ملاحظات حول الصين للرفيق تنور خوجا الجزء الخامس


الرفيق ايمن
2007 / 1 / 15 - 11:11     

الخميس 20 دجنبر 1962
قد أخطئت الصين حين لم ترد على هجومات خروشوف
عقب زيارة تيتو لموسكو، توقف أي صراع ضد زمرة أتباع تيتو وذلك حفاظا على المظاهر، بإمكاننا القول هنا أن تيتو حقق نجاحا كبيرا. لقد جعل إلى صفه نيكيتا خروشوف وخصوصا شركائه المتواطئين التحريفيين المتفرقين في أوربا . لقد جعلهم ينهلون عنه مادحين إياه. ويقوم التحريفيون الآن جميعا باستغلال الفرصة وانتهازها لتدارك الوقت الضائع.

إن الوكالات الأمريكية الآن تعد طليقة الأيدي، لان الخروتشوفيين فتحوا لهم الأبواب مشرعة. لقد صار أتباع تيتو أقوياء وسيتمكنون من العمل ومضاعفة نشاطهم من اجل انحطاط كل الأحزاب والدول التي فتحت أبوابها لهم. خروشوف وتيتو راضيان عن محادثاتهما. فقد كان هذا الأخير يحمل معه عدة اقتراحات ملموسة من زعيم الصف الامبريالي الأمريكي، كيندي، و التي قدمها لخروشوف ، ومن المؤكد أنهم قد وصلوا إلى خلاصات مقنعة للطرفين. سيقدمها تيتو لكندي لتقديم موافقته النهائية عليها. دون شك، ستظهر النتائج الفعلية لهذه اللقاءات بسرعة من خلال تراجعات جديدة وتواطئات فاضحة .
للان ، لم تجب الصين على هجوم خروشوف ومن وجهة نظري فهي مخطئة في ذلك. لقد مر التحريفيون الجدد نحو مرحلة جديدة من الصراع ضد الماركسية اللينينية. في المرحلة الأولى، خرقوا إعلان موسكو، وقاموا بمهاجمتنا، وقد استطاع خروشوف بفضل طرق وقحة، المجازفة بعدد من قادة الأحزاب بإدخالهم هم وكل جهاز دعايتهم في هذا الصراع الحقير ضد حزب العمل الألباني وضد الماركسية اللينينية. لقد قاومنا هجومهم، كما قمنا بفضحهم و باءت تجربتنا بالنجاح. إن التحريفيين يتقدمون الآن في مسار الخيانة ويبحثون عن أن تكون أيديهم طليقة. أمام هزائمهم، يعملون على استقطاب التحريفيين، للوصول إلى تسويات جديدة مع الامبريالية، وهم مازالوا يواصلون صراعهم ضدنا كما ، وبنفس الطرق، إلا انه هذه المرة من خلال منصات مؤتمرات أحزاب أخرى، يهاجمون علنية الحزب الشيوعي الصيني. هذا ما فعلوه في المؤتمرات التي عقدت في ايطاليا، في تشيكوسلوفاكيا ، في هنغاريا وبلغاريا. إن الخطاب الذي ألقاه خروشوف في 12 من هذا الشهر أمام مجلس السوفيت الأعلى أتى لتتويج مسلكياته المشبوهة ما يذهب في اتجاه هدفين : إما إخافة الصين وإخضاعها ، أو جعلها تهاجم بدورها للوصول نحو الانقسام المعلن، لان الوحدة الحالية هي فقط صورية.


دعت الصين إلى عقد ندوة ! وهذا لا يلاءم التحريفيين، وحتى إن وصلوا للقبول، فهذا لن يكون لصالح الوحدة ولكن للوصول إلى الانقسام، فهم سيقومون أولا بتعزيز هجومهم على الصين ، بتجريمها، وبتوريط قيادات الأحزاب الشيوعية والعمالية و الأحزاب ذاتها في هاته الحملة المفتوحة ضدها، وبعد إعدادها ، آنذاك بإمكانهم لاحقا قبول الاجتماع في ندوة لوضع الصين في موقف حرج موجهين لها مايلي:" إما أن تختاري الخضوع أو الانقسام! فأنت المذنبة". على الصين كشف هاته المؤامرات دون الوقوع فيها.

الاحد 23 دجنبر 1963
لدينا عدة اختلافات على المستوى التكتيكي مع الرفاق الصينيين، الشيء الذي لم نخفه عنهم
أثناء عشاء أقامه الرفاق الصينيون في بكين على شرف مجموعة من أخصائيينا في البناء، كرر لي سيان نيين ضمن خطابه إننا لن نستطيع بناء أو استعمال في التاريخ محدد المنشات التي ستسلمنا إياها الصين. متحدثا في سياق كلامه عن التحريفية الجديدة ، قائلا أن بين حزب العمل الألباني والحزب الشيوعي الصيني توجد عدة تناقضات ( لم يحددها)، إلا انه بالنسبة للخط العام فهناك توافق في الرؤى.
إن ما قاله بخصوص بناء منشات جديدة ليس صحيحا، لأنه لا يوجد أي حدث لدعم هذا الزعم، بما أن الأشغال لم تبدأ بعد حتى. فكان من الأجدر القول أن الصينيين للم يضعوا مشاريع هذه المنشات في الوقت المحدد. فهم من يمنعون أو يؤخرون عملية البناء، وبان لي سيان نيين هو من يستمر في التأكيد دونما أساس بأننا لسنا قادرين على بناء مشاريع جديدة طارحا هذا الرأي غير المبني على أساس عند الرفاق الآخرين في الإدارة الصينية من جهتنا، سنتجند لإثبات العكس.
أما فيما يخص التناقضات ، فكان من الأصح القول أن لدينا اختلافات على المستوى التكتيكي، هم يعرفونها، فنحن لم نخف عنهم شيئا. فنحن لا يمكننا أن نتبع بشكل أعمى أفعال الحزب الشيوعي الصيني، في الأشكال والإيقاع الذي يسيرون عليه