كلمة في المؤتمر التأسيسي للحزب الشيوعي الماركسي اللينيني الإسباني


حمه الهمامي
2006 / 12 / 13 - 11:26     

كلمة الرفيق حمه الهمامي في المؤتمر التأسيسي للحزب الشيوعي الماركسي اللينيني الإسباني (مدريد 22-23 أكتوبر 2006)
شارك الرفيق حمه الهمامي الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي التونسي في المؤتمر التأسيسي للحزب الشيوعي الماركسي اللينيني الإسباني المنعقد بمدريد يومي 21و22 أكتوبر الماضي. وقد حضرت هذا المؤتمر وفود من عدة بلدان أوروبية وإفريقية ولاتينية أمريكية وآسيوية، تمثل أحزابا شيوعية ماركسية لينينية. كما حضر اختتام الأشغال، علاوة على ممثلي أحزاب وتنظيمات يسارية إسبانية، ممثل عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وهو في الآن نفسه أكاديمي بارز يدرس بالجامعات الإسبانية. وقد جاء تأسيس الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني الإسباني تتويجا لنقاشات عميقة انطلقت منذ سنة 2002 بين أهم أربعة تنظيمات شيوعية ماركسية لينينية بإسبانيا، أفضت إلى اتفاقات بشأن الخط الفكري والسياسي العام والبرنامج العام والتكتيك. وقد احتل الموقف من القضايا العربية وخاصة من الوضع في فلسطين والعراق ولبنان مكانة بارزة في لوائح الحزب التي شددت على وقوف الشيوعيين الماركسيين اللينينيين الإسبان إلى جانب شعوب هذه البلدان في كفاحها ضد الاحتلال الامبريالي الصهيوني. كما حظي موضوع المهاجرين الأجانب بإسبانيا بلائحة خاصة عبر فيها المؤتمرون عن وقوفهم إلى جانب الحقوق المشروعة لهؤلاء المهاجرين القادمين خصوصا من إفريقيا وأوروبا الشرقية وأبدوا معارضتهم للسياسات الرجعية والعنصرية للحكومات البورجوازية المتعاقبة في إسبانيا سواء كانت يمينية أو "اشتراكية".

وقد تناول الرفيق حمه الهمامي الكلمة في هذا المؤتمر.

وفي ما يلي النص الكامل لكلمة الرفيق:

أيتها الرفيقات،
أيها الرفاق،

باسم قيادة حزب العمال الشيوعي التونسي وباسم كافة مناضلاته ومناضليه، جئت إلى هنا لأعبّر لكم عما نشعر به من فرحة وبهجة وفخر واعتزاز ونحن نرى الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني الإسباني يُبعث إلى الوجود من جديد. إن غياب هذا الحزب لمدة الخمس عشرة سنة الماضية ترك فراغا لا في إسبانيا فحسب بل كذلك في الحركة الشيوعية والثورية العالمية. لقد ظل الشيوعيون الإسبان متواجدين في ساحة النضال خلال هذه المدة، ولكن من دون حزب يوحدهم ويوحد نشاطهم ما كانوا ليؤدوا مهمتهم على الوجه المطلوب. وما من شك في أن إعادة بناء الحزب اليوم ستملأ ذلك الفراغ وهو سر فرحتنا وسعادتنا بهذا الحدث الهام.

أيتها الرفيقات،
أيها الرفاق،

إن فرحتنا نحن الشيوعيين الماركسيين اللينينيين التونسيين بتأسيس حزبكم تكتسي صبغة خاصة. فالحكومة الإسبانية هي واحدة من بين الحكومات الامبريالية الأوروبية التي تسند إلى جانب حكومة الولايات المتحدة، النظام الدكتاتوري البوليسي الذي يحكمنا في تونس، علما وأن الحالة لم تتغير مع الحكومة "الاشتراكية" الحالية عما كانت عليه مع حكومة "أزنار" اليمينية. إن تأسيس الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني سيساعدنا نحن الشيوعيين التونسيين في معركتنا لأننا نعول عليكم لممارسة أقصى ما يمكن من الضغوط على حكومتكم حتى تكف عن مساندة الدكتاتورية البوليسية في تونس والتمديد في عمرها.

إن لفرحتنا الكبيرة سببا آخر أيضا. إن الشعوب العربية التي يمثّل الشعب التونسي واحدا منها، تتعرض اليوم لعدوان امبريالي –صهيوني- يذكّر بالحملات الاستعمارية للقرن التاسع عشر. إن كل يوم يمر موسوم بمذابح جديدة تحمل معها المئات من الأرواح البشرية سواء كان في العراق أو في فلسطين الشهيدة. ومن الواضح أن الامبرياليين الأمريكيين وحلفاءهم لا ينوون التوقف عند هذا الحد. لقد ساندوا ودعموا العدوان الوحشي للكيان الصهيوني على لبنان وهم يهددون اليوم بتوسيع رقعة عدوانهم إلى إيران وسوريا ليضعوا أيديهم على المخزون النفطي لكامل المنطقة. وكما تعلمون فإن الحكومة الإسبانية سمحت للامبرياليين الأمريكيين باستخدام التراب الإسباني في عدوانهم على العراق وأرسلت جيوشها في وقت سابق للمشاركة في احتلاله.

إن حزبا إسبانيا من الطراز الشيوعي الماركسي اللينيني، هو وحده القادر إلى جانب الأحزاب الشيوعية الماركسية اللينينية الأخرى في أوروبا وفي باقي البلدان الرأسمالية الكبرى، على الوقوف بحزم وتماسك في وجه المؤامرات الامبريالية الاستعمارية ومقاومتها والتشهير بها والتأكيد للشعوب العربية وكذلك لشعبي إيران وأفغانستان أن ما يحصل ليس في شيء "صدام حضارات" ولا هو حرب بين غرب مسيحي- يهودي من جهة وشرق مسلم من جهة أخرى، ولكنه حرب بين الشعوب، كل الشعوب بما فيها الشعوب الغربية من جهة والامبريالية العالمية وعلى رأسها الامبريالية الأمريكية من جهة أخرى، وكذلك التأكيد لها أن عاملاتنا وعمالنا هم إخوة ولا شيء يدفعهم موضوعيا إلى التحارب والكراهية على أسس عنصرية أو دينية أو قومية وأنهم على العكس من ذلك لهم مصلحة متأكدة في النضال معا ضد البربرية الرأسمالية والامبريالية.

أيتها الرفيقات،
أيها الرفاق،

قبل خمس عشرة سنة ومع انهيار الاتحاد السوفيتي، انطلقت صيحات البورجوازية في كل أنحاء المعمورة معلنة "موت الشيوعية" و"انتصار الرأسمالية". ولكن الخمس عشرة سنة التي مرت بينت أن ما انتهى وقته حقا ودخل طي التاريخ ليس المثل الشيوعية وإنما هو الحضارة البورجوازية. إن البورجوازية لم تعد قادرة على التقدم بالإنسانية كما أنه لم يعد لها ما تقدم للإنسانية غير الاستغلال الوحشي والحروب والمجازر و"مفيزة" الحياة السياسية والظلامية في المجالين الفكري والثقافي.

إن حضارة جديدة، اشتراكية وشيوعية، هي اليوم أكثر من ضرورية لإنقاذ البشرية من البربرية. ولكن هذه الحضارة الجديدة لن تتحقق إلا بفضل جهودنا نحن الشيوعيين وجهود كل الثوريين والتقدميين في العالم بأسره. وعندما يكون الشيوعيون في طليعة كل النضالات من أجـــل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للكادحين والمساواة التامة والفعلية بين النساء والرجال وحق الشعوب في تقرير مصيرها، سيقدرون على كسب ثقة الطبقة الشغيلة والشعوب التي تقاوم وتخوض نضالا ضاريا ضد الامبريالية والرجعية في جميع القارات للسير بها نحو الثورة، ونحو خلاصهم النهائي من الاستغلال والقهر.

أيتها الرفيقات،
أيها الرفاق،

أجدد لكم التحية.
وإلى الأمام.

عاش الحزب الشيوعي الماركسي اللينيني الإسباني.
عاشت الأممية البروليتارية.