حميد تقوائي ..وحكماء القمر


ليث الجادر
2007 / 3 / 5 - 11:43     

ان اول ما شدني لقراءة المقال(( المذاع ,المدون ,المترجم ))) للسيد حميد تقوائي هو عنوانه (بأمكانك ان تكون معارضا لكليهما ) فاسترجعتني الذاكره الى مقالي المتواضع المكتوب دون تدوين او ترجمه ..وكان بعنوان ((خصم خصمنا ..ليس صديقنا )) وتذكرت كيف دخلت انا ومترجم مقال السيد حميد تقوائي في نقاش وكيف ابدى نوع من الاعتراض على مضمون المقال باعتباره انه يجعلك في عزله سياسيه عن باقي القوى المناؤه سواء للسلطه او الاحتلال وان ذلك يجعل من مهمتنا صعبه حيث كنا بصدد اعلان تاسيس حزب عمالي شيوعي ..وبينما كنت اوكد على ضرورة التاني في وضع اللبناة التنظيميه الاولى للحزب ..كان ذلك الشخص مستعجلا الى درجه لا يمكن وصف كل تصرفاته وقراراته بالانفعاليه والتشنج ..ثم اختصر موقفه ذلك بقوله (( انني ان لم اعود الى حيث جئت ولم انجز المهمه واتم اكمال بناء التنظيم في العراق ..فأنا ((((سأكون مظطرا لان ابيع اللبلبي ))) و((اللبلبي )) لمن لا يعرفه هو نوع من الوجبات السريعه الشعبيه العراقيه تباع على الارصفه وهي عباره عن حمص مسلوق وتمثل في احيان كثيره وجبه رئيسيه يتناولها القفراء وعمال المساطر ... ..وها هو الان تحمس لنشر مقاله تحمل عنوان (بأمكانك ان تكون معارضا لكليهما ) والتي تلتقي في معناها العام ب (خصم خصمنا ليس صديقنا ) ... مما يؤشر في ضمن ما يؤشره ان علينا نحن الشيوعيون ان ندرك بان (الصنميه ) ما زالت نعشعش في روؤسنا ..فأما الشخص المعني كان جديا في طرح موقفه ازاء ما حاولت ان اعبر فيه لبناء منهجيه تنظيميه لحزب او بالكاد كان نواة لحزب ..واما كان يفعل ذلك لغاية في نفس يهوذا ..والذي اكد ذلك هو موقفه فيما بعد ..الان .. حيث يروج نفس الطرح لا لشيء ..وانما ..لانه صدر من جهه هو يعتبرها (عليا ) واؤكد هنا على اعتباره هو بانها (عليا ) .. واريد ان اوضح ان ما طرحته كان يعالج امور في غاية الاختلاف مع الامور التي يطرح لها هذا الشعار لمعالجة موقف مغاير ومختلف تماما ..وبعد ان لفت نظري كل هذا وما اثاره من شجون ...قرأت المقال (المذاع ..المدون .. المترجم ..والمعمم لافراد معينين ) فأستنتجت من هذه القراءه ما يلي 1- ان الولايات المتحده هي الخصم اللدود السياسي لملالي الجمهوريه الاسلاميه ..2- ان الراسماليه ترضخ بشكل كبير لتاثير الراي العام والجماهير وهي تضع في صياغة سياستها الحسابات التي تراعي تلك التوجهات بصوره جديه ومؤثره ..3- ان الولايات المتحده الامريكيه ((يائسه في العراق )) وان النظام الاسلامي في ايران قد تحول الى لاعب مستقل ومقاوم لها في منطقة الشرق الاوسط ...4- ان الجماهير او قوة الجماهير التي يسميها كاتب المقال ب المعسكر الثالث هي لاعب قوي في الساحه السياسيه الايرانيه وهو في الوقت ذاته يدعوها لان تكون في ضد لكل من القوتين المتصارعتين في آن واحد ..اي ضد صناعة القنبله النوويه وفي الوقت نفسه ضد من يضاد صناعة القنبله النوويه ...اعتقد انه يدعو المعسكر الثالث لان يصطاد السمك في ما ...لا سمك فيه ... 5- ان ما يحدث في العراق من اعمال رعب وحشيه يقوم بها الاسلام السياسي ان لم تكن مقاومه كما يوحي وصف الكاتب لها .. فأنه بالتاكيد يقر بان من يقوم بها هم مدعوميين من فئات واسعه جدا من الجماهير العراقيه لان هذه الجماهير تختلف عن مثيلتها الايرانيه باعتبارها لا يمكن من ان تدعم القوى والمجاميع الرجعيه بل تدعم القوى العلمانيه والمتمدنه والراديكاليه ؟؟؟؟ وماذا اذن تبقى ليتم التغيير في ايران ؟؟؟؟؟؟ وكيف توصل السيد حميد تقوائي ان الجماهير العراقيه هي ليست كذلك ..لا بل ليعرف ووفق قياسات واقعيه بان تركيبة وطبيعة المجتمع العراقي تفوق في تلك المواصفات المجتمع الايراني ...6- ان الدول العربيه بما فيها تلك التي تعتبر من الناحيه التقليديه حلفاء لامريكا كمصر والسعوديه ستقف خلف النظام الايراني اذا ما هاجمته اسرائيل ؟؟ وهنا اتوقف لادون بعض ملاحظاتي الواثقه من نفسها والتي لا تجعلني على الاقل في قلق من موقفي اتجاه سياسات ونوايا القوى الراسماليه الامبرياليه على العموم وعرابتها الولايات المتحده على وجه الخصوص وليس فقط اداراتها المتناوبه بين الجمهوريين والديمقراطيين ..1- ان الولايات المتحده الامريكيه لم يكن لها خيار ولن يكون لها خيار الا ان تعتبر الجمهوريه الاسلاميه حليفه لها وخاصة في العمق الستراتيجي .. وان ما يسمى بصراع قائم بين هاتين القوتين انما هو صراع سياسي محدد يقع بين صيغة الاحتواء وبين تشذيب الامتدادات ....فامريكا هي راعية حركة الاسلام السياسي بوجه عام وهي راعيه ابويه لنظام الملالي ..ولا ينسى السيد كاتب المقال ان السلطه في العراق اليوم هي سلطة اسلاميه على اطلاقيتها وايرانيه في اغلبيتها .. انما ترعاها وتحارب من اجل بقائها ..وهكذا بالنسبه لبقية قوى الاسلام السياسي وامتداداته الايرانيه في الشرق الاوسط ..انهم زرعوا شجرة الجمهوريه الاسلاميه العقيمه في ايران وهم الان فقط يعملون على تشذيب اغصانها التي فقط تنمو خارج ارادتهم ..2- ان الراسماليه وبالادق الامبرياليه الجديده تذهب يوما بعد اخر باستهتارها في الراي العام ان كان العالمي منه او الامريكي ..وهذا هو قدرها المحتوم ...3- ان الولايات المتحده في العراق حققت وتحقق نصرها وتتقدم خطوه اثر خطوه في تحقيق ما تبتغيه وليس ما تعلنه ..ولعل السيد حميد يدرك جيدا هذا ..والا فانه يريد ان يقول لنا بان الولايات المتحده قد فشلت في احلال ربوع جنتها الديمقراطيه الوافرة الظلال حبث الاستقرار والامن والعدل والمساواة .. ان الدليل الواضح الاكيد على يأس الولايات المتحده ((وليس اداره معينه لها )) هو حينما يعلن رسميا تجزئة العراق فتضطر حينها لابقاء قوتها العسكريه في قواعد منعزله قريبه جدا جدا من ابار نفطه ومناجم كبريته وفوسفاته ..هذه الصوره اليائسه التي يعرفها ((البنتاغون )) في العراق ليس الا ...4- اذا كان المعسكر الثالث في ايران هو اللاعب القوي في الساحه الايرانيه السياسيه ..اذن لماذا الدعوه له بان يقف من الناحيه العمليه موقف الحياديه والعدميه السياسيه الواقعيه ..بأن لا يكون لا مع هذا ولا مع ذاك ..ان هذا المبدأ لا يمكن ان يكون مقبولا ولا حتى واقعيا تبعا للوصف الذي اعطاه له السيد حميد ..فالقوي لا يفتح شدقيه ويحملق بلا مبالاة امام صراع قوتين اذا ما انتصر احد طرفيه انما يعني كارثه لا مناص منها ..اليست هذه فرصة المعسكر الثالث لان يطرح اليه تحرك ثوري فوري ؟ 5- اما مسألة وقوف الدول العربيه بمن فيها مصر والسعوديه مع الجمهوريه الاسلاميه في حالة تعرضها لهجوم اسرائيلي ...فلا يمكنني هنا الا ان اطالب صاحب هذا الراي ومن روج لمقاله الا ان يتراجع فورا وان يتبراء من تشخيصه الغير دقيق ولا الصحيح في اي وجه وباية درجه .. واجد من حقي ان لا استرسل في هذه النقطه تماما مثل من يرفض الاجابه على سؤال كم هي نتيجة 1+1 ؟ فقط اريد اذكر السيد تقوائي بان دول الخليج والسعوديه بدات تضغط على سيدتها الولايات المتحده لان تمكنها من بناء مفاعلات نوويه كعملية موازنة مع القوى النوويه الايرانيه ..فماذا يعني هذا برايه ؟ وطبعا لا يخفى على هذا السيد ما تفعله السعوديه ومصر وكل الدول العربيه من دور كبير في عملية (تشذيب ) امتدادات ايران ..... واخيرا لابد وان اتوقف مليا امام ما قاله السيد حميد تقوائي ((ان نظرية صدام الحظارات هي هراء ..ليس هناك حضاره اسلاميه ...)) فبماذا يعرف مفهوم الحضاره ما هي ماهيتها؟ هل يمكن ان تكون هناك دوله بلا حضاره من اي نوع كانت وباي درجه ؟ ان الحضاره التي تعرفها الماركسيه هي جملة انجازات المجتمع الماديه والروحيه وهي مقرونه عادة بمفهوم الثقافه ((الثقافه الماديه - التي هي جملة انتاج الخيرات الماديه ووسائله )) والثقافه الروحيه وهي جملة المعارف على كافة اشكال الوعي الاجتماعي -الفلسفه - الاخلاق - الفن - )) ..ان البرجوازيون يعنون بالحضاره انها انجازات المجتمع الماديه التكنيكيه ويقصرون الثقافه على القيم الروحيه اي انهم حصرا يرون الثقافه الروحيه في الدين وتحسن القواعد الاخلاقيه ..اما الماديون المبتذلون فيربطون فقط الثقافه وتطورها مع التكنيك ...واما الماركسيون اللذي من المفترض ان السيد حميد تقوائي هو واحد منهم فيعتبرون الحضاره هي نتائج لنشاط المجتمع التحويري سواء في مجال صنع الخيرات الماديه او المعارف العلميه والمذاهب والافكار الفلسفيه ... ومن هنا فان قوله ان نظرية صدام الحظارات هي هراء بمعنى انها استخدمت كذريعه سياسيه فهي والحال هذه صحيحه بل ومتفق عليها ..أما قوله (ليس هناك حضاره اسلاميه )) فهذا ما يجب ان يعيد النظر فيه ويوضحه ويبذل جهد اكبر ..فهو لا يستطيع بتصريح يدلي به امام السيده مريم نمازي وفي مقابله تلفزيونيه ان ينسف مرحله طويله من مراحل مسيرة شعوب وليس شعب واحد ....بل انه يريد بعمله هذا ان يبدو لنا كأنه اصم ابكم واعمى (((اصمله عليه ))) حينما يدير ظهره عن قائمه طويله من انجازات هذه الشعوب التي اخذت من الاسلام ما يمكن ان تنتزعه من يد ممارسيه ومفسريه ... بل ان حركه الثقافه والفلسفه الاسلاميه في واقع الامر وعلينا ان نعترف رغما على انف كل واحد منا بانها تشهد نشاطا ضخما وتحويريا حتى ... بينما يقبع الماركسيون في زوايا ضيقه بكل جوانب الحياة وامتلئت نشاطاتهم فقط زعيقا ونعيقا على حقوق المرأه ..حتى ان السيد حميد تقوائي بدى وكانه يعد المرأه وكانها طبقه اجتماعيه من بين الطبقات ..والمصيبه ان هذه الطبقه اسمها المرأه وليست المرأه العامله .....اننا نحتاج كثيرا لان نقف امام انفسنا اولا ونحاول ان ننقدها وبمراره لننبذ سر ذلك التقوقع والابتعاد عن الواقع ..علينا ان نهبط من (مأذنة)) ماركس التي بناها لنا الرجل قبل اكثر من قرن ونصف القرن وان نتذكر وصيته الينا بوجوب ادامتها حتى لو بدت تلك الادامه على انها هدم او اضافه لبعض اركانها ولفتره محدده ... وان نعلم بأن اكثرحكماء سكنة القمر فطنه لا يصلح لان يقارن باردء مجانيين شارع الفضل والكفاح وساحة الميدان