الجنون انسلاخ ثوري الى عوالم الحرية اللامتناهية ضدا على قيود العقل و اوثان المعقولات


يوغرتن الباعمراني
2007 / 1 / 20 - 06:59     


نستطيع ان نقول ان العبقرية و الجنون يسيران معا في خطين مختلفين عما يمشي عليه الاخرون!
يتمظهر الجنون كانفلات فوضوي من قوانين العقل و المجتمع؛ انه تمرد ثوري حاسم و نهائي على قوانين الدمج الاجتماعي و الياته القهرية,ان المجنون ينزلق شيئا فشيئا و دونما وعي الى هامش المجتمع, و هو بهدا يختار الهجران الاضطراري للمعقول و المنمط الاجتماعيين, الدين يظل الاخرون يحرسونهما و يحرصون عليهما اشد الحرص
ان الجنون ليس سوى تفجيرا للحدود الوهمية بين المعقول و اللا معقول , لدلك فهو يقف على تخوم العبقرية
ان ما يخلخل اندماج المجنون -على خلاف المتشرد و النهليستي - ليس مظهره الشاد وصورته المختلفة ,بل تمرده الدائم على العقل النمطي لصالح تبني العقل الاشد تحررا و التمركز حول الدات الى حد الاستفزاز!
لدلك فالمجنون, وحده من يستطيع ان يتحرر بلا حدود من انتظاراتنا التي تشرعن كل سلوك او تحظره دون ان نحاسبه, ويظل يكسر افق توقعنا باستمرار دون حتى ان نلتفت اليه
.
يمكننا تعريف الجنون من منظور سيكولوجي : كاضطراب مرضي يمس وظائف الدهن و النشاط العقلاني الطبيعي اوهو: فقدان للتوازن النفسي ,يتسبب للمريض في العجز الوظيفي عن استخدام مجمل الانساق المنطقية, و هو ما ينعكس على سلوكه ويؤثرعلى مختلف العمليات الدهنية و العاطفية: من تفكير و تدكر وتخيل و تعبير, ويؤدي الى اضطراب الاحاسيس و الانفعالات
ان المجنون بفقدانه لكل حساسية تجاه ما هو شاد - مبتدل- او محظور - لا مقبول- ثقافيا , يحكم على نفسه مباشرة بالنبد الاجتماعي ؛ لكنه في مقابل دلك لا يتوانى عن استفزازنا في كل مرة , يعبث فيها او يتطاول على انساقنا القيمية و الرمزية,كانما يعيش في عالم يخلو من الاغيار. وفوق كل هدا قد يتطرف في نبده لعالمنا فينقطع الى حد اختيار العزلة او الموت.
ان الجنون ليس سوى تعال محض للكينونة عن الواقع ,و انفلاتها من هيمنة العقل النمودجي و ارتماء في احضان عوالم تملؤها التخيلات و الاستيهامات؛ان الجنون عقل مختلف ,لامتناه ,يرفض الاكتفاء بالمتناهي و يوثر الانسحاب و اقتلاع الكينونة لصالح الكائن ,المستدرك للحرية في شكلها المطلق!! لكل دلك فالمجانين ليسوا فقط اخلافا يمشون في ركب المجتمع كما يبدو؛ انهم اساسا يقفون موقف الادانة من خديعة العقل و يزعمون حملهم للحكمة و البشائر و النبوات.
ان تخوم العبقرية و الجنون متماسان,حيث ان كليهما تجاوز للطبيعي و المالوف ’,لدلك قد يحدث ان يفضي احدهما الى الاخر!فهل نستطيع بعد كل هدا ان نقول ان معظم العباقرة الدين ادهشونا دلفوا الى عالمنا من متاهات الجنون و اللا معقولات ! ثم هل لايزال باستطاعتنا رسم حدود نتوهمها بين العقل و اللاعقل, بين ما يتصاعد من داخل عوالم الجنون وما هو هابط من سماءالمعقولات !!!