ملاحظات حول الصين للرفيق انور خوجة - الجزء 13


الرفيق ايمن
2007 / 2 / 10 - 11:17     

الجمعة 4 شتنبر 1964
إن الصينيين يرتكبون أخطاء فادحة وغير مغتفرة
لقد للرفاق الصينيين جوابنا المتعلق بمسألة الدعوات على الذكرى 15 لإعلان الجمهورية. نحن انتقدناهم بصرامة، ولكن بشكل عادل، لأنهم يقومون بأخطاء فادحة وغير مغتفرة.
فنحن أخبرناهم أولا انه لم يكن من اللائق أو المقبول بتاتا أن يشارك وفد الحزب العمالي والحكومة الرومانيان في هذا الاحتفال وان يكون ممثلو أحزاب الدول الصديقة غائبين. نحن نرى انه من غير اللائق التعتيم والصمت حول مسألة كهانه،مع أنها تبدو واضحة، وان تعقيدها بشكل غير ضروري لأسباب تكتيكية أو اعتبارات معاملة دبلوماسية بالمثل.


نحن لا نستطيع تقبل أن الحزب العمالي والحكومة الرومانيين، الذين والى حدود الأمس هاجمونا علانية جميعا، والذين يتضامنان بشكل كامل مع كل التحريفيين الجدد، و الذين يتبنون الآن( وانه من الممكن جدا أنهم يستمرون في هذا المنحى) مواقف إيديولوجية وسياسية تحريفية، هو الحزب الوحيد والدولة الوحيدة الممثلان في الاحتفال الكبير للشعب الصيني.
نحن لا نرى من الصائب أن يحضر في الاحتفال الكبير للصين حزب وحكومة واحدة، واللذان ولحدود الأمس أيضا، في الذكرى 20 ،
لتحريره،قدموا تقريرا تحريفيا يمينيا.
تفادوا بشكل دقيق مهاجمة الامبريالية الأمريكية والتحريفيين الجدد ، فكان فقط من خلال بعض الكلمات، الذين تربطهم روابط صداقة متينة مع الخائن الكبير تيتو، الذي يرتبط بصداقة مع الامبريالية الأمريكية والامبرياليات الأخرى التي تمنحه قروضا.
ما الذي سيعتقده شيوعيو العالم حين يرون الصينيين، في عيدهم الوطني، يحجزون مقعدا شرفيا للرومانيين، بينما الأحزاب الماركسية اللينينية مغيبة تماما؟ انه ليس من الجيد السماح بالتلميح ،ولو من خلال المظهر الخارجي للأشياء، بأن الحزب الشيوعي الصيني يتبنى ويقبل الخط اليميني للرومانيين بينما يتعامل بفتور تجاه الحلفاء الأوفياء للماركسيين اللينينيين.
إن الرومانيين لا يخوضون صراعهم ضد خروشوف على أساس الماركسية اللينينية ، ولكن فقط على اعتراضات اقتصادية أو على بعض الاعتبارات الوطنية الشوفينية . يجب علينا أن نكون حذرين ويقظين جدا بخصوص كل خطانا تجاه هؤلاء. هذا هو رأينا، ولن يتغير إلا إن غير الرومانيون مواقفهم تجاهنا.
انه يحق، للرفاق الصينيين، دعوة عدة وفود من الأصدقاء غير الشيوعيين لعيدها. إلا أن دعوتهم فقط أي الحزب والحكومة الرومانيين، دون دعوة أحزابنا الماركسية اللينينية، فهذا غير مقبول سواء بالنسبة لهذه الأحزاب أو الرأي العالمي.
ثانيا، نحن أخبرناهم إننا نجد من غير المبرر قرارهم بتنحيتنا من الاحتفال الكبير لإحياء الذكرى 15 لإعلان الجمهورية الشعبية الصينية، الذي سيشارك فيه العديد من أصدقائها، فإقصاء الممثلين الرسميين للشعوب الأكثر وفاء للشعب الصيني، الممثلين الرسميين للأحزاب الشيوعية والعمالية الذين يتبنون مواقف ماركسية لينينية والذين يحاربون الخصوم الأكثر شراسة، الامبريالية العالمية وعملائها، التحريفيون الجدد. فما من اعتبار تكتيكي ، وخصوصا تكتيك داخلي بين حزبينا يستطيع تبريره ،في هاته اللحظة. فهذا ما لا يفهمه لا شعبنا ولا حزبنا. و حتى ، إذا ذهبنا ابعد، حتى إن شرحنا لهم " الدوافع" التي دفعت الصينيين لأخذ هذا القرار. نؤكد انه لا شعبنا أو حزبنا لن يفهما ذلك أبدا.
نحن نتصور انه لن يسر لا الشعب الصيني الشقيق، ولا الشيوعيين الصينيين أن يكون أصدقائهم الأقرب غائبين عن احتفالهم الأكبر.
ومن جهة أخرى نظن أن الرأي الدولي يجد من المذهل ، غير المفهوم وستأوله حسب هواها بطرق عديدة .
ثالثا، كتبنا لهم أنهم في نظرنا قد اتخذوا هذا القرار لتفادي أن يتهمهم الخونة التحريفيون بتنظيم الاجتماعات قبلهم ويبحثون عن الانشقاق!ونحن نظن أن منطقا من هذا القبيل ليس صائبا. الاجتماع الذي ينظمه خروشوف في 15 دجنبر هو ذو طابع وهدف مختلفين، بينما احتفال الجمهورية الشعبية الصينية ليس ببساطة إلا تخليدا للذكرى 15 لتأسيس الجمهورية الشعبية الصينية . من المؤكد، انه من الطبيعي أن تقوم وفود (بعثات) حزبينا بتبادل وجهات النظر. انه من حقنا وليس من حق احد أن يخيفنا أو يمنعنا من فعله. ينظم التحريفيون السبب بموضوع أو دونه مئات ا للقاءات لم يتوقعوا أن نعقد لقاءاتنا نحن. بينما، لن نعقد أي واحدة يمكنهم من اعتبارنا كتصفويين. بينما، لم يتوقف الأعداء عن اتهامنا، لكن مهما تكن اتهاماتهم الكاذبة، فلن يخيفونا . فالاتهامات الباطلة جزء من طبيعتهم.
إن الندوة التي يعدون لها يوم 15 دجنبر في موسكو، قرروا عقدها منذ زمن و قد جعلوا قرارهم هذا جماعيا دون أن ينتظروا ما سنفعله في حفل الذكرى 15 للجمهورية الشعبية الصينية.
كما يعرف التحريفيون أيضا أننا لن نشارك في هاته الندوة. إذن فندوة موسكو لن تستفز بسبب حضورنا المرتقب في الحفل الوطني الصيني. هم سيتهموننا بالحضور لاحتفال الصين كتصفويين، لان هذا الاتهام هو لازمتهم الأساسية، ليس لان حضورنا في الاحتفال سيستطيع، بالتالي، استفزاز لقاء ندوة موسكو، لان هاته الندوة كما ذكرنا سالفا، قررت سابقا،


إلا أنهم سيفعلون ذلك ليقولوا انه في نهاية المطاف أننا اجتمعنا في بكين لنؤكد على وحدتا القوية في أعمالنا المستقبلية معهم. ماذا سنخسر في ذلك ؟ لا شيء. مهما يكن ، هناك شيء أكيد، إن زيارتنا لبكين ترعبهم. انه لأمر جيد أن يرتعدوا خوفا ، وهذا بالضبط ما نتمناه .
هكذا، حتى ولو قبلنا التكتيك الذي يؤكد على القول:" أن يقوم التحريفيون بالخطوة الأولى"، بحضورنا هذه الحفلة لن ننزع عنهم هذا"امتياز". نحن لا ننوي عقد أي لقاء ببكين. نحن لا نعرف شيئا عن لقاء من هذا القبيل ونحن لسنا مستعدين لذلك . كخلاصة، نحن نظن أن احتفالات الصين ليست لها أية علاقة مع ندوة خونة الماركسية اللينينية التي ستعقد بموسكو.
نحن نظن انه من خلال القرار الذي اتخذتموهم بخصوص احتفالكم خلقتم أيضا وضعية صعبة في تخليد الذكرى 20 لتحريرنا. لقد فكرنا في دعوتكم لاحتفالنا الكبير مع الكوريين، الفيتناميين، النيوزلنديين، قياديي المجموعات الماركسية اللينينية والرومانيين. إن لم ندعكم فمن ندعو؟ لكن إن كنتم تتفادون بالتحديد في احتفالكم، فلن تستطيعوا تفاديه في احتفالنا. سيقول التحريفيون الجدد اننا عوض اجتماعنا في بكين في أكتوبر، اجتمعنا في تيرانا في نونبر، وسيتهموننا أيضا زورا بأننا تصفو يون، بما أن ندوتهم ستعقد في أكتوبر.
وفي حالة ما إذا، لأسباب تكتيكية، انتم، الرفاق الكوريين ، والرفاق الفيتناميين، لم تحضروا لتخليد الذكرى 20 لتحرير ألبانيا، بينما حضرتم لذكرى تحرير رومانيا، فالرأي العالمي سيؤول غيابكم في مسار مضر لقيتنا المشتركة.
فان اتخذنا كتكتيك عدم دعوتكم لاحتفالنا، انتم والأحزاب الثلاثة الحليفة والصديقة، وإلا ندعو الرومانيين( الذي لن نفعله حتى وان لم تحضروا)، وإذا غدا أو بعد غد ، لأسباب تكتيكية، شكلية ومراسيمية، لم يدعنا الكوريون والفيتناميون بدورهم لاحتفالاتهم، ولم يدعوا إلا الرومانيين، سيؤول الأمر إن أحزابنا ودولنا تخلوا عن الحصان السليم( الماركسية اللينينية) ليطعنوا حصانا مريضا. كما أننا، ولو لم نرد ذلك ، فتجلياتنا السياسية ستعطي انطباعا إن سياستنا تميل نحو رومانيا.نحن نظن انه خطئ علينا تفاديه. لم علينا، من خلال بعض أفعالنا، أن نخلق وضعيات صعبة لأحزابنا ودولنا بينما المسائل واضحة؟
نحن لن نتوقف عن صراعنا الإيديولوجي والسياسي الذي نعتبره مقدسا ضد التحريفيين الجدد، بقيادة تيتو وخروشوف. فالتصرف بشكل مغاير عن هذا من طرفنا سيكون خطئا فادحا.في رومانيا خلال المحادثات التي أجراها رفيقنا "مانوش مايفتيو" مع " جورجي ديج" شرحنا بوضوح موقفنا الاستراتيجي للرومانيين ونحن متأكدون انه ورفاقه لا يتوهمون شيئا، إنهم يعلمون أننا لم نحد ولن نحيد أبدا عن المبادئ. إن هذا أفضل كثيرا، وهذا قد يكون مفيدا للرومانيين أن كانوا قابلين للإصلاح نوعا ما. ففي موقفنا تجاههم ، نحن ننطلق من المبادئ حتى وان بدت لهم الحقيقة قاسية ، فالصواب صواب ويجب قوله.
نحن واثقون من أننا اخبرنا الصينيين عن تعبيرنا لهم عن جوهر فكرنا. نحن نقول بشكل علني ورفاقي ما نفكر فيه، فنحن لن ننسى صداقتنا الكبرى، صداقتنا المخلصة، الماركسية اللينينية ، بين حزبينا، وبين شعبينا. نحن نحافظ عليها كما نحافظ على بؤبؤ أعيننا، وليست هناك صداقة حقيقية دون صراحة كاملة . ربما إن نقدنا لن يروق ا لقياديين الصينيين لا يهم ذلك، لأنني أكررها، إنهم يرتكبون خطئا بدعوة رومانيا فقط لاحتفالهم. إن ذلك يعني تبني موقف يميني علانية. إن مسألة دعوة دول أو أحزاب لعيد وطني هو مسألة سياسية وليست مسألة خاصة، إن الأمر لا يشبه مثلا إن ماو بتحديد لائحة مدعو زفاف ابنه. إن هذا الفعل من طرف الرفاق الصينيين لا يبدو غير متوقع أو غير مفكر فيه. بل إن هناك نية مبيتة. من يعش ير.