خمريات الشاعرة الكبيرة وئام ملا سلمان: بلوغ الأرقى (4-10)


حسين علوان حسين
2024 / 5 / 9 - 14:09     

1. النص الشعري
1. يا حامل الزق رفقاً بابنة العنب *** فمن سوى حلمها يمتص من غضبي
2. تسري بروحي إذ أشكو لها وجعي *** وترتخي بي سنين العمر من تعبِ
3. أحكي الهيام لها صبّاً يناوره *** خفق الفؤاد بعيد الشيب مضطربِ
4. يسعى لماضٍ له يرجوه مقتربا *** وهل لأمسٍ إذا ولى بمقتربِ !
5. إني كبرت فهل من توبة لشقي *** عاصٍ تراه لباب الحان منجذبِ
6. ترنح الكأس في كفي وراقصني *** رقص الحسان اذا ما ذبن في الطربِ
7. يا ناسي الراح لو تدري منافعها *** لكنت ناديت: يا زيّاحة الكُرَبِ
8. هي النصوح لمن أعيته فاتنة *** وهي العشير لمقطوع من النسبِ
9. وهي الصديق إذا ما الصحبة افتقدت *** وهي الأنيس لمن ألفى بمغتربِ.

2. المعنى
ليس من الصعب فك شفرة معنى "إبنة العنب" و "الراح" و "الكأس" في النص الشعري أعلاه حالما نتساءل: عمّ يمكنه الجمع بين وظيفة الحُلُم والنصح والاسترخاء والسريان في الروح وموضع الشغف والتعلق والارتياح والمتعة والطرب ومزيح الكرب ورفيق العشرة والمراقصة والصديق والانيس في الغربة الموصوف في القصيدة ؟ لا ريب أنه "الكتاب" الحمّال للمعارف والآداب والعلوم والحكمة. هو الكتاب الذي يقول عنه المتنبي:
وَخَيرُ جَليسٍ في الزَمانِ كِتابُ.... تَسْلوا به إن خانك الأصحاب
والذي يعدد الجاحظ منافعه بالقول :
" فإنه يحيى القلب، ويقوّى القريحة، ويبعث نتائج العقول، ويستثير دفائن القلوب، ويمتع في الخلوة، ويؤنس في الوحشة، ويفيد ولا يستفيد، ويعطى ولا يأخذ، وتصل لذته إلى القلب من غير سآمة تدركك ولا مشقّة تعرض لك ".
ما أن نفك مغاليق شفرة التناص هذا، حتى تصبح دلالات هذا النص واضحاً لا لبس فيها. وبذا، يصبح "حامل الزق" هو "حامل الكتاب"، و "الكاس" هو "الكتاب" و "باب الحان" هو "باب المكتبة"، ومحتوى الكتاب هو الذي يسري في الروح .. إلخ.
هذا الترميز للكتاب بالخمرة هو استعارة جديدة وأريبة، وتستحق الاعجاب. كما أن الاستفاضة في التفصيل الشعري لمنافع الكتاب بالخوض في مضمار مراكمة الخلق للصور الفنية للكتاب ومنافعه بربطها مع هموم الشاعر نفسه يعكس نَفَساً شعرياً طويلاً وغير معهود. وبصورة عامة، تنماز الشاعرة بخلق الصور الجديدة المصاغة بالعبارات المدهشة السبك، مثل: "ترتخي بي سنين العمر من تعب" و"بُعيد الشيب" و"يسعى لماضٍ له يرجوه مقترباً" و"ترنح الكأس" و "زيّاحة الكُرب" و"أعيته فاتنة" و "ألفى بمغترب".
3. الترجمة
1. Oh, chaperone, be gentle to the daughter of vines,
For who else but her tolerance absorbs my fury?
2. It flows through my soul when I complain my pains
As the years of life wear me down with lethargy.
3. I relate my passion so deep, piloted out
By gray hair disturbing the heart’s beat.
5. Seeking a past it hopes is approaching,
If yesterday is gone, could it be approaching?
6. I’ve grown old is there any solace for a forlorn?
A rebel finding himself attracted to the door of a tavern?
7. The cup swayed in my palm and danced with me:
The dance of beauties melting in spree.
8. Lo, jilter, if only you knew its benefits,
You would’ve called out: Ye remover of misery!
9. It gives advice to those desperate with a beauty
The mate for those cut off from family.
It is a friend when missing confidants,
It comforts those who are expatriates.

يتبع، لطفاً.