسيس أي اتحاد، ليعلنوا أنفسهم القادة الشرعيين لاتحاد المجالس والنقابات العمالية صيف عام 2007 واعتبار القيادة الحالية غير شرعية، إلى آخر القصة، في سابقة خطيرة من التزوير وانتحال الاسم ، ولا ندري هل انتهت سلسلة الاتحادات والعناوين أم لا. فأي استهانة بالعمال هذه وأي تشوش تثيره بين صفوفهم! الم تكن تلك الأحداث جديرة بان تكتبي عن أهمية وحدة صفوف الطبقة العاملة ونسيان الأمور الصغيرة والشخصية والـ" صراعات شخصية و منافسات شخصية و خلافات شخصية والتي "للاسف و للالم الشديد لا زالت تصرف الانظار عن النظر الى البعيد". الم يسترع انتباهك الإصرار على شق وحدة صف العمال ونحن في بداية بناء منظمة راديكالية، ثم التشدق بالوحدة! أنا أرى إن سلوك هذه الجماعة لا يمكن أن يخدم مصالح الطبقة العاملة بأي شكل.
إن مصدر فعالية هؤلاء ليس مجرد هواية تأسيس الاتحادات، إنهم يتعقبون أهدافا أخرى، إنهم يريدون فرض أنفسهم على العمال بأي شكل، كجزء من تقليد لدى القوى السياسية التي تسعى، كل من موقعها وحسب آلياتها، إلى إيجاد موقع لها داخل الحركة العمالية؛ باعتبار أن العمال وحركتهم وطاقتهم تشكل لدى هذه القوى ذخيرة جاهزة يسخرونها لتحقيق مطامحهم السياسية.
بغض النظر عن المطامح السياسية لمؤتمر حرية العراق للاتكاء على الحركة العمالية، فانه من الناحية الواقعية والعملية من الصعب توقع قدرة منظمة لم تستطيع بناء نفسها، أن تستطيع تنظيم حركات أخرى أو أن تقوم ببنائها، إن العجيب كون مؤتمر حرية العراق قد تخلى عن كل ما لديه وتوقفت بياناته عن الانجازات السابقة ليتحول فورا إلى نقابة أو إلى داعية نقابية، لمجرد ملاحظته تنامي موجة من الاحتجاجات العمالية.
إن من الملاحظات على مقال الرفيقة نادية هي أنها لم تنطلق بل لم تتطرق إلى ميكانزمات الحركة العمالية في داخل المجتمع في العراق، لم تتناول مشخصات الحركة، نقاط قوتها، نقاط ضعفها، باختصار لم تنطلق من مشخصات الظاهرة نفسها، لقد قامت بتوجيه مجموعة ملاحظات من قراءاتها ومشاهداتها وجمعتها بشكل انتقائي ووجهتها إلى العمال كمن يقول لهم أنا أستاذكم وسأوجهكم؛ مثل استعراض لقاء الصحفي البريطاني، موضوع الكاهن، وتعبير اختراع العجلة، مشاركتها في تجمعات الفمنستية. وكلها تشبيهات يمكن أن تلطف أو تجمل الموضوع ولكنها لا يمكن أن تكون الموضوع نفسه، أو أن تكون محتوى بحث علمي متماسك.
إن خلاصة الاستنتاجات التي يمكن أن تفضي إليها المقالة هي أن هناك جمع عددي من العمال المستاءين يمكن لمفكر أو سياسي أن يوجه دفتهم بمقالة منه بدون فهم جوهر حركتهم والميول الواقعية داخلهم. أي تصور المثقف الراديكالي الذي لا يرى في العمال سوى موضوع يمكن الحديث عنه أو قيادته بمشيئته هو. إن هذا بالضبط هو ما لا نريده، هذا ما سنواجهه ونحاربه بقوة وباستمرار وبلا هوادة.
وبالمناسبة بودي إيضاح بعض الملاحظات حول أمثلة الرفيقة نادية؛ فبالنسبة لجوابها للصحفي البريطاني للأسف لم يكن هو ما ذكرته في نص الرسالة، إن جوابها للصحفي مارتن على سؤاله عن الفرق بين الاتحادين كان بالنص ما يلي:

Three years ago Falah was a member of the political bureau of the WPIraq. We told him: there are some members of your union, who are not members of the party, who have complaints about your policies. They say that you are dictating and not listening to them. Please take their complaints into consideration and try to compromise with them.
Falah said it was nothing. There were no problems. The people who were complaining were only talking about very small issues.
The problem grew and grew, until some of the members left. They established a new organisation — no, at first, they said they were the Federation of Workers’ Councils and Unions, they claimed ownership of the trade union.
Falah had refused to hold a congress to elect a new leadership. We asked Falah why he didn’t listen to them.
So you had two groups claiming the same name. The party tried to intervene to get them to talk to each other. We got them to agree to have different names, GFWCUI and FWCUI.
Political differences between FWCUI and GFWCUI? I would say that there are no political differences whatsoever.
On the Erbil conference, however, because they see it as the GFWCUI’s conference, Falah won’t support it. He may change his mind in the future.
The party said that it will support any union that defends workers’ rights and organise movements. If it’s Falah, we will support Falah; if it’s Subhi, we will support Subhi; if it’s Hassan Jumaa, we will support him. The party will support any union that defends workers.
والموجود على اللنك : http://www.workersliberty.org/nadia

إن جوابك هو تشهير مغرض وغير واقعي ولم يكن أبدا حديثا عن نقاط التشابه. لم ارفض عقد مؤتمر الاتحاد كما تدعين في جوابك للصحفي، إن ما نشرتيه في المقابلة مع الصحفي هو تزوير، ليس بخصوص الاتحاد فقط بل في العديد من المسائل التي ساجد نفسي مضطرا لمخاطبة الصحيفة البريطانية مباشرة لتبيان الحقيقة. علما إن الرجل لم يبادر بالسؤال إلا بعد أن استعرضت وجود اتحادين بنفس الاسم أو بإضافة عام إلى الاسم الثاني، مما أثار البلبلة لديه.
اعتذري للقراء عن هذا يا نادية؛ هذا ليس حقيقيا، ما ذكرته في الرسالة هو غير ما تحدثت به مع الصحفي.
تقولين إن كلي الاتحادين ضد الاحتلال وضد الحكومة. ولكن أول عمل قام به "قادة" الاتحاد الذي تمثلينه بعد إعلان أنفسهم قيادة اتحاد المجالس صيف عام 2007 هي إن جلبوا مفارز السلطة المدججين بالسلاح لمداهمة مقر الاتحاد، بعد أن قدموا شكوى تشهيرية ضدنا إلى النزاهة التي قامت بتحقيق جدي معنا. هل ستسمين من استعان بمفارز السلطة ضد النقابيين العزل، ضد سلطة المالكي؟! وقد حدث هذا أيام كانت القوات المسلحة مخترقة من المليشيات بل تكتظ بعناصر المليشيات، مما كان سيقود إلى تصفية رئيس الاتحاد المشتكى عليه والذي كان يشغل موقع عضو مكتب سياسي في الحزب الشيوعي العمالي العراقي، في اقل من لحظة. ولم تستنكري هذا قطعا بل كنت جزءا من تقوية هؤلاء من خلال تسخير القناة التلفزيونية التي تديرينها إلى منبر لمهاجمة اتحادنا ومنظمتنا، هل تسمين من يهاجم اتحادا أعلن عن مواجهته الاحتلال من الأيام الأولى لتأسيسه، هل تسمينه ضد الاحتلال؟
لقد بثت القناة التلفزيونية التي تديرينها أنت شخصيا قناة "سنا" التابعة لمؤتمر حرية العراق، أكثر من 4 مرات برنامجا لاثنين من "قادة" ما تسمينه بالاتحاد، قاموا فيها باسوا أنواع التشهير وتوجيه التهم برئيس اتحاد المجالس، ولم يعتذروا كما لم تعتذري أنت ولم يعتذر رئيس مؤتمر حرية العراق عن تلك الفعلة مما يعني مدى الإصرار على معاداة الاتحاد والتشهير بقادته ومحاولة تصفيته التي باءت بالفشل. لقد أثبتت قناتك التلفزيونية إنها كانت جزءا من مخطط محاربة الاتحاد كمنظمة عمالية. فعن أي اتحاد "ضد" السلطة وضد الاحتلال تتحدثين؟! ثم تقولين كان يا ما كان! وتطالبيننا بالانخراط في مشروعهم "التوحيدي"؟.
إن مجموع هذه الأفعال هي عمل مخطط له ومدبر لضرب المنظمة العمالية التي نسعى لبنائها بتعب ونضال عدة سنين، ولن يجدي أي تبرير يخالف هذه الحقيقة.
وبالنسبة لمثال الكاهن، كان الأفضل أن تذكري خلاصة ما قاله لينين حين سئل عن قبول كاهن في صفوف الحزب وكان خلاصة ما قال لينين إن الحزب يمكن أن يدخله أي شخص شرط أن يتبنى هو برنامج الطبقة العاملة لا أن تتبنى الطبقة العاملة سياسته، ورغم إننا لسنا حزبا فان اتحادنا هو منظمة للقادة العماليين من أي اتجاه أو ميل سياسي دون أن يتبنى مواقفهم السياسية. والحال فلسنا نحن من يوجه إليه هذا الكلام ، لسنا بحاجة إلى هذه النصيحة التي هي في المكان الخاطئ تماما.
وعن المثل الانكليزي حول عدم الحاجة إلى إعادة اختراع العجلة، فالسؤال هو، لماذا تم اختراع الاتحاد العام للمجالس إذن، ما دام لدينا عجلة قبله وتسير بشكل حسن؟!
وفيما يخص ردك على رسالة معمر مجيد، الم يكن الأجدر قراءة "محضر" اجتماع اللجنة التحضيرية للمؤتمر مع نقابة النفط وطريقة توزيعهم حصص المندوبين على طريقة السلاطين والخلفاء؛ أي طريقة أعطوا فلانا مائة درهم أو أعطوه مائة ناقة أو عينوه عاملنا على الفسطاط ... الخ. من هم ليمنحوا الحق لأنفسهم بالوصاية على العمال؟ من أعطاهم حق فرض ممثليهم على العمال؟
هل هذه طريقة لتوحيد العمال، أم هي محاولة فرض قيادة بشكل كيفي اختياري وانتقائي؟ أن واجبنا كمنظمة عمالية هو الوقوف ضد هذه السياسات.ولا ادري وفق أي منطق تستنكرين علينا القيام بدورنا. لو كانت الحركة العمالية قوية كفاية، لما أمكن وجود من يفرض إرادته بهيأة اتحاد أو مؤتمر على هواه وبما يحقق أغراضه، لو كانت الحركة قوية كفاية لأمكننا الخلاص من كل هذه الممارسات بوصول القادة العماليين على رأس منظماتهم والخلاص من الوصاية.
إن التغاضي عن طريقة توزيع الأدوار هي التسامح بتمرير أسلوب السلاطين على العمال. ولن تجدي هنا المجاملات والمساومات.
سواء عقد المؤتمر الذي تتحدثين عنه أم لم يعقد، وسواء نجح أم لم ينجح، فلن يغير من وضع التنظيمات النقابية في العراق، وسيعقد قبله وبعده عدة مؤتمرات، وستبقى أولوياتنا ومهامنا، هي بناء تنظيم عمالي مقتدر واسع وفق ما طرحنا ونطرح من أهداف ومبادئ.

فلاح علوان
27-12-2008