الفاشية الجديدة بالمغرب تغتال المناضلين الشرفاء - ضد القواعد الخلفية للثورة المضادة -


خالد المهدي
2007 / 5 / 18 - 12:36     

بالرغم من الأزمة الذاتية التي لازالت تعاني منها الحركة الطلابية بالمغرب، فإنها بقيت تشكل إحدى القلاع الأساسية المنفلتة من سيطرة النظام الرجعي. فمحاولات تدجين الطلاب وإرهابهم بالقمع، لم تزد الجماهير الطلابية إلا إصرارا على تصعيد النضال ورفع وتيرته، لمواجهة مخططاته الطبقية الرجعية، حيث عرفت جل المواقع الجماعية في السنوات الأخيرة موجة كبيرة وحادة من النضالات البطولية، أبانت يشكل لا يدع مجالا للشك عن قوة الجماهير وما تختزنه من طاقات خلاقة قادرة على إرباك ومحاصرة خطط النظام الهادفة إلى إقبار الحركة الطلابية، وبالرغم مما شهدته هذه الأخيرة في السنتين الماضيتين من تراجع في العديد من المواقع الجامعية، تحت تأثير ما شهده النهج الديمقراطي القاعدي من إشكالات وأزمات (و كما قال لينين فالخلافات داخل الحركة العمالية تجد أساسها في انخراط فئات ومناضلين جدد يحملون معهم شتى أنواع الأوهام والمفاهيم الضيقة وكذا في تغيير تكتيك البرجوازية. وهذا بالضبط ما فسر حدة الخلافات وبروز اتجاهات متناقضة في بعض الأحيان في صفوف مناضلي النهج الديمقراطي القاعدي.) إلا انه بالرغم من كل ذلك فالحركة الطلابية حافظت على قوتها في مواقع معينة، وبدأت تستجمع قوتها في مواقع أخرى.
هذا النضال الذي شكل السمة البارزة للحركة الطلابية على طول تاريخها الطويل والحافل بالتضحيات خصوصا في مرحلة الثمانينات بعد دخول الحظر العملي ( في شكله الجديد) حيز التنفيذ، فمع تزايد وتيرة النضالات الجماهيرية داخل الجامعة المغربية، كان تكتيك النظام القائم يرتكز على ثلاث اتجاهات ،الأول هو القمع المباشر السافر عبر أجهزته القمعية والزج بالمناضلين داخل السجون وتفعيل بند الطرد..الخ ، غير أن هذا التكتيك وان أعطى نتائج فعالة في بعض المواقع، لصالح النظام، محطما معنويات المناضلين وزارعا الخوف وعدم الثقة في الجماهير، وبالتالي دافعا بالحركة هناك للتراجع، فإنه (أي تكتيك الاعتقال والهجوم) لم يسفر في مواقع أخرى سوى عن تصعيد وتيرة النضال ونمو الحركة وتجدرها، فموقع مراكش كنموذج سجل خلال هذه السنتين الماضيتين معارك بطولية، كلفت النظام القائم بعد تدخله القمعي ضدها، الكثير سواء على المستوى السياسي أو على المستوى المادي المباشر بعد أن فرضت معارك الجماهير التراجع على طرد المناضلين و إطلاق سراح الرفيق قيسي. نفس الشيء يمكن قوله حول موقع فاس، حيث تمكنت الجماهير الطلابية مرارا من صد الهجوم القمعي على نضالاتها. إن تكتيك القمع والإرهاب، وان تمكن من فرض التراجع المؤقت على الحركة وعلى بعض المواقع الجامعية، فإنه لم يستطيع ضمان استمرارية التراجع، خصوصا وان الجامعة المغربية ملئى بأبناء الجماهير الشعبية التي تشكل القوة المادية للنضالات الطلابية. فتواجد أبناء العمال والفلاحين والكادحين داخل الجامعة يشكل إحدى الأسس المادية لبروز ونمو الخط الكفاحي المناضل ضد كل أشكال القمع والاستسلام. هذا ما تُعلمنا إياه تجربة الحركة الطلابية بالمغرب على طول تاريخها العريق، وهو الشيء الذي يدركه النظام القائم جيدا، فله من التجربة معها ما يكفي ليقتنع بذلك، لذلك فهو لم يراهن تاريخيا على تكتيك وحيد الشكل، أي تكتيك العنف والهجوم المادي المباشر عبر أجهزته القمعية، بل انه اختار مرارا وتكرارا تكتيكا آخر ، هو تكتيك الاحتواء والزج بالحركة في مستنقع الخنوع والاستسلام والترويج لأكاذيبه وأضاليله، عبر القوى الإصلاحية والانتهازية، وقد أعطاه هذا التكتيك نتائج مهمة في العديد من المناسبات ( المؤتمر 16 نموذجا)، غير أن تواجد المناضلين الشرفاء المرتبطين بهموم الشعب المغربي، وتواجد خط كفاحي داخل الحركة الطلابية، قد جعل من هذا التكتيك ( حتى وان نجح في بعض اللحظات) ، غير قادر على الاستمرار ولو مدة بسيطة من الزمن. هكذا وجد النظام القائم نفسه في مأزق دائم ومستمر أمام الحركة الطلابية بالمغرب بشكل عام، وأمام النهج الديمقراطي القاعدي الذي يشكل القلب النابض لنضالات الحركة الطلابية بشكل خاص.
فلا القمع المباشر المادي قد حقق مطلب اجتثاث الحركة الطلابية المكافحة، ولا الاحتواء قد ضمن السيطرة عليها، هكذا وبعد هذه التجربة الحافلة بالدروس سوف يلجأ النظام إلى تكتيك ثالث، هو الرهان على القوى الظلامية والفاشية في شل الحركة الطلابية وضرب طابعها الكفاحي والتقدمي. إن النظام القائم لم يخلق القوى الظلامية، لكنه بالمقابل قدم لها الدعم الكلي، العلني والسري، المباشر وغير المباشر، من اجل النيل من النضالات الطلابية وخنق صوتها التقدمي المكافح، فالقوى الظلامية هي نتاج لواقع موضوعي وذاتي عرفه الصراع الطبقي ببلادنا، ومثلها مثل كل القوى الفاشية التي عرفها العالم، قد نمت وتطورت بفعل احتداد الصراع الطبقي وتنامي النضالات الجماهيرية وانسداد الأفق أمام البرجوازية الصغرى و الكبيرة على حد سواء، هنا تظهر كل الألوان الفاشية معتمدة خطابا راديكاليا قائما على نزعات التعصب القومي أو العرقي أو الديني. تلك كانت شروط وسمات بروز الفاشية بايطاليا واليابان واسبانيا وظهور النازية بألمانيا والظلامية بالدول الإسلامية. إن الاضطهاد الديني والقومي يولد دائما وباستمرار مثل هذه النزعات الرجعية.
هكذا وبعد انتقال القوى الظلامية بالمغرب من مرحلة الانكماش على الذات إلى مرحلة البروز في الساحة الجماهيرية قد جعلت من الجامعة المغربية هدفا أولا لخطتها السياسية تلك، فبدأ الهجوم التتاري على الجماهير الطلابية بكل المواقع الجماعية بدون استثناء مع مطلع التسعينات من القرن الماضي، إن تلك الهجومات الظلامية قد لقيت كل الدعم من طرف النظام القائم، لأنه وجد فيها وسيلة للتخلص من الحركة الطلابية ومن قوتها الضاربة، النهج الديمقراطي القاعدي. غير أن الجماهير الطلابية لم تقف مكتوفة الأيدي، بل تصدت إلى تلك الهجومات محصنة الجامعة المغربية، ومحافظة على الهوية التقدمية والطابع الكفاحي للحركة الطلابية بالمغرب، إن ذلك النضال قد شاركت فيه قاعدة واسعة من الجماهير الطلابية والعديد من الفصائل الطلابية،( النهج الديمقراطي القاعدي، الكراس، الممانعين، طلبة حزب الطليعة)، غير أن اشتداد الصراع واشتداد الهجوم الفاشي الظلامي الذي وصل إلى اغتيال كل من الرفيق المعطي بوملي بوجدة (1991) وايت الجيد محمد بنعيسى بفاس(1993)، قد دفع بكل الأطراف للاستسلام والدعوة بقبول القوى الظلامية والواقع الجديد باستثناء النهج الديمقراطي القاعدي الذي رفع شعار "لا بديل على مواجهة القوى الظلامية"، معتبرا إياها تجلي من تجليات الحظر العملي، وقاعدة خلفية للثورة المضادة من شأنها الهجوم على كل النضالات الثورية التي قد يخوضها الشعب المغربي. لقد أبانت هذه التجربة المريرة عن صلابة مناضلي ومناضلات النهج الديمقراطي القاعدي، وعن فشل مشروع ضرب الحركة الطلابية بالمغرب وتحطيم بعدها التقدمي والكفاحي، بل إن نضال النهج الديمقراطي القاعدي، قد جعل من القوى الظلامية كائنا منبوذا داخل العديد من المواقع الجامعية، وقد اتخذ هذا النضال أبعادا متعددة من النضال الفكري والنظري الذي يوضح طبيعة هذه القوى أو مضمون تواجدها داخل الجامعة المغربية، أو النضال السياسي العملي الذي شكل العنف أداته الأساسية. وهنا نود أن نقول للسادة الذين ينبذون العنف داخل الجامعة مهما كانت طبيعته، انه بدون النضال العنيف الذي خاضته الجماهير الطلابية تحت قيادة النهج الديمقراطي القاعدي، لما كان من الممكن اليوم لأي كان حتى فتح نقاش داخل الساحة الجامعية بدون إذن من القوى الظلامية، ولولا هذا العنف لتحولت الجامعة المغربية كليا من قلعة للنضال ضد النظام وأبواقه إلى زريبة للترويج للأضاليل الظلامية وأضاليل النظام. إن العنف ليس إرادة ذاتية بل هو نتاج لاحتداد الصراع وتطوره، هذا دون أن نستثني العديد من المحطات الدامية التي شهدتها الساحة الجامعية والتي كان العنف فيها تعبيرا عن العجز عن حل بعض التناقضات بشكل سليم، وتمت المغالات في بعض الأمور أو القضايا. ولكن ما من تجربة لا تخلو من الأخطاء، المهم هو إدراك ذلك والنضال من اجل تجاوزه.
وحتى لا نخرج عن موضوعنا الرئيسي، يمكن القول إن رهان النظام على القوى الظلامية قد أسقطه النهج الديمقراطي القاعدي بشكل كلي، خصوصا بعد المواجهات التي شهدها موقع فاس سنة 1997 ضد القوى الظلامية التي حاولت تكسير معركة مقاطعة الامتحانات، فقد كانت تلك المحطة انعطافا حقيقيا في الصراع ضد تلك القوى الفاشية، لقد أبانت عن طبيعة القاعدة الطلابية الجديدة التي احتوتها القوى الظلامية. خصوصا وان إحدى أجنحة هذه القوى بدأ يؤسس آنذاك ويروض قواعده للدخول إلى "معركة" المؤسسات الرجعية للنظام.
لكن تطورات الصراع الطبقي على النطاق العالمي سوف تجعل من هذه القوى التي لاقت الدعم الكلي للامبريالية الأمريكية وللرجعيات، في صراع مباشر مع الامبريالية ومع العديد من الأنظمة الرجعية، فأحداث 11 شتنبر وما تلاه، وأحداث 16 ماي قد أوصلت الصراع بين النظام القائم بالمغرب وهذه القوى إلى درجة تمنعه من الرهان الكلي عليها لضرب الحركة الطلابية ( وهذا الأمر لا يعني عدم دعمه لها حتى الآن لضرب كفاحية الحركة الطلابية خصوصا بالمواقع التي قد يوجد بها خط كفاحي).
تلك كانت مختلف تكتيكات النظام لضرب الحركة الطلابية من اجل تمرير مخططاته الطبقية والتصوفية. لكن ملامح المرحلة الراهنة بدأت توضح انتقال بعض القوى الفاشية الجديدة لاحتلال نفس المكانة الخسيسة التي كانت تحتلها القوى الظلامية. فالأحداث الأخيرة التي شهدتها معظم المواقع الجامعية تبين بجلاء هذا المنحى. فالقوى الظلامية التي شهدت تراجعا واضحا داخل الجامعة المغربية، قد أخلت مكانها للقوى الشوفينية ، التي تعتمد على العرق وعلى ما تعانيه الأمازيغية من تهميش واضطهاد من طرف النظام القائم. فظهور هذه القوى (ونحن طبعا نقصد القوى الرجعية التي تحاول شق صفوف الشعب المغربي) لم يكن وليد هذه الأحداث بل قبل ذلك بكثير( وسوف نعود عما قريب لشرح أسباب بروز هذه التيارات..).
لقد عرفت العديد من المواقع الجامعية مواجهات عنيفة ودامية قادتها هذه القوى الفاشية ضد الجماهير الطلابية وضد الطلبة الصحراويين. وهكذا فقد شهد كل من موقع اكادير والدار البيضاء هجوما منظما لهذه القوى على الطلبة الصحراويين، خلف العديد من الجرحى والإصابات، إن هذا الهجوم الهمجي يجب وضعه في سياقه التاريخي، حتى يظهر أي دور تلعبه القوى الفاشستية، فقد تزامن مع احتداد الصراع السياسي بين النظام القائم بالمغرب وجبهة البوليساريو والجماهير الصحراوية على اثر ما تقدم به النظام حول مسألة الصحراء الغربية أي مشروع الحكم الذاتي، في هذه المرحلة بالضبط سوف تشن بعض الأقلام الشوفينية هجوما كاسحا على الصحراويين وعلى كل من يقول بحق تقرير المصير، إذ ضمت بوابة الحوار المتمدن العديد من المقالات التي تهاجم المطالبين بحق تقرير مصير الشعب الصحراوي، بدعوى أن المنطقة هي منطقة امازيغية، يقطنها تاريخيا شعب تامزغا، بدأ هذا الصراع قبل شهرين تقريبا من انفجار المواجهات التي شهدتها اكادير والدار البيضاء، إن هذه الشروط التي اندلعت داخلها المواجهة هي وحدها كفيلة بأن توضح لنا أي دور خسيس وجبان تلعبه هذه القوى ضد قضية الصحراء الغربية، ولصالح النظام الرجعي الذي يضطهد الأمازيغية والأمازيغيين، إن هذه القوى الفاشية قد أصبحت بالفعل أداة وسخة في يد النظام القائم، لضرب كل الأصوات الحرة المطالبة برفع الحيف عنها وعن شعبها، يجب أن نوضح للجماهير الشعبية، خصوصا تلك المنحدرة من أصول امازيغية أن هذه القوى الفاشية التي توهمنا بأنها تدافع عن الأمازيغية وتطالب برفع الحيف عنها هي ذاتها اليوم الأداة التي يستخدمها النظام القائم الذي يضطهد القومية الأمازيغية في ضرب معارضيه وضرب المطالبين برفع الاضطهاد والاحتلال.
إن هذه القوى الفاشية لم تقتصر على ضرب معارك الطلبة الصحراويين، بل أصبحت أداة أيضا لضرب نضالات الجماهير الطلابية، فقد عرف كل من موقع تازة، مكناس، الراشيدية، نفس الواقع حيث رفعت هذه القوى من وثيرة هجومها على الجماهير الطلابية، مخلفتا تبعا لذلك استشهاد الرفيق عبد الرحمان الحسناوي بموقع الراشيدية، والعديد من الجرحى في صفوف الجماهير الطلابية والمناضلين القاعديين. إن هذه الأحداث التي وصلت حد الاستشهاد، بالإضافة إلى أنها شكلت منذ الآن وصمة عار في جبين هذه القوى الفاشية، فإنها أظهرت المنحى العام الذي تأخذه هذه القوى باعتبارها معادية للشعب المغربي وقاعدة خلفية ضد كل تحرك ثوري، إنها بكل بساطة إحدى القواعد الخلفية للثورة المضادة، فالتاريخ قد سجل بدماء الرفيق الحسناوي هذه الحقيقة الساطعة، إذن كيف يجب التعامل مع هذه القوى، أو بصيغة أدق ما هي اتجاهات النضال المستقبلي ضد هذه القوى الفاشية؟
إن أهم واجبات المناضلين والمناضلات الشيوعيين والديمقراطيين، هي أولا فضح وتعرية حقيقة هذه القوى وعزلها سياسيا وجماهيريا، وذلك لن يتأتى في اعتقادنا إلا بالمزيد من النضال حول المسألة الأمازيغية، فغياب الاهتمام الكاف واللازم بهذه المسألة من طرف الشيوعيين والشيوعيات قد فتح المجال على مصراعيه لتطور سريع لهذه القوى الرجعية، وترك لها هامشا كبيرا لتشويه وعي الجماهير المنحدرة من أصول امازيغية. يجب توخي الحذر الشديد من ردة فعل انتهازية ، إن ما نواجهه هنا ليس بالمطلق المناضلين المدافعين عن القضية الأمازيغية بل إنها التيارات الفاشية التي تعتمد على الحيف الذي يمارسه النظام المتسلط على رقاب الشعب المغربي بشكل عام وعلى الأمازيغية بشكل خاص. فاستشهاد الرفيق عبد الرحمان الحسناوي، سوف يكون بكل تأكيد انعطافة تاريخية في العلاقة مع هذه القوى، سوف يحظر اسم الشهيد في كل نضالات الحركة الطلابية، في كل المعارك، لذا وجب التأكيد على أن مغتالي الشهيد هم الفاشية، التي لا تفعل سوى المساومة على القضية الأمازيغية، لا تفعل سوى شق صفوف الشعب المغربي، لا تفعل سوى تشويه وعي الجماهير وتوجيهها في اتجاهات لا تخدم سوى النظام القائم وبالتالي اتجاهات هي على النقيض تماما من المطالب القومية الأمازيغية العامة.
إن هذه القوى الفاشية التي تضع اليوم رأسها في الرمال كالنعامات، هي اكبر عدو للأمازيغ وللأمازيغية، إذ يكفي أن نذكر بأن جل المناضلين القاعديين بموقع الراشيدية بل و بكل المواقع الجامعية بمن فيهم الشهيد الحسناوي هم من أصول امازيغية، إن هذه الحقيقة الساطعة وحدها تؤكد بهتان وضلال الأكاذيب التي يروج لها الفاشيون حول مواجهات ما بين أمازيغ وعرب.
إن إحدى الواجبات المباشرة على الشيوعيين والشيوعيات ذات الطابع الاستراتيجي، هي المزيد من توضيح المسألة الأمازيغية وصياغة الإجابات السديدة فكرا وممارسةَََ، فإنجاز هذه المهام هو الضامن لتكسير وتحطيم هذه القوى الفاشية، عدوة الشعب المغربي وعدوة الأمازيغية فعلا. إن من يتشدقون بإدانة العنف داخل الجامعة غير مدركين (أو لا يهمهم ذلك) لحقيقة هذه القوى باعتبارها قاعدة خلفية للثورة المضادة، إن كل تاريخ الثورات العالمية يؤكد هذه الحقيقة، فمن تهمه الثورة في بلادنا، يجب أن يناضل من اجل محاصرة هذه القوى الفاشية عن طريق النضال الفكري حول المسألة الأمازيغية والنضال السياسي إلى جانب الفقراء الأمازيغ وضد النزعات الشوفينية بكل حزم و جرأة و صرامة.
إن حل المسألة القومية الأمازيغية لن يكون إلا بدك بنيان هذا النظام الدموي فاضطهاده للأمازيغية هو جزء من الاضطهاد العام الذي يعاني منه كل فقراء مغربنا العزيز. فلا القوى الإصلاحية قادرة على تقديم شيء للأمازيغية ولا القوى الرجعية، فهاهي اليوم أداة طيعة في يد النظام القائم تغتال المناضلين الذين يقفون ضده وضد سياساته حتى ولو كانوا من أصول امازيغية.إن الشيوعيين والشيوعيات الحقيقيين لن يبكون الشهيد عبد الرحمان الحسناوي، وإنما سوف يرددون دائما وباستمرار سقط الشهداء ـ عاشت الثورة.
إن ما تحاول خلقه هذه القوى الفاشية اليوم هو محاولة لتهييء الرأي العام الأمازيغي وإيهامه بأنه يتعرض للاضطهاد من طرف العرب وذلك بغية استغلاله في الانتخابات الرجعية المقبلة. فالشروط العامة التي اندلعت فيها هذه الأحداث وهذه الهجمات على الجماهير الطلابية هي محاولة من طرف هذه القوى لاستغلال الامازيغيين من اجل صناديق الاقتراع، ليرى العالم كيف تُستغل الأمازيغية من طرف هذه القوى الفاشية لأهدافها السياسية الرجعية، ليرى العالم وخصوصا القسم الأمازيغي من الشعب المغربي كيف تستغل هذه القوى الفاشية الطلاب من اجل إثارة النعرات القومية لأهداف انتخابوية دنيئة.
إن لنا ثقة في الشعب المغربي كله وثقة في الجماهير ذوي الأصول الأمازيغية في أنها سوف تدرك حقيقة هذه القوى الفاشية، وأهدافها الخسيسة، إن أبناء عبد الكريم الخطابي الذي نعتبره رمزا لشعبنا المغربي كله، والذي لم يُكن في يوم من الأيام العداء للعرب، وإنما للنظام الاستعماري وعملائه من العرب والامازيغ على حد سواء، قادرين على شق الطريق نحو مغرب حر، وقادرين أيضا على دحض وكنس الفاشية بكل ألوانها وأشكالها. فقد برز من ضمنهم مناضلون شيوعيون ومناضلات شيوعيات لا زالوا حاملين مشعل الثورة ولا زالوا يناضلون تحت راية القيم التي ناضل عليها قائد الحرب الشعبية في العشرينات عبد الكريم الخطابي.
الخزي والعار للقوى الفاشية
الموت لكل قواعد الثورة المضادة
لتحيا وحدة الشعب المغربي بكل أعراقه
لتحيا الثورة المغربية
ولنردد للمرة الألف سقط الشهداء ـ عاشت الثورة.
خالد المهدي
بتاريخ 16 ماي 2007