ملاحظات حول الصين للرفيق انور خوجة- الجزء الحادي عشر-


الرفيق ايمن
2007 / 1 / 29 - 11:54     

الجمعة 21 غشت 1964
يتشبث الصينيون بمواقف وطنية شوفينية
يتشبث الصينيون بمواقف وطنية شوفينية
لقد توصلنا من بكين بتقارير حول اللقاء"الحار" الذي جمع السفير الصيني مع "ديج" ( 5 ساعات وغذاء عائلي)،عن حوار "بودناراس" مع السفير الصيني (7 ساعات من المحادثات السرية على متن النهر،والتي امتدت لحدود الساعة الثالثة صباحا) وعن لقاء تشو اون لاي مع السفير الروماني في بكين.
من البديهي انه لو قام الصينيون بإعلامنا بهذه اللقاءات والاتصالات، فهم مرتبكون حيالنا ، لأنه كان بإمكانهم إخفاء الأمر عنا. إن المواقف الصينية تجاه المنظور اليميني(الوسطي) الوطني للرومانيين باعتباره غير صحيح ، بل و مغلوطا وانتهازيا.
الرومانيون، بإخبار الصينيين عن عدم اتفاقهم مع خروشوف، يقومون بالادعاء الكاذب ، يتحدون السوفيت ، مادحين ومتبجحين" بقوتهم"، "بذكائهم" " وعن اكتشافهم الخارقة" التي قاموا بها بخصوص خط جديد، وسليم. صحيح أن الرومانيين وبفضل الاحتيال يتملقون للصينيين،إنهم يعزفون النغمة التي تعجبهم ويحاولون قصارى جهدهم جرهم في بعض عمليات المصالحة مع التحريفيين الآخرين. في هذا الإطار يسجل الاقتراح الذي قدموه ، هكذا فقبل أن يزور تشو اون لاي رومانيا، سيكون جيدا لو يزور بولونيا وهنغاريا أولا. الا انه في مقابلة(حوار) "بودراناس" مع السفير الصيني، سنجد المبرر الذي لأجله يستصغر الصينيون خطر تيتو الآن، في الواقع، يقدم "بودناراس" تيتو ك" خصم لخروشوف" لان" تيتو عارض خروشوف حول الاستدعاء لندوة وحول إقصاء الحزب الشيوعي الصيني من الصف الاشتراكي والحركة الشيوعية العالمية". و"تيتو يقدم دعما واضحا لرومانيا"، يضيف لها عدة خزعبلات من هذا القبيل والتي ترتبط بتكتيكات شيطانية من طرف تيتو.

"يبدو إن كل هذا ما كان ليسيء الصينيين، أنهم يصدقون بسرعة مناورتاهم. في التقرير عن لقاء "ديج" مع السفير الصيني فهو لم يذكر تيتو ( لن يكون من المدهش إن هذا الجزء قد تم حذفه من النص الذي تم تسليمنا إياه).
إن مواقف الرومانيين واضحة، إلا أن الغريب ، هو موقف تشو اون لاي خلال اللقاء مع السفير الروماني، لقاء ذهب في نهج مغلوط تماما ومن خلال المواقف الوطنية تجاه الاتحاد السوفيتي. تشو اون لاي يطرح أمام الرومانيين المطالب الترابية تجاه الاتحاد السوفيتي. (لينين وستالين، لأنه حسب تشو اون لاي خلال مرحلتهما حصل هذا "النهب") بإلحاق، جورا، أراض صينية، يابانية، بولونية ،ألمانية، تشيكية، رومانية،فلندية الخ. ومن جهة أخرى، تشو اون لاي يقول للرومانيين بأنه يستحسن أن يطالبوا بالأراضي التي أخذها منهم الاتحاد السوفيتي.
إن هاته المواقف ليست ماركسية لينينية بتاتا، بل وطنية شوفينية. دون استثناء الأخطاء التي ارتكبوها، استحضار هذه المسائل الآن، بينما المهمة الأولى التي تواجهنا هي الصراع الإيديولوجي ضد التحريفية الجديدة (الحديثة)، هذا يذهب في عدم مصارعة (مواجهة) خروشوف، ولكن، على العكس، مساعدته في نهجه الشوفيني. خطه الرائع والجميل كما هو خط الصينيين! فمن جهة يدافعون عن ستالين ومن أخرى يعتبرونه قاطع طرق.
إنهم ينسون أن تقديم هذه المطالب الترابية الآن ( ولو كانت مبررة، كما هو الحال بالنسبة لمسألة كوسوفو بالنسبة لنا) هو خلق حالة صراع مسلح. نحن ضد وجهة نظر الخائن خروشوف حول المسألة الحدودية، ولكن طريقة طرحها من طرف تشو اون لاي أيضا، خاطئة أيضا، في نظرنا. لا يمكننا تبني وجهات نظر الرفاق الصينيين هاته، لأنها معادية للماركسية.
وهذا ليس كل شيء. يقترف الصينيون أيضا خطئا تكتيكيا كبيرا آخر، بإخبار الرومانيين بوجهات النظر هاته، لأنهم يشجعون بهذا الخيار السيئ ويحاولون ربطهم بهم تبعا لمبادئ وتكتيكات مغلوطة.
نفهم من هذا،الآن، لم لا يود الصينيون أن نقوم باللقاء الذي كان من المزمع عقده مع الرومانيين.إن لقاء من هذا القبيل يتناقض بشكل فاضح مع منظور الصينيين. نحن لا نود تشجيع الرومانيين ولا أن نقربهم منا بالتملق لهم وبالظهور انتهازيين تجاههم، لكن بان نخبرهم مباشرة بالحقيقة، بتذكيرهم بالمبادئ، بالنهج القويم، بالسياسة القويمة، بالطريقة السوية والصارمة في الدفاع عن مبادئ الماركسية اللينينية.
في حوارهم مع الصينيين، لم يذكر الرومانيون كل هذه المسائل وليس هناك من مبرر ليذكروها، لأنه، إيديولوجيا، يتبنون المواقف التحريفية، لتيتو.
إن الصينيين ليتوهون بشكل خطير، وعلينا مساعدتهم.