العلمانيه/الدين غير قابل للادلجه ولا يمكن جعله دوله لذلك هو لا يسيس

هاشم الخالدي
2007 / 3 / 10 - 13:00     

لا بد من ان نميزبين الدين شريعه اوعقيده وبين ادلجة الدين(فقه الدين) كمحاوله لقنونة العقيده اوالشريعه لبناء كيان لامؤسسي او مؤسسي وان لا يشكل دوله لكنه يشكل اطار للتكوين الاجتماعي وفق منظور خلقي ونهجي تتضمنه الشريعه اوالعقيده كما لا بد ان نميزبين هذا كله وبين ايديولوجيه- دوله(مؤسسات)قد تهيمن على المجتمعات بشكل مستقل عن الدين بالنظام و القانون الدنيوي بصيغة الشمول و الاحتواء, وهي ظواهر نشاهدها في التاريخ تختلف وفق طبيعة المرحلة ومستوى تطورالمجتمع في المسارات المختلفه للتطور الماديه والمعنويه دائمه ومستمره. فللدين اطار كيان خلقي ومنهجي ,وللدنيا عند مستوى معين دوله ومصالح... , تاريخيا لقد انطلقت الدوله عندنا قديما وحققت خطوات في تطورها ورقيها لولا حركة السحب للخلف باجترار ادلجة الدين( باليات الشرعه ).ولا زالت تلك الاجترارات حتى في زماننا هذا تتدخل في كل صغيره من حياة الناس ليتم فرضها كشريعه اوعقيده وما هي بشريعه او عقيده, وهكذا بدى تاريخنا ومضات من الحضارات وافولات كما ذهب اليه قول الاستاذ ابراهيم غليون في احدى مقالاته....فلماذا اوغل الشرع في البناء كله.. ؟
كذالك اود التاكيد بان ما نعانيه اليوم من مضاعفات هي من اجترار الادلجه التي ظهرت قديما بعدان تم اختزالها على ايدي المعاصرين فهي اجترار وليس الادلجه ذاتها, فان كانت نتاجات الادلجه قصوروخسائر وتضحيات دون جدوى فان اجترارها واختزالها في عصرنا اعظم بلاءَ و أبتلاء, اذ ان ظهور عملية الادلجه كان ظهورا موضوعيا يتلائم مع مستوى التطورالحضاري للمجتمع في تلك الحقبه فهي في وقتها انجازومشروع انجاز لم يتسنى له التحقق,وهو جاء على اعقاب رسالة الدين الاسلامي ولم يكن ظهور عملية الادلجه دين بمعنى انه من وحي الوجود او وحي الرحمان او الله انما أُريد استنباط تطبيقات شرع بالقياسات الى العقيده اوالشريعه لتنظيم وتقنين الكيان الناشئ شبه الدوله، اما في الزمن اللاحق فهي اجترار ظهر في العصرين الاموي ثم في العباسي في معسكر المعارضه, كذلك في زماننا المعاصرفهي اجترار ايضا فضلا عن كونه عملية اختزال لتلك الادلجه على شكل طقوس ومناسك ... للقرن الواحد والعشرين؟؟؟
لا شك ان القرن الواحد والعشرين هو غيرالقرن السابع والثامن سواء في تراكم المتغيرات للبنى الماديه للمجتمع او في تراكم المعرفه فضلا عن التغيرات النوعيه الحاصله نتيجة الحركه الجدليه التاريخيه الانسانيه الظاهره والمتجسده في منجزات بني ادم في خاصيته التي جعلها الله له منذ نشأته الاولى خليفة في الارض,وتلك سمه تميز الانسان عن باقي الكائنات الحيه فضلا عن الاشياء الماديه وظواهرهما الخاضعه هي الاخرى الى قوانين الجدل المادي بدون حضورللوعي و دور الحاضن الاجتماعي في تحديد رؤى وتصورات ومناهج تحمل خصائص اسطفافات الطبقات والشرائح والفئات على مستويين احدهما عمودي والاخرافقي,ان نموتلك الاسطفافات في عمليه دائمه ومستمره سواء ضمن مرحله معينه او عبر المراحل التاريخيه تختلف في حدتها وحدودها من السعه و قد بلغت اوجها في تشكل الراسماليه والبروليتاريه واعلى مراتبها في الامبرياليه والعولمه والشعوب والامم المحرومه والمنهوبه بالهيمنه القسريه وسيادة اقتصاد السوق عالميا,لذلك ان رؤى وتصورات ومناهج المستويات القديمه في الاسطفاف الراهن لا يمكن ان تعبر الا عن حاضنها وتناقضاته القديمه ايضا الذي اخذ صعودا و سعة عالميه مما يحتّم ظهور رؤى وتصورات ومناهج جديده وليس العوده الى القديم المنتفي, ان الايديولوجيه تعبر عن مصالح الطبقات في عصر متقدم مع ظهور الراسماليه والبروليتاريه, ان عصرا متاخرا كالقرن السابع والثامن لا ينتج ايديولوجيات فلا بد ان تكون تلك ادنى مستوى معرفي في التعبير تتلائم مع مستوى تطور تلك المرحله وهي من جانب اخر ليست من دين الله او وحي الله اذ انها من وحي العقل والنفس الكلي في زمانه ومكانه وان عقدت صلتها بدين الله, فهي معبره اذن عن مرحلتها سواء جاءت من الطبقه الوسطى ام الفقيره ام الغنيه , ان تسييس الدين كبديل جاء نتيحة لفشل الايديولوجيات الطبقيه والقوميه,انها ليست ادلجه بل تهجين واختزال و تقليد لتلك الادلجه اي استرجاع رؤى وتصورات ماضويه قديمه واختلاط معرفي مع الحداثه, لذلك دعيناها بالاجترار,اذ انها لا تعبر حقيقتا عن مرحلتها المعاصره . فلا يمكن ان يكون تسييس الدين بديلا فالدين ليس سياسه ولا هو دوله او حزب كما ان الدين هو ليس تلك الادلجه المستعاره من الماضي ولا هو الاختزال المشهود فهذا يؤدي الى حركه نحو الخلف الماضي ويؤدي الى التخلف ولكن للدين دور في السياسه والدوله من حيث هيمنته الخلقيه والنهجيه في السلوك الانساني من خلال الشريعه اوالعقيده وليس الشرعه والتشريع فلكل شرعته, اما العقيده اوالشريعه فهي واحده ,لذلك فان الناس تغير من شرعتها ما يتلائم مع طبيعة المرحله واسطفافاتها الاجتماعيه و كما تعلموه من تجاربهم وليس مطلوبا ان يغيروا شريعتهم اوعقيدتهم وبين الشريعه والشرعه اختلاف في المعنى والمفهوم , فكما قلنا في مقدمة مقالاتنا تلك الشرعه والشريعه مفهومين مختلفين كاختلاف الفعله والفعيله فالشرعه فعله اي اجراء عمل ..لها اثر واقع, فهي انظمه وقوانين تطبيقيه وتنفيذيه, اما الشريعه فهي فعيله اي حريكه او مصدرحث وتحريك و تنشيط الاجراءات والاعمال فهي المبادئ المحفزه والمحرضه....