العلمانيه/نظرية معرفه في الايمان بالله الحق والعدل

هاشم الخالدي
2007 / 3 / 12 - 09:31     

ان نشوء النفس والعقل وتطورها ورقيها هي نتيجه لقدرة الادراك الجدليه في الانسان الفرد الساعي من اجل الحياة,او كمجموع انساني فللمجموع او المجتمع نفس وعقل كلي متشكل من خلال العلاقات المعيشيه الاجتماعيه بدائيه كانت او متقدمه ، وان ارثا من الانجازات يخلفه بني الانسان للاجيال تكون مواضيع ارتكاز و رصيد لانشطتها وممارساتها و ارثا نفسيا وعقليا متشكل فرديا واجتماعيا وهذا ما يعبّر عنه قرآنيا بوصفه لادم ..(اني جاعلل في الارض خليفه ) ،ان ارث الانجازات التي يخلفها
لا تعني بالضروره الحق والعدل فهما لا يمكثان الا بتاثيرحركة الجدل التاريخيه ,وليس في الارض خليفه غير ادم وبني ادم بما في ذلك مختلف السلالات المتعدده البشريه المنقرضه فتركة الارث (الخلف) من الانسان-ادم وليس من غيره, تاركا لمن يخلفه من بني الانسان انجازاته ليؤدي دوره بصعود الاجيال تتراكم فيها الانجازات بفعل التاثير والتاثير المتبادل مع المحيط بما فيه المجتمع المتشكل و الافراد والمجاميع في الزمان والمكان ( الانساناكثر جدلا ) فعلى الصعيد المادي ابتداءا من صيد وجنى الثمار ودفن موتاه وتدجين الحيوان والزرع وصنع الادوات الحجريه والمواقد و الرماح والابره والنسيج والعجله والتعدين والفخاروالاقامات و والسكن حتى التحضّراو نشوء الحضارات... وعلى صعيد القوى النفسيه والعقليه تعلم الانسان الاشاره بيديه وبالصوت وبالحركه وبالاشياء وسائل للتعبير(القلم) عن انفعالاته وحاجاته وتخيلاته وافعاله وتطورت عملية التعبير كانجازونمت قواه النفسيه والعقليه في التعلم و التعبير عن رؤاه بالطقوس والعباده والرسم والتشكيل والنحت والفنون واللغات اللسانيه والكتابيه والعد والحساب والرقص والغناء والموسيقى والادب ونشات شرعات ناظمه لعلاقاته وتطورت العلوم واكتشف واخترع طاقه البخار والاحتراق والكهرباءيه والنوويه والفضائيات واستخدام المعاملات الوراثيه و هندسة الجينات الى صعودات مستقبليه سيتجاوز فيها كل البرامج الحاليه باستخدام الطبيعه والقوى النفسيه والعقليه في عملية الانتاج و المعرفه.وتلك هي سنة الله في جعل الانسان خليفه في حركة الحياة الانسانيه المتطوره عبر الاجيال
ان ادراك الله او الوجود المطلق في ذاته ليس ارثا او انجازا اخلفه الانسان في الممارسه من قوى النفس والعقل و مؤئرات البيئه والمحيط من ظواهر واشياء كما انه ليس في قواه الغريزيه من اجل البقاء و الحفاظ على الذات انما هو خاصيه متشكله جعلت في القدره الادراكيه (الفؤاد))،فهي مصدر ادراك الجزء والكل فما الواقع الا جزئية الاشياء والظواهر وما الوجود الا كليه مطلقه وقوه مهيمنه, الا ان التعبير عن الادراك هو تعبير عقلي ونفسي وانه يتغير وفق مستوى تطورقواه النفسيه والعقليه المعرفيه ، وتختلف في الزمان والمكان، ولا شك في ان اكثر ما شغل بني الانسان-ادم وعقله ونفسه الفردي والكلي منذ ان حاز القدره الادراكيه....هو القوه المهيمنه - الوجود في ذاته ( الرحمن) والى الان.
ان التعبيرعن الوجود هو تعبير نفسي عقلي- معرفي مكاني وزماني بدالاته المحسوسه(اياته)...والوجود في ذاته هو الكليه المطلقه والقوه المهيمنه ( الرحمن) وليس هو الكون ولا هو شيئ او ظاهره ولاهوكتله اوطاقه اوبلازما ، وليس عدم ايضا فهو وجود مدرك في خاصيه قدرة الادراك مطلق فوق حركة النشوء والهلاك وخارج الزمان والمكان والكيف والكم, فتلك الجزئيات جميعها دالات (ايات) له وهي خاضعه للنشوء والهلاك, ان الحركه والتغيير هي من سمات جميع الاشياء والظواهر وان عملية الهلاك والنشوء للظواهر والاشياء هي عمليه مستمره بفعل التاثير والتاثير المتبادل اما الوجود المطلق فليس شيئ (ليس كمثله شيئ) و لو كان شيئ لفقد سمة المطلق و لخضع لقانون النشوء و الهلاك اي لقانون جدل الصيروره الذي هوقانون الجزئي ،فالوجود المطلق هوليس شيئ بل لا يوجد من الاشياء ماهو مثله فهو ذاته البقاء المطلق المستلهم في قوة الادراك عند الانسان,وباعث ايحاء او وحي وليس احساس او وعي فالاحساس والوعي هي للاشياء وظواهرها , وان خاصية استلهام الايحاء تلك خاصيه فريده عند الانسان الى جانب الوعي الذي هو شكل من اشكال الوحي لكنه عقلي ونفسي لذلك هو وعي ,فالايحاء شكلين ايحاء او وحي الوجود المطلق ووحي الواقع العقلي والنفسي, عبّرالانسان عنهما في النفس والعقل الفردي والاجتماعي, اما التعبير فقد مر بمراحل عده بوسائل التعبير المتاحه كما اسلفنا تتطور مع تطوره عبر مراحل التاريخ الانساني كله لذلك اختلفت مفاهيم الاديان كما اختلفت المفاهيم الاخرى والعلوم تبعا لمستوى التطور العقلي والنفسي اي المعرفي, , فالانبياء يتلقون الانباء وحيا من الله او الوجود المطلق ووحيا من الواقع ,والعلماء هم الفنانون والفلاسفه والفقهاء والحكماء والادباء والنظريون والتجريبيون (علماء النظريه و التجربه) ووحيها من الواقع اي من النفس والعقل الكلي المتشكل اجتماعيا من انعكاس الظواهر وحركة الاشياء في قدرة الادراك ، ان الوحي الاول هو نفسه دون تغيير يمتاز بالثبات المطلق فهو عدلا وحقا ولا يخضع للصح والخطأ واما الاخر فيخضع، الاول لايخضع للتطوروالتغير والاخر يخضع لذلك فان الوحي الالاهي(القوه المهيمنه) لجميع الانبياء هونفسه(اوحينا اليك كما اوحينا..) , و ليس شرطا ان يكون الايحاء نصا مقروءا او مكتوبا , ان الوحي ليس نص الا ان اهمية النص هو البلاغ عن غايته وجوهره بوسيلة اللغه وان غاية النص وجوهره هو تجسيد الحق والعدل الاهي في مستووين اولا في مستوى صلة الناس بالوجود المطلق وفي مستوى اخر هو صلتها ببعضها وعلى ذلك لا بد ان ياتي التعبير والصياغه متوافقه مع مستوى التطورالعقلي والنفسي للناس فالعقل والنفس هي اداة قياس معرفه للعدل والحق لبني الانسان وليس خاصية الله او الوجود المطلق لذلك فان وظيفة النص في الشرعه هو للاخذ بيد الناس انطلاقا من مستوى عقلها ونفسها المنقول في تراث الوسط الاجتماعي من وسائل تعبير تتفق مع مستوى النضج العلمي والتطور الاجتماعي التاريخي للناس ياتي مفهوما متحركا عبر التاريخ والاجيال وان اي تناقض يبدوا في النص هو في حقيقته يرتبط باشكالية العقل والنفس الانسانيه ويتطلب فهما جديدا, كما ان سنة الله في جعل الانسان خليفه قد يتطلب تعطيل العمل بشرعة كانت تعبر عنه عند نقطه معينه من حركة التطور اذ تجاوزتها سنة الله في سمة الخلفه لبني ادم , فتحديث الشرعه تتطلبها سنة الله ضمن حدوده العقيده و الشريعه الحاثه والمحرضه في الحق والعدل فذلك يقرره العقل والنفس الانساني الذي هو المصدر الوحيد لقياس العدل والحق. وكما ان ليس للوحي الالهي من اثر مادي في الالباب فليس لوحي العقل والنفس اثر مادي في الدماغ, ولكن وحي الوجود يفعّل الالباب كما يفعّله وحي العقل والنفس الكلي لذلك فان اي منهما لا يورث الا انه يكتسب ويتميز بديمومته في التاثير,فوحي الوجود اذن ليس مثل ما هو حاصل في( نفخة الروح ) التي لها اثر مادي وتشكل مادي هو ظاهر في قدرة الادراك(الفؤاد) المسؤوله عن ادراكه وادراك الواقع وهو ما ميز سلالتنا الانسانيه عن بقية السلالات البشريه المنقرضه, اي ادراك الوحييين. وقد عبر القران الكريم عن ذلك فوردت نفخة الروح في خلق ادم كما انها جاءت في خلق النبي عيسى ايضا وانعكست في قدراته المميزه فهو ليس نبيا فقط وانما يمثل مستوى اعلى في قدرة الادراك انعكس في قابلياته المعروفه مما يتوافق مع ما ذهبنا الى تفسيره في ان لنفخة الروح اثر مادي لا يوجد في الوحي لذلك فان النبوه لا تورث كما ان النبوغ المعرفي لا يورث الا انها تخضع لسنة الاخلاف عقليا ونفسيا, اما تساؤلنا عن ماهية الروح فهي من الفعل المطلق للوجود ومن خاصيته ذاته(هي من امر ربي)، كما انه لا بد من التاكيد ان ليس للانسان روح بعكس ما يذهب اليه الاسطوريون ,ولا يوجد نص قراني يشير الى عكس ذلك, فهي من امر ربي الله اوالرحمن (القوه المهيمنه) اما وحي الوجود او الله او الرحمن فهو تفعيل في الالباب اي حث وتحريض يعبر عنه في العقل والنفس بوسائل التعبير المتاحه في الزمان والمكان, ان الرسول وهو نبي اي موهوب من خارج ذاته وتلك سمه خارجه عن ارادته, فيتلقى الوحي, اي وحي الوجود او الرحمان،رغم ان الرسول بشر مثلنا ياخذ من وحي العقل والنفس الكلي ايضا بالضبط كما عند البشر جميعا بما فيهم الفيلسوف والعالم والفنان وان كان هؤلاء متميزين فهم ليس كعموم الناس فليس جميع الناس فلاسفه وعلماء وفنانون فهم نخبة موهوبه في ألبابها ووحيهم من امر وخاصية ذات العقل والنفس الكلي ,وهي سمه خارجه عن ارادتهم ،اذن الوحي ظاهره موضوعيه وهوشكلين الهي وعقلي نفسي. ان الانبياء صفوه والموهوبين نخبه... ولعموم الناس قدرة مميزه, تميزهم عن جميع الكائنات الحيه في عمليتين او نشاطين الاولى دعاها القران الكريم الاسلام(بالمعنى الشامل) اي الاسلام للرحمان- للوجود والثانيه في جدلية المعرفه – العمل(التعلم)....العلمانيه اذن ان لا تغلق النصوص المعبره عن شرعة ما عن سنة الله في جعل الانسان خليفه مبدع في سراط الله المستقيم في العدل والحق.