لمادا لا يستطيع الاصلاحيون البرجوازيون حل المسالة القومية الامازيغية؟

ايدر الدفيلي
2007 / 2 / 12 - 12:04     

ان النقاش الجاري داخل الحركة الماركسية اللينينة المغربية حول المسالة القومية الامازيغية؛لا يزال يفتقر في الحقيقة الى التحليل الماركسي العلمي و الرصين لهده القضية لتحديد موقف سديد منها يتجاوز الطروحات البرجوازية ازاء المسالة القومية ببلادنا. ان موقفا صحيحا وواضحا من هده المسالة اصبح في هده المرحلة امرا ضروريا وملحا من اجل تعبيد الطريق امام مشروع الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية داخل بلد كالمغرب.
يفهم الماركسيون اللينينون الطابع العروبي للدولة و المجتمع الدي تحافظ عليه الطبقات السائدة كتكريس لايديولجيتها ؛ انها الاداة التي تحافظ بها هده الطبقات على استمرارية سلطتها: حيث تلعب ثنائية العروبة و الاسلام هنا على الدوام صمام امان للنظام القائم و الركيزة الايديولوجية التي تقوم عليها الملكية كرمز للتحالف الطبقي المسيطر؛ اد تبني عليه مشروعيتها المزعومة في مواجهة باقي المشروعيات بما في دلك الايديولوجيا القومية لقسم من الشعب: الامازيغ!!؛
تزعم قيادات الحركة القومية الامازيغية من البرجوازيين ان بالامكان حل هدا التناقض ( المسالة الامازيغية) عبر النضال الديمقراطي و حتى من داخل و بواسطة مؤسسات الدولة!!!ة لدلك يواصلون نشر هدا الوهم داخل القطاعات الكفاحية المتقدمة في صفوف الجماهير الكادحة ويجرون اقساما منها خلف طريقهم الاصلاحي!ه.
يدرك الماركسيون ان المسالة تحتاج اكثر من دلك الى الظفر بالسلطة السياسية للاطاحة بالايديولجيا الرجعية السائدة و اطلاق ثورة ايديولوجية جديدة محلها بغية تدميرها ؛ لدلك سيبقى الاصلاحيون عاجزون حتى عن انتزاع ابسط التغييرات لصالح دعاواهم و فوق كل هدا فهم يفتقدون للقدرة على الكفاح المجدي و الفعال فيما يخص الحقوق القومية للامازيغ !!
يتطابق التضييق المتواصل الدي تمارسه الديكتاتورية الحاكمة بالمغرب على مختلف التيارات و الحركات القومية الامازيغية مع مصالحها؛ فهي لا تستطيع ان تتهاون في حماية مرتكزاتها الايديولوجية التي تضمن لها الاستمرار في الهيمنة و الحكم؛ لدلك فهي لن تتنازل في اسوء اوضاعها ولن تقدم الى هؤلاء البرجوازيين البؤساء الا بعض الاصلاحات الشكلية , فيما ستواصل بالكاد اطلاق مخططاتها من كل الاشكال و الاوان لاحتواء هده الحركة بالدات!! و تركها تراوح مكانها دون ضجيج ما دامت بدون اي مضمون ثوري!!ئ
يدرك الماركسيون اللينينيون اهمية المسالة القومية الامازيغية؛ وان كانوا لم يولوها الاهمية التي تستحقها في معترك الصراع الايديولوجي حتى الان, ويعود
هدا فيما يعود الى الثاتيرات المضرة التي خلفتها وراءها( الحركة الماركسية اللينينية الام) بروافدها اليسارية المقومنة .وحتى شيء من سوء التقدير ما يجعلها بنظر قسم منهم مسالة غير ملحة ترتبط بما بعد انجاز مهمة الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية
لقد اثبتت التجربة استحالة حل التناقضات مهما كانت ثانوية مالم يتوفر الثورييون على الاقل على تصور سديد بخصوصها؛ لدلك ينبغي من الان البدء بالتصدي للمسالة القومية الامازيغية و العمل على توفير فهم علمي صحيح وخصوصا ماركسي لينيني بصددها سواء داخل المغرب ا و في باقي الاقطار المجاورة المعنية بها؛ وان كان من المفهوم جيدا ان حلها( القضية القومية الامازيغية) يقع ضمن المنظور الثوري لا الاصلاحي!! اد لن يكفل دلك سوى وضع السلطة بين ايدي البروليتاريا المغربية و الفلاحين الفقراء و الكادحين بما هم اغلبية الشعب المعنييون بالمسالة و ليس محترفي الدجل من الاصلاحيين!!ه
انه ليس لدى الماركسيين اللينينين المغاربة اية اوهام حول امكانيات اخرى لحل المسالة حلا جدريا خارج المشروع الثوري العام! ان تحرير العمل الثوري في صفوف جماهير الشعب و استرجاعها لسلطتها في تقرير مصيرها وحده الدي سيحل التناقضات الايديولوجية بما في دلك المسالة القوميةعموما و حقوق الامازيغ القومية على وجه الخصوص:ان تمكن جماهير الشعب الثوري من تسيير الاقتصاد و المجتمع لمصلحتها سيوازيه بالضرورة اطلاق ثورة ايديولوجية هائلة تشمل التعليم و الثقافة و القوانين و الاعلام عبر سيرورة التحول الى المجتمع اللاطبقي حيث لامكان لصراع الايديولوجيات الممثلة للاقسام القومية المختلفة و المشكلة للشعب مادامت تغيب اسس تشكلها المادية: صراع المصالح الطبقية , و عوامل تغدية التناحر الشوفيني دو الروح الطبقية الرجعية!!ه
و فيما يرى الماركسيون اللينينيون المغاربة ان من حق الامازيغ بناء احزابهم القومية في سياق مراكمة الاصلاحات لتحسين اوضاع قسم من الشعب؛ لا يجب ان يتهاونوا في تعرية و مواجهة قياداتها من البرجوازيين الصغار وفضحها امام اعين الجماهير و مقارعة ما تنفثه ايديولجيتها من سموم ضارة بنمو الوعي الثوري؛ بل سيجدون انفسهم مرغمين على مواجهتها بالعنف الثوري كلما حاولت تدرير المنظمات الجماهيرية و تقسيم العمال و الفلاحين الفقراء و الكادحين على اسس قومية مقيتة!!ه
ان الماركسيين اللينيين مدعوون ليس فقط لكشف الوجه الحقيقي للانتهازية العاملة وسط الحركة القومية الامازيغية وفقط؛ بل ايضا لصياغة الشعارات التي تتجاوز افق هده الاحزاب و الحركات البرجوازية المسدود فيما يخص هده المسالة بالدات!!ه
لم يبرز لحد الان داخل قيادات الحركة القومية الامازيغية من يتجاوز ايديولجيا الاصلاح بعناوينها المعروفة: التوافق الفوقي مع الطبقات المسيطرة؛و ارسال الاشارات المطمئنة لها(الطبقات الحاكمة) بالاستعداد للمشاركة في المؤسسات المفبركة الخاصة و لما لا الانخراط في مؤسسات النظام البرلمانية و الحكومية!! ان هدا عامل ايجابي يصب في مصلحة الحركة الماركسية اللينينية المغربية حيث لا يزال امامها مزيد من الوقت لتدارك ما فات و جر البساط من تحت اقدام الجناح اليميني الدي لايزال يهيمن على الحركة
ان على الماركسيين اللينينيين اثبات جدارتهم ليس في قيادة مجمل الجماهير الكادحة من اجل انجاز الثورة الاجتماعية و فقط؛ بل في اقناع القسم الامازيغي منها بالاجابات العملية و النظرية التي سيطرحونها من اجل حل مشكلتهم القومية بشكل جدري!!اد ليس هناك من قوة اخرى غيرهم قادرة على تعبئة الامازيغ من كادحي شعبنا من اجل انهاء معاناتهم و قلب الاوضاع لصالح التمكين لهم من حقوقهم القومية!!!ه
على الامازيغ ان يعوا انه ما ان يرغبوا حقا في استرجاع حقوقهم القومية المهضومة ؛ حتى يصيروا مرغمين على الخطو الى الامام نحو الثورة المغربية؛ و متى تحقق دلك سيمكننا نحن الماركسيين اللينينين ابناؤهم الاطمئنان الى مستقبل الصراع ضد الدولة القومية الموجودة الان و التي تقصيهم بفعل شكلها الايديولوجي القائم و نزعتها الشوفيننية العروبية
ان الموقف السديد من هده المسالة سيكون لوحده كفيلا بتحطيم كل تقوقع قومي مما تنشره البرجوازية بكل وقاحة في صفوف القوى الثورية؛ و من ثم السير بالبروليتاريا المغربية و حلفاءها من الفلاحين الفقراء و الكادحين على الدرب الثوري الظافر؛ و هو ما لن يصير ممكنا الا بالنضال الحازم ضد الاعداء الطبقيين ايا كانت قومياتهم بل حتى ضد الراسماليين ممن هم خارج الحدود الوطنية و الاقليمية!!ه
ان تصدي الماركسيين اللينينيين للمسالة القومية الامازيغية في هده المرحلة و في ظل الاوضاع التي يمر بها بلدنا؛ لا يعني التفريط في الشعارات الثورية الاساسية بل تحصينها و تقويتها عبر بناء و رعاية جبهة وطنية ثورية عريضة معادية للراسمالية تشمل كل القوميات؛ لدلك فهم مدعوون لاخد زمام الوضع فيما يشقون الطريق الثوري ببطء و اصرار لكن فوق ارضية اكثر استقرارا!!ه
لا مناص من معالجة قضايا الشعارات و التكتيكات ازاء هده المسالة( الحقوق القومية الامازيغية) واعطاءها المضمون المار كسي اللينيني الحقيقي؛ و على الماركسيين اللينينيين ان يضعوها مند الان على جدول برنامجهم الثوري -فوق القومي-!!بنفس الشكل الدي يطرح على عاتقهم التحريض ضد و التشهير باي ترتيب سياسي قد يتوصل اليه الاصلاحيون مع النظام القائم على حساب الحقوق القومية الامازيغية, منطلقين من نفس الروح المبدئية التي توجه نضالهم ضد الطبقات الحاكمة ؛ اننا لا نشك بقدرتهم ( الماركسيين اللينينيين) في المساهمة في هدا الاتجاه و لكن عليهم قبل دلك الاقلاع عن كل بقايا النزعات القومية- و حتى الدينية - التي لا تزال عالقة بادهان بعضهم و اتباث منظورهم الفوق - قومي و الاممي اللائق بموقعهم في قيادة الصراع
ان على الثوريين الماركسيين اللينينيين حقا الكف عن وضع غشاء القومية على كثير من مواقفهم و النظر اليها انطلاقا من المبادئ الاممية الصحيحة؛ بنفس الشكل الدي يجب عليهم به مواجهة اولئك البرجوازيين المخادعيين ممن يضعون نسخة منها ( القومية) على اعين الجماهير الكادحة لابقائها تحت سيطرتها!!ه
ان عليهم( الماركسيين اللينينيين المغاربة/و المغاربيين) ضمن مجمل المهام الملقاة على عاتقهم ان يعيدوا الاعتبار الى هده المسالة المركزية(المسالة القومية الامازيغية) و وضعها ضمن صلب نقاشاتهم بصدد الثورة الوطنية الدبمقراطية الشعبية؛ وعدم التهرب من النضال من اجلها؛ ليس بمبرر ارتبطها بباقي قضايا الشعب الكادح الملموسة
وفقط؛ و لكن لما تشكله من خطورة على مجمل مستقبل الثورة ببلادنا!!ه