العمل الديموقراطي الجماهيري


عبد العزيز الراشيدي
2007 / 3 / 3 - 10:16     

إن الوعي بأهمية العمل الديمقراطي الجماهيري, داخل منظمتنا, ليس بالأمر الجديد؛ ولكن ما هو جديد هو الوعي بالسلبيات والقصور الذي طبع تصورنا وممارستنا للعمل الديمقراطي الجماهيري, لاسيما في الماضي, مما جعلنا غير قادرين على الفعل المباشر والملموس في النضالات الجماهيرية الراهنة, سواء لجهة تجذ يرها أو لجهة تأطيرها, من هنا بات من الضروري العمل على تأسيس تصور جديد لمنظمتنا, بخصوص هذا العمل نراعي فيه شروط ومتطلبات الصراع الطبقي, في المرحلة الراهنة, وأهدافنا الاستراتيجية الشاملة كقوة ثورية مكافحة وتعود أهمية تصور جديد لعملنا الديمقراطي الجماهيري إلى العوامل التالية:
• حاجة الجماهير الشعبية إلى هذا العمل للدفاع عن مصالحها ومطالبها الآنية, السياسية منها والاقتصادية.
• طبيعة الظرفية الحالية, التي تتميز بانتعاش وتصاعد نضالات الجماهير الشعبية, لحد أنها وصلت إلى مستوى طرحت فيه شعارات ثورية, إضافة إلى أن هذه النضالات شملت أوسع الفئات الشعبية. إلا أن غياب تصور عام وشامل لهذا العمل, وضعف القوى الثورية, وتردد وتخاذل القوى الإصلاحية, أدت إلى ضمور وضعف نتائج و مردو دية هذه النضالات, رغم التضحيات الجسيمة التي قدمتها الجماهير الشعبية.
• العلاقة الجدلية بين العمل الديمقراطي الجماهيري والعمل الثوري, باعتبارهما حلقتين متداخلتين في صيرورة الصراع الطبقي, وأداتين لإحداث التغيير الثوري داخل المجتمع. السلبيات التي وسمت تصورنا وممارستنا للعمل الديمقراطي الجماهيري, ويمكن تلخيصها فيما يلي:
- النظر إلى العمل الديمقراطي الجماهيري نظرة دونية وإيلاء الجهد الأساسي للعمل الثوري.
- التعثر في الربط الجدلي بين العمل الديمقراطي الجماهيري من جهة, والعمل الثوري من جهة أخرى, ومن ثم العجز عن الإدراك الدقيق للتمفصل القائم بينهما.
- غياب فهم صحيح لكيفية التعامل مع المنظمات الجماهيرية بشكل يحفظ استقلاليتها. دون أن يحرمنا من التأثير فيها والتعامل معها.
- عدم الاستفادة من الأطر الجماهيرية التي تفرزها الحركة الجماهيرية, وعدم معرفة كيفية التعامل معها.

أولا : مفهوم وأهداف العمل الديمقراطي الجماهيري:
1) ماذا نعني بالعمل الديمقراطي الجماهيري؟
يشير العمل الديمقراطي الجماهيري إلى نضالنا اليومي الملموس بجانب الجماهير ومعها, مع مراعاة شروطها الذاتية والموضوعية, كما أنه يستهدف الرفع من مستوى وعي وتنظيم الجماهير لتنخرط بشكل أكبر في المسلسل النضالي وتنصهر فيه, وذلك من أجل تحقيق مصالحها الآنية, والدفاع عن مكتسباتها.
ومن جهة أخرى, فإن هذا العمل هو نضال مرحلي يتطور ويتحول وفق دينامية وتطور الصراع الطبقي في البلاد, والشروط الموضوعية والذاتية للجماهير وقواها الحية. وذلك سواء على مستوى البرنامج أو الأدوات, أو من حيث الأساليب وأشكال النضال وبمعنى آخر, فهو يتغير حسب الأحوال والظروف, وحسب كل مرحلة مرحلة, لذا فإن أي تصور للعمل الديمقراطي الجماهيري يجب أن ينطلق من الواقع الملموس ومن الإشكالات التي يطرحها الصراع الطبقي, وكذا بارتباط مع أهدافنا الإستراتيجية.
غير أن النضال الديمقراطي الجماهيري هو ذو طبيعة إصلاحية, حيث لا يطرح مهمة إسقاط النظام, وهو في نفس الوقت في استناده إلى استراتيجية ثورية, يتجاوز الحدود الإصلاحية, لأنه من جهة يسمح للجماهير الشعبية وقواها الحية, بخلق تنظيماتها الذاتية للدفاع عن مصالحها ومكتسباتها آنيا واستقبالا, أي أن هاته التنظيمات الذاتية هي ضرورية لكبح أي تذييل أو هيمنة في المستقبل. وبذلك تشكل لبنات المجمع البديل. ومن جهة أخرى , فإن هذا العمل هو في حد ذاته جزء لا يتجزأ من العمل التغييري الجذري للمجتمع, بالرغم من غلبة الطبيعة الإصلاحية عليه.
2) مفهوم ومحتوى العمل الديمقراطي الجماهيري والموقع الطبقي:
بدءا لابد من الإشارة إلى أن النضال الديمقراطي الجماهيري, لا يخص البورجوازية الصغرى والبرجوازية المتوسطة, بل يهم مختلف الطبقات الشعبية, وعلى الخصوص الطبقات الكادحة كما أنه لا ينبغي اختزال هذا النضال في مسألة حقوق الإنسان, فحقوق الإنسان لا تعني البرجوازية الصغرى والبرجوازية المتوسطة دون سواهما, إذ أن هذه الحقوق هي على العكس من ذلك تماما تقع في صلب احتجاجات الجماهير الشعبية الكادحة. فمثلا نجد الفلاحين الفقراء أكثر الفئات الشعبية تعرضا للقمع الفظيع وإلى الانتهاك المستمر لحقوقهم البسيطة.
ولسنا في حاجة إلى إثبات واقع ضعف العمل الديمقراطي الجماهيري وسط الكادحين والطبقة العاملة بالخصوص, لكن لا مناص من التنصيص على ضرورة إيلاء الأهمية القصوى لهذا العمل وسط هذه الفئات وذلك بالتركيز على مطالبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وعلى العموم فإن النضال الديمقراطي الجماهيري يهم كل الفئات الشعبية, لاسيما الفئات الكادحة لأن هاته الفئات هي التي تتحمل العبء الأكبر من الأزمة وانعكاساتها. وعلى هذا الأساس يجب تجاوز المفهوم المجرد والمشوه للعمل الديمقراطي الذي تعمل القوى الإصلاحية على تثبيته وتكريسه, إذ نجد هذه القوى تحاول اختزاله وحصره في العمل من أجل الحريات الديمقراطية في جوانبها الأكثر شكلية.
والحال أن مفهوم العمل الديمقراطي الجماهيري هو مفهوم عام, يختلف باختلاف الفئات والقوى السياسية التي تمارسه, أي أنه يخضع في المقام الأخير للموقع الطبقي الذي تحتله كل طبقة اجتماعية, فبالنسبة للبورجوازية الصغرى والبرجوازية المتوسطة فإن هذا العمل يقتصر على النضال الديمقراطي. أما بالنسبة للقوى الثورية, التي تعبر عن مصالح الطبقات الكادحة, فإن الهدف من هذا النضال, علاوة على انتزاع مكاسب سياسية واقتصادية للجماهير , هو الرفع من وثيرة وأداء النضال الجماهيري في اتجاه تحقيق التغيير الثوري للمجتمع, وتبعا لهذا, فإن الشكل الذي يكتسبه العمل الديمقراطي الجماهيري يختلف حسب كل طبقة أو شريحة اجتماعية, وبناءا على التصور الذي تستند إليه في هذا العمل. فمثلا لدى الطبقة العاملة يمكن أن يأخذ الشكل الاقتصادي البحث, كما أن هذا العمل يختلف حسب كل مرحلة, حيث قد يتطلب التركيز على مطالب وشعارات محددة.
3) علاقة العمل الديمقراطي الجماهيري بالعمل الثوري:
إذا كانت القوى الإصلاحية ترى في العمل الديمقراطي مجالها الوحيد, وأكثر من ذلك فغالبا ما يتسم لديها بالموسمية والمناسباتية, تمشيا مع الهامش الذي سمح به النظام, كما تبين ذلك تجربة " المسلسل الديمقراطي". فإن القوى الثورية تدرج هذا العمل في صيرورة عملها الثوري الجذري, الذي يعني إنضاج الشروط الموضوعية والذاتية لإحداث التحول المجتمعي المنشود. وبذلك يشكل العمل الديمقراطي الجماهيري مرحلة تراكم الخبرات, وتفعيل النضالات من أجل الوصول إلى مرحلة أرقى, في أفق التثوير الشامل للمجتمع.
وبمعنى آخر, فإن العمل الديمقراطي الجماهيري هو حلقة في صيرورة متعرجة تصب, عبر مسلسل طويل شاق, في عملية التغيير الثوري. وهذا ما يميزنا عن القوى الإصلاحية, بالإضافة إلى بعض النقط في البرنامج الديمقراطي الجماهيري, كمسألة الصحراء, بحيث إننا نقوم بهذا العمل من أجل تطويره في علاقة مع عملنا الثوري. وبهذا يمثل العمل الديمقراطي الجماهيري الجواب على الربط والمفصلة بين عملنا السياسي المباشر والأهداف الاستراتيجية لمنظمتنا.
وفي هذا السياق يمكن التسطير على الخلاصات التالية:
- إن النضال الديمقراطي الجماهيري, لا يعد بديلا للعمل الثوري, بل يفتح الباب أمام هذا الأخير, ويرفع من وتيرة النضالات الجماهيرية واستعداداتها الكفاحية. وهكذا, فإن هذا العمل هو الذي يعطي للبرنامج الثوري مضمونه الحقيقي والفعلي, كما يساعد على توضيح وتقديم البديل للمناضلين الذين من خلال انصهار هم في العمل الديمقراطي الجماهيري, يصلون إلى القناعة بأنه لا يمكن إحراز أي تقدم ملموس للجماهير في غياب التغيير الجذري للمجتمع.
- العمل الديمقراطي الجماهيري تتمرس من خلاله الجماهير على النضال والتنظيم وتوحيد الصفوف ومعرفة الأعداء وتكتيكاتهم, وكذا معرفة الأصدقاء الحقيقيين للجماهير والأصدقاء غير الثابتين. لذلك فهو مدرسة للنضال والتنظيم والعمل الوحدوي ولتطور الوعي السياسي للجماهير.
- العمل الديمقراطي الجماهيري, بقدر ما يتوسع, فإنه يساهم في ضرب الاتكالية عند الجماهير, وفي تمرسها على أخذ أدوارها بيدها وبالتالي فهو يسمح ببناء علاقات صحية بين الجماهير و تنظيماتها الجماهيرية, بين الجماهير وطلائعها, وبين الجماهير والتنظيمات الثورية.
- كما أن النضال الديمقراطي الجماهيري سيساعد على ضرب الفهم المثالي الأسطوري للثورة لدى الجماهير التي تعي أكثر فأكثر, بفضل نضالها اليومي وتنظيم وتوحيد صفوفها, إن الثورة ستكون من صنعها , وليس من صنع بعض الأبطال الثوريين, وأن هاته الثورة, وإن كانت تشكل قطيعة مع نظام الطغيان والاستغلال, فإنها استمرار وتتويج لتطور وتوحيد نضالاتها, التي تبدو بسيطة, إذا ما نظر إليها بشكل معزول وتجريبي.
والثورة, إن كانت تفتح إمكانية إيجاد حلول لمختلف إشكاليات المجتمع, لا تعني بالضرورة أنها ستبلور وتنجز تلك الحلول, لذلك فبقدر ما تكون الجماهير قد تمرست من قبل على النضال والتنظيم المستقل, بقدر ما تتوفر شروط أحسن لحل تلك الإشكاليات.
- بالنسبة للجماهير الكادحة, فإن العمل الديمقراطي الجماهيري يعتبر أداة ووسيلة تدافع بها عن مصالحها وأهدافها السياسية والاقتصادية الآنية, ومن هنا, فهو ليس مسألة تكتيكية, إذ أن تحقيق هذه المصالح يعتبر مسألة حيوية ومصيرية بالنسبة إليها, وبالفعل فعندما يدافع العامل عن قوته اليومي, أي مصير وحياة أسرته. لهذا فلما نقول إن هناك علاقة وتمفصلا بين العمل الديمقراطي الجماهيري والعمل الثوري. فإن هذا الأخير لا يجب أن يكون هو المتحكم والمحدد بشكل ميكانيكي للعمل الديمقراطي الجماهيري.
- ومن الخطأ النظر للعمل الديمقراطي الجماهيري نظرة ازدراء واحتقار و اعتباره في مستوى أدنى من العمل الثوري, إن مثل هذا الفهم سطحي, فبدون العمل الديمقراطي الجماهيري لا يمكن تحقيق أي نجاح للعمل الثوري, واكثر من ذلك فإن هذا العمل غالبا ما يواجه من طرف النظام بنفس القمع الذي يواجه به العمل الثوري.
- وبالنسبة لمنظمتنا وبارتباط مع مهمتنا المركزية التجذر وسط الطبقة العاملة وكادحي الأحياء الشعبية والفلاحين الفقراء, فإن هذا العمل يجب أن يخدم مهمة التجذر هاته, دون أن يعني ذلك تسخيره لهذه المهمة بشكل ضيق.
4) أهداف العمل الديمقراطي الجماهيري:
إن تحديد الأهداف التي نتوخاها من النضال الديمقراطي الجماهيري بشكل واضح سيساعدنا على تعميق فهمنا لهذا العمل, وبلورة الأدوات الفعالة من اجل تحقيق هاته الأهداف. ويمكن تلخيص الأهداف الرئيسية كالتالي:
- النضال من أجل تحقيق المصالح الآنية المادية والسياسية للجماهير والدفاع عن مكتسباتها, مع الأخذ بعين الاعتبار الشروط الموضوعية والذاتية لهاته الجماهير وكذا المتطلبات الملموسة للصراع الطبقي.
- الرفع من مستوى وعي الجماهير وتنظيمها في إطار تنظيماتها الذاتية المستقلة, قصد توحيد نضالاتها والتعبئة التامة لأوسع فئاتها. ويعد هذا السبيل الكفيل بالرفع من مردودية وفعالية نضالات الجماهير الكادحة, وتغيير ميزان القوى لصالحها.
- فرز الطاقات النضالية والطليعية المكافحة داخل الحركة الجماهيرية, التي يمكن أن يشكل جزء منها الهيكلة الصلبة والأطر المتمرسة للقوى الثورية.
- التحضير وتهييء الشروط لإنجاز عملية التغيير الثوري للمجتمع.

ثانيا : أدوات وأشكال النضال الديمقراطي الجماهيري:
يطرح النضال الديمقراطي الجماهيري بشكل ملح مسألة تحديد أدوات وأشكال النضال, كما يستوجب منا تعيين العلاقات التي ستربطنا بالتنظيمات الذاتية للجماهير, وتؤدي الإجابة في هذين المستويين إلى نقل تصورنا ومفهومنا عن النضال الديمقراطي الجماهيري من المستوى النظري المجرد إلى الطور العملي الإجرائي.
1- أدوات وإطارات العمل الديمقراطي الجماهيري:
يمكن الانطلاق, في عملنا الديمقراطي الجماهيري, إما من المنظمات والهيئات والجمعيات النقابية والثقافية والاجتماعية الموجودة, ومن التقاليد النضالية للجماهير الشعبية, والأشكال التنظيمية التي أبدعتها تاريخيا, وتبتدعها بشكل مستمر, سواء في مجال التعاون والتآزر والتضامن فيما بينها, أو في إطار نضالها المستميت للدفاع عن حقوقها ومصالحها, وذلك رغم الجوانب السلبية التي يمكن أن يجترها, وعلى المناضلين العمل على تطوير هذه الأشكال والأدوات وتجاوز سلبياتها.
ويجب التأكيد على أن التنظيمات الذاتية للجماهير ليست غريبة عن تقاليد شعبنا النضالية, وتجدر الإشارة هنا للدور الذي لعبته الجماعة تاريخيا من أجل تسيير الحياة داخل الدوار أو القبيلة. وتنظيم النضالات الدفاعية للجماهير ضد الغزو الإستعماري والقمع السلطوي. وإذا كان هذا الدور قد تلاشى أو انحرف الآن, فإننا لازلنا نلاحظ في بعض المناطق استمرارية, ولو بشكل مقلص له, ولازال للجماعة بعض الأدوار التي كانت تلعبها تاريخيا كما أن الجماهير الشعبية, في المدن والقرى, تبدع يوميا في خلق تنظيماتها الذاتية من أجل صيانة مكاسبها, والدفاع عن حقوقها, ولا أدل على ذلك من التنظيمات التي تخلقها إبان تعرض بيوتها للهدم, وخلال الإضرابات, خاصة في المدن العمالية كجرادة واليوسفية, حيث تتعبأ جماهير هذه المدن من أجل إنجاح الإضراب. والنظام, وعيا منه بالخطورة التي شكلتها وتشكلها عليه هذه التنظيمات, يسعى جاهدا من أجل إفراغها من ضمونها النضالي, أو تلغيمها إذا لم يتمكن من القضاء عليها.
وإذا كانت هذه التنظيمات إيجابية في جوهرها, باعتبارها تشكل أدوات نضالية في يد الجماهير, فإن العديد من السلبيات لازالت تشوبها والمطروح على المناضلين, ليس احتقارها والابتعاد عن العمل فيها بسبب هذه السلبيات, بل العمل داخلها إلى جانب الجماهير من أجل تجاوز سلبياتها وتطوير إيجابياتها.
وفي هذا الإطار, مطروح علينا العمل على تعميم هاته الأشكال والأدوات على جميع المستويات, وفي كل المناطق, وخاصة في المناطق النائية والمهمشة. ومن غير المستبعد في مرحلة متقدمة خلق أدوات التنسيق بين الهيئات والإطارات المتقاربة والمتجانسة من أجل إعطاء العمل فعلا أكبر, وصولا إلى خلق إطارات وطنية تضم هذه الهيئات والجمعيات.
كما يجب الإبتعاد في عملنا عن إسقاط أشكال تنظيمية جاهزة وفوقية, إذ ينبغي ابتداع أشكال عملية ومرنة, تستمد من واقع القطاع ومن داخل حركته النضالية, كمحاولة استنساخ تجربة القاعديين في القطاع الطلابي داخل القطاع العمالي. فلكل قطاع خصوصيته, والشكل التنظيمي يمليه واقع القطاع وديناميته النضالية, دون أن يعني ذلك عدم استفادة قطاع من تجربة قطاع آخر, ومن تجارب الشعوب الأخرى.
إن التأكيد على تركيز العمل وسط الكادحين لا يعني إهمال العمل وسط الفئات دون أخرى (الطلبة, رجال التعليم, التلاميذ...) التي تضررت كثيرا من جراء الأزمة الاقتصادية التي تكتوي بنارها كل الفئات الشعبية, ووجدت مستوى عيشها يتدنى باستمرار, كما أصبح أبناؤها معرضين بدرجة كبيرة للطرد من المدارس والبطالة. وهذا ما دفع بها إلى حلبة النضال, حيث عرفت السنوات الأخيرة نضالات متعددة لهذه الفئات. ولهذا من المفروض علينا العمل إلى جانبها من أجل تأطير وتطوير نضالاتها.
وفي جانب آخر, لابد من استثمار الرصيد السياسي والإيديولوجي الذي تمتلكه المنظمة وسط هذه الفئات, وخاصة وسط الحركة الطلابية. إن التأثير السياسي والإيديولوجي وحده, بالرغم مما له من أهمية, يبقى غير كاف ومن اللازم العمل المباشر, يربط علاقات مع الأطر الطليعة لهذه الفئات. هذه العلاقة التي يجب أن تكون متكافئة وديمقراطية.
وبالنسبة للعمل وسط التلاميذ, فإنه يستقي أهميته من ارتباط هؤلاء التلاميذ بكادحي الأحياء الشعبية, بشكل كبير, ومن كون القوى الظلامية أصبحت تجد في القطاع التلاميذي, أمام غيابنا, الأرضية الخصبة لنشر أفكارها, ومن شأن الاهتمام بالتلاميذ أن يطعم القطاع الطلابي و ا.و.ط.م بمناضلين وأطر مؤهلة. غير أنه يجب اجتناب الوقوع في أخطاء التجربة السابقة, أي تفادي اعتماد العمل السري وسط التلاميذ.
والحقيقة, أن هذا التصور لأدوات وأشكال العمل الديمقراطي الجماهيري يبقى عاما, وعلى المناضلين العاملين في الساحة, بلورة الأساليب والوسائل الملائمة حسب كل قطاع. وهذا يطرح بدوره مسألة الأطر المناضلة التي بدون وجودها لا يمكن لهذا التصور أن يتجسد على أرضية الواقع فهؤلاء المناضلين المتمرسين على العمل الجماهيري, والقادرين على قراءة الواقع يطرح الشعارات الملائمة التي يستدعيها الظرف, والشروط الذاتية للجماهير, وكذلك ترجمة هذه الشعارات إلى عمل ملموس وحي بجانب الجماهير, وهو منطلق أي تقدم لعملنا الديمقراطي الجماهيري, ولهذا يجب أن نضع مهمة تكوين الأطر من بين أولى المهام.
غير أنه يجب عدم النظر لمسألة تكوين الأطر وإعادة المناضلين كمهمة تقنية, إذ أنها لا يمكن أن تتم إلا داخل صيرورة العمل الدؤوب والشاق.
وإلى جانب هؤلاء المناضلين, يمكن الاعتماد على أطر الحركة الجماهيرية التي أفرزتها في نضالاتها, وأصبحت تحظى بثقتها. وفي هذا المجال, ينبغي نبذ الفهم الذي تبنيناه في الماضي, بتقربنا فقط من الأطر التي تتبنى أطروحاتنا, وتتفق معنا بسهولة دون تلك التي يمكن أن تعارضنا, كما يجب أن تربطنا بهؤلاء الأطر علاقة ديمقراطية متكافئة, وألا نعتبرهم مجرد منفذين لتوجيهاتنا, وأن يحكم علاقاتنا معهم مبدأ الإقناع والإقتناع.
2) علاقتنا بالتنظيمات الذاتية المستقلة للجماهير:
لقد سبق أن أشرنا إلى أن النضال الديمقراطي الجماهيري يركز عمله حاليا وسط الفئات البورجوازية الصغيرة والمتوسطة, هذا في الوقت الذي تجد فيه الجماهير الشعبية الكادحة, رغم أنها الأكثر تعرضا للعسف والقمع, مبعدة عن هذا النضال ومهمشة في مثل هذا العمل. لهذا, علينا أن نسخر أكبر الجهود للعمل وسط الكادحين, بقصد تمكينهم من بناء أدوات تنظيمهم ودفاعهم الذاتي, إلا أن الأساسي, هو ألا ننظر إلى الأدوات كوسائل انتقالية, بل كأهداف إطارات تنتظم في إطارها الجماهير من أجل تحقيق مطالبها الآنية والمستقبلية, فإنها تمثل مجتمع الغد الذي تسعى وتطمح إليه, كما إن استطاعت أن تطور نفسها باستقلالية نسبية عن باقي المكونات السياسية التي تؤلفها, فإنها لابد أن تلعب في المستقبل دورا حاسما في التقليل من هيمنة الحزب والدولة على المجتمع.
والمؤكد أن مساهمتنا في بناء التنظيمات الذاتية المستقلة للجماهير لا تعني أننا سنحل محل هذه الجماهير, وسنناضل مكانها وبدونها. فلن يحرر الجماهير إلا نفسها, وهي وحدها قادرة على تحقيق مطالبها واحتياجاتها بانخراطها وانصهارها في المسلسل النضالي حالا واستقبالا. وحتى يتأتى ذلك, لابد أن تحرز تنظيماتها على استقلاليتها النسبية عنا, وعن باقي القوى السياسية. التقدمية والثورية الأخرى. ومن ثمة, لابد من النضال, بدون هوادة, حتى لا تهيمن عليها هذه القوى, ولكي لا تتحول إلى ملحقات لنا أو امتداد لغيرنا من القوى السياسية. لكن الاستقلالية, لا تعني تقديس العفوية أو حياد هذه التنظيمات في الصراع الدائر بين مختلف طبقات وفئات الشعب والأعداء الطبقيين. كما لا تقيد انصرافنا عن المساهمة في بنائها وتأطير عملها. فاحترامنا لاستقلاليتها, تعني إقامة علاقة ديمقراطية معها ومع أطرها, أي أن لا تنفي أو تبطل أو تعدم كل إمكانية للعبنا دورا طلائعيا في عملها.

ثانيا : الإطار البرنامجي للعمل الديمقراطي الجماهيري:
إن البرنامج الذي صاغته المنظمة في بداية الثمانينات, يبقى صحيحا رغم عموميته, ويصلح لان يقدم إطارات لعملنا الديمقراطي الجماهيري وكذلك الشأن بالنسبة للبرنامج الذي طرحناه في السنة الماضية. بل أن البرنامج الحالي الذي نطرحه لا يمكن أن يكون إلا عاما وشاملا وعلى المناضلين العاملين بالساحة أن يضعوا على أساسه برامج قطاعية ومناطقية.
وبالمقابل, فإن البرنامج الديمقراطي, ليس محكوما بالثبات والجمود, إذ يجب ربط وضعه بتحليل الواقع الملموس لتطور الصراع الطبقي ببلادنا, وبقدرتنا على استيعاب سيماته الرئيسية والخلاصات والمهام المترتبة عنه. وبالتالي, فإن الشعارات التي تطرح تبقى قابلة للتطور بارتباط مع تطور الواقع, وباختلاف المناطق وبنمو الشروط الذاتية للجماهير الكادحة وقواها المناضلة.

البرنامج الديمقراطي:
ألف: إقرار احترام الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان على طريق القضاء على الطابع المخزني وبناء دولة القانون:
1) ضمان الحريات الديمقراطية الأساسية: حرية الرأي والتعبير والتنظيم والصحافة والتجمع والتظاهر, وإلغاء كل القوانين الاستبدادية والقمعية الجاري بها العمل في هذا المجال.
2) حل الأجهزة القمعية الإجرامية (الأجهزة البوليسية السرية بالخصوص), والأجهزة المخزنية التي لها تأثير مباشر على حياة الشعب (القواد, الشيوخ, المقدمون...).
3) إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين من مدنيين وعسكريين, وعودة المنفيين إلى أرض الوطن, ورفع كل المتابعات والتضييقات ضد المناضلين في الداخل والخارج, وإزالة المعتقلات السرية (تازمامارت, اكدز, قلعة مكونة... ), والكشف عن مصير المختطفين والمفقودين.
4) ضمان الحريات النقابية, خاصة حق التنظيم النقابي والإضراب, بما في ذلك, رفع الحظر العملي عن ا.و.ط.م. وتمكين الطلاب من الحق النقابي.
5) إصدار قانون جديد للشغل يضمن فعليا حقوق العمال الاقتصادية والإجتماعية, ومده ليشمل العاملين في القطاع غير المقنن.
6) احترام حقوق المواطن المغربي وصيانة كرامته, وذلك طبقا لمبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وكل المواثيق الدولية المتعلقة به.
7) رفع تسلط وزارة الداخلية على مختلف الوزارات والإدارات وتأطيرها للحياة العامة.
8) إلغاء كل القوانين والتشريعات التمييزية التي تكرس دونية المرأة, ويحول دون مساواتها بالرجل, وعلى رأسها مدونة الأحوال الشخصية واستبدالها بقانون مدني عصري مع ضمان حق الأمومة.
9) جعل حد لأساليب المنع والخنق المسلطين على العمل الجمعوي الجاد والجمعيات الثقافية التي تساهم ي بناء ثقافة وطنية تقدمية في مواجهة الفكر الرجعي الظلامي.
10)ضمان الحقوق الثقافية لكل مكونات الشعب المغربي, بما في ذلك الإقرار بالثقافة واللغة الأمازيغيتين وتدريسهما في المؤسسات التعليمية, وإنشاء مؤسسات ثقافية علمية لصيانة وتطوير اللغة والثقافة الأمازيغيتين.
11)حماية الجالية المغربية بالخارج من الحملات لعنصرية ومن اضطهاد الأجهزة القمعية المغربية واحترام حق كل مهاجر مغربي في اختيار مصيره.

باء: تحسين الأوضاع المعاشية للجماهير.
1) توقيف مسلسل الطرد من الشغل وكفالة حق الشغل للجميع, مع الزيادة في الأجور بما يوفر حدا أدنى من العيش الكريم للجماهير الشعبية وتطبيق السلم المتحرك للأجور, والمساواة في الأجر بين الرجل والمراة.
2) وضع حد للزيادة المتتالية في الأثمان, لاسيما آثمان المواد الغذائية الأساسية وأثمنة الماء والكهرباء والأدوية والنقل وحليب الأطفال.
3) تعميم التشريعات الخاصة بالضمان الاجتماعي مع العمال الزراعيين, والزيادة في التعويضات العائلية.
4) تحديد خد أقصى لملكية الأرض, وتوزيع الأراضي على الفلاحين الفقراء والمعدمين.
5) الحد من نفقات الدولة, وخصوصا نفقات الجيش والبوليس ومظاهر البذخ, والرفع من اعتمادات قطاعات الصحة والتعليم والسكن, وتجهيز البادية, وذلك ب:
• منع التصفية التي يتعرض لها التعليم بجميع أطواره (الإصلاح البيداغوجي وإصلاحات التعليم عامة...) وإقرار تعليم شعبي ديمقراطي عصري, يضمن بالخصوص التعليم الأساسي للجميع.
• إيقاف مسلسل الهجوم على مجانية التطبيب, وتوفير الرعاية والوقاية لعموم المواطنين.
• وقف حملات الهدم والتهجير التي تتعرض لها مساكن وسكان الأحياء الشعبية, مع توفير سكن لائق وصحي لهذه الفئات من السكان.
• مد البوادي بالماء والكهرباء وربطها بشبكات النقل العمومي وتجهيزها بالمدارس والمستشفيات.
6) مناهضة تفويت القطاع العام للخواص, وتمكين العمال من مراقبة وتسيير مؤسسات القطاع العام.
7) تخفيض الضرائب المباشرة وغير المباشرة التي تثقل كاهل الشعب.
8) مناهضة التهميش الاقتصادي والاجتماعي والثقافي الذي تعيشه مناطق ما يسمى ب " المغرب غير النافع".

جيم : النضال ضد الإستعمار والإمبريالية والصهيونية.
1) تحرير سبتة ومليلية والجزر الشمالية.
2) مناهضة التغلغل الاقتصادي الإمبريالي (تفويت القطاع العام), والتغلغل السياسي والثقافي والعسكري الإمبريالي والصهيوني ببلادنا, وإلغاء كل الاتفاقيات العسكرية المبرمة في هذا المجال. بما في ذلك اتفاقيات 1982 مع الولايات المتحدة الأمريكية.
3) إجراء استفتاء حر ونزيه وعادل لتقرير الشعب الصحراوي لمصيره.
4) مساندة حركات التحرر في العالم وعلى رأسها الثورة الفلسطينية والانتفاضة الباسلة وكفاح شعوب إفريقيا ضد الميز العنصري.
5) مناهضة أي تدخل امبريالي بالمنطقة العربية وبالخصوص التواجد العسكري الإمبريالي في الخليج.
6) النضال من أجل بناء مغرب الشعوب على أساس ديمقراطي يحترم مختلف مكونات شعوب المنطقة.

رابعا : الدعاية والعمل الديمقراطي الجماهيري:
تكتسي الدعاية لتصورنا الخاص بالعمل الديمقراطي الجماهيري ولنضالات الجماهير في هذا المجال أهمية قصوى نظرا:
- لراهنية هذا العمل الذي تفرضه الشروط الموضوعية الملموسة للصراع الطبقي في البلاد.
- لوجود العديد من المناضلين المشتتين الذين يعربون عن استعدادهم لمباشرة هذا العمل. ولكن شرط ألا يكون ذلك في إطار تصور إصلاحي, وبذلك فهم بأشد الحاجة إلى تصور شامل يتماشى وطموحاتهم في تغيير المجتمع.
- بسبب المفارقة التي تعرفها منظمتنا والتي تتمثل في ضعفها على المستوى التنظيمي, مقابل العطف الواسع الذي يكنه لها جزء مهم من الجماهير لتجاوزها وتخطيها الاستفادة من كل أشكال وأدوات الدعاية العلنية (الجرائد والمجلات التقدمية...) والسرية (" إلى الأمام" البيانات), من أجل تبليغ وتوضيح تصورنا للعمل الديمقراطي الجماهيري لهؤلاء العاطفين, وإلى عموم الجماهير الشعبية.
ولابد من التأكيد هنا على أن تصورنا للعمل الديمقراطي الجماهيري, ليس نهائيا وجاهزا, وهو يتطلب في تدقيقه وإحكامه إلى اختباره في الواقع الملموس, وإخضاعه إلى اجتهادات لمناضلين الذين يمارسون هذا العمل من مواقع الفعل والإنخراط في الصراع الطبقي. وهذا يؤدي بنا إلى الإقرار بعدم كفاية نشر تصورنا بشكل واسع وسط المناضلين والترويج لبرامجنا, بل المطروح بشكل رئيسي هو إخضاع هذا التصور للنقاش وتعريضه للنقد والمساءلة من قبل كل المناضلين, حتى يتم تصحيحه وتطويره على ضوء معطيات الواقع ومتطلبات الصراع السياسي والاجتماعي.

خامسا : العمل الديمقراطي الجماهيري والقوى التقدمية:
أن العمل المشترك مع القوى التقدمية والديمقراطية كان وسيظل مبدأ قارا وثابتا في قلب تصورنا وعملنا, فالقوى السياسية التقدمية والمنظمات الجماهيرية الديمقراطية تتقاطع معنا في أغلب نقط برنامجنا الديمقراطي. لذلك فإنه يمكن العمل داخل الساحة السياسية مع كل القوى المناضلة, على أساس هذا البرنامج, نظرا لأن العمل الديمقراطي الجماهيري غير موقوف على الثوريين, وليس حكرا عليهم, بل هو من مهام كل القوى الديمقراطية والتقدمية, سواء منها تلك التي تحمل تصورات ثورية أو جذرية. بيد أن تعاملنا مع القوى التقدمية لا ينبغي أن يكون أحادي الجانب, بل يجب أن يكون مبنيا على النقد كلما تخاذلت أو ساومت, والدعم حين تناضل إلى جانب الجماهير وتقف معها وفي صفها , هكذا فإن التعامل مع القوى الديمقراطية والتقدمية يجب أن يتحلى بالمرونة, خاصة عندما يتعلق الأمر بخدمة مصالح الجماهير الشعبية.
والواقع أن الوضع الحالي يتميز بضعف النضال القاعدي المشترك الذي ينسجه المناضلون في صراعهم اليومي المشترك ضد القهر والبؤس والطغيان. غير أن هذا النضال المشترك يبقى وثيق الصلة وشديد الارتباط بتجاوز الحلقية والنزعة الأبوية لبعض القوى التقدمية, كما أنه مشروط موضوعيا وذاتيا بتنامي وثيرة الصراع الطبقي ببلادنا.
وعلى كل حال فإنه يمكن التنسيق مع هاته القوى في مختلف القطاعات والهيئات الجماهيرية بناءا على برامج وشعارات محددة, كما هو الأمر حاليا في القطاع الطلابي حيث يفرض الواقع الموضوعي داخل الجامعة تكاثف الجهود لإفشال مخططات النظام اللاديمقراطية واللاشعبية في مجال التعليم العالي, وانتزاع شرعية العمل النقابي برفع الحظر العملي المفروض على ا.و.ط.م. وكذا مواجهة الهجوم الظلامي.
وبخصوص تعاملنا مع الاتحاد الاشتراكي فقد كنا فيما قبل نركز على انتقاد القيادة اليمينية لهذا الحزب, ولكن مع صعود بعض المناضلين النقابيين إلى المكتب السياسي, فقد أصبح مطروحا علينا مواجهة هذا التمييز, والقيام بنقد الاتجاه اليميني داخل الحزب بشكل عام.
أما تعاملنا مع " الراديكاليين" فقد تميز بالسكوت عن ممارستهم وتجاوزاتهم في المنظمات الجماهيرية, وكذا على الشتم الذي يوجهونه بين الفينة والأخرى ل" الانتهازية اليسارية" , وهذا موقف غير سديد, لذلك لابد من انتقاد كل ممارساتهم الخاطئة (التعامل اللاديمقراطي مع المنظمات الجماهيرية, الحلقية, النقد غير الرفاقي للماركسيين, تركيز كل شيء على الصراع مع المكتب السياسي ومحاولة إقحام العمل الجماهيري في هذا الصراع الفوقي بمناسبة وبغير مناسبة). وفي نفس الوقت يجب توطيد النضال المشترك معهم كلما كان في صالح الجماهير الشعبية وعلى أسس مبدئية واضحة.
أما بخصوص النضال المشترك مع القوى الإصلاحية فهو يصطدم راهنا بمسألة الصحراء التي يتجه فيها الوضع حاليا نحو الاستفتاء, ومن جهة أخرى يجب أن تبنى وحدة اليسار, ليس بشكل فوقي بل انطلاقا من سلسل من النضالات وسط الجماهير الشعبية.
وأخيرا بخصوص القوى الظلامية فالمطروح هو مواجهتها سياسيا وفكريا ونضاليا في الساحة.


العدد 1 من مجلة " إلى الأمام" الصادر في فرنسا – أبريل 1992