ملاحظات حول الصين للرفيق انور خوجا -الجزء السادس


الرفيق ايمن
2007 / 1 / 16 - 12:50     

الاثنين 24 دجنبر 1963
لم تكن مواقف الرفاق الصينيين ملائمة في عدة جوانب

أرى انه ومن عدة جوانب، أن مواقف الرفاق الصينيين حول المسائل التي تشغلنا ليست ملائمة. إلا أننا قد تحملنا كامل مسؤولياتنا في الطريق السوي و سيلحظ الكل ، عاجلا أم آجلا، صحة خطنا و سينهجونه.
فقد جمع التحريفيون الجدد ، بلا استثناء ،حولهم جوقة كبيرة ضد حزب العمل الألباني لإفقاده مشروعيته أمام العالم أكمل.
إنهم يحملوننا، حتى ما يخص الصين. فهم يستهدفون ضرب عدوهم الأساسي، حزب العمل الألباني، وفي ذات الوقت إخافة و إفقاد الحزب الشيوعي الصيني مشروعيته، بحيث يصل هذا الأخير لمستوى إيقاف تضامنه معنا، و الوصول في نفس السياق لتسويات معهم.
ففي حين يعمل التحريفيون بشكل علني ،في جميع الجهات، ومع إقرار الرفاق الصينيين، بان التحريفيين خونة، وبان علاقتهم مع الاتحاد السوفيتي بالكاد قائمة ، إلا أنهم(الرفاق الصينيون) يتفادون النزاع لدوافع متعلقة بالمظاهر، دون التفكير بان للصبر أيضا حدودا. فهذا التكتم والصمت يسيء لنا نحن، لهم أيضا كما للشيوعية.
إن الرفاق الصينيين لا يستوعبون نتائج مناورة التحريفيين، فهم يهاجموننا ويقومون بالدعاية علنا لفكرة" إن الصينيين هم من يدفعون بنا"، وبأننا" بوق الصينيين" و أننا " عملاء للصينيين". فهم في الواقع من خلال هذه الإشاعات يهاجمون الصين.
دعت الصين لعقد ندوة، والأدهى أنها تفعل ذلك لتقوية "الوحدة". من الصعب تصور أي نوع من الوحدة تبادرت لذهنها. نحن أيضا مع الوحدة، لكن وحدة مبنية على أسس سليمة، لكن لذلك على احد الأطراف الاعتراف بأنه اخطأ فيما يخص المبادئ، دون ذلك، فلن نصل إلا إلى توافقات دون أسس. ونحن لن نقبل هذه الطريقة للوصول للوحدة .
ويبدو لي أن الرفاق الصينيين يعلقون آمالا كبيرة على الندوة ، هم ما يزالون أوفياء لهذا الإجراء الشكلي ( لأنه، وانطلاقا من طريقة سير الأشياء للان، لا يمكننا أن نحكم على الأشياء بشكل آخر)، بشكل يتقبلون به أن يهاجموا و يشكك في مصداقيتهم هم و حلفائهم. أنني واثق من إن طريقة التصرف هاته ، وهذا التكتيك، ليس نضاليا ولا ثوريا البتة .

الأربعاء 26 دجنبر 1962
لي سيين نيين يتناقض بخصوص الاختلافات التي بيننا
في أمسية قام تشبن يي بتعديل لأقوال لي سيين نيين حول الاختلافات المزعومة بين حزبينا. لقد بدء خطابه بالمفردات التالية:" بين حزبينا، لا يوجد أدنى اختلاف، أو شرخ ، ولكن وحدة كاملة وقوية (من فولاذ)"، وهذا يعني إما أن لي سيين نيين قد اخطأ، أو أن رفاقه ليسوا متفقين معه. وما وقع هو انه وفي غذاء أقيم لاحقا، لي سيين نيين أعلن نقيض ما صرح به سابقا حول الاختلافات بيننا. هاته المرة كان خطابه مكتوبا.
الخميس 27 دجنبر 1962
اتسمت السياسة الخارجية الصينية بصمت القبور
اتسمت السياسة الخارجية الصينية بصمت القبور . يقوم خروشوف، تيتو، كنيدي بالمساومات السرية و سنرى ما سيفرزه ذلك. الصينيون دخلوا في الصمت ، ويبدو من الظاهر أنهم قرروا عدم الرد على خروشوف. يحاول الصينيون، من خلال الأحزاب الشيوعية والعمالية الوسطية ( التي تتواجد في مواقع معتدلة ) و المتدبدبة ، التوصل إلى الدعوة لندوة للأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية. إلا أن هؤلاء"الحلفاء" سيتخلون عنكم في أول فرصة، هؤلاء " الحلفاء" هم مع تجمعات للتوافقات.
يحاول خروشوف تنظيم اجتماع من هذا النوع حين يرى ذلك جيدا له و هؤلاء" الحلفاء" سيكونون دائما إلى جواره، إلا انه يبحث خصوصا عن تصفية حزب العمال الألباني وإخضاع الحزب الشيوعي الصيني، كما يعمل خروشوف على خلق شروط توصله لهدفه، بينما الصين ، تتعثر (تجر قدمها)، إن استطعت قول ذلك ، حول هذه المسالة.
الخميس 4 يوليوز 1963
إعلان اخرغير مستساغ
أعادت الصين التأكيد على أن وفدها الموفد إلى موسكو لإجراء مباحثات سيتسم بالصبر الخ، لقد بثت الصين إعلانا جديدا بخصوص هذا اللقاء ، إعلانا غير مستساغ والذي برأيي، غير ذي قيمة . ولم كل الدعاية؟ فالمجتمع العالمي الشيوعي اقتنع وما يزال بخيانة خروشوف، بفضحه بنزع قناع هذا الخائن. البعض، مثل...... ينصحون بالصبر، نعم الصبر. انه لمن المدهش أن الصينيين لم يصلوا حدهم بعد كل ما يقوله و يقوم به التحريفيون.
الجمعة 5 يوليوز 1963
لقاء لن يعطي أدنى نتيجة
وصل وفد الحزب الشيوعي الصيني إلى موسكو ، بقيادة تنغ سياو بينغ، حين خروجه من بكين ودع هذا الأخير بحفل كبير، وكأنه ذاهب نحو زفاف، بينما في موسكو استقبل ببرود كبير، كان الأمر يتعلق بجنازة .
سنرى ما هي نتائج هاته الزيارة الرسمية، غير ذات الجدوى. ولدي يقين أنها لن تعطي أدنى نتيجة، على العكس ستثبت مدى صحة وضعنا النقط على الحروف. فأي نتيجة يمكننا الحصول عليها من المباحثات مع الخونة الخروتشوفيين، بينما أعلنوا في الجمع العام للجنتهم الإقليمية بأنهم لن يتزحزحوا قيد أنملة عن خطهم؟ فبصياغة أخرى أراد الخروتشوفيين القول :" انسحبوا أيها الصينيون، وادخلوا في فلكنا".
في هذه الظروف الذهاب اذن للنقاش وبصبر مع الخروتشوفيين