ملاحظات حول الصين للرفيق انور خوجا الجزء الثالث


الرفيق ايمن
2007 / 1 / 9 - 12:10     

الثلاثاء 3 يوليوز 1962
سنتقدم نحو الأمام، ولن نستسلم.
يعرف مسلسل توحد التحريفية الحديثة و المصالحة التامة بين تيتو وخروشوف تطورا وتقدما بسرعة. فلا شيء يوقفه.و تلاحظ الحركة الشيوعية العالمية الصمت المطلق . يوغوسلافيا والاتحاد السوفيتي يضاعفون تبادل البعثات. فهم يعلنون للملء أن الاختلافات الإيديولوجية بينهما تعد غير ذات شان وأنهم في طريق تصفيتها. فالاتحاد السوفيتي يستعد، وبالتطبيل لذلك، لتقديم قروض ليوغسلافيا. يحضر بريجنيف إلى يوغسلافيا، الخ. كل ما ماقلناه سابقا أو تكهنا به ، تتحقق صحته بشكل كبير. تتقوى التحريفية وتزداد، بينما نحن نمثل الأقلية إلا أننا سنمضي نحو الأمام ، ولن نستسلم أبدا. فنحن على صواب، وبالماركسية اللينينية، وسننتصر، وسننتصر فهذا يقيني. صراعنا صعب ، غير متساو ، إلا انه لقضية عادلة ولن يؤدي إلا إلى النصر


الأربعاء 4 يوليوز 1962
إن الحصار الاقتصادي قادم في الأفق، فلا ننسق وراء الاستفزازات!
لقد أنهى الرفيقان هيسني ورامز مهمتهما في الصين وهما الآن ببرمانيا. وسيكونان في السادس بروما .
لقد اتفقا مع الرفاق الصينيين حول معظم القضايا، ماعدا المساهمة في ندوة مرتقبة للأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية. فلقد بقينا على مواقفنا كما بقي الصينيون على مواقفهم.

في اللقاء الذي عقد تشو اون لاي مع رفاقنا اخبرهم بان الصين ستجد صعوبة في إمدادنا بكل ما يتوقع في الاتفاقات المبرمة
لقد أعلن رفاقنا احتجاجهم على هذا الموقف ، لان الضغط الاقتصادي على الأبواب. فالأمر جدي، و لكن على كل علينا انتظار عودة رفاقنا للحكم على المسالة. لقد استقبلهم ماو جيدا، لقد كان لديه تجاههم أراء جيدة ، فهو لم يكن يعلم ما قاله لهم تشو
وقد وعد بإعلام رفاقه به. علينا أن نكون يقظين. ولنحافظ على برودة دمنا ولنكن حذرين، لان الخصم يعمل دون هوادة على إبعادنا عن الصين، انه يحاول عزلنا. فما علينا إلا أن لا ننساق وراء الاستفزازات، وان نحسب حساب كل خطوة نقوم بها، فنحن لن نقوم بأي تنازلات عن المبادئ مع الاحتفاظ بصداقتنا وبعلاقاتنا بالصين . فهذا مهم لنا وللشيوعية العالمية .
.
الخميس 5 يوليوز 1962
إن الرفاق الصينيين لا يخرجون بالخلاصات الصحيحة للإحداث التي تقع في العالم
يستعمل التحريفيون الجدد تصريحات خروشوف حول الصين من اجل تقوية موقع قائدهم، بتقديم هذا الخائن على انه ماركسي لا يقدم تنازلات للامبريالية (الامبرياليين)، والذين وبغض النظر عن اختلافاتهم مع الصينيين، مستعد ، إذا اقتضت الضرورة ، للارتماء في النار لأجلها . كل هذا يبدو،و بالطبع، خدعة لن يتأخر كشفها، إلا أنها ، ولفترة، ستخدع عددا لا يستهان به من الناس.
ومن اجل تخفيف الأثر السلبي الذي يمكن أن تتسبب به تصريحاته لدى الأمريكيين، قام التبعي خروشوف، أمس، بزيارة سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في موسكو في العيد الوطني الأمريكي، بينما كان السفير ذاته غائبا. فلم يقم أبدا رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بزيارة السفارة السوفيتية في واشنطن لإحياء العيد الوطني ، بينما يتوجه ذلك الوغد الكريه ،خروشوف، سنويا للسفارة الأمريكية.
انه سيستعمل التصريحات التي ألقاها كامتياز يستعمله خلال مؤتمر السلام. كما انه سيوجهه ضدنا، إذا ما خضنا هجوما مفتوحا عليه، باتهماننا بكوننا جزءا من الكورس الامبريالي ضده. لذا فنحن لن نقع في هذا الفخ المستفز، حين دفاعه عن صديقتنا الصين.
انه ومن خلال هذا التصريح يحاول خروشوف تليين الصين، وجرها للوقوع في حباله، وتسطيح التناقضات لصالحه. سنرى ما ستفعله الصين . هل ستدرك الفخ الذي هل ستدرك الفخ الذي نصب لها، والذي بشكل ما، هي التي أعدته لذاتها؟ لم تتعلم الصين درسا من " حركة
الصواريخ لدعم كوبا". فحين هوجمت كوبا في منطقة شاطئ كيرون (بلايا كيرون) لم تتحرك صواريخ خروشوف، إلا بعد تحرك اسكلنتي (وهو السكرتير السابق لمنظمة لجنة المنظمات الثورية المتحدة لكوبا) ، آنذاك تحركت. من المثير للفضول، إن
الصينيين لا يخرجون بخلاصات صحيحة من الإحداث الواقعة في العالم . من خلال جعل التهديد المرتقب بهجوم من الامبريكيين وقوات تشانغ كاي تشيك، تلانيا، فكأن الصينيون يقولون : " خروشوف نحن نمد لك عصا ، فتشبث بها، نحن وأنت لدينا مبررات جيدة للذهاب ، نحن كصينيين نحو المصالحة ، وأنت كخروشوف نحو رد الاعتبار ولو مؤقتا .
وسنرى لاحقا كيف ستتطور الوضعية، وفي أي مسار سيتقدم الصينيون.
على كل من هيسني ورامز ركوب الطائرة من رانكون نحو روما. وهم بدورهم سيوضحون لنا الأشياء.



الثلاثاء 10 يوليوز 1962
يلاحظ في الخط الصيني ميولا واضحة نحو الاعتدال التخوف والسلبية

لقد قدم لنا الرفيق هسياني تقريرا حول اللقاءات التي عقدت في بكين . لقد استقبل الرفاق الصينيون رفاقنا بحفاوة وقد عبروا بحرارة تجاه حزبنا وشعبنا.
الشيء الأساسي الذي يمكن الخروج به من هذه المحادثات هو، فيما يخص المظاهر المهمة المتعلقة بالمبدأ، بالمشاكل السياسية والإيديولوجية، إن للإدارة الصينية نفس وجهات نظر حزبنا. كذلك فيما يخص التحريفية الجديدة، سواء مجموعة تيتو ،أو مجموعة خروشوف وأنصارهم، فتقييماتهم وإحكامهم متقاربة مع تلك المنبثقة عنا. فنحن نحكم بنفس الطريقة عن مدى الخطورة التي تمثلها هاته المجموعات التحريفية و التحريفية الحديثة عموما. لقد سطرنا بقوة ضرورة محاربتهم من الجانبين. مايعد شيئا مهما جدا. إلا أن هناك اختلاف ، بخصوص تكتيكات الصراع ضد التحريفيين، التي يصوغونها.
يلاحظ في الخط الصيني ميولا واضحة نحو الاعتدال التخوف والسلبية .

ويشرح الرفاق الصينيون هذا بعجالة باعتبار كون فريق خروشوف قويا على المستوى العسكري والاقتصادي وأنهم يستندون على نفوذ الاتحاد السوفيتي والحزب الشيوعي السوفيتي. هذه المجموعة متواجدة في هرم السلطة . ونلاحظ نفس الظاهرة في الأحزاب الشيوعية والعمالية الأخرى. سيكون من الأجدر العمل على ، أن تتأسس في هاته الأحزاب انويه ثورية وتنفصل بذاتها،بحيث تكون القطيعة من كثير منهم.و يقترح الصينيون أن علينا، قبول وحدة ولو صورية، و رفع ذلك العلم المزعوم وتأسيس جبهة مناهضة للامبريالية تضم أيضا التحريفيين.
كان الرفاق الصينيون مترددين ،فيما يخص مسالة الندوة، إلا أنهم يميلون نحو المشاركة ، لقد سخروا أنفسهم لإقناعنا وإلزامنا نحن أيضا بالانصياع ، الخ.
باختصار، وفيما يخص تكتيكاتنا هناك اختلافات، لكننا لن نتزحزح عن وجهات النظر التي تبنيناها، والتي تعد ثورية وعادلة،
في الظروف والملابسات الدولية الحالية، ، ما يقر به حتى الرفاق الصينيون ذاتهم، والذين لم يوجهوا انتقادا لمواقفنا .


ويبقى الزمن كفيلا بإظهار من على صواب، لكن المهم أننا متفقون حول القضايا الأساسية.
يحاول العدو عزلنا عن الصين فما علينا إلا تجنب الوقوع في هذا الفخ، و الظهور بمظهر الحذر والمتأني بخصوص علاقاتنا بالحزب الشيوعي الصيني، وتقوية روابطنا وتنسيقنا معه، لان هذا الحزب يتبنى وجهات نظر مبدئية، وهو حزب صديق يدعمنا ويساعدنا.
تعد أهمية الحزب الشيوعي الصيني كبيرة بالنسبة للشيوعية العالمية ، علينا أن نضع في الحسبان هذه الاعتبارات المهمة، بشكل خاص، وهو ما سنقوم به ، دون مخالفة أي مبدأ أو تقديم تنازلات. وأظن أن الرفاق الصينيين سيفكرون عميقا في آرائنا. ونحن أيضا، بالمقابل سندرس بتأن المعطيات والاعتبارات التي يضعها الحزب الشيوعي الصيني.
انه من المبكر القول أننا وصلنا لكنه هاته المسألة . فعلينا الرجوع كثيرا لهذه المشاكل الجوهرية.